طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
المتزلّفون إلى صنّاع القرار، عملات رديئة، سريعة الانقلاب على عقبها، ومنهم جمال خاشقجي الذي تناول الكاتب سعيد الوهابي هذا اليوم في مقاله موقفه الصريح ضد الوطن واللحمة الوطنية، مؤكّدًا أنَّ تقلّص خيارات خاشقجي في الحياة، عقب منعه من الكتابة والتغريد وتوقف قناة “العرب” الوهمية التي كان يديرها، دفعه إلى محاولة الركوب على ظهر الجماهير، ليكون من الثلّة التي لا يمكن الوثوق بها.
وأوضح الكاتب سعيد الوهابي، اليوم الثلاثاء، في مقال له بصحيفة الرياض حمل عنوان “جمال خاشقجي أصبح معارضًا سعوديًا .. خوش معارضة”، أنَّ “جمال خاشقجي (البعيد عن السلطة)، كتب مقالاً في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، يعلن عن معارضته القبض على أعضاء مجموعة من الأشخاص على خلفية رصد أنشطة استخباراتية لصالح جهات أجنبية، أعلنت عنها رئاسة أمن الدولة أخيرًا”، مبرزًا أنَّ “موقف خاشقجي غريب وجديد، لأن الرجل لم يُعهد عنه إيمانه الراسخ بقيم العدل والحرية. ولكن ببساطة خياراته نفدت، بعد توقف قناة العرب (الوهمية) ومنعه من الكتابة والتغريد، ثم هروبه إلى واشنطن”.
وأضاف الوهابي “لم يكن لدى جمال سوى المعارضة، هو نفسه يقولها في مقاله حين يؤكد (كان أمراً مؤلماً حين تعرض بعض أصدقائي للاعتقال قبل سنوات، حينها قلت لا شيء .. لم أكن أريد خسارة وظيفتي وحريتي)، حسناً اليوم جمال خاشقجي بلا وظيفة وهو يقيم خارج البلاد، فلم يعد يخاف على وظيفته أو حريته، لذلك تحدث وكتب وغرد، لَبوس النضال عليك يا أبا صلاح جديد ومريب”.
وأردف “لماذا هذه المقالة؟ لدي مشكلة أزلية مع جمال وأمثاله، الأشخاص الذين اقتربوا من صنع / صناع القرار لوقت كافٍ ولم يغيروا أو يتحدثوا بصدق، وحين تتقلص خياراتهم في الحياة بسبب إبعادهم ينحازون للنضال، كتبت عنهم مقالات كثيرة سابقاً لأنهم متقلبون يحاولون الركوب على ظهور الجماهير ولا يوثق بهم”.
وأشار إلى أنَّه “في اليوم الأول لعودة جمال خاشقجي إلى تويتر الشهر الماضي، قلت لأصدقائي إن حياة جمال خاشقجي هي عبارة عن حلم إنساني قديم، أن يكون جمال المثقف المستقل داخل السلطة أو المقرب منها، هو حلم صاحب القلم منذ أيام الخلافة الأموية إلى الدولة الحديثة، من المتنبي إلى محمد حسنين هيكل، هوس تدهور في الغرب مع بدايات القرن 21 بعد اندثار مفهوم المثقف العمومي public intellectual، هي محاولة لتقليد الوزير والمثقف غازي القصيبي”.
وبيّن أنَّ “غازي القصيبي نفسه كان يعي هذا الدور الثنائي، ولكنه كان يعي دور المعارض من الخارج فهو يقول (ما أسهل الدفاع عن حقوق الإنسان في مقاهي لندن وباريس).. وهذا ما يفعله جمال، حاول جمال مراراً أن يمثل هذا الدور (الكاتب المقرب من السلطة)، قبل وبعد نفي وزارة الخارجية الشهير ضده، بالطبع جمال لن يقول لك صراحة أنه مقرب من السلطة، ولكنه سيقول لك إنه قبل أيام التقى الأمير الفلاني والوزير العلاني، فيكون استنتاجك أنه …. مُقرّب مين السلطة!”.
واستطرد الكاتب الوهابي، موضحًا أنَّه “ثم كانت (العرب)، والتي تجاهل ذكرها جمال في خضم الحديث عن سيرته الذاتية في المقال إياه، أتمنى أن أحصل على وظيفة مثل التي حصل عليها جمال خلال السنوات الست الماضية (زمان الصمت)، راتب شهري يتجاوز 100 ألف دولار، وأتنقل من دولة إلى أخرى بمسمى وظيفي (المدير العام لقناة العرب)”، مشيرًا إلى أنَّ “ميزة جمال خاشقجي أنه (يجيب العيد لمن يقف معه)، من علاقاته مع آل فيصل إلى الوطن إلى العرب، في كل مكان هناك شخصية براغماتية ذكية تحاول أن ترقع أخطاء نفسها”.
وتابع: ماذا بقي؟ هناك بعض المغالطات في المقال. يقول جمال إن الاعتقالات الأخيرة جاءت قبيل صعود ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى العرش.. المصدر؟ لا شيء. الشيء الثاني هو قوله إنه طُرد من رئاسة تحرير “الوطن” التقدمية مرتين. أولاً الوطن كانت تقدمية وتطرح أفكارًا جريئة منذ تأسيسها وليس بسبب جمال، ثانياً أنَّ إقالته الثانية كانت بسبب مقال نشره إبراهيم الألمعي، الذي ذكر جمال نفسه، وفي أكثر من مكان، أنها غلطة ولو كان متواجداً في صالة التحرير حينها لمنع المقال قبل نشره، أين حرية التعبير والتقدمية؟ أمر أخير يتحفنا به السيد جمال بقوله: إنَّ السعودية أسست لسياسات تشجع المواطنين لكتابة قوائم سوداء لتقديمها للحكومة، أين هي هذه التشريعات؟ تشريع السياسات لا يعني تغريدات يا سيد جمال وأنت نفسك تقول (الانتصارات لا تتحقق في السوشيال ميديا)، تناقض!
وأكّد الكاتب سعيد الوهابي، في ختام مقاله أنَّه “من حق السيد جمال أن يدّعي ما يريد؟ ومن حقي أن أقول له إنك يا جمال تريد ركوب الموجة الوحيدة أمامك. لاحِظ أنني لم أفتح ملف الإخوان وتركيا وقطر، لأنه ليس صلب فكرة مقالي هذا. لا نختلف أيضاً على جدية أن كل وأي معتقل يستحق معاملة ومحاكمة عادلة، وأتمنى أن يحظى كل معتقل بتلك المعاملة العادلة التي عهدناها للجميع وعلى الخصوص لأرباب الفكر والثقافة، أقول هذا وأنا متصالح منسجم مع مصالح بلادي، نعيش فيها ونتردد عليها – ليس في واشنطن – بلا خوف كما عهدها دوماً”.