ترقية نظام الترميز الجمركي إلى 12 رقمًا لتعزيز الدقة والربط التقني نتائج السعودية ضد البحرين في كأس الخليج منتخب العراق يعبر اليمن بهدف مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 175 ألف ربطة خبز شمال لبنان المنتخب السعودي لا يخسر في مباراته الافتتاحية بالكويت توضيح من التأمينات بشأن صرف مستحقات الدفعة الواحدة العقيدي أساسيًّا في تشكيل السعودية ضد البحرين الشوكولاتة الساخنة أكثر صحة من خلال استبدال بعض مكوناتها إستاد جابر الأحمد جاهز لمباراة الأخضر والبحرين رينارد يستبعد فراس البريكان من قائمة الأخضر
لا يغيب عن المحلل للمشهد الدولي، أنَّ الاقتصاد يقود قاطرة التعاون المشترك بين الدول، حتى وإن اختلفت وجهاتها السياسية في شأن بعض الملفات النارية، الراهنة أو المستقبلية المتوقّعة. وفي هذا الإطار، تستشرف صحيفة “المواطن“، الملفات الاقتصادية الأبرز التي ستتناولها القمة الملكية، السعودية الروسية المرتقبة، في موسكو، التي تنتظر بفارغ الصبر، وصول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إليها.
الاقتصاد يقود قاطرة العلاقات الروسية السعودية:
يعتبر الجانب الاقتصادي، الذي يفرض نفسه على طاولة المباحثات السعودية الروسية، من أهم جوانب العلاقات بين البلدين، إذ إنَّ جدول أعمال طاولة المباحثات، يشمل ملف الطاقة، وحفظ إنتاج النفط عند مستويات مُتفق عليها؛ وتعول السياسة السعودية على الجانب الاقتصادي كثيراً في إحداث نقلة نوعية في مستوى العلاقات، إذ سعت الرياض، على مدى علاقتها مع روسيا، إلى الدفع باتجاه توطيد المناحي الاقتصادية بين البلدين؛ أملاً في دفع موسكو نحو خيارات المملكة، وانحيازاتها في القضايا السياسية المختلفة.
وتعتزم المملكة، المساهمة في تطوير موقع مطار “توشينو” السابق في روسيا، حيث أصدر صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي بياناً جاء فيه أنه قد “تم توقيع مذكرة نوايا حول الانضمام إلى مجموعة من المستثمرين من أجل المشاركة في تطوير منطقة مطار (توشينو)، الذي يقع شمال غربي موسكو”.
ويواصل الصندوق الروسي والصندوق السيادي السعودي العمل على الدفع بفرص الاستثمار في قطاعات، مثل تجارة التجزئة والعقارات ومصادر الطاقة البديلة والبنية التحتية اللوجيستية والنقل.
قراءة استشرافية للاتّفاقات المرتقبة:
والمطّلع على قرارات مجلس الوزراء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ أيّده الله ـ يمكنه استشراف مجالات التعاون المشترك، التي سيتم توقيع اتفاقات في إطارها، خلال الزيارة الملكية المرتقبة إلى روسيا الاتّحادية.
وفوّض مجلس الوزراء للتباحث مع الجانب الروسي، في جلستيه الأخيرتين، كل من:
الإرادة السياسية تنحاز إلى الاتّفاق:
تقليص الفوارق في الآراء والمواقف السياسية بين الرياض وموسكو، يعتبر مهمّة ليست بشاقة، لا سيّما أنَّه يساهم في انطلاقة لكلا البلدين، بما يخلق اتّزانًا في العلاقات، وخصوصًا في شأن ملفات الشرق الأوسط الساخنة.
ولا شك، أنَّ المحاولات الجارية، التي يتمثل أقصاها في الزيارة الملكية المزمعة قريباً لروسيا؛ تثير في الوقت نفسه القلق لدى كثير من الدول صاحبة المصالح في المنطقة، إذ إنَّ التنافسية بين الغرب وروسيا لم تتوقف يومًا على الرغم من انتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتّحاد السوفياتي، فيما يتّفق المحلّلون السياسيّون، على أنَّ لجوء الحليف القوي للغرب، وهي المملكة العربية السعودية، لروسيا يثير لتلك الدول كثيراً من علامات الاستفهام، ويدفعها تلقائياً إلى تحسس مواضع الخلل القائمة في علاقتها مع السعودية، ويجعلها كذلك حريصة أشد الحرص على إحراز سبق ما في علاقتها مع المملكة الغنية بالنفط، وصاحبة الدور الأكثر فاعلية حالياً في منطقة الشرق الأوسط.
هبوط أسعار النفط محدد مفصلي:
لم يكن المتغيّر الذي شهدته نهاية عام 2014 أمرًا عرضيًا، وإنما كان خطوة محسوبة العواقب ومتفقاً عليها بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية؛ الغرض الرئيس منها السيطرة على تخمة المعروض في الأسواق، إلا أنَّ موسكو لم تكن تتوقع أن يصل الوضع الاقتصادي جراء ذلك إلى التأزم.
وانقياداً للرؤية السعودية، وتناغماً مع النتائج التي ترتّبت على محاصرة تخمة المعروض، خفضت دول “أوبك” معدلات إنتاجها من النفط، واتفقت في هذا الإطار مع روسيا على هذا التخفيض، فزادت بذلك معدلات الأسعار للبرميل الواحد، وتعافت قليلاً اقتصادات الدول المصدرة للنفط والمنتجة له من آثار سابقة لانخفاض أسعاره. ومن تلك اللحظة ومن هذا الاتفاق، بدأت روسيا والسعودية تستعيدان علاقة قوية في مجالات الطاقة والإنتاج.
ويعتقد العديد من الخبراء، أنَّ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، تأتي في إطار استئناف العلاقات الثنائية الاستراتيجية الحقيقية وتطويرها بين البلدين؛ وذلك لما يملكه البلدان من إمكانات ومصالح مشتركة، فروسيا تواجه عقوبات اقتصادية من الغرب، إضافة إلى الضغوط السياسية، بسبب الأزمة الأوكرانية؛ لذلك من المصلحة البحث عن خيارات سياسية واقتصادية أخرى، وهذا ما أكسب اللقاء والزيارة أهمية قصوى، لتكون نقطة تحول بين البلدين.