نورة الغامدي تروي قصتها لـ”المواطن”: درست النانو وعملت بائعة شاورما.. وهذه نصيحتي للمبتعثين

الثلاثاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٩:٤٩ صباحاً
نورة الغامدي تروي قصتها لـ”المواطن”: درست النانو وعملت بائعة شاورما.. وهذه نصيحتي للمبتعثين

اكتسى حديثها بروح التفاؤل والإصرار والثقة بالنفس، مفوضةً مسيرتها بالفشل أو النجاح بالحياة لله عز وجل.. لا تعترف بالعثرات والخيبات، فليس لليأس بمستقبلها أي نوافذ، كما تسلحت بالصبر والشجاعة فانتصرت على عدو النفس الإحباط، ليكون أمثالها أشبه بشعاع يمتد لتزويدنا بجرعات الأمل المضيئة.. هي حكاية لابنة وطن حاكت روائع الاقتداء الحسن وسيرة النجاح نقرؤها، ابنة الجنوب الفاتن التي تحولت حياتها رأساً على عقب نورة الجايز الغامدي.

والغامدي من مواليد ٢١ أبريل في محافظة بيشة، وأنهت دراستها الابتدائية بتفوق ثم أكملت دراستها المتوسطة والثانوية بتفوق أيضاً في منطقة الباحة محافظة العقيق، ليعانق حلم الابتعاث مخيلتها وتظفر به وتشد رحالها إلى أستراليا لدراسة الماجستير وتعود بعد عامين إلى أرض الوطن لتصدم بواقع مرير.

هي حكاية بائعة الشاورما التي عُينت مؤخراً معيدة بجامعة الإمام، بعد أن حصلت على درجة البكالوريوس بالكيمياء من جامعة الباحة بتقدير جيد جداً.

وقالت نورة في حوارها إلى “المواطن“، إنها مرت بظروف صعبة، حيث توفيت والدتها وبعدها تزوجت، وأنجبت طفلتها الوحيدة فرح.

وتابعت “بعد تخرجي حصلت على تعاقد مع مدرسة حكومية كمدرسة لمادة العلوم، كما حصلت على كورس كمبيوتر لمدة عام”.

وتحدثت عن حلم الابتعاث، وأوضحت أنه كان هناك برنامج للابتعاث لخادم الحرمين الشريفين، وقدمت عليه وكانت هناك شروط ومعايير للتقديم، وعملت تدقيقاً ليتم قبولها، حيث اجتازت الشروط كافة.

وأردفت أنها ذهبت إلى كندا لدراسة اللغة الإنجليزية، وحصلت خلال فترة وجيزة على درجة عالية خصوصاً في مادة الإنجليزي، موضحةً أنها قضت في كندا سنتين، كما استطاعت الحصول على كورسات مختلفة، وعملت على تدريب نفسها بالكيمياء عبر الكورسات بالجامعات الأجنبية وشاركت وحضرت برامج تطوعية لمدة سنة.

وحول الانطلاقة الفعلية لرحلة الماجستير، أوضحت أنها قدمت بعدها تلك الدورات والكورسات على طلب لإكمال الماجستير في جامعات العالم، ليتم قبولها في كندا، من خلال دراسة الكيمياء الفيزيائية.

وأشارت إلى أنها حصلت في أستراليا على قبول لدراسة تقنية النانو، موضحةً أنها تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الكيمياء وهو تخصص نادر.

وقالت: “قررت الانتقال للدراسة في أستراليا والتخصص بهذا المجال (تقنية النانو) وذلك نظراً لصعوبة دراسته ودقته إضافة لاستهلاكه الكثير من الوقت والجهد”.

وعن سنواتها التي قضتها بالدراسة في أستراليا، كشفت: “استمرت دراستي للماجستير سنتين، فالسنة الأولى كانت عبارة عن كورسات والسنة الثانية عبارة عن بحث، والبحث كان في مجال سرطان الثدي حيث حققت نتائج إيجابية في استخدام جزيئات الذهب النانوية لنقل دواء كيميائي اسمه (دوسي تاكسون)، وهو لمحاربة خلايا سرطان الثدي”.

وتابعت “هذا كان حلمي أن أكون جزءاً بمجال معالجة السرطان، فوالدتي توفيت -رحمها الله- بسببه، وكنت أشعر بمعاناتها منذ إصابتها”.

كما تحدثت نورة عن أهم العقبات والصعوبات التي حدثت لها أثناء دراستها بالخارج، وصرحت “أقدم الشكر لأهلي وزوجي وابنتي لتحملهم وصبرهم من الأشياء التي أود ذكرها في دراستي للماجستير، حيث كنت أخرج من البيت ٨ صباحاً وأعود في منتصف الليل يومياً وأقضي ما يقارب 5 ساعات بالمنزل إلى ٨ ساعات وباقي الوقت أقضية في المعمل حتى أصبحت كأني أعيش في عمل متواصل وهذا ليس سهلاً”.

وبالنسبة إلى الصعوبات والعقوبات، فأوضحت أن “السنة الأخيرة من دراستي اضطر زوجي إلى العودة للوطن لأنه عسكري، وتم استدعاء العسكريين كافة، فاضطررت للجلوس بالغربة مع ابنتي فقط وكانت سنة صعبة وتجاوزتها، حيث كانت الصعوبة بالاهتمام والعناية بطفلة من جهة ودراستي وضغوطها من جهة أخرى، كما مررت بحالة إجهاض بعد انتظار سنوات لطفل، وابنتي عمرها الآن ٩سنوات”.

وعن جني ثمار الغربة والعودة للوطن، تابعت “تخرجت من أستراليا في نهاية عام 2015 وعدت إلى السعودية ببداية 2016 وكنت كأي مبتعث أو مبتعثة محملةً بالآمال والتوظيف، واعتقدت أنه سوف يكون سهلاً نظراً لتخصصي النادر.

واستكملت نورة “لا أخفيكم سراً.. صُدمت بالواقع بعدم إيجادي لوظيفة، وكانت لدي ردة فعل عكسية ولكن تخطيتها لأنني أومن أن الحياة فيها قمة وقاع، بل نحتاج أحياناً أن نمر بالقاع للوصول إلى القمة، وبحكم وجود بطالة وعاطلين ما يقارب ٢٠ ألف عاطل بمرحلة الدكتوراه والماجستير؛ فكّرت أن وقت البحث عن عمل وانتظاره سوف يجعلني حبيسة البيت، لذا يجب البحث عن عمل يسد وقت فراغي”.

وأردفت: “جلوسي وانتظاري الذي قد يطول للبحث عن عمل جعلني أتجه للهوايات وبحكم أنني من المهتمات بمجال التنمية البشرية وتطوير الذات ونلت العديد من الدورات أون لاين بهذا المجال وتمكنت من الحصول على شهادة مدرب دولي معتمد في مهارات تطوير المهارات، بالإضافة إلى موهبتي في الكتابة فأنا كاتِبة مقالات في صحيفة سبق.

واستغلت نورة إجادتها للغة الإنجليزية في عمل تدريس خصوصي في هذه المادة.

وبخصوص اتجاهها لبيع وتحضير الشاورما، رأت أن المهارات التي تصقل الإنسان ليست بالعلم فقط بل يمكن بأبسط مهنة، حيث تعلمت من بيع الشاورما مهارات في التسويق والتعامل مع الآخرين ومقابلة الناس ورفع مستوى الوعي في الطبقات البشرية والفكرية.

وكشفت أن بيع الشاورما لا يُسمن ولا يغني من جوع، حيث كانت لا تأخذ معها كميات كبيرة، بل ما يكفي فقط للابتعاد عن الجلوس بالمنزل.

وقالت نورة: “حين قررت بيع الشاورما اعترض زوجي في البداية وكان يقول لي (معك هذه الشهادات وتذهبين لبيع الشاورما) سوف يسبب هذا تصادماً ثقافياً، فجلسنا وتناقشنا بهذا الموضوع حتى وافق”.

ولفتت إلى أنها شعرت أنها لا تحتقر أي عمل ما دام حلالاً ومهما كانت شهادة مَن يؤديه، مضيفةً: “بعد قضية الشاورما وظهور قصتي بالإعلام حصلت على الكثير من العروض الوظيفية فمنها تعاقدية من شركات وقليل منها حكومية ولكن لم أحصل على شيء فعلي”.

ونوهت بأن مبادرة جامعة الإمام كانت أول فرصة لي، وذهبت بالفعل وأجريت الاختيار ومقابلة شخصية إضافة إلى تدقيق على وثائق التخرج، موضحةً أن بعد فترة أعلن سليمان أبا الخيل استقطابها قبل شهر رمضان المبارك، كما وصلت لها عروض أخرى من شركات.

وقالت: “أغلب الوظائف تأخذ وقتاً طويلاً بالرد وأرى أن أغلب العوائق التي تقف في وجه الخريجين الباحثين عن الوظائف هو عدم وجود أرقام لشواغر رغم احتياجهم لموظفين”.

وتمنت نورة من الجامعات أن يكون هناك استقطاب لكافة للخريجين والخريجات، وتحديداً المبتعثين.

وأردفت: “واللهِ الغربة ليست سهلةً فهي تأخذ من العمر والوقت والجهد والعائلة، وأتمنى من جامعاتنا أن تخطو هذه الخطوة، بحيث يتم استقطاب أي خريجين وخريجات ويتم اختبارهم وإخضاعهم لأنظمة الجامعة من اختبار ومقابلة، ومَن يستحق ويطابق الشروط يتم توظيفه.

وشكرت الإعلاميين والإعلاميات الذين كانت لهم وقفة جميلة معها بنشر قصتها.

وعن رسالتها للخريجين والخريجات، قالت: “أي شخص يجب أن يواجه موقفه بكل واقعية، فلا ينتظر أن يكون الإنسان الأفضل وهو لا يفعل ما عليه، بل عليهم طرقَ كافة أبواب الرزق الحلال وأي حرفة دون النظر إلى العيب، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قدوتنا، ونصيحتي لهم أن لا يرى الشخص نفسه على الناس بشهادته بل ينزل إلى الميدان ويواجه الناس”.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • dakheel ahmadi

    بنت صالحه.افتخر اني سعودي

  • زائر

    اطلب منك مساندة ابنتي قصتها مثلك تماما تخصصها دكتوراة نحت خزفي مبتعثة لم تحصل عليه مواطنة غيرها واخري بجامعة الملك سعود فقط وبالرغم من ذلك فقد كانت الاجابة بالرفض من وكيلة كلية التصاميم والفنون بجدة بمجلس الكليةو بعدم الاحتياج بالرغم من وجود متعاقدة دكتورة اجنبية واحدة في تخصص النحت وبالتالي لم يعرض طلبها علي المجلس العلمي بالجامعة واكتفوا بالرد ولم يطابقوا المنسوبات وتخصصاتهم واقسامهم ارجوكي المساندة بالتمسك بمطالبة الجامعات بابراز ارقام الشواغر بالكليات للوظائف الشاغرة والتخصصات التي مازال عليها متعاقدات اجانب والتاكيد علي بيانات المنسوبات في البوابة لكل كلية في النت كذلك تغيير طريقة التقديم للوظائف الجامعية بالتاكد من تصنيف التخصصات للمنسوبات للكليات ومطابقتها لطلب المتقدمة للتحقق من سبب الموافقة والرفض واللغا، موافقة مجلس الكلية او رئيس القسم لانهم حسب اهوائهم و ميولهم التقدم يكون مباشرة للمجلس العلمي بالجامعة ويعمل لجنة بعيدة كل البعد عن اي معرفة لشخصية في اي كلية ويطابق حسب احتياجات الكليات من التصنيف اي يكون بمسودةاسما، للاعضا، والاقسام والدرجات العلمية بتخصاصاتهم بعض وكيلات الكليات يعيقوا فرص غيرهم ارجو المساعدة

  • زائر

    نعم يجب ان يوجد ارقام ا لشواغر لدي المجالس العلمية بالجامعات التي تحدد وليس رئيس قسم او مجلس الكلية لان هذة الطريقة اثبتت عدم جديتها ووقوع الظلم لعدد ليس بقليل من ابنا، الوطن ونرجوا من المجلس العلمي لكل جامعة باللزام الكليات بتقديم نصاب منسوبي الكليات وتخصصاتهم ودرجاتهم العلمية والمتعاقدات الاجانب في نهاية كل عام وعدم السماح بالتعاقد من الخارج لاي كلية قبل تقديم مبيضة المنسوبات وخاصة استاذ واستاذ مشارك لانهم ترقية اكاديمية لمن علي العمل ويكون المجلس العلمي هو المسئول الاول للتعيين وعدم الرجوع لموافقة مجلس كلية او رئيس قسم ويوجد مئات ظلمن من عملية التوظيف المتبعة لوجود ميوا واهوا، وندعوا للاستجابة وتحقيق العدل للمواطن

  • زائر

    القهر شعور صعب والظلم صعب المواطن يصعب عليه نفسة ويحس باذلال من طرق التعيين بالجامعات ماذا تنتظر الجامعات من الدكاترة بمختلف شهاداتهم حينما يوجهوهم الي كليات تعمها المحسوبية والميول الشخصية والغيرة
    المجالس العلمية تسبب احباط وياس باعتمادها علي موافقة مجلس الكلية ورئيس القسم الم يحن الوقت للتغيير في طريقة التعيين نعم ولكن اصبحت اصعب وتحبط اكتر انظروا لشروط الوظائف المعلنة في الجامعات اليوم لا اقول ان ربي لايضيع حقي

  • محمد

    والاجانب لاشهاداة ورواتب فوق الستين ألف ريال ..

إقرأ المزيد