طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
أكد الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء أن الفتن والابتلاء والاختبار، سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه لأنهم لو تركوا من غير ابتلاء لما تم تمييز المؤمن من المنافق، ولم يتبين الصادق من الكاذب.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها البرنامج التوعوي “آمن” بقاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بمبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، اليوم ، ونقلت إلى 68 معهداً علمياً داخل المملكة، ومدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للطالبات تحت عنوان “موقف المسلم من الفتن” ، بحضور مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات، والعمادات المساندة، وجمع غفير من الحضور.
وبين الفوزان أن الله سبحانه وتعالى يجري الفتن ليظهر ويُعلم الصادق من الكاذب، ولولا ذلك لم يميز بين هذا وهذا والتبس الأمر ووثق المسلمون بمن يظهر لهم الإيمان والإسلام وهو على خلاف ليخدع وليغش لأجل أن يحذروه ولا يثق به على أسراره وعلى أموره ، ولو لم يكن هناك فتن ما عرفوه ولا اختلط المؤمن بالمنافق، واختلط الصادق بالكاذب وحصل الفساد ولم يتميز هذا من هذا ، ومن حكمته ورحمته أنه يجري هذه الفتن لأجل أن يمايز بين الفريقين.
فالله سبحانه وتعالى قال لنا: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ)، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ) أي من اختلاط المنافقين والكاذبين مع المؤمنين الصادقين لأن هذا يحصل به ضرر كبير على الدين والدنيا، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ) وذلك بالفتن التي يجريها على عباده، (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) فأنتم لا تعلمون ما في القلوب، فكثيرون بمن أظهر لكم الولاء والصدق والمصادقة والإيمان لأنكم لا تتطلعون على ما في قلبه وهو عدو متربص، فلما كان الناس لا يعلمون ما في القلوب جعل الله هذه الفتن مظهرة لما في القلوب من المحن والكذب والنفاق فإنها إذا جاءت الفتنة تكلم المنافقون فعرفوا وانحازوا إلى الكفار ولم يثبتوا، وأما في وقت الرخاء فهم لا يُعرفون ويخدعون ويكذبون ويمارسون أعمالهم الخبيثة .
وأضاف أن الفتن لا تكون في وقت دون وقت ، بل الفتن في جميع أطوار الخلق كما قال الله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) وهذه سنة الله في خلقه سبحانه وتعالى ، والفتن متنوعة ، تكون الفتن في الدين ، وتكون الفتن في المال ، وتكون الفتن في الأولاد ، وتكون الفتن في المقالات والمذاهب ، فهي متنوعة ، والله سبحانه وتعالى يجريها على عباده لنصرة دينه وخذلان أعدائه المتربصين: (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ) يعني: ينتظرون بكم ، (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنْ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً* إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) .
وبين العلامة الشيخ الفوزان أن الفتن على اختلاف أنواعها وتعددها منها فتنة الشبهات الخوض في أمور الدين ، وظهور المقالات المخالفة ، وظهور الفرق المخالفة قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ من بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ .
وحول موقف المسلم من هذه الفتن أوضح : أنه يكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ويلزم ذلك ويصبر عليه، ويكون على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، هذا فيه النجاة من الفتن، وهذا موقف المسلم من الفتن أنه لا ينخدع ولا ينجرف معها وإنما يبقى على دينه ، ويصبر عليه، وله قدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا سيما الخلفاء الراشدين المهديين.
وأضاف الشيخ الفوزان أن من المنجيات من هذه الفتن وموقف المسلم منها : أنه يلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين الموجودين في عهده ، فيكون مع جماعة المسلمين وإمام المسلمين ويبتعد عن الفرق المخالفة وهو في ذلك كله ينفذ وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأوضح الشيخ الفوزان أن فتنة المنافقين أخطر ، لأنهم يعيشون بيننا وربما يكونون من أولادنا ، ومن جماعتنا إنهم يتربصون بالمسلمين الدوائر، وينحازون مع العدو دائما، إذا جاءت الفتن انحازوا إلى العدو وتركوا المسلمين ، واليوم كما تعلمون الكفار أقبلوا على المسلمين بقبضهم وقضيضهم ومختلف مكرهم وأسلحتهم وكيدهم يردون القضاء على الإسلام والمسلمين وصاروا يتكلمون بألسنتهم ويقولون ما يقولون؛ ولكن كل هذا لن يضر الإسلام والمسلمين .
ووجه سماحته كلمة لطلاب الجامعة بأن يعدوا أنفسهم للمواجهة والمدافعة بسلاح العلم والحجة والبرهان، وبهذه الأمور ستغلبون لنصرة دينه وكتابه وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأكد العلامة الشيخ الفوزان :” إننا في وقت كما تعلمون كثرت فيه الفتن وكثرت فيه الإشاعات المغرضة والتحرشات الباطلة ، فعلينا أن نتثبت وأن لا ندخل في شيء ليس من شؤوننا ، وهذه الأخبار والإشاعات من الكفار والمنافقين الذين يبثونها بواسطة هذه الأجهزة الحديثة مثل الإنترنت عبر المواقع وفي غير ذلك فعلينا أن نتثبت وأن نتمسك بديننا فما كان منها كذب رفضناه ولم نلتفت إليه ، وما كان منها صحيح يتعلق بمعين من المسلمين فإنه يناصح له، وإن كان هذا الخبر الذي جاءنا أو نشر يتعلق بجماعة المسلمين وبإمام المسلمين فإنه يرجع فيه إلى أهل الحل والعقد ولا يتناوله كل أحد.
وبيّن سماحته: أن علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى ولا سيما في هذه الأيام التي كثرت فيها الشائعات التي تروج في الإنترنت وفي بعض وسائل الإعلام ومَن وراءها من الكفار والمنافقين الذين يوقدونها، فعلينا أن نكون على بصيرة من أمرنا وأن نتمسك بديننا وأن نبتعد عن الفتن وأسبابها وأن نسعى في الإصلاح بين الناس.”