السعودية تجنّس العقول فقط.. الروبوت صوفيا صورة أولى من مستقبل #مشروع_نيوم

الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ١:٠٦ صباحاً
السعودية تجنّس العقول فقط.. الروبوت صوفيا صورة أولى من مستقبل #مشروع_نيوم

استأثر الروبوت “صوفيا”، باهتمام المشاركين في جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض، لاسيّما عقب إعلانها أنّها حصلت على الجنسية السعودية، الأمر الذي يعدُّ مؤشرًا قويًّا على تسارع الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم في المرحلة الراهنة.

طفرة في الاقتصاد العالمي:

ويعتبر حصول الروبوت صوفيا، على الجنسية السعودية، الأمر الذي تم الكشف عنه الأربعاء 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، مؤشرًا افتراضيًّا على مدى ما وصل إليه الذكاء الاصطناعي، المتوقع أن يحدث طفرة غير مسبوقة في الاقتصاد العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة.

الروبوت صوفيا، التي تعدُّ المفاجأة الاستثنائية في مبادرة “مستقبل الاستثمار”، التي دشّنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض، وأطلق من خلالها مشروع نيوم الإستراتيجي، (صوفيا) تعتبر من الروبوتات الأكثر تقدمًا، والذي طورته شركة هانسون روبوتيكس الأميركية، بتصميم يحاكي شكل الإنسان؛ إذ إنه قادر على إظهار مجموعة من التعابير على وجهه، ويستطيع النظر في أعين الناس وعقد محادثات طبيعية معهم.

الذكاء الاصطناعي يجذب الأنظار ويستحوذ على المناقشات:

وأصبحت صوفيا، شخصية مطلوبة للقاءات الصحافية، لاسيّما أنّ الروبوت يشارك في عدة مبادرات ولقاءات، منها منصة لقادة أكبر صناديق الاستثمار العالمية، والتي تضمُّ أكثر من 100 متحدث من رؤساء وصانعي السياسات والقرارات المالية عبر العالم، بل أيضًا تدير إحدى جلسات “مبادرة مستقبل الاستثمار”.

وأعلن صندوق الاستثمارات العامة صراحةً أنَّ “مستقبل التكنولوجيا والروبوتات والذكاء الاصطناعي سيشكل فحوى جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار”، لتنطلق مناقشات التغيرات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، والإنترنت، وتقنية البلوكتشين، والواقع الافتراضي، التي تفرض وجودها وتنتشر بشكل أوسع، وهي تطورات لها إمكانات هائلة على مستوى الأعمال الحالية وتحويل أنماط معيشتنا.

جني ثمار التحول الرقمي:

ويحتاج العالم إلى خمس خطوات أساسية، لجني ثمار التحول الرقمي، هي:

  • بناء بنية تحتية متطورة وسريعة للاتصالات.
  • ضمان السلامة والأمن الرقميين.
  • بناء المحتوى وتوفير الخدمات المناسبة.
  • تمكين الناس من التأقلم مع الرقمنة.
  • رقمنة الشركات والحكومات.

ويمكن عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، التفاعل مع البيانات واستيعابها والشعور بها، فالعديد من المهام التي يقوم بها الإنسان اليوم، ستتحول إلى برمجيات، إلا أنَّ التكنولوجيا ستصبح أقل ظهورًا، وستصبح عنصرًا مدمجًا وتلقائيًّا في حياتنا، وهو ما يسعى مشروع نيوم العملاق الوصول إليه.

تغيرات جوهرية في الوظائف المستقبلية:

من جانبها، رأت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد: “إنّنا على عتبة تغيرات جوهرية في الوظائف المستقبلية مع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والروبوتات، طارحة علامات استفهام كبيرة حول شكل العمل المستقبلي، وما إذا كانت الوظائف ستعتمد على المهارات عينها المطلوبة الآن، مرجّحة أنَّ “ثلثي الأطفال في المدارس حاليًّا حول العالم سيخترع لهم وظائف جديدة”.

وبيّنت لاغارد أنَّ “التعليم لن يكون مرحلة في حياة الفرد كما في السابق، بل سيصبح دورة كاملة في حياة الإنسان؛ لذا لابد أن تخضع مناهج التعليم لتطور مستمر”، منوهة بضرورة الدمج بين 3 مفاهيم أساسية، هي:

  • التكنولوجيا الجديدة
  • الذكاء الاصطناعي
  • تغيرات سوق العمل.

وشدّدت رئيسة صندوق النقد الدولي على أنه “لا يمكن استبدال البشر بالروبوتات بشكل كامل، لأن ذلك يتطلب دخلًا عالميًّا”، مبيّنة أنَّ “العالم يحتاج للمساعدة في ابتكار وظائف المستقبل، ليس في الدول ذات الدخل المحدود بل أيضًا في الاقتصادات المتطورة”.

ويأتي تصريح لاغارد لينهي مرحلة من الجدل حول الذكاء الاصطناعي، والمخاوف المتصاعدة من هيمنة هذه التكنولوجيا على حياتنا، واستئثارها على الأعمال والوظائف، وهو جوهر التحديات الأخلاقية لصعود هذه التقنية، التي ما زالت في طور البدايات ولا تشكل خطورة كبيرة في المستقبل القريب.

مارد المستقبل القريب:

ويعتقد المهتمّون في عالم التقنية والتكنولوجيا، أنَّ الذكاء الاصطناعي، سيصبح مارد المستقبل القريب، إذ تبدي شركات التكنولوجيا الأوروبية قدرًا كبيرًا من التفاؤل بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي، وبدأت بالفعل بتنفيذ المشاريع المناسبة، على الرغم من ضعف ثقة البعض باستعداد مؤسساتهم للاستفادة من تلك الإمكانات.

وبدا صعود نجم “الذكاء الاصطناعي” خلال الأعوام الأخيرة أمرًا حتميًّا، فقد خُصصت أموال طائلة للشركات الناشئة والعاملة في هذا المجال. كما أنشأت الكثير من شركات التكنولوجيا القائمة بالفعل، بما فيها مؤسساتٌ عملاقة مثل “أمازون” و”فيسبوك” و”مايكروسوفت”، مختبرات بحثية جديدة لتطوير تقنياتها على هذا الصعيد.

ويتوقع البعض أن تؤدي هذه التقنيات إلى حدوث تغيرات هائلة مماثلة في حجمها أو أكثر ضخامة، من تلك التي أحدثها ظهور وانتشار شبكة الإنترنت.

الروبوت صوفيا بجنسية سعودية.. بادرة رمزية لتبيان مستقبل نيوم:

وأكّد المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، الأربعاء، 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، أنَّ “الروبوت صوفيا أول روبوت في العالم يُمنح الجنسية وجواز السفر؛ كبادرة رمزية لتبيان مستقبل مشروع نيوم”.

وبنى القحطاني إعلانه، على وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمشروع نيوم، بأنّه “أكثر المشروعات طموحًا في العالم”، والذي سيدعم الاقتصاد المعرفي، ويعيد رسم خارطة التجارة والاستثمار العالميين، مركّزًا على 9 قطاعات استثمارية متخصصة، ليكون مشروع نيوم، مجتمعًا طموحًا يبشر بمستقبل الحضارة البشرية عن طريق توفير أسلوب حياة مثالي.

“صوفيا” يردُّ على المشككين بفائدته:

تبتسم صوفيا وتمازح مُحاورها، ولولا الأسلاك الكهربائية لكاد الأمر يختلط على من ينظر إليها، فيظنها إنسانة حقيقية، لا روبوتًا كما هي في الحقيقة، فهذا الروبوت الذي صممته شركة “هانسون روبوتيكس” كان محور الاهتمام في مبادرة مستقبل الاستثمار، التي أطلقها ولي العهد الثلاثاء 24 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في الرياض، مسجلًا انطلاقة جديدة للعصر الحديث.

وترد “صوفيا” على المشككين في فائدة الآلات الذكية مبيّنة أنَّ “المؤيدين أكثر من المعارضين حين نتحدث عن الذكاء الاصطناعي”، موضحة أنَّ “الذكاء الاصطناعي جيد للناس، ويساعد في أشكال مختلفة”، مؤكّدة أنَّه “لن نحل محل البشر، لكننا سنكون أصدقاءكم وسنساعدكم”.

وأشارت “صوفيا”، في معرض توضيحها لفوائد وجود الآلات الذكية في حياتنا إلى أنّه “سيكون للأشخاص المسنين من يرافقهم، وللأطفال المتوحدين من يعلّمهم بصبر لا حدود له”.