أبا الخيل: فِكر الإخوان خطر يهدد المجتمع.. وهكذا يخدعون أتباعهم

الإثنين ١٣ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ١١:١٧ صباحاً
أبا الخيل: فِكر الإخوان خطر يهدد المجتمع.. وهكذا يخدعون أتباعهم

بحضور مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ألقى مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، محاضرةً بعنوان (دعوة الإخوان المسلمين حقيقتها وخطرها) وذلك بمسجد الإمام تركي بن عبدالله بالرياض.

استعرض أبا الخيل خلال المحاضرة جملةً من المسائل حرّرها تحريراً علمياً شرعياً موضوعيًّا واقعياً كالآتي: نصوص قواطع وأدلّة جوامع وبراهين سواطع تدل على فضل الجماعة والاجتماع ووجوب لزومهما والتحذير من الخلاف والاختلاف والفرقة، والجماعة الشرعية الصحيحة مفهومها وحكم لزومها، وتحرير المصطلح والمسمى في ما يتعلق بدعوة الإخوان المسلمين، ونشأة تنظيم جماعة الإخوان، وأبرزُ رموز تنظيم جماعة الإخوان، والغاية والهدف من إنشاء ووجود هذا التنظيم، وصفة الخلافة التي يسعى إليها هذا التنظيم وإقامتها، وهل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين يعملون على تحقيق مبادئ الشريعة التي يُنادون بها، وسُبل تنظيم جماعة الإخوان ووسائلهم في الوصول إلى تحقيق أهدافهم وإقامة الخلافة المزعومة، والتربية عند تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، وطرق ومناهجُ نشر أفكار تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في المملكة العربية السعودية، وحرص أرباب وقادة جماعة الإخوان إلى أن يكونوا في مفاصلَ وأعمال عبر مؤسسات ومحاضن ومراكز متنوعة ومؤثرة في الأوطان والبلدان التي يوجدون فيها، وسُبُلُ وطُرق تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في تأثيرهم على النّاس وكسبهم، وتنظيم الإخوان المسلمين وعلاقتهم بالرّافضة، وتنظيم جماعة الإخوان والسُّروريّة، ونقاط التقاء بين تنظيم جماعة الإخوان الخط العام والحزب السُّرورية، والخلايا السّرّيّة التّنظيميّة لجماعة الإخوان المسلمين، والخلايا السّرّيّة التّنظيميّة لجماعة الإخوان المسلمين، وموقف تنظيم جماعة الإخوان المسلمين من ولاة الأمر والحُكّام، وموقف تنظيم جماعة الإخوان المسلمين من العُلماء المحقِّقين، والبيعة عند تنظيم جماعة الإخوان المسلمين أركانها وحقيقتها ومفاسدها، وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين وفقه الواقع، وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين (مظلةٌ وعباءةٌ وأصلٌ لكثير من الأحزاب والجماعات الغالية المتطرفة)، وتنظيم جماعة الإخوان ودعواتهم إلى الأعمال الجهاديّة الانتحارية وتقريرها وإباحتها عبر وثائق وأقوال مأخوذة عنهم، وتنظيم جماعة الإخوان ودعواتهم إلى الأعمال الجهاديّة الانتحارية وتقريرها وإباحتها عبر وثائق وأقوال مأخوذة عنهم، وموقف تنظيم جماعة الإخوان المسلمين من كل من يقف في وجوههم من الأفراد والمجتمعات والدول والحكّام، وموقف وأقوال العلماء في تنظيم جماعة الإخوان، وسُبُل الوقاية والتحذير من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الغالية المتطرف.

وتناول خلال المحاضرة ثماني مسائل؛ المسألة الأولى (نصوص قواطع وأدلّة جوامع وبراهين سواطع تدل على فضل الجماعة والاجتماع ووجوب لزومهما والتحذير من الخلاف والاختلاف والفرقة) إن المتأمل في نصوص الكتاب والسنة وما ورد عن سلف الأمة يرى أن هذه النصوص توارت في بيان فضل الجماعة والاجتماع والألفة وشددت في التحذير من الخلاف والاختلاف والتفرق، مستشهداً من القرآن الكريم بقولة تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إذ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأصبحتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) وبقوله تعالى (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون) وقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) ومستشهداً من السُّنة بقول الرسول، صلى الله عليه وسلـم، (يحب الله لكم ثلاثاً، ويسخط لكم ثلاثاً، يحب لكم : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تنصحوا ولاة الأمر ويسخط لكم ثلاثاً: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال). ومستشهداً بما جاء في حديث حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، الذي قال فيه: “كان الناس يسألون الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم السلام عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك”. مشيراً إلى أن من عمل بما جاء في الكتاب والسنة وفهم معانيها وأدرك مبانيها فهو بسلامة وعافية وبعد عن كل ما يؤثر على عقيدته ومنهجه واستقامته مضيفاً أن مثل هذه الأدلة لا بد أن نحرص على نظهر مكنون هذه الأدلة ونبرز أحكامها وفوائدها ونطرحها في مجالسنا ومحافلنا ومدارسنا ومعهدنا وجامعاتنا ومساجدنا؛ لأننا إن لم نحرص على ذلك فقد نقع فيما وقع فيه غيرنا ويقع فيه فلذات أكبادنا.

وأضاف أبا الخيل، أن ما يسبر أغوار جماعة الإخوان ومن يوالونهم ومن على شاكلتهم يرى أنهم لا يستطيعون الخروج منها بل إن بيعتهم لجماعتهم تصبح طوقاً نارياً في أعناق المنتمين لها وبراكين وزلازل تهزهم حتى يصبحوا أدوات سهلة وأهداف قريبة للأعداء يحركونهم كيف ما أشاءوا وكيف ما أرادوا ليضربوا الإسلام الصحيح عقيدة ومنهج والحوادث والوقائع والدروس والعبر معلومة ومعروفة مبينناً أن ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحة عن عرفجة بن شريح الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله علـيه وسلم (إنه ستكون هنات وهنات فمن أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد فضرب عنقه كائن من كان) فهذا حكم شرعياً قاطع نطق به الذي لا ينطق عن الهوى رسول الله صلى الله عليه وسلـم، وصح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال فيما رواه عنه عبدالله ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة ومن أراد بحبوحة الجنة فليزم الجماعة).

وتتناول في المسألة الثانية (الجماعة الشرعية الصحيحة وحكم لزومها) أن الجماعة في مفهومها العام تطلق على مفهومين الأول: جماعة الصلاة وتسمى الجماعة الصغرى وهذه الجماعة تتكون من إمام ومأمومين مأمورين بأتباعه وعدم مخالفته وقد ثبت في الحديث الصحيح المخرج في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسـلم قال: (إنما جُعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فسجدوا فإذا صلى جالساً فصلوا قعوداً أجمعون) وثبت في الحديث المخرج عن الإمام أحمد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلـم قال (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) فلذلك فإن الإمام مطالب بأن يتبع هذا الإمام فيجب متابعته وتحرم مسابقته وتكره موافقته وهذه الجماعة بهذا المفهوم هي تربية وتوجيه وطريق للجماعة الكبرى وهي المفهوم الثاني للجماعة وهي انتظام الأمة الإسلامية إذا كانت مجتمعة تحت لوائها أو أفراد البلد والوطن أو البلدان إذا اجتمعت تحت أمير يسمع ويطاع فهذه هي جماعة أهل البلد وهي واجب لزومها واحترامها والدفاع عنها وعد الخروج عليها مهما كانت المبررات والدواعي وذلك بالدليل من الكتاب والسنة وقد بوب الإمام النووي رحمه الله على الأحاديث الواردة في هذا الموضع في صحيح مسلم في قوله (باب في وجوب لزوم جماعة المسلمين في حال الفتن وفي كل حال) وفي تبويب آخر قال (باب وجوب لزوم جماعة المسلمين في حال ظهور الفتن وفي كل حال وعدم الخروج عن الجماعة ومفارقة الطاعة) وبهذا تتبين حقيقة الجماعة الشرعية بمفاهيمها ومعانيها وأدلتها.

وأبان في المسألة الثالثة (تحرير المصطلح والمسمى في ما يتعلق بدعوة الإخوان المسلمين) إن هذا اللفظ الذي قرر من خلال المحاضرة أو ما يشيع بين الناس وطلبة العلم هو جملة غير صحيحة وذلك لابد أن نحررها ونبين المصطلح الصحيح الذي يجب أن يطلق عليهم بناء على ما هو موجود في كتبهم وتنظيماتهم وإن اللفظ الصحيح هو أن يقال تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وهم أضافوا لفظة الإخوان والمسلمين من باب كسب الناس والتأثير عليهم لأن عواطف المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها دائماً تتجه إلى ما يحفظ قيم الإسلام والمسلمين ودعائم هذا الدين وكل ما يقوي إخوة المسلمين، ولذلك انتبه يا طالب العلم وأيها الباحث عن إطلاقك هذه الألفاظ والمفاهيم، ويمكن أيضاً أن يقال عنه تنظيم جماعة الإخوان المتطرف الإرهابي بناء على ما علمناه وقرر عبر وسائل ودوائر ومؤسسات رسمية لا مجال لشك فيما قررته بناء على تاريخ واضح ومعلومات واضحة وحقيقة لا تقبل الجدال والمناقشة.

وأوضح أبا الخيل، في المسألة الرابعة (نشأة تنظيم جماعة الإخوان) أن المسألة تنقسم إلى قسمين القسم الأول: بداية النشأة والقسم الثاني: انحراف هذه النشأة، أما القسم الأول فعندما تستعرض تاريخ هذا التنظيم ترى أن أساسها هو جمعية خيرية أنشأة رجل اسمه أحمد السكري، من أهل الإسكندرية يقصد منها إعانة المحتاجين والتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية في جمهورية مصر حتى يقوم بأعمال الخير ويساعد في ذلك، ثم جاء القسم الثاني من أقسام هذه النشأة وهو انحراف النشأة وذلك بأن دخل مع أحمد السكري مؤسس هذا التنظيم حسن البناء، وعمل معه في هذه الجمعية ولما رأى أن هذا العمل يقتصر على أمور لا يمكن توصل إلى الهدف الذي يسعى إليه ووطن نفسه عليه قام بإخراج هذا المؤسس والسيطرة على هذه الجمعية وتحويلها إلى جماعة.

وأكَّد في المسألة الخامسة (أبرز رموز هذا التنظيم) أن من خلال المتابعة والقراءة المتأنية الموثقة يتبن أن لهذا التنظيم رموز كثيرة ودعاة متعددون في أقطار المعمورة مستعرضاً بعض الأسماء الذين يعولون عليها هذا التنظيم وإليهم المرجع وهم 1ـ جمال الدين الأفغاني، 2ـ محمد عبده، 3ـ حسن البناء، 4ـ مصطفى كمال، 5ـ نواب الصفوي القائد 6ـ سيد قطب، 7ـ يوسف القرضاوي، 8ـ علي الصلابي، وكل مَن جرى مجراهم وأخذ بهواهم وانطلق من فكرهم فهو محسوب منهم إما رمزاً وإما داعية لهذه الجماعة وما تسعى إليه.

وبيّن في المسألة السادسة (الغاية والهدف من إنشاء ووجود هذا التنظيم) إن ما يضرب عليه تنظيم جماعة الإخوان ويبرزه في كافة محافله وفي كل زمان ومكان أنه يسعون إلى إقامة الخلافة المزعومة الموهمة مستشهداً بقول شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله-: (أما ما ينادى به من إقامة الخلافة فهذا ضرب من المحال لأن علماء الأمة اتفقوا منذ عهد الإمام أحمد ابن حنبل –رحمه الله- إلى يومنا هذا أن من استولى على بلد وبويع لها فيها فعلى أهلها السمع والطاعة له في غير معصية الله).

وقال في المسألة السابعة: (صفة الخلافة التي يسعى إليها هذا التنظيم وإقامتها) إن الجميع لا بد أن يعرف أن منطلقاتهم وأفكارهم ورسالتهم التي من خلالها يريدون سحب هذا المفهوم وإقامة هذه الخلافة ومن يتأمل في ذلك يدرك أن ذلك خطأ وشر؛ لأنهم يريدون إقامة الخلافة المزعومة على غير الهدي النبوي وبطريقة غريبة تعتمد على السياسة والديمقراطية والحرية، بل وأعظم من ذلك بأنهم يقولون إن مصدر التشريع والحكم هو الشعب حتى ولو كان ذلك بما يتعلق بمبادئ وأحكام الدين فيقول أحد زعمائهم (إننا لا نستطيع أن نصادر إرادة شعوبنا فإذا اتجه المجتمع وأراد الإلحاد أو الشيوعية فله ذلك ولا نتدخل فيه). ويقول آخر: (حتى لو رفض الشعب الإسلام فأنا أقدس رأيه ولهم ذلك)، فعلى الجميع أن يعرف هذا الانحراف وإلى أي مدى وصل الانقلاب في المفاهيم والبعد عن الكتاب والسنة.

وفي المسألة الثامنة (هل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين يعملون على تحقيق مبادئ الشريعة التي يُنادون بها) أردف أبا الخيل قائلاً الجواب لا، لأنك ترى في دعواتهم وتقريراتهم وكل ما يصدر عنهم أنهم يزعمون ذلك ولكنهم ينحرفون عنه لمقاصد دنيوية فهم يجعلون نصب عينيهم قول الله تعالى (إن الحكم إلا لله) وهي مسألة الحاكمية التي أضروا الناس بها ووجهوها على غير مراد الله فيها ويأتون بمقوله أخرى (الإسلام هو الحل) ليدغدغوا المشاعر ويثيروا العواصف ويعملوا على أن يجعلوا الناس يأخذون بما يقولون وقد قال مؤسس هذا التنظيم (إن دعوتنا لا تفرق بين عقيدة ولا عقيدة ولا طائفة أو أخرى) وأعظم من ذلك قوله (إنه ليس بيننا وبين اليهود خصومة دينية لأن الله عز وجل أمرنا وحثنا إلى مصافاتهم ومصادقتهم) ويؤكد هذا المعنى المرشد الثالث عمر الترمساني، وأعظم من ذلك وأشد ضرر هو ما يقوله وينشره ويعمل على إقراره في نفوس هذا التنظيم يوسف القرضاوي، فله مقولات خطيرة منها قوله (الحرية مقدمة على الدين) و(إن الدعوة الإسلامية والصحوة لا يمكن أن تتفتح أزهارها وتثمر ثمارها إلا إذا وجدت بيئة ديمقراطية سياسية تستطيع من خلالها تؤدي هدفها ورسالتها) وقوله (إن منطلقات الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة) و(نحن ضد الحكومات الدينية فلسنا دعاة مشايخ ولا ملالي).