روبوت واعد لعلاج مشاكل الخصوبة تجمع الرياض الصحي الثاني يحتفي بتخريج 327 متدربًا ومتدربة وظائف شاغرة في شركة سير للسيارات شاهد.. هطول أمطار الخير على طريف جامعة الملك عبدالعزيز تحصل على تصنيف “التايمز” الفضي اكتشاف إصابة جديدة بجدري القردة في باكستان اختراق خطير لحسابات السودانيين على الإنترنت موسم الدرعية يعود ببرامج استثنائية بملتقى صناع التأثير.. وزير الإعلام ورئيس سدايا يشهدان إطلاق برنامج معسكر الابتكار “سر التأثير في صناعة البودكاست”.. جلسة حوارية ضمن ملتقى صناع التأثير
حرصت قطر، طيلة أعوام، على تقديم دعم مالي وإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، الأمر الذي كان من بين ما دفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في الخامس من حزيران/ يونيو الماضي، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، التي سخّرت آلتها الإعلامية، والأموال كافة، لدعم التنظيم الإرهابي الدولي، والترويج له، وتبني خطابه. كما منحت قادته ومنظّريه الملاذ الآمن على أراضيها، حتى أصبح القرضاوي بنفسه مفتي الديار القطرية.
ظهور العلاقة المحرّمة إلى العلن للمرّة الأولى:
كانت الشرارة التي ألقت بضوئها على طبيعة العلاقة بين قطر وجماعة الإخوان، تتمثل في اتصال هاتفي بين النائب الإخواني المصري محمد مرسي، وقناة الجزيرة القطرية الحكومية، فور هروبه من السجن خلال أحداث كانون الثاني/ يناير 2011، فقد أعطى الرجل الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لمصر معلومات دقيقة عن مكان وجوده، وهو ما فسر على أنها رسالة أراد مرسي توجيهها عبر الدوحة إلى من يهمه الأمر في الخارج من أعضاء الجماعة وداعميها، لكنه في الوقت نفسه فتح بابًا من التكهنات بشأن دور خفي لقطر في المشهد المشتعل في مصر حينها، لاسيّما في شأن الهجوم المنسق على السجون وأقسام الشرطة، لإخراج معتقلين ومسجونين تابعين للإخوان.
“المحرمات السياسية” في منطقة الخليج على شاشات الجزيرة:
بلغت قناة الجزيرة في تعاطيها الإعلامي مع أوضاع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، التي قاطعت الدوحة، وهي المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حدًّا تجاوز “محرمات” كثيرة في الواقع الخليجي؛ إذ تناولت قضايا، ووظفت لغة وأسلوبًا لم يكن مسموحًا بهما في علاقات دول الخليج ببعضها البعض، لاسيما في شأن المملكة العربية السعودية، في محاولة يائسة منها للنيل من الوطن الأكبر، وقبلة المسلمين، بداية من “تسييس” شؤون الحج والعمرة، الذي تعرّضت له مرفقًا بفيديوهات من الأماكن المقدسة وصور وكلمات للملك سلمان في فترات زمنية سابقة، مصحوبة بلغة مغلفة بسحر الكلمة وتتناول الدهاليز السياسية والدينية المصحوبة بالإيماءات الخاصة، هو أمر يرفع حواس التنصت و”النميمة السياسية”، ويحظى بنسب مشاهدة عالية، بغية النيل من القيادة السعودية للعالم الإسلامي، وريادتها في خدمة الحجاج والمعتمرين.
الجاذبية السياسية لهجوم الدول الصغيرة على الكبيرة:
وعمدت الجزيرة، إلى استثمار الدول والأسر والشخصيات الكبيرة، عبر توجيه سهام الكذب والفبركات إليها، معتمدة على دكتاتورية الكلمة، وتوظيف اللغة الوعظية، والمساجدية، التي يجيدها تنظيم الإخوان الإرهابي ورجالاته، إذ يتضح أنَّ كاتبي التقارير يجيدون لغة البيان، وينسجون من قصص القرآن محتويات يسقطونها على الواقع الداخلي بالدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وهو أمر يوظف سلطان الدين، ويعطي لقارئ التقرير، سحرًا وسلطانًا على آذان السامع وأعين المشاهد.
ومع تكرار هذه الأنماط وتشابهها مع تقارير الجزيرة خلال فترة الثورات العربية، يتضح أن لغة الدعاية السياسية لخطباء المساجد، الذين يشكلون ذخيرة المشروع القطري والإخواني، يجري توظيفها جيدًا على نحو تحريضي، وهو أمر غير موجود في الإعلام المهني، لينتج في النهاية لغة يصعب مباراتها كلغة إعلام وبيان، خصوصًا على جمهور عربي له خصائص ثقافية واجتماعية محددة.
وينعكس ذلك فيحجم ومضمون المكون الديني في بعض التقارير، والتي يجري مزجها وغزلها على منوال آيات القرآن الكريم، مع عرض صور وفيديوهات تشخصن هذه الآية القرآنية أو تلك على الزعيم أو المسؤول أو الواقع المستهدف.
وساعد على استحواذ الجزيرة بالتأثير، أنَّ كل ذلك يتم في ظل تخاذل وامتناع قوى الإسلام السياسي (شيوخ تيار الصحوة مثلًا في السعودية)، وفي دول المواجهة، عن خوض المعركة انتصارًا لبلادهم، إما خوفًا على قواعدهم الدينية أو تعاطفًا مع قطر والإخوان. ففي السعودية ليس هناك أثر لمشايخ تيار الصحوة ممن يستطيعون اجتذاب الرأي العام والانتصار لبلدهم في المواجهة الراهنة.
الكتائب الإلكترونية في خدمة المشروع القطري:
وفي سياق الأزمة الراهنة، جرى توظيف الكتائب الإلكترونية والإخوانية الداعمة لقطر بأسوأ الأشكال؛ فما أن يصدر تقرير أو تحليل، أو تنشر حلقة حوارية من حلقات قناة الجزيرة، والقنوات الأخرى المساندة لقطر في تركيا، إلا ويظهر بعدها بدقائق على اليوتيوب عشرات من التركيبات والتقطيعات المجتزأة للحوار أو التقرير، في استخدامات وتوظيفات متعددة، وفي سياقات مختلفة، وبعناوين بعضها مكذوب ومغلوط، وبعضها يميل للإثارة، وبعضها يصل إلى حد الشتائم والتطاول على أكبر الرموز في السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وذلك فضلًا عن فيض المواقع والفيديوهات الخاصة لبعض المشاهير من أنصار التيار الإسلامي والإخوان، الذين يمعنون في تجريح وتشويه القيادات في الدول الأربع، وتأليه قادة قطر وتركيا.
وعلى الرغم من أنَّ جزءًا من ذلك يجري في سياق معركة الإخوان في اصطفافهم مع قطر، إلا أنَّ جزءًا آخر يتم في سياق حملة المشروع القطري فيما يعتبره المنازلة الكبرى في الانتصار على ما يسميه “قوى الحصار”. كل ذلك يجعل المواجهة مع قطر مواجهة مع مشروع شبكي لولبي يصعب الإحاطة بخيوطه وأطرافه وأبعاده ورؤوسه وأهدافه. ولكن لغته وأساليبه وسلوكياته تشير جميعها إلى أساليب قوى الإسلام السياسي التي تتجه إلى توظيف كل شيء في معاركها مع ما تعتقد بأنه “عدو”.
الاندماج بين مشروعي قطر والإخوان:
انصهار الإخوان المسلمين في الدولة القطرية، جعل قطر والإخوان يبدوان حاليًّا مثل كيان واحد بأذرع متعددة. الآن يقف المشروعان في أقصى مرحلة للاندماج فيما يشبه الاصطفاف لخوض “حرب مقدسة”. وعلى الرغم من أن لغة تقارير الجزيرة في مواجهاتها الراهنة ليست جديدة، إلا أن الجديد في الأزمة الراهنة هو اتجاه القناة إلى منحى عقائدي أيديولوجي تام، ليخرج من حدود “الغمز” و”اللمز”، إلى طغيان المكون الإخواني، وسيطرته تمامًا على تحرير القناة من أعلى الكوادر إلى أدناها، فليس فيما تقدمه الجزيرة في أخبارها من جديد مختلف عن كل القنوات الفضائية، ولكن الاختلاف الأساسي في التقارير والحوارات، وطريقة التقديم الخبري والإعلامي، وانحيازات المذيع وطريقة قراءته للنشرة، وحواره مع الضيوف، ونبرات ومستويات صوته التي تعلو وتتراجع بحسب المضمر في النفس، والرسالة التي يريد توجيهها لمشاهديه، وإطلالته على الشاشة، ونظرات عينيه، ومخارج ألفاظه، وحركات فمه، التي تشير جميعها إلى حالة إنكار واستعلاء وانحيازات مسكونة، ولغة كراهية شديدة تجاه الدول الأربع، وهي أمور مفهومة وموحية تمامًا للعقلية والنفس الإخوانية.
80% من موارد الدوحة للإخوان:
وفي سياق الدعم المالي الذي تقدّمه قطر، للجماعة الإرهابية الأشهر في المرحلة الراهنة، أكّد الخبراء السياسيّون، والمختصون في الشؤون الخليجية، أنَّ قطر تعبث بـ37 عامًا من جهود مجلس التعاون لدول الخليج العربي عبر دعم الإرهاب والارتماء في أحضان إيران، موضحين أنَّ الدوحة تخصص مواردها لدعم الإخوان، فالدوحة تريد أن تحدث قطيعة مع محيطها عبر العبث، وتنظيم الحمدين يدعم جماعة الإخوان الإرهابية بتوفير 80% من موارد بلاده للجماعة.
وأشارت التقارير الأمنية والمالية الأوروبية إلى أنَّ “قطر قدّمت خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من 160 مليون يورو لتنظيمات إسلامية في أوروبا، تحت عناوين مُختلفة، أبرزها دعم بعض المؤسسات الدينية والخيرية التي تُديرها جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا والتي أسهمت قطر في وجودها واستمرار بقائها”.
وحذّر خبراء فرنسيون متخصصون في قضايا الإرهاب والجماعات المتطرفة، من الدور المشبوه لقطر وتنظيم الإخوان في تغذية الإرهاب والتطرف في أوروبا، متّهمين قطر بضخ 250 مليون دولار سنويًّا؛ لتمويل أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا، ومؤكّدين أنَّ “قطر تتحمل الجزء الأكبر من ميزانية تنظيم الإخوان في فرنسا ودول أوروبية”.