برعاية الملك سلمان.. الرياض تستضيف منتدى تطوير العمل الإنساني الدولي

الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ١١:١٨ مساءً
برعاية الملك سلمان.. الرياض تستضيف منتدى تطوير العمل الإنساني الدولي

أعلن معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، اليوم، عن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، لمنتدى يعنى بتطوير العمل الإنساني الدولي في الرياض خلال الفترة من 8- 10 جمادى الآخرة 1439هـ الموافق 24- 26 من شهر فبراير عام 2018م، داعيًا الجميع للمشاركة في فعاليات هذا المنتدى الإنساني.

جاء ذلك خلال افتتاحه اليوم اللقاء الإنساني رفيع المستوى لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن وذلك في فندق الإنتركونتيننتال بالرياض بحضور عدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الإغاثي والإنساني في العالم.

 

وبدأ اللقاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الدكتور الربيعة كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين في هذا اللقاء الإنساني الذي يهدف لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يؤكد ما توليه المملكة حكومة وشعبًا من اهتمام تجاه شعب اليمن الشقيق، وروابط الجوار والأخوة واللغة، والعلاقات الأسرية والاقتصادية المتينة القائمة على الاحترام المتبادل والتي هي في تزايد على مّر التاريخ.

وأوضح معاليه أن التكلفة الإجمالية للمساعدات التي قدمتها المملكة خلال عامين ونصف مضت وصلت قرابة (27.8) مليارات دولار أميركي، مبينًا أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفذ 161 مشروعًا في جميع مناطق اليمن، بمشاركة 85 شريكًا أمميًّا ودوليًّا ومحليًّا، شملت الأمن الغذائي، والتغذية، والإيواء، والصحة، والدعم المجتمعي، وغيرها من المشاريع، كما أن المركز أولى عناية واهتمام كبيرين بالبرامج الموجهة للمرأة والطفل، حيث نفذ 68 برنامجًا للمرأة، و80 برنامجًا للطفل.

وقال الدكتور الربيعة: استجابت المملكة لدعوة الحكومة الشرعية باليمن لإعادة الشرعية التي اختارها الشعب اليمني، وفي ضوء قرارات الأمم المتحدة ومنها القرار رقم (2216)، والمبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، لافتًا النظر إلى أن معاناة الشعب اليمني مع الميليشيات الانقلابية ليست وليدة اليوم، فهي ليست بجديدة حيث كان الشعب اليمني الشقيق يعاني من تمردهم على الحكومة اليمنية مُنذ زمن بعيد، وما حدث مؤخرًا جاء ليؤكد التدخل الذي تسعى من خلاله إيران لإيجاد نماذج لجماعات إرهابية على شاكلة القاعدة وداعش.

وأفاد أن حضور ومشاركة الضيوف يؤكد سعي الجميع لدعم وتعزيز العمل الإنساني في اليمن من خلال تحسين وتطوير تقارير الاحتياج والتقييم التي تعد العمود الفقري للعمل الإنساني، وزيادة الدعم للمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، والاهتمام بتنسيق العمل الإنساني هناك لضمان عدالة التوزيع، والحيادية، وعدم الازدواجية، معبرًا عن سعادته أن يكون مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حاضنًا لهذا التنسيق بمشاركة مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة.

وبين معاليه أن المركز يؤكد أهمية الرقابة والتقييم، مشيرًا إلى أنه من هذا المُنطلق يجب تعزيز بناء تقارير محايدة تضمن جودة العمل وتمنع التجاوز والتحايل، لافتًا الانتباه إلى أن جميع القوانين الأممية والحقوقية تحرم وتجرم استخدام الأطفال كأدوات حرب أو إقحامهم كدروع بشرية، مؤكدًا أن الميليشيات الانقلابية قامت بتجنيد ما يزيد على (20.000) طفل يمني بريء؛ وفق تقارير الهيئات الحقوقية.

وأعرب الدكتور الربيعة عن الإدانة لهذا العمل المشين، مشددًا على التحرك العاجل لإيقافه وإدانته ومحاسبة كل من قام بخرق حقوق الطفل اليمني والدفع به إلى الضياع، داعيًا الجميع أن يشاركوا المركز في دعم برامج إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال من خلال إعداد وتنفيذ مشاريع تؤهلهم نفسيًّا، وعلميًّا، واجتماعيًّا، وأسريًّا، حيث يتولى المركز حاليًّا إكمال تأهيل (2000) طفل، معبرًا عن سعادته بتعاون الجميع لتأهيل جميع أطفال اليمن الذين سُلبوا حريتهم، مؤملًا أن يتمخض عن هذا اللقاء توصيات تدعم جهود الحكومة الشرعية في اليمن للقيام بدورها الإنساني.

ودعا معاليه خلال اللقاء إلى تحقيق اللامركزية في العمل الإنساني بعيدًا عن الاعتماد على مدينة واحدة لمقر المكاتب في اليمن، وإلى دعم مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن بشأن ميناء الحديدة، ومطار صنعاء لزيادة العمل الإنساني.

وقال: يلزم علينا أن نستخدم جميع المعابر اليمنية المتاحة لإنقاذ الشعب اليمني، ويُسعد المملكة أن تعرض ميناء جازان إضافة إلى المعابر البرية لتسهيل تلك المهمة؛ تأكيدًا على اهتمامها وحرصها على دعم وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق اليمن، كما ويجب علينا تبني مزيدًا من المشاريع الموجهة للمرأة والطفل.

واختتم الدكتور الربيعة كلمته بتقديم الشكر والتقدير للجميع، خاصًّا المشاركين من قوات التحالف لإعادة الأمل الداعمة للشرعية في اليمن، وإلى اللجنة العليا للإغاثة اليمنية ممثلة عن الحكومة الشرعية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمنظمات الأممية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووزارة التنمية الدولية البريطانية، والمفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو)، والمنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية والمحلية، وللقائمين على أعمال اللقاء واللجان المشرفة والمنظمة لهذا الحدث المهم.

ثم قدم المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عرضًا مرئيًّا عن المركز والمشاريع الإغاثية والإنسانية التي قدمها لليمن والصعوبات التي واجهت إيصال تلك المساعدات وعرض أرقام حقيقية عن واقع المساعدات الإيجابية التي قدمتها المملكة مساعدة للأشقاء اليمنيين.

بعد ذلك ألقى معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني الدكتور عبدالملك المخلافي كلمة عبر خلالها عن سعادته بالحضور والمشاركة في هذا اللقاء المهم الذي يأتي في هذه المرحلة الصعبة على الشعب اليمني وتحدث عن بعض التحديات التي تصعب العمل الإنساني ومنها استمرار الحرب ضد الميليشيات الحوثية التي فرضت الحرب على الشرعية والشعب اليمني، داعيًا المانحين والمنظمات الدولية للتمويل.

 

من جانبه عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك عن سعادته ومشاركته بهذا اللقاء الإنساني رفيع المستوى الذي يهتم باليمن وشعبه.

وقال: نحن مسرورون بالمساعدات التي تقدمها الدول المانحة ونعمل على تحسين الوضع الصحي والتعليم، ولدينا تفاهم مشترك بالقضايا الإنسانية باليمن، متطلعًا إلى مزيد من التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

عقب ذلك ألقى المفوض الأوربي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات والحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية كريستوس ستيليا نيدس كلمة شكر فيها المركز على الدعوة لهذا اللقاء، مبينًا أن الوضع في اليمن في غاية الصعوبة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يتابع الأوضاع الإنسانية في اليمن، متطلعًا إلى مزيد من التعاون المشترك في التحديات التي تواجهها الحكومة اليمنية.

ثم ألقى قائد العمليات المدنية في قوات التحالف اللواء عبدالله الحبابي كلمة أكد فيها أن هذا اللقاء يعد خدمة للإنسانية في ظل بيئة معقد وصلت فيها الميليشيات لمستويات انتهاك القانون الدولي، مبينًا أنه لا يوجد دولة في العالم وفرت مساعدات لليمن مثل المملكة العربية السعودية حيث أوفت بالتزاماتها وساعدت جميع القطاعات وهي لا تميز في تقديم ذلك للمحتاجين، وقدمت التصاريح اللازمة لإدخال المساعدات لليمن، عادًّا المملكة أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية لليمن الشقيق، مشيرًا إلى أن المركز كثف جهوده الإنسانية في العمل الإغاثي والإنساني في اليمن.

وقال اللواء الحبابي: يتم تهديد المملكة واستهدافها من قبل الميليشيات الحوثية، كما أنها تهدد الأطفال وتشردهم بدعم من إيران وتجندهم وتستخدمهم في ساحات القتال، مؤكدًا سعي التحالف لإيجاد بيئة ملائمة لإيصال المساعدات وتجاوز الصعوبات وهي مهمة نبيلة ستدفع للوصول إلى حل دائم وسلام.

وخلص الاجتماع بالاتفاق على تعزيز العمل الإنساني في اليمن، باعتماد اللامركزية في العمل الإنساني بتواجد مكاتب الأمم المتحدة في جميع مناطق اليمن وبالحيادية دون تمييز، وعلى أن يكون لدى الحكومة اليمنية الشرعية القدرة على الحصول على الدخل المالي من موارد اليمن، مؤكدين أهمية فتح المعابر البرية والبحرية والاستفادة منها ودعم مبادرة المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الخاصة بميناء الحديدة، والمطالبة بمحاسبة كل من يعيق دخول المساعدات الإنسانية وأهمية تقييم الاحتياج الإنساني، وأهمية دعم برامج المتابعة والرقابة، وضرورة التنسيق في العمل الإنساني.

وفي الجلسة الثانية قال وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح: إن الوضع في تعز يحتاج للتوضيح؛ حيث إن هناك قتلًا ممنهجًا وقصورًا في عمل منظمات الأمم المتحدة مثل منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، مشيرًا إلى وجود 700 ألف نازح من داخل تعز للأرياف وإغلاق 95% مِن المدارس والمعاهد و95%‏ من المستشفيات البالغ عددها 406 مستشفيات، فيما بلغت نسبة البطالة 90%، واعتمد سكان المدينة على الطاقة الشمسية بدلًا عن الكهرباء.

وعزا تفشي وباء الكوليرا في اليمن إلى تكدس القمامة وعدم دفع رواتب عمال النظافة في المدن التي تسيطر عليها الميليشيات، مطالبًا وزير الإدارة المحلية اليمني باللامركزية في العمل الإنساني وبالحيادية وعدم مساواة القاتل بالمقتول، مفيدًا أن 581 مليار ريال يمني مسيطر عليها من الميليشيات الحوثية؛ لذلك الحكومة الشرعية لا تستطيع تفي بالتزاماتها المالية.

من جانبه دعا مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية بدولة الإمارات، سلطان الشامسي، إلى دعم مبادرة المبعوث الأممي في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد للحوار السياسي بين جميع الأطراف والضغط على الحوثيين للقبول بذلك، داعيًا الجميع إلى تحمل المسؤولية والتعاون للوصول للأهداف المرجوة وتقديم الدعم اللازم للعمل الإنساني في اليمن.

فيما أوضحت نائبة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس أن هناك 280 ألف لاجئ في اليمن معظمهم من الأطفال والنساء وخاصة من صنعاء، مشيرة إلى أن هناك من النازحين من يحاولون العودة للبلاد، ولكنهم يواجهون وضعًا صعبًا للغاية ويحتاجون للإيواء والحماية، مبينة أن هناك شبكة كبيرة من مهربي البشر الذين يستغلون الأوضاع.

وقالت مساعدة المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي إليزابيث روزمسون: إن اليمن في قلوبنا وعقولنا، مبينة أشكال التدهور الإنساني مثل تفشي الكوليرا وانتشار سوء التغذية لدى الأطفال وارتفاع معدلات المجاعة ومشكلة النازحين، مؤكدة على أن التنسيق بين مختلف الجهات الإنسانية عنصر رئيسي لتحسين المعيشة وتوفير الأمن الغذائي والصحة وغيرها، مفيدة أن التنسيق يتطلب الشراكة والتمويل.

وأشار رئيس العمليات في الهيئة الطبية الدولية، الدكتور كي لو، إلى أن الإجراءات البيروقراطية تعيق العمل الإنساني في اليمن، منوهًا بجهود اللجنة الدولية الطبية التي ساعدت على تخفيض الإصابات بوباء الكوليرا.

وقال مستشار وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الدولية توماس ستال: إن 75%‏ من أبناء الشعب اليمني بحاجة للمساعدة، ويجب أن نضمن الوصول الجيد لهم وعدم إعاقة المساعدات التجارية والإنسانية، مبينًا أن الولايات المتحدة الأميركية واجهت مشكلات إنسانية عديدة في الصومال وجنوب السودان وسوريا وأزمة لاجئي الروهينغا، بالإضافة إلى الأزمات الطبيعة مثل إعصار المكسيك، مشيرًا إلى أن 80% من المساعدات سابقا كانت للكوارث الطبيعية، بينما الآن 80%‏ مِن المساعدات توجه للصراعات التي سببها البشر.

وفي نهاية اللقاء خلص المشاركون إلى نتائج وهي تفويض فريق لدعم الاحتياج والاستجابة وتكون مهمته الأساسية دعم عملية الاحتياج والاستجابة بالتحقق من الاحتياج الفعلي من خلال مقارنة تقارير الاحتياج الخاص بالأزمة اليمنية، كما كلفوا فريقًا لحشد الدعم الفني والمالي وتكون مهمته الأساسية توفير الدعم اللازم للمنظمات الإنسانية والمشروعات الإنسانية في اليمن.

كما اعتمد المشاركون خمس مناطق جغرافية أثناء الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في اليمن التي من شأنها إعادة توزيع المساعدات الإنسانية بشكل عادل على جميع أبناء اليمن وهي: مركز إغاثي وإداري عدن يغطي عدن ولحج والضالع وأبين وتعز وإب، ومركز إغاثي حضرموت ويغطي حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، ومركز إغاثي مأرب ويغطي مأرب والبيضاء والجوف وذمار، ومركز إغاثي الحديدة ويغطي الحديدة والمحويت وريمة وحجة، ومركز إغاثي صنعاء ويغطي عمران وأمانة العاصمة وصعدة.

ودعا المشاركون إلى دعم مبادرة المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بخصوص ميناء الحديدة ومطار صنعاء مع التأكيد على استخدام باقي موانئ اليمن وميناء جيزان السعودي ومناطق المعابر البرية والتي من شأنها تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

كما حث المشاركون في اللقاء المزيد من المنظمات الدولية الإنسانية للمشاركة في العمل الإنساني اليمني والتواجد في جميع مناطق اليمن بلا استثناء.