محمد صلاح يقود ليفربول لتجاوز برايتون المرور: طرح مزاد اللوحات الإلكتروني غدًا الأحد التعاون والخلود يكتفيان بالتعادل الإيجابي كواليس رفض مانشستر يونايتد لطلب أموريم التعادل يحسم مباراة الفتح والفيحاء هل يتم اعتماد عقود الشقق المفروشة؟ حساب المواطن يجيب نيوكاسل يعبر آرسنال بهدف شاهد.. سيول هائلة من كتل البرد جنوب حائل وزير الإعلام يرعى ملتقى المسؤولية المجتمعية الثاني 20 نوفمبر في الشوط الأول.. تعادل التعاون ضد الخلود إيجابيًا
رأى الخبير النمساوي في القانون الدولي الأستاذ دكتور أوغوست راينيش، أنَّ أهداف وشعارات الأمم المتّحدة، لا يختلف اثنان على أنها تمثل رسالة إنسانية بامتياز، وبرنامج عمل طموح للحفاظ على الأمن والسلام العالميين، بيد أنَّ السؤال هو هل استطاعت الأمم المتحدة أن تقوم بدورها المعلن كما يجب؟ أم أنَّ ما أعلن في ديباجتها ظل عبارة عن أمنيات أخلاقية، لم تجد طريقها إلى التنفيذ الفعلي.
وأوضح راينيش، في حوار خاص مع “المواطن“، أنَّه “بطبيعة الحال، إن أحدًا لا يستطيع أن ينكر الدور الإيجابي لهذه المنظمة الدولية في العديد من الملفات، أو البحث عن حلول للكثير من الصراعات التي اجتاحت وتجتاح العالم، لكن المشكلة التي واجهتها المنظمة الدولية، كانت غالبًا في آلية اتخاذ قراراتها، ناهيك عن أثر الدول الكبرى في هذه القرارات، لاسيما تلك التي تمتلك حق النقض (الفيتو)، والتي لا يمكن إنكار تأثيرها على قرارات المنظمة الدولية، وتسييس هذه القرارات بما ينسجم أو يتلاءم مع المصالح السياسية لها”.
وبيّن الخبير النمساوي في القانون الدولي أنّه “إذا أردنا إحصاء الملفات التي تصدت الأمم المتحدة لمعالجتها، والسبل التي اتبعت في ذلك، لاحتجنا إلى مئات وربما آلاف الصفحات، لكننا سنحاول إلقاء الضوء على أبرز الملفات والنزاعات التي تدخلت فيها الأمم المتحدة لاتخاذها مقياسًا على مدى نجاح أو فشل الأمم المتحدة، ومن أبرزها ملف الصراع العربي الإسرائيلي، وما تفرع عنه من نزاعات لاحقة”.
وأكّد أنَّ “المنظمة الدولية فشلت في الملف العربي الإسرائيلي، ورغم انقضاء عشرات السنين، في إيجاد حل منطقي لهذا الصراع، على الرغم من كل المحاولات التي قامت بها في هذا الشأن، ومن يستعدْ تفاصيل الصراع العربي الإسرائيلي، يلاحظ من دون أدنى عناء، أنَّ هيمنة الدول الكبرى على الأمم المتحدة شلّت فاعليتها فيما يخص البحث عن السلام في منطقتنا، لاعتبارات سياسية كثيرة، ويكفي للدلالة على ما نقول أن نذكر بأن قبول إسرائيل للقرار 194، والذي يؤكّد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، كان شرطًا لقبول عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، وهو ما لم تعره الأخيرة أي اهتمام”.
وأبرز راينيش، في حديثه إلى “المواطن“، أنَّه “كما هي الحال بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، فشلت الأمم المتحدة في إيجاد حلول لكثير من النزاعات، مثل النزاع في اليمن، وقبلها الصومال والصحراء الغربية، وحروب القارة السمراء المتتالية، والفشل الذريع للأمم المتحدة في رواندا”.
واعتبر أنَّ “على الأمم المتحدة، أن تشعر بالخزي، إزاء الأوضاع في اليمن، وتخاذلها عن إنقاذ المدنيين، على الرغم من أنَّ التحالف العربي لدعم الشرعية دعاها إلى تولي إدارة الموانئ المحررة من سلطة المتمرّدين، وإغاثة المدنيين، إلا أنّها ظلّت تسقط في فخاخ الفساد الذي عشش في أروقتها، ليتحوّل المنقذ إلى قاتل، والمجرم إلى بريء، ويضعنا أمام عارٍ إنساني كبير”.
وشدّد على أنَّ “الوضع في اليمن بات بالنسبة لنا، حلقة من حلقات سلسلة الفشل، تضاف إلى إخفاقات مؤلمة في إيجاد حلول لأزمات عالمية كبيرة كالفقر، والأمّية، وحقوق الإنسان، إذ يلزم ميثاق الأمم المتحدة كل الدول تشجيع الاحترام العالمي، ومراعاة حقوق الإنسان بالقيام بالأعمال التعاونية لذلك الهدف، غير أنَّ كون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليس ملزمًا قانونيًّا، جعل منه مجرّد طموح لم يتحقق في الكثير من دول العالم، أضف إلى ذلك عجز الأمم المتحدة عن معالجة مشكلات الفقر التي تعد من التحديات الكبرى في العالم”.
وأكّد أنَّ “هذه الإخفاقات تقودنا أيضًا إلى عجز مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في درء خطر الحروب، بسبب آلية اتخاذ القرارات في المجلس، وهي آليات خشبية تحتاج للمزيد من التعديل”، مبيّنًا أنَّ “مجلس الأمن، الذي أقرَّ بشرعية تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، يقف اليوم ساكنًا أمام التقارير المسربة في أروقة الأمم المتّحدة بقيادة أنطونيو غوتيريس، والتي تتهم المنقذ على حساب الجاني، بناء على تقارير مجهولة المصدر، أو آتية من مصادر تابعة للانقلابيين على حساب المصداقية والحياد، فكيف تكون الأمم المتّحدة هي الحكم وهي النيابة العامة في الوقت نفسه، وهي فاقدة للمهنية”.
ولفت الخبير النمساوي في القانون الدولي أوغوست راينيش، في ختام حديثه إلى “المواطن“، إلى أنَّ “غوتيريس برأيي يقود منظّمة الأمم المتّحدة نحو الهاوية، فهو بعدما أضرَّ بمنظّمة اللاجئين وحوّلهم إلى أداة في أيدي الدول المانحة لحق الإيواء، يقود العالم اليوم بسياسته العمياء، نحو تفتيت الأمم المتّحدة، وتمزيق ميثاقها، المبنيّ أولًا على حقوق الإنسان، والمصداقية والعدل”.