فيديو للحظة إصابة رئيس الوزراء المصري بالدوار أثناء مؤتمر صحفي ضبط عدد من المتسولين في الخبر الاتحاد يحسم ودية الخليج الإماراتي بهدف إستاد جنوب الرياض.. تحفة معمارية تجمع التراث بالحداثة آخر تطورات مفاوضات ليفربول ومحمد صلاح تسريحة شعر جديدة لـ ترامب 3 تحت الصفر.. موجة باردة على الشمالية الأخضر يستأنف تدريباته بعد ودية ترينيداد الإعفاء مقابل التصدير يزيد القدرة الصناعية في السعودية خارجيًا خطة برشلونة بشأن العودة لـ”كامب نو” مهددة بالفشل
أشرقت شمسها شرقاً وغرباً، ودارت عجلة التنمية فيها، للإنسان أولاً قبل المكان، إنها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي توسّعت في إنجازاتها آسيوياً وغربياً، لتكون ملتقى الحضارات، ومركز الإشعاع في عودة الاعتدال إلى كوكبنا الأزرق وإحدى الدول العشرين المهمة في العالم.
وامتاز العهد السلماني، بتغيير تكتيكي في التعامل مع ما تتيحه البيئة الداخلية والخارجية من فرص، وما تفرضه من تحديات، والتسارع الذي من خلاله يتم التعامل مع الأحداث، وهذا يتأثر بدوره بمدى حدة تلك الظروف وجسامتها وإلحاحها، ولنا على سبيل المثال في ذلك، الأزمة اليمنية، والأزمة القطرية، وقمم الرياض التي تمخّضت عن ولادة مركز اعتدال لمكافحة الإرهاب والتطرف، أثناء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة.
ومن أجل تجنيب المملكة تداعيات ما يحصل في دول الجوار من انفلات أمني وهشاشة سياسية واضحتين، لا سيما ما تمثّله التحديات القائمة الاستمرار في مواجهة التطرف والإرهاب والسيطرة عليه، في ظل حالة التطورات الأمنية والسياسية التي أصبحت تصبغ المشهد الإقليمي؛ طوّرت السعودية في عهد خادم الحرمين الملك سلمان ـ أيّده الله ـ الاستراتيجيات الاستباقية والوقائية والإجرائية القائمة، لتواكب بذلك تسارع التطورات على الصعيد الإقليمي.
وسعت السياسة الخارجية السعودية دائماً إلى دعم الاستقرار الإقليمي وتقليل تكلفة تقلبات السياسة الإقليمية بالنسبة إلى مصالحها، عبر نسج شبكة من التحالفات الإقليمية والدولية، تمكنت من خلالها من دعم مسائل التضامن العربي والإسلامي مستغلة أيضاً ما تملكه من ثقل اقتصادي وديني .
وقد قدمت المملكة الكثير من المبادرات في هذا الشأن لرأب الصدع في العلاقات البينية العربية، أو إيجاد حلول للأزمات والملفات الإقليمية، غير أن هذه الخاصية التي صبغت السياسة الخارجية السعودية عبر عقود تغيرت في شكل تدريجي، ووصل هذا التغير إلى ذروته في المرحلة الراهنة، إذ تزايدت التحديات والأخطار نتيجة التغيرات الدراماتيكية التي لحقت بعدد من الملفات والقضايا الإقليمية، في وقت افتقرت مواقف القوى الدولية المؤثرة في المنطقة إلى الحسم وتغيرت أولوياتها، لا سيّما الولايات المتحدة، ما زاد من تعقيد المشهد السياسي الإقليمي وأربك حسابات الدول الإقليمية.
ونتيجة تشابك الملفات الإقليمية وانكشافها، أصبحت المنطقة في حالة سيولة وهشاشة السياسية، ما خلق بيئة مضطربة قابلة للاختراق من القوى غير العربية، فتزايد دور إيران وما يسمى بـ “حزب الله” الإرهابي، فضلاً عن ظهور “داعش”، وتمدده، لتجد الرياض نفسها محاطة بأزمات معقدة.
وصاغت الرياض، محوراً إقليمياً واضح المعالم، والمفردات، متوافق البنى السياسية والمخرجات ذات التأثير الإقليمي، ضيّق الخناق على خصومها، وساهم في حرمانهم من تحقيق أي اختراق في المنطقة، لا سيما أنَّ إيران تستخدم الورقة المذهبية، وتسعى إلى تسخيرها لزيادة نفوذها في المنطقة العربية، الأمر الذي يشكل تهديداً صريحاً للمصالح العربية، ويشكل تدخلاً واضحاً في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلاً عن قطر، التي لعبت على وتر التآمر والخيانة، على مدار أعوام طويلة، لتجد نفسها اليوم في مقاطعة، تنهي المهاترات والتصرفات الصبيانية.
وتجاوزت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ما أفرزته الثورات العربية، من تقاطعات سياسية، بما وفّر المرونة الكافية للسعودية للتعامل مع الفاعلين كافة في المشهد السياسي العربي والإقليمي، ومن ثم توسيع مساحة الحركة والمناورة لديها وتعزيز قدرتها على صوغ تحالفات إقليمية أكثر شمولاً من ناحية، وزيادة نفوذها في مناطق الطوق الاستراتيجي، شمالاً وجنوباً، وتخطّته شرقاً في اتّجاه آسيا بمكوّناتها المختلفة، وغرباً باتّجاه الشريك الاستراتيجي الأهم مرحلياً ألا وهي الولايات المتّحدة الأمريكية.
واحتوت السعودية بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ، الخلافات والتقسيمات المذهبية والطائفية في المنطقة، بعدما حاولت إيران التوسع وخلق حلفاء جدد، ومن ثم تمزيق الجسد العربي. كما حرصت الرياض على تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات، ولكن هذه المرة في إطار مؤسسي واضح المعالم، وجعل أساس الانتماء هو الوطن وليس أي شيء آخر، في الوقت ذاته الذي يتم فيه تعزيز الرسالة الإسلامية الوسطية التي تستوعب الجميع، وتتجنب الإقصاء، وتحد من التطرف في الرأي والفكر.