أكد المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) الدكتور أحمد العسكر، أن لقاح كورونا الذي أنتجه المركز بالتعاون مع جامعة أكس فورد أثبت جدارته في مواجهة الفيروس، مبيناً أن المركز حالياً بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة بدأ بتجربته في الإبل، موضحاً أنه في حال الانتهاء من التجارب وثبت تحقيقه للنتائج الإيجابية سيبدأ تطبيقه على البشر كلقاح واق من الإصابة بالفيروس.
وحول نسبة الشفاء للمصابين بفيروس كورونا بين المدير التنفيذي لكيمارك أن الفيروس يصنف ضمن الفيروسات الخطرة، موضحاً أنه تسبب في وفاة 40 % من المصابين به، مؤكداً أن مراحل علاجه تعتمد على الحالة العمرية للمريض ذاكراً أنه كلما زاد العمر كلما زادت نسبة الخطورة.
ونوه العسكر بالدعم اللامحدود الذي تحظى به مراكز الأبحاث الطبية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، مبيناً أن تدشين الملك سلمان لـ (كيمارك) في عام 2015 شاهد حي وقريب على هذا الدعم اللامحدود.
وشدد العسكر خلال لقاء صحافي عقده، أمس، بمقر الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، لتسليط الضوء على فعاليات المنتدى السنوي الثامن للأبحاث الطبية الذي سيقام الثلاثاء المقبل برعاية صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف وزير الحرس الوطني، على أهمية الأبحاث الطبية كرافد من روافد الاقتصاد الوطني، وذراعاً مهمة من أذرع النمو والتطور، موضحاً في الوقت ذاته أنه اختير عنوان الازدهار الوطني عبر الأبحاث الطبية والابتكار تماشياً مع توجه الدولة في تعزيز استثمار طاقات أبنائها في عملية النمو والبناء للوطن وبناء الاقتصاد المعرفي.
وأشاد المدير التنفيذي لكيمارك بإنجازات الوطن وأبنائه في مجال الأبحاث والاختراعات في جميع المجالات الحديثة بشكل عام والأبحاث الطبية بشكل خاص، مبيناً أن مركز الملك عبدالله للأبحاث الطبية يعد واحداً من أكبر المراكز البحثية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كاشفاً أن المركز أسهم في تقديم 670 ورقة علمية بحثية نشرت في مجلات علمية عالمية محكمة خلال العام الماضي.
ولفت إلى أن رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد، ركزت على دعم الاستثمار في العلم والمعرفة والتي بدأت تظهر ملامحها بخلق بيئة خصبة لأبناء الوطن المبدعين والمخترعين من خلال التشجيع والدعم وتوفير الإمكانات الحديثة لزيادة تصدير المملكة للمعرفة التي وصفها بأهم مصادر الاقتصاد المستدام، مبيناً أن هذا النوع من الاستثمار فيه إثراء لرأس المال البشري.
وامتدح الدكتور العسكر الدورات السابقة لمنتدى الأبحاث الطبية مؤكداً أنها تمخضت عن نتائج متميزة دعمت مسيرة البحث العلمي بالمركز، لافتًا إلى أنه تم العمل بنتائجها، ومؤكداً أن المنتدى يعكس استراتيجية المركز بمجاراة التوجه المحلي والعالمي في دعم واستجلاب الخبرات الدولية والمحلية.
وبين العسكر أن المنتدى يحمل الصبغة البحثية المبتكرة ويقدم مناخات معرفية مميزة في دعم الاقتصاد والابتكار وخلق الفرص للشركات ومختبرات الأبحاث السريرية والمراحل الأولية للعلاج.
وقال العسكر “إن براءات الاختراع في المملكة تزداد بشكل مطرد سنوياً موضحاً أن المركز خلال الثلاثة أعوام الماضية استقبل أكثر من 100 براءة اختراع، مستدركاً أن تركيز المركز منصب على الأكفأ وليس على الكم من براءات الاختراع”.
وفيما يتعلق بالتفاعل مع برامج ومشروعات المركز البحثية أشاد الدكتور العسكر بالتفاعل من قبل المجتمع مستشهداً بأكثر من 60 ألف متطوع سعودي سجلوا بياناتهم في السجل السعودي للخلايا الجذعية، مؤكداً أنه تم الاستفادة منها في زرع عدد من حالات المرضى المصابين بأمراض سرطانية مستعصية وبنسبة نجاح تجاوزت المعدل العالمي.
وأكد أن المركز يسعى لتحويل الأبحاث الطبية من المختبرات إلى منتج يعود بالنفع الصحي على المريض وفي الوقت ذاته ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني، مبيناً أن المركز يعمل على مد الجسور بين الشركات الطبية والباحثين لكسب حصص استثمارية في المجال نفسه، ومبيناً أن المركز أسهم في إدخال تقنيات النانو في بعض الأدوية لرفع فعاليتها أو التقليل من الآثار الجانبية للدواء.