تنبيه من أمطار ورياح شديدة وتساقط للبرد على حائل مكة والأحساء تسجلان أعلى درجة حرارة بـ 35 مئوية والسودة الأقل الطائرة الإغاثية السعودية التاسعة عشرة تصل إلى لبنان بدء القبول الإلكتروني للطلاب بكلية المسجد النبوي وفاة 848 شخصًا بالكوليرا وحمى الضنك في السودان إعلان مواعيد الدوام الشتوي في مدارس منطقة تبوك وزارة الصناعة: فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع 416 مليار ريال إيرادات أرامكو خلال الربع الثالث مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الـ 19 إلى لبنان زلزال بقوة 5 درجات يضرب كولومبيا
دعتنى جامعة اليرموك الأردنية إلى مؤتمر كلية الإعلام الثالث، الذى ناقش هذا العام، تحولات السياسة فى المنطقة، منذ عرفنا ما صار يُعرف بالربيع العربى إلى الآن، وعلاقة الإعلام بها!
ورغم أن الجامعة تقع فى محافظة إربد، التى تبعد عن العاصمة عمان، ساعة ونصف الساعة بالسيارة، إلا أنك تشعر وأنت تتجول فى داخلها، ثم وأنت تسمع نقاشات طلابها وأساتذتها، أنها قادرة على منافسة جامعات العاصمة وأكثر.. وهي على كل حال جامعة ذات اسم بين الجامعات العربية، لا الأردنية وحدها!
والحقيقة أن قضية التعليم فى الأردن، تحتل أولوية متقدمة جدًا بين أولويات الملك عبدالله الثانى، عاهل الأردن، الذى أخذها عن والده الملك حسين يرحمه الله، وقد كان من جانبه يدرك أن الأمم لا تنهض إلا إذا كان التعليم على رأس أولويات صانع القرار فيها، فراح يطبق ما يؤمن به فى هذا الاتجاه، بشكل مباشر، إلى أن أصبح التعليم فى بلده فى مستوى متميز، قياسًا بالتعليم الذى تقدمه دول عربية كثيرة لطلابها!
وإذا أردنا دليلًا حيًا على ما أقوله، فليس علينا إلا أن نقرأ تصريحًا لفلاديمير فورونكوف، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذى كان فى زيارة إلى الأردن، صباح الخميس الماضى!
ماذا قال الرجل.. وأين بالضبط قال؟!
قال إن المستوى التعليمى الذى يتميز به الأردن، نأى به عن صراعات المنطقة!.. أما أين قال ذلك، ففى أثناء لقاء له مع الدكتور عزمي محافظة، رئيس الجامعة الأردنية!
وعندما يتوجه مسؤول دولي مثله، إلى لقاء مع رئيس الجامعة الأم هناك، فليس من أجل مجرد لقاء عابر، تعقبه صورة تنشرها الصحافة والتليفزيون، وإنما من أجل أن يرى تطبيقًا على الأرض لما عاش يفهمه هو وغيره، فى دول الغرب كلها!
ولا أعتقد أن كلام مسؤول الأمم المتحدة سيختلف، لو أنه زار اليرموك، والتقى مع رئيسها الدكتور رفعت الفاعورى، وعميد الإعلام بها، الدكتور على نجادات، ونائبه الدكتور خلف الطاهات!
فما يفهمه هو وغيره، أن التعليم المتطور الذى تقدمه دول كثيرة لأبنائها، لا يكون لمجرد تخريج طالب عصري قادر على أن ينافس في سوق العمل، وإنما من أجل بناء قدر من الوعي يستطيع به المواطن المتعلم، أن يواجه كل أفكار التطرف، وأن يكون بمنأى عن الوقوع في فخاخها المنصوبة على قارعة الطريق في هذا العصر!
وعندما تتطلع إلى الخريطة، سوف تجد أن الأردن يجاور العراق من ناحية الشرق، وسوريا من الشمال، وسوف تجد أنه على رمية حجر من لبنان.. وقد كان وقوعه على حدود مباشرة مع العراق وسوريا، معًا، وبكل ما دار فيهما ولا يزال يدور، كافيًا لأن يجعله ساحة خلفية، وواسعة، لحروب وصراعات البلدين التى أنهكتهما!
لم يحدث شيء من هذا، بفضل الله، ثم بفضل ما أشار إليه فلاديمير فورونكوف، واضعًا يده بدقة على الأثر البعيد الباقى للتعليم الجيد في أي بلد!
التعليم الجيد حمى الأردن من شرور كثيرة.. وسوف يحميه!.
*كاتب مصري