أصداء إعلان المملكة وموسكو التوجه نحو تعزيز التعاون العسكري خاصة البدء في إمداد الرياض بمنظومة الدفاع المتطورة S-400 تحظى باهتمام واسع النطاق في المجتمع الروسي، حيث تناولت وكالة ،”نوفوستي” تقريرًا حول تأثير ذلك على مستقبل التعاون المشترك لموسكو مع دول منطقة الشرق الأوسط.
وذكر التقرير أن الشركة المعنية بتصدير السلاح الروسي “روسبوروني إسكبورت” وقعت عددًا من عقود إمداد المملكة بأنواع مختلفة من التقنية العسكرية الروسية.
وأشارت إلى وصف الخبراء للتعاون العسكري بين موسكو والرياض بـ “صفقة القرن”، لأن التعاون مع دولة بحجم وثقل المملكة في منطقة الشرق الأوسط يفتح الباب أمام تعاون أوسع لروسيا في المنطقة، خاصة وأن التقنية العسكرية الروسية تناسب مناخ المنطقة فضلاً عن أنها الأقل سعرًا بالمقارنة مع غيرها.
ولفت التقرير إلى أنه بات معروفًا أن السعودية تعتزم شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400 الأمر الذي يجعل من روسيا مصدرًا هامًا لإمداد دول المنطقة غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بمنظومة الدفاع الجوي المتطورة.
ونقل التقرير ما قاله الخبير العسكري الروسي “ميخائيل خودارينوك” بأن المملكة ولأسباب جيوسياسية تسعى إلى تنويع مصادر التسليح ولا تريد الاعتماد بشكل كامل على مصدر واحد، لافتًا إلى موافقة المملكة على شراء منظومة الدفاع الأميركية من طراز THAAD .
وأشار التقرير إلى تصريحات نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال، ألكسندر فومين خلال لقاء نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن فياض الرويلي في أبريل الماضي، مؤكدًا أنه منذ السنوات القليلة الماضية هناك تكثيف للتعاون العسكري المشترك.
وأضاف التقرير أن وزير التجارة والصناعة الروسي، دينيس مانتوروف، ذكر أن هناك اهتمامًا من جانب الرياض بالطائرات الروسية وأسلحة القوات البرية.
ويرى رئيس تحرير مجلة “الدفاع الوطني” يجور كوروشنكو، أن هناك اهتمامًا سعوديًا بالمقاتلات الروسية من طراز “سو ٣٠ إس إم”. و” سو ٣٥ إس” و”سو ٣٤” إلى جانب المدرعة ” تي -٩٠ إس” لافتًا إلى أن المصالح المشتركة من شأنها تجاوز كافة العقبات.
وبدوره قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الصداقة بين الشعوب، يوري بوشتا، إنه من مصلحة روسيا تعزيز التعاون مع المملكة وكذلك عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وإن الاتفاق مع السعودية مؤشر على مرحلة جديدة للسياسة الروسية في المنطقة .
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أنه من المهم أن الاتفاق مع الرياض مؤشر هام على أن السياسية الخارجية الروسية بدأت مرحلة جديدة في الشرق الأوسط والعالم.