إجرام النفوس الضعيفة يهزُّ الضمير الإنساني.. خنق في مكة وطعن في جدة والضحيّة أطفال !

الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١:٤٠ صباحاً
إجرام النفوس الضعيفة يهزُّ الضمير الإنساني.. خنق في مكة وطعن في جدة والضحيّة أطفال !

خرجنا من إطار الإجرام الداعشي، لندخل في إطار الجرائم الإنسانية، التي كان فيها الضحايا أيضًا من الأقارب، في أنباء اهتز لها ضمير المجتمع، لاسيّما لكونها دخيلة على نسيجه المتماسك، إذ إنّها تمثل خللًا صارخًا للقيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية، بل أيضًا للضمير الإنساني.

حادثتان في أسبوع:

وفجع المواطنون، بأنباء حادثتين، إحداهما كان مسرحها جدة، والأخرى في مكّة المكرّمة، إذ طعن في الأولى أربعيني زوجته واثنين من أبنائه وأرداهم قتلى، فيما كشفت مصادر “المواطن” حينها، أنَّ مرضًا معديًا دفعه إلى ارتكاب جريمته الشنيعة، التي استنكرها المواطنون، وطالبوا بالبعد عن الأحكام المخففة المترتبة على العامل النفسي للجاني وقت ارتكابه جريمته.

أما الحادثة الثانية، فكانت مرتكبتها أمٌّ تخلّت عن إنسانيتها، وعاطفتها الفكرية، لتقتل ابنتيها خنقًا، زاعمة أنَّ حالة نفسية تنتابها عند رؤيتهما، وهو الأمر الذي استفزَّ نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا ادّعاء الخلل النفسي، وسيلة للفرار من العقوبة.

“داعش” أول من سنّ قتل الأقارب تشريعًا:

وكان تنظيم “داعش” الإرهابي قد جعل من دماء الأقارب قربانًا، يهيئ المتعاطف لدخول دائرة التنظيم، وربما قيادتها، إذ قدم تلك العقيدة على اللحاق بصفوفه في مناطق الصراع.

ودعا التنظيم المتعاطفين معه في المملكة إلى “البراءة من أهلهم وذويهم”، معتبرًا أنَّ ذلك من “المعروف”، الذي جاء في القول المأثور “الأقربون أولى بالمعروف”، لاسيّما إن كانوا من العسكريين.

خبراء: انتشار الأمراض النفسية سبب لارتكاب الجريمة

وأكّد عدد من الأطباء النفسيين، في تصريحات متقاطعة، أنَّ انتشار المرضى النفسيين في الطرقات، ووجودهم داخل الأسرة وهم في حالة لا تسمح لهم بالتعايش السوي مع أفراد الأسرة، يعدُّ أحد أهم أسباب تكرار الجرائم، لاسيّما أنّهم متروكون دون علاج أو تأهيل للاندماج.

واقترح الخبراء، العودة إلى التنشئة الأسرية خلال مراحل الطفولة الأولى، التي أجمعت جل الدراسات النفسية على أهمية تشكل وبناء شخصية الفرد خلالها، ومتابعة التغيرات النفسية والاجتماعية والتكنولوجية التي طرأت على مجتمعنا، ما يتطلب إشاعة جو من الدفء في العلاقة مع الطفل، وإشباع احتياجاته النفسية من الحب والحنان والاحتضان الجسدي والنفسي، وإتباع تلك المرحلة بتفهم احتياجات كل فئة سنية، والسعي نحو تلاؤم التربية الأسرية والتعليمية، وتلبية الدوافع والرغبات مع ضبطها بالطبع بالنواحي الشرعية المتفق عليها والعادات الاجتماعية الإيجابية المتعارف عليها.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • غير معروف

    خلو الناس تشتغل وبطلو طمع جمعتو فلوس العالم كله بجيبكم