بالصور.. الكرملين يستقبل أول ملك سعودي في تاريخه.. تعرف على هذا القصر الرئاسي

الخميس ٥ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٤:٠٣ مساءً
بالصور.. الكرملين يستقبل أول ملك سعودي في تاريخه.. تعرف على هذا القصر الرئاسي

تحرص دومًا الدول على أن تجعل معالمها التاريخية تعبر عن أيقونتها السياسية، والتي تظل رمزًا لها في المحافل الدولية والزيارات الرسمية بشكل رئيسي، وهو الأمر الذي يمنح الزائرين لها الفرصة على معرفة تاريخها ومتابعة رمزيتها التاريخية التي أهلتها لتكون أيقونة سياساتها الحالية.

الكرملين، هو مقر الحكم في روسيا، الذي استقبل لأول مرة في تاريخه ملكًا سعوديًا، بعدما وطئت أقدام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أرض قصر الحكم الروسي، يظل دومًا جامعاً بين الرمزية التاريخية والأيقونة السياسية العصرية للروس، والذي يمتد تاريخه إلى سنوات طويلة، أسهمت في جعله أيقونة من أيقونات الحكم في موسكو بالوقت الحالي.

تاريخ الكرملين
الكرملين هي كلمة روسية تعني القلعة أو الحصن، وتم إطلاقها لتعبر عن مركز الحكم القديم في موسكو، حيث تم استخدام الاسم بوحي من طراز تصميم القصر الخارجي والذي يحاط بجدار ضخم طوله 2.5 ميل كما يبلغ ارتفاعه 65 قدمًا، ويضم الكرملين عدة قصور فاخرة كانت قديمًا ملكًا للقيصر الحاكم ورجاله، وذلك قبل أن يتحول إلی متاحف تاريخية تحمل رمزية وطنية في بلاد الروس.
يقع الكرملين على تل “بوروفيتسكي” في العاصمة موسكو، وذلك على الطرف الأيسر لنهر موسكوفا حيث يصب فيه نهر نيغلينايا، ويبلغ ارتفاعه نحو 25 مترًا.


أسس الأمير يوري لغوروكي الكرملين عام 1156 وأطلق عليه حينها اسم “حصن موسكو” ليكون مقرًا رسميًا للحكم في تلك الحقبة، وظل الكرملين لقرون طويلة مقرًا للحكم، إلى أن جاء الأمير إيفان كاليتا والذي أعلن تحويله من قلعة عادية إلى مقر للأمراء المعظمين والمطران.
ويقول علماء الآثار إن أول إنسان حطت قدمه في تل “بوروفيتسكي” في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد. وأنشئت هنا أول مستوطنة سلافية وضعت أساسًا لمدينة موسكو في النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي.
وبدأت تظهر بعد ذلك في الكرملين مبان وكنائس وقصور جديدة. وحولت السلطات بعد ثورة أكتوبر 1917 الكرملين إلى مقر لأجهزة الحكم العالي.

تطوير الكرملين
على مدار عقود وقرون طويلة، استمر أهل موكسو في تطوير البنية الخاصة بـ”الكرملين”، حيث عكف أهل المدينة على بناء منشآت من الخشب وأخرى من الحجارة البيضاء على الأرض المخصصة لبناء القصر الحاكم، وفي الفترة من 1326 – 1327 تم إنشاء كنيسة في أعلى موقع لتل بوروفيتسكي تحمل اسم “أوسبينسكي” باعتبارها المعبد الرئيسي للإمارة وغيرها من الكاتدرائيات والكنائس، بما فيها كاتدرائية “أرخانجلسكي” التي دفن فيها الأمير إيفان كاليتا وأحفاده.


وحددت هذه الكاتدرائيات المبنية من الحجارة البيضاء وسط الكرملين، ولم تتغير سماتها الأساسية حتى الآن، وهو الأمر الذي منح مبنى الكرملين رمزية تاريخية بشكل رئيسي.
وكان القيصر الروسي إيفان الثالث والذي عاش بين 1440-1505 وحكم بين 1462-1505، قد أمر في القرن الخامس عشر باستدعاء مهندسين معماريين من روسيا وإيطاليا لتجديد الكرملين، وتم ذلك على أساس الجمع بين تقاليد فن العمارة الروسي والهندسة المعمارية الإيطالية في عصر النهضة.

تكوينه
تم بناء جدران وأبراج الكرملين القائمة في الوقت الحالي بمعرفة الإيطاليين على مدى السنوات من 1485 إلى 1495، وأحاطوه بجدار ضخم يشبه مثلثاً غير نظامي بمساحة 275،000 متر مربع ويبلغ طوله الإجمالي 2،235 مترًا، ويتراوح ارتفاعه ما بين 5 – 19 مترًا، وفقًا لطبيعية التداريس التي يمر عليها، فيما يبلغ سمكه بين 3.5 و 6.5 متر.
في الأصل كان هناك 18 برجًا في الكرملين، ولكن عددهم ارتفع إلى عشرين في القرن الـ 17. ويعد أعلى برج هو ترويتسكايا، الذي بني على ارتفاعه الحالي 80 مترًا في عام 1495، وتعد ساحة الكاتدرائية هي قلب الكرملين. وتحيط به ستة مبان، بما في ذلك ثلاث كاتدرائيات. تم الانتهاء من كاتدرائية دورميتيون في عام 1479 لتكون الكنيسة الرئيسية في موسكو حيث شهدت تتويج جميع القياصرة الذين مروا بروسيا منذ هذه الفترة.

من أجل وقف الاضطرابات التي لحقت بحركة المرور في موسكو بسبب المواكب الرئاسية، أذن الرئيس فلاديمير بوتين ببناء مدرج للطائرات الهليكوبتر في الكرملين، وتم الانتهاء من مهبط الطائرات العمودية في مايو 2013، ليتم استخدامه بصفة أساسية من قبل الرئيس الروسي ذهابًا وإيابًا إلى الكرملين باستخدام طائرة هليكوبتر من طراز ميل مي-8، حيث تم النظر بعناية في اختيار موقع مهبط للطائرات؛ ويقال إن الموقع المختار لا يشكل تهديدًا لهندسة المبنى الذي يمتلك من العمر أكثر من 850 عامًا.


بعد الانتهاء من بناء جدران الكرملين الجديدة والكنائس كاملة، قرر الملك أنه لا ينبغي بناء أي هياكل في المنطقة المجاورة مباشرة للقلعة. تم فصل الكرملين عن بلدة التاجر المسورة (كيتاي-غورود) بخندق طوله 30 مترًا، والذي بنيت عليه كاتدرائية سانت باسيل في عهد إيفان الرهيب، كما قام نفس القيصر أيضا بتجديد بعض قصور جده، وأضاف قصرًا جديدًا وكاتدرائية لأبنائه.
وتعد أهم القاعات في الكرملين، هي “المضلعة”، والتي سميت بهذا الاسم نسبة إلى الحجارة المضلعة التي تمت بها بناء الواجهة الشرقية للمبنى، حيث تعتبر هذه القاعة صالة الاستقبال الرئيسية لقصر الأمراء المعظمين، وتبلغ مساحتها حوالي 500 متر مربع . وكانت تعقد فيها اجتماعات مجلس النبلاء واجتماعات محافل زعماء الأقاليم المختلفة، إلا أنها استمرت في الاحتفاظ بمكانتها التاريخية، ليتم استخدامها في استقبال الوفود الرسمية لقصر الرئاسة في روسيا حتى الآن.

ويتضمن المبنى أيضًا مجموعة من القاعات الأخرى، أهمها قاعة القديس جاورجيوس، والتي تعد من أجمل قاعات القصر، وأطلقت عليها هذا التسمية نسبة إلى وسام القديس جاورجيوس الظافر، حيث يعتبر من أرفع الأوسمة في الجيش القيصري.
ويتضمن أيضًا عددًا آخر من القاعات مثل “فلاديمير” و”قاعة الاجتماعات” و”كاترينا”، وجميعها تتمتع بالأهمية التاريخية، ولا تزال تحظى باجتماعات عالمية كبيرة في الوقت الحالي.

إقرأ المزيد