إمام الحرم المكي يحذر من خطاب التحريض والفتنة الوطنية

الجمعة ١٥ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٦:٢٤ مساءً
إمام الحرم المكي يحذر من خطاب التحريض والفتنة الوطنية

حذر فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، من أعمال العنف والصراعات الدموية، وخطاب التحريض والكراهية، وما يبث الفتنة ويهز اللحمة الوطنية.

وطالب السديس بنشر ثقافة السلام، لاسيما في مناهج التعليم ووسائل الإعلام، خاصة بين فئة الشباب، وأهمية ترسيخ آليات الحوار من خلال البرامج التوعوية لمكافحة التطرف وتعزيز قيم التسامح والتعايش، وإحلال الأمن والسلم الدوليين.

أيام كريمة:

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم: إن الأمة الإسلامية عاشت أيامًا فاضلة وأزمنة مباركة، تخللها موسم من أعظم المواسم، وهو الحج إلى بيت الله الحرام، تجلت فيه قضية من أهم القضايا وسمة من أبرز المزايا تحتاجها الأمة بل الإنسانية كلها، ويطيب لها أن تتنسم نفحات الموادعة والمسالمة وتتبصر أنوار المهادنة والملاينة، إنها قضية السلم والسلام زنمير الأمن بين الأنام التي جلاها دين الإسلام في وريف أحكامه ومقاصده العظام التي شملت المعاني الإنسانية الرائقة والخلقية الرائعة، لاسيما في زمن رفعت فيه الفتن أجيادها وجمعت للشر أجنادها وتنامى الغلو والإرهاب والقتل والإرعاب.

السلام غريزة فطرية:

وأضاف فضيلته أن حاجة الإنسانية إلى السلام غريزة فطرية وضرورة بشرية، فقد كان العالم قبل أن تحكمه العصبية القبلية يشعلون الحروب لقرون طويلة من أجل ناقة أو نيل ثأر ويهدرون في ذلك الدماء ويقيمون العداوات، فجاء الإسلام وعُني عناية فائقة بالدعوة إلى السلام ونبذ الحروب والنزاعات، ورتب على ذلك عظيم الأجر والجزاء وانتشل الإنسانية من أوهاق البغضاء والشحناء إلى مراسي التوافق والصفاء والسلم والوفاء.

وأبان الشيخ عبدالرحمن السديس أن وقائع السيرة النبوية والفتوحات الإسلامية دلت على أن الدعامة الأولى والأساس لانتشار الإسلام الدعوة بالحسنى والموعظة البليغة والكلمة الطيبة، حتى في أوقات الحرب والقتال.

براءة الإسلام من الإرهاب:

وأفاد أنه من الفرى التي ألصقت بالإسلام دون إرواء أو إحجام وكانت مثار التوجس والخوف منه اتهامه بالإرهاب والسيف والعنف والظلم والحيف، وتلك أكذوبة ظاهر عوارها ويفندها أُوارها، مبينًا أن الإسلام كان ولا يزال وسيظل- بإذن الله تعالى- في علو وانتشار وانتصار وازدهار؛ لأنه دلف إلى القلوب بالحكمة والموعظة الحسنة والمعروف لا بالغلظة والحتوف.

وأوضح الدكتور السديس أن السلام الحقيقي والأمن المجتمعي لا يكون بانعدام التوتر بين الأفراد والبلدان، بل بتحقيق العدالة فيما بينهم، فلن يسود السلام هذا العالم إلا بإقامة العدل وإعطاء كل ذي حق حقه، داعيًا جميع الأقطار والديار إلى التسامح والتراحم والتآلف، وأن يتحدوا ولا يختلفوا وأن يصونوا أوطانهم عن أوابد العنف والتخريب والبعد عن مغبات التلاوم والتثريب والتخذيل والإرجاف، وأن يكونوا المرآة العاكسة للشريعة الإسلامية ومبادئها العظام وخيريتها في عن سائر الأنام.

وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام أن من النعم التي أنعم الله بها على هذه البلاد أن جعلها مهدًا للإسلام ورائدة للسلام وراعية للحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزائرين، مبينًا أنه من المحامد والمآثر التي شهدت بها الدنيا وأطبق عليها الأنام الجهد المشكور والسعي المبرور لخادم الحرمين الشريفين- ولا يزال مسددًا- وسمو ولي عهده الأمين وكل العاملين في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من مسؤولين ورجال أمن وكل من أسهم في تيسير مناسك الحج للحجاج والقيام بخدمتهم وراحتهم وأمنهم وسلامتهم.

إقرأ المزيد