برشلونة يرد على باريس سان جيرمان بمقامرة عنوانها عثمان ديمبلي

السبت ٢٦ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١٠:٤٨ صباحاً
برشلونة يرد على باريس سان جيرمان بمقامرة عنوانها عثمان ديمبلي

لم يعرف الهدوء طريقاً إلى أذهان إدارة نادي برشلونة الإسباني منذ أن أعلن البرازيلي نيمار نيته الرحيل عن صفوف النادي، وما تلا ذلك من تنفيذه لنيته على أرض الواقع، من خلال فسخ عقده مع البلاوجرانا وانتقاله إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، في صفقة كلفت الأخير مبلغ 222 مليون يورو نظير إنهاء تعاقد اللاعب البرازيلي مع البارسا من جانب واحد.

المبلغ الضخم الذي تقاضاه برشلونة من وراء انتقال نيمار إلى سان جيرمان، دفع مسؤولي النادي الكتالوني للمحاولة بشتى الصور لتعويض رحيل نجم السليساو، حيث وضع مسؤولي البارسا البرازيلي الآخر فيليبي كوتينيو- لاعب ليفربول الإنجليزي- على رأس اهتماماتهم أملاً في الظفر بخدماته.

إلا أن تطلعات برشلونة لضم كوتينيو ذهبت جميعها أدراج الرياح بسبب تمسك ليفربول ببقاء اللاعب البرازيلي، ورفضه كافة الإغراءات التي عرضها برشلونة في سبيل إقناع مسؤولي النادي الإنجليزي بالتفريط في خدمات زميل نيمار في منتخب السليساو.

وأمام الرفض القاطع الذي تمسك به مسؤولو ليفربول لم يجد برشلونة مفراً من الاتجاه إلى الخطة البديلة، والمتمثلة في الفرنسي الشاب عثمان ديمبلي جناح أيسر فريق بوروسيا دورتموند الألماني، والذي انضم رسمياً إلى صفوف البارسا بعقد مدته 5 سنوات.

ويبدو أن المقابل المادي الضخم الذي تحصل عليه برشلونة من رحيل نيمار، جعل النادي الكتالوني مطمعاً من الأندية التي يستهدف لاعبيها، ولعل أكبر دليل على ذلك التكلفة المالية الضخمة التي تكبدتها خزينة برشلونة في سبيل ضم ديمبلي، والتي بلغت نحو 105 ملايين يورو، إلى جانب 40 مليون يورو أخرى في صورة متغيرات مشروطة.

ولا شك أن القيمة المالية الكبيرة لصفقة انتقال ديمبلي إلى برشلونة، ستضع مزيداً من الضغوط على كاهل اللاعب- البالغ 20 عاماً- والذي سيكون مطالباً بتغيير وجه الفريق الكتالوني بعد فترة التخبط التي مر بها في بداية الموسم والتي تجسدت في خسارته لقب السوبر الإسباني بعد سقوطه ذهاباً وإياباً أمام غريمه التقليدي ريال مدريد.

وتأتي صفقة ديمبلي لتعيد إلى الواجهة من جديد تساؤلات حول مدى استفادة برشلونة من مدرسة ناشئيه «لا ماسيا»، والتي سبق وخرّجت العديد من اللاعبين المميزين على مدار السنوات الماضية، إلا أن أغلبهم لم يحصل على دور «نجم الشباك» في الفريق، والذي بقي حصرياً لصالح النجوم الوافدين من خارج النادي بملايين الدولارات أمثال نيمار والأوروغوياني لويس سواريز.

ورغم الفارق الكبير في المستوى -وكذلك في سجل الإنجازات- بين الفرنسي ديمبلي والبرازيلي كوتينيو، إلا أن صفقة انتقال الأول إلى برشلونة كلفت الأخير مبلغاً مقارباً لما سبق وعرضه البلاوجرانا للحصول خدمات اللاعب البرازيلي، وهو ما يوحي بأن مسئولي برشلونة لم يُحسنوا التفاوض فيما يخص المسائل المالية مع في دورتموند والذي أصبح الرابح الأكبر من تلك الصفقة.

وكان دورتموند قد حصل على خدمات ديمبلي صيف العام الماضي قادماً من نادي «ستاد رينس» الفرنسي، في صفقة كلفت النادي الألماني وقتها 13.5 مليون يورو، ليخوض بعدها اللاعب 50 مباراة بقميص «أسود الفيستفاليا» على مدار الموسم الماضي، سجل خلالها 10 أهداف، وصنع 22 آخرين.

وإلى أن ينجح ديمبلي في إثبات ذاته مع برشلونة، وتأكيد جدارته بدفع كل تلك الملايين في سبيل ضمه، سيبقى اللاعب الفرنسي الشاب بمثابة «مقامرة» كبيرة للبارسا، يأمل الأخير أن يخرج فائزاً بها لأن ما دون ذلك سيفتح أبواب الجحيم على مسئوليه وسيلقي في وجوههم بسيل لا نهاية له من الاتهامات، أقلها إهدار أموال النادي.