416 مليار ريال إيرادات أرامكو خلال الربع الثالث مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الـ 19 إلى لبنان زلزال بقوة 5 درجات يضرب كولومبيا أمطار رعدية غزيرة وسيول وبرد على 6 مناطق تركي آل الشيخ يدشّن ستديوهات الحصن بيج تايم بالرياض تحت رعاية عبدالعزيز بن سعود.. انطلاق المؤتمر والمعرض الدولي لعمليات الإطفاء 8 اشتراطات جديدة لإنشاء المطبات الاصطناعية في أحياء العاصمة المقدسة وظائف شاغرة في شركة BAE SYSTEMS ميتروفيتش: استحقينا الفوز وقدمنا مباراة جميلة جيسوس: عودة نيمار لن تكون سهلة
تقود بلاده الوساطة الخليجية، علَّ المراهقين يعودون إلى رشدهم بالاستماع إلى العقلاء والاستنارة بمشورتهم، إلا أنَّه يدرك تمامًا، أنَّ الحياد لن يستمر طويلاً، مؤكّدًا أنَّ استمرار قطر في محاولات شق صفِّ مجلس التعاون وتمزيق وحدته وتهديد أمن دوله، لن تمرَّ دون حساب، إنّه الصحافي المخضرم، رئيس تحرير صحيفة “السياسة” الكويتية الأستاذ أحمد الجار الله.
وفي حوار خاص وحصري مع صحيفة “المواطن” السعودية، تناول الصحافي المخضرم الجار الله، تهديدات قطر بسحق المعارضة بالكيماوي، والعلاقات المشبوهة مع إيران، وطبيعة الأزمة في إقليم كردستان العراق والتدخلات الإيرانية في العراق، مؤكّدًا أنَّ حضور قطر للقمة الخليجية المقبلة في الكويت ، مرهون باستجابة الدوحة لمطالب الدول الأربع، والتعاطي معها، بما يحفظ أمن واستقرار مجلس التعاون.
قمّة التعاون ربما دون الدوحة:
وبيّن الجار الله، في شأن قمة دول مجلس التعاون، المزمع عقدها في كانون الأول/ديسمبر المقبل، واحتمالات دعوة قطر للحضور، وموقف الكويت من ذلك، أنَّ “دعوة قطر للمشاركة في القمة الخليجية، تقف على موافقتها على طلبات الدول المقاطعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، أو على تعهد من الوسطاء بموافقة الدوحة عليها. وأعتقد أنّه ستكون هناك مرونة في تنفيذ المطالب التي ترى قطر أنها تمس بسيادتها، لكن إذا لم تكن هناك في المقابل مرونة من الجانب القطري، فقمة القادة قد تُعقَد دونها”.
وأكّد أنَّ “الكويت حريصة على الكيان الخليجي ووحدته واستمراره، ولن يُسمح لدولة واحدة أن تدمر مسيرة عقود من التعاون والإنجازات”.
بلادي حريصة على أمن المجلس واستمراريّته:
وحول طبيعة موقف الكويت من الأزمة، أوضح الجار الله، في حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “الكويت حريصة كل الحرص على وحدة دول مجلس التعاون والكيان الخليجي ولن تسمح بتدميره، وهي تسعى إلى عقد القمة في موعدها، بغية لمِّ الشمل، وتحقيق مصلحة دول وشعوب الخليج، غير أنَّ الكويت لن تخرج في الوقت ذاته عن الغالبية الخليجية الحريصة على بقاء واستمرار المجلس”.
سقطة كبيرة من الدوحة:
وعن تهديدات قطر بإبادة المعارضة وأبناء القبائل بالكيماوي والغازات السامة المحرمة دوليًا، أكّد الجار الله أنَّ “التهديد باستخدام الغازات السامة سقطة كبيرة، سواء كان التهديد بها خطأ شخصيّاً أو رسالة تهويل”، معتبرًا أنَّه “كان على قطر أن تتخذ موقفاً وإجراءات رادعة بحق من يهدد باستخدامها، ولكن مع الأسف لم تفعل، ولم نرَ موقفاً قطرياً يصحح هذا الخطأ، وهذه السقطة الكبيرة”.
أحلام تنظيم الحمدين بالإمبراطورية القطرية:
وفي شأن سعي قطر لتقسيم المملكة العربية السعودية، بغية تحقيق حلمها بمدِّ نفوذها، أكّد رئيس تحرير صحيفة “السياسة” الكويتية، أنَّ “ذلك مصيبة بكل المقاييس، عندما تكون الأحلام أكبر من القدرات”.
وأضاف الجار لله، في حواره مع “المواطن“، أنَّ “الكلام عن تقسيم السعودية حلم إسرائيلي قديم، ارتبط بتاريخ نشأة هذه الدولة، واستمر خلال حقبة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، ويومها لم تكن السعودية بهذه المكانة والقدرات، ولم تكن الإمارات أيضاً بقوتها وقدراتها الراهنة، كما أنَّ الكويت لم تكن بقدراتها وفاعليتها، ولم يكن كيان مجلس التعاون الخليجي موجودًا آنذاك”.
وبيّن أنَّ “الكلام عن تقسيم السعودية تداوله أمير قطر السابق الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، قبل عقد من الزمن، وكان حمد يتوقع تقسيم السعودية، من خلال الاستقواء بالقذافي وإيران، والانفتاح على إسرائيل، لكن فشلت قطر وذهب القذافي وبقيت المملكة شامخة راسخة”.
وأشار الجار الله إلى أنَّ “الحديث عن تقسيم المملكة من الخيالات والأوهام”، مؤكداً أنَّ “المملكة فيها رجال حكم من ذوي الخبرة السياسية والفكر والثقافة، وهناك وحدة داخلية ونظام ومؤسسات في حالة انسجام تام مع تقاليد وعادات شعبها وأعرافه ومكوناته الاجتماعية، بما يحقق التكامل، وانطلاقاً من كل ما تقدم، علينا أن ننسى الكلام عن التقسيم ونعتبره من أفلام الخيال”.
لعنة قتل الملك فيصل الثاني:
وعن أزمة استفتاء إقليم كردستان، وتوحد أعداء الأمس إيران وتركيا وسوريا والعراق، ضد الاستفتاء، وموقف دول الخليج، رأى الجار الله أنَّ “العراق، مع الأسف، يعيش منذ عقود لعنة سحل وقتل الملك فيصل الثاني وعائلته داخل قصره، إضافة إلى رئيس وزرائه نوري السعيد في عام 1958، حيث كان نظام الملك فيصل عمود الخيمة لاستقرار العراق، والتي كان يعيش في ظلها الشعب العراقي بجميع مكوناته العرقية والطائفية السنية والشيعية والكردية وغيرها، ومنذ مقتل الملك فيصل الثاني انهار العراق، واستمرت بغداد تنتقل من انقلاب إلى انقلاب، ومن ثورة إلى أخرى، واليوم يعيش الشعب العراقي تحت سيطرة النفوذ الإيراني الذي استفاد من تمزق هذا البلد، العراق”.
وأكّد أنَّ “العراق يحتاج إلى وقت ليعود الاستقرار والأمان إلى ربوعه، وقد يعيش هذا البلد حروباً أهلية ومزيداً من الفوضى والتشرذم، قبل تحقيق الوحدة المنشودة، وإنهاء التدخل الأجنبي في شؤونه”.
وأبرز الجار الله، في سياق حواره مع “المواطن“، أنَّ “العراقيين طردوا الإنجليز في ثورة العشرين من بلادهم من خلال توحدهم وقتالهم ومقاومتهم الاحتلال جنباً إلى جنب، السُّني إلى جانب الشيعي والكردي، دون تفرقة وتمييز، وبلا حشد شعبي ولا تدخل إيراني. كان دافعهم الوطنية التي تشبع بها المواطن العراقي، لكن الوضع اليوم مختلف، وولاءات البعض للخارج قبل الوطن تضر بالوطن وأهله”.
أما بالنسبة لاستقلال إقليم كردستان، أوضح الصحافي الكويتي المخضرم، أنَّ “إقليم كردستان، عمليًا يتمتع بحكم ذاتي أقرب إلى الاستقلال، وهذا الوضع قائم منذ تسعينات القرن الماضي، وأيام نظام صدام حسين”، لافتًا إلى أنَّ “الدستور يتحدث عن اتحاد وليس وحدة، والمتضرر من التقسيم سيكون شعب العراق، إذ لن يستفيد أحد من ذلك، ونحن يهمنا أن نرى عِراقاً موحداً أو متحداً ولا يهمنا أو يريحنا أن نراه ممزقاً أو مقسماً”.
وأضاف “في الواقع، فإنَّ إيران عملت على استغلال جنوب العراق، الذي تسود فيه اللغة الفارسية إلى جانب العربية، والتومان الإيراني بعد الدينار العراقي، وكل ذلك ليس في مصلحة الشعب العراقي العربي”.
مصالح دائمة لا أعداء وأصدقاء:
وتطرق الجار الله إلى علاقة الكويت مع كوريا الشمالية، وأسباب قطع العلاقات مع بيونغ يانغ، وطرد السفير الكوري الشمالي، مبيّنًا أنَّ “الترحيب بكوريا الشمالية يعتمد على رضا المجتمع الدولي، وقرارات مجلس الأمن الدولي عنها”، مشيرًا إلى أنَّ “هناك خللاً في العلاقات بين بيونغ يانغ والمجتمع الدولي والدول الصديقة والحليفة للكويت وبعض الدول العربية، والإمارات العربية فعلت الأمر ذاته قبل أيام، وهناك دول أخرى ستحذو حذو الكويت؛ لأنَّ تلك القرارات جاءت تلبية لقرارات مجلس الأمن الدولي، ومن شأنها أن تُرضي أصدقاء الكويت في العالم، ومن يقف في مواجهة سلوك كوريا النووي”.
وأضاف: “لا أعتقد أنَّ العلاقات مع كوريا الشمالية أهم من العلاقات مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية، وفي السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، بل مصالح دائمة”.