رفع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله- على ما يجده التراث الوطني من دعم ورعاية من مقامه الكريم أثمرت في تنفيذ العديد من المشاريع والأنظمة المتعلقة بالتراث الوطني في مجالاته المتعددة والتي توجت ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة وهو البرنامج الرائد وغير المسبوق، نظراً لحجم المشروعات التي يشملها، والتي تصل إلى (230) مشروعاً تغطي التراث بروافده المختلفة.
وأكد سموه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه اليوم في المتحف الوطني بالرياض لإعلان تفاصيل ملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول) الذي تنظمه الهيئة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أيده الله- الأسبوع القادم، أن الملتقى اكتسب أهمية استثنائية برعاية خادم الحرمين الشريفين الداعم الأول للتراث الوطني، مشيرًا إلى أن الملتقى يحظى باهتمام ومتابعة خاصة من مقامه الكريم، حتى يوم أمس.
قضية متأصلة
وقال: “قضية الآثار والتراث الحضاري هي بالنسبة للملك سلمان يحفظه الله قضية متأصلة، وتأثرت من اهتمامه الكبير بالتراث سواءً وأنا طفل صغير أو كمواطن عاصرت زياراته وتنقلاته في أنحاء المملكة حيث يتفقد مواقع التاريخ والآثار. وأيضاً بصفته مسؤولاً سواء في إمارة منطقة الرياض وبعد ذلك”.
ملتقى للمواطنين
ونوه سموه إلى أن ملتقى آثار المملكة.. لن يكون مؤتمرًا علميًا بل ملتقى للمواطنين يعزز علاقة وارتباط المواطنين وخاصة النشء بآثارهم الوطنية، مشيرًا إلى أن الملتقى يشمل عددًا من الفعاليات والأنشطة الموجهة للجمهور والهادفة إلى تعريفه بآثارهم الوطنية وربطهم بها وإبراز البعد الحضاري للمملكة.
وأضاف: ” الملتقى الذي سيبدأ الأسبوع القادم نصفه سيكون للآثار وعلومها ومشاريعها ونصفه الآخر للتوعية، ونهدف إلى أن يتعرف المواطنون على آثار بلادهم، والمملكة بما تحويه أرضها من مخزون أثري فريد قل نظيره ولم يكتشف منه إلا قرابة الـ 10% وهي تضاهي أي مكان في العالم في هذا المخزون الحضاري الغني وفي موجوداتها الحضارية والتاريخية، وهذا الملتقى سيظهر جوانب واسعة من هذه الصورة من خلال مشاركة عدد من أبرز علماء الآثار في العالم”.
إخراج الآثار من الحفر
ولفت سموه إلى أن الهيئة تهدف من خلال هذا الملتقى وعدد من الفعاليات والأنشطة والمعرض إلى إخراج الآثار من حفرة الآثار ليشاهدها الناس، ولتأكيد أن الآثار المكنونة في أراضي بلادنا هي ملك الدولة والمواطن له حق أصيل في أن يعرفها ويطلع عليها ويعتز بتراث بلاده وحضاراته الشامخة التي توجت بحضارة الاسلام الخالدة.
وأبان أن الهيئة تعمل بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين على رفع الوعي بالإرث الحضاري والتاريخي للمملكة، وربط المواطنين بتاريخ وطنهم الذي كان منطلقاً لعدد من الحضارات الإنسانية المتعاقبة التي تواجه الإسلام العظيم، وتعريفهم بهذا الغنى الحضاري وتعزيز روح الانتماء، وهو ما تمثله أهداف الملتقى.
وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الملتقى تأكيد من الدولة بأن الآثار الوطنية تمثل عنصرا رئيسا في اهتمام الدولة واعتزازها بتاريخها وحضاراتها، ومكوناً أساساً في هوية المواطنين، ومنطلقاً صلباً للمستقبل.
ولفت إلى أن الملتقى يقام في وقت يشهد فيه المجتمع تحولاً نحو الاهتمام بالآثار والاعتزاز بها وبقيمتها الحضارية والوطنية والثقافية، وهو ما يمثل نقلة نوعية كبرى حققتها الهيئة بدعم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، وشراكة ومساندة من القطاعات الحكومية والجمعيات والمؤسسات المتخصصة.
وأضاف: لم نحاول تغيير الفكر بل سعينا للإيضاح وتقديم الآثار في مسارها الصحيح.
وأكد حرص الهيئة على شركائها في مشاريعها وأنشطتها المختلفة، وقال: لم يكن ليتحقق شيء من الكثير الذي ترونه في هذا الملتقى أو غيره إلا بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ثم شركائنا الذين يقفون معنا مستمرين.
وأشار إلى أن الهيئة تعمل على تحويل المتاحف إلى مؤسسات ثقافية من خلال تطوير أنشطتها وعروضها المتحفية وفعالياتها والمتاحف الجديدة وعددها حوالي 18 متحفا إقليميا هي في الواقع أكثرها أكبر من متاحف دول، وهذه التي تستحقه مناطقنا التي تحوي هذه الآثار العظيمة وتحوي هذا التاريخ المجيد.
وجدد سموه التأكيد على تركيز الهيئة على المواطنين باعتبارهم مستشارها الأول، إضافة إلى الاسترشاد بعلماء الدين.
وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد رعى على هامش المؤتمر الصحفي توقيع اتفاقيات شراكة بين الهيئة وكل من وزارة الداخلية، ومؤسسة البريد السعودي، ومصلحة الجمارك في مجال استعادة الآثار.
كما دشن سموه موقع الموقع الإلكتروني للملتقى: http://naf.org.sa يشار إلى أن ملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول) يقام برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله)، وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الفترة من 18 -20 صفر 1439هـ الموافق 7 – 9 نوفمبر 2017م بإذن الله تعالى، في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بمدينة الرياض.