تجارب إدارية جريئة ومميزة في “الخيال الممكن” لسلطان بن سلمان

الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٩:١١ صباحاً
تجارب إدارية جريئة ومميزة في “الخيال الممكن” لسلطان بن سلمان

دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أمس، كتابه “الخيال الممكن”، مهديًا نسخة من الكتاب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وقال خلال مؤتمر صحافي أُعد لهذه المناسبة بقاعة التشريفات في جامعة الطائف: “أهدي النسخة الأولى من الكتاب لوالدي ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووالدتي، وأهديه أيضًا للوطن الذي لن نوفيه حقه طول العمر، كما أهديه للملك فهد الذي كلفني برئاسة الهيئة، والملك عبدالله، والأمير سلطان الذي هو معلمي الأول ومن سميت عليه، كما أهدي نسخة لسمو الأمير خالد الفيصل وهو المدرسة الذي تعلمت منه الكثير، ونسخة إهداء لأمراء المناطق الذي كنا نعمل معهم”.

وأكد أن الكتاب ليس سيرة ذاتية أو تجربة شخصية بل توثيق لتجربة إدارية بكل تحدياتها وفصولها.

وتابع أن “الكتاب لم يقصد فيه أبدًا قصة تمجيد لشخص أو مجموعة أو جهة، بل يهدف إلى عرض تجربة إدارية بكل ما فيها من نجاحات وتحديات وقصص معقدة، أبرز ما فيها قصة تحول المواطنين للسياحة، والسياحة لو وجدت المساحات والدعم في البدايات لكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول السياحية على مستوى منطقتنا، وأنا أستطيع أن أثبت ذلك بالأرقام والمشاريع”.

وأشار إلى أن الكتاب يتحدث عن الشراكة وأهمية الشركاء، مبينًا أن الكتاب أخذ وقتًا طويلًا ولم يكن وليد الصدفة.

وأضاف: ليس هناك سبب أو توقيت معين لهذا الكتاب، فعندما نظرنا إلى الخلف وجدنا أعدادًا كبيرة من الشركاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ممن ساندوا الهيئة في بداياتها ودعموا وشاركوا في برامجها ومشاريعها، ومن العيب علينا ألا نذكر وقفتهم معنا وصبرهم علينا، فقد تعلمت من بعض، وحققت شراكتنا نجاحات وإنجازات متتالية، وهناك أمر آخر يبرزه هذا الكتاب وهو أننا لم ننهض إلا بالشراكة مع المواطن ووجود التزامن والتضامن بين المواطن والمسؤول.

وتابع سلطان بن سلمان: “عاصرت الكثير من رجال هذه الدولة، رحم الله من توفي منهم وحفظ والد الجميع الملك سلمان بن عبدالعزيز وقبله الملك فهد والملك عبدالله، وشاهدت بعيني كيف يضعون احترام الناس على قمة الأولويات”.

وأردف: “الكتاب يحوي تجارب إدارية جريئة ومميزة، وقد عملت معظم حياتي في قطاعات الدولة والمؤسسات الخيرية، وكنت أرى كيف أن المبادرات الجديدة عندما تقدم بشكل صحيح ويكون هناك مساحات واضحة للشركاء، فإنها ستنجح بعد توفيق الله سبحانه وتعالى”.

وبيّن أن الكتاب فيه قصص كثيرة ومرتبة، وهناك موقع إلكتروني للكتاب الذي استمر العمل فيه لمدة خمس سنوات.

وقال: “لم أعمل لوحدي على الكتاب؛ فقد كتبت جزئيات كبيرة من الكتاب، ولكن هناك من عمل معي، وكل معلومة وردت بهذا الكتاب فهي موثقة”. يشار إلى أن هذا الكتاب تضمن تجربة شخصية ومؤسسية عن مسيرة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بكافة مراحلها منذ إعلان تأسيسها عام 1421هـ/ 2000م، حين أوكلت إليها مهمة تنظيم وتطوير قطاع كبير وحيوي ومتشعب يستمد رؤيته من المرتكزات والثوابت والمقومات التي قامت عليها المملكة والقيم الراسخة للمجتمع السعودي، وشمل في مضمونه بداية مسار السياحة والتراث الحضاري الوطني. ولخص هدف الهيئة الأساس في الاستفادة من تنوع وثراء المقومات للنهوض بالسياحة والتراث الحضاري الوطني بصفته صناعة منظمة ومتكاملة وتحويلها إلى مورد ثقافي واجتماعي واقتصادي يسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية وزيادة الدخل وتوفير فرص واعدة ومنتجة للمواطنين للعمل والاستثمار. وفي تمهيده للكتاب.

وأردف: “لقد حرصت أن يضم هذا الكتاب في ثناياه المواقف الإدارية والقرارات والأحداث التي خاضتها الهيئة منذ تأسيسها وكيف عملنا على الاستفادة من الفرص ومحاولة إيجادها أحيانًا من لا شيء، وحاولت قدر اﻹمكان أن أعرض التجربة بأسلوب يحاكي الجميع من منطلق أن الجميع هم شركاؤنا في تحقيق الإنجاز وتخطي التحديات والصعوبات. ومن المهم أن أشير إلى أن طبيعة مهام الهيئة منذ تأسيسها تضمنت عددًا كبيرًا من القضايا والمهام المتشعبة والمعقدة التي قد يصعب أحيانًا تصديقها دون وجود دلائل أو قرائن تجسد وصف الأحداث، كما قد يصعب أيضًا ذكر كل من أسهم في تلك الأحداث أشخاص أو مؤسسات”.

وأضاف: “أدركت منذ اللحظة اﻷولى التي كلفت فيها بمسؤولية إنشاء الجهاز التنفيذي للهيئة وإدارة الجهود لتطوير السياحة والعناية بالتراث الوطني، أن بناء مؤسسة حكومية رائدة وفاعلة بمثل هذه الأهمية الاقتصادية والاجتماعية تستجيب لتطلعات الوطن والمواطن وتعيش مفردات عصرها لتأسيس مسار اقتصادي كبير يحتاج إلى طول نفس ولا يحتمل القفز على تتابع المراحل، كنت حريصًا على ألا نعمل برد الفعل ولا أن نرد على منتقدينا بحدة أو تشنج مهما كانت انتقاداتهم، وكنت أقول وما أزال لمن أعمل معهم نحن نبني جسور الثقة ويهمنا استقطاب المعارضين أو المرتابين ليكونوا من بين أهم شركائنا، وليسهموا في البناء معنا”.

وشدد على أن: “اجتزنا عنق الزجاجة لمرحلة التأسيس بكل تحدياتها بمرونة تنظيم الهيئة المؤسسي، وبجهود وطاقات كوادرها المؤهلة من المواطنين المخلصين، وبتفاعل أبناء الوطن الذين آمنوا بما نفعله، فأنجزت الهيئة مهامها الرئيسة بتوفيق الله ثم بدعم هؤلاء وإيمانهم بدورهم المحوري في عملية البناء والإنجاز لتكون لدينا قاعدة معلومات وتجارب وخبرات وإطار تنظيمي، وعلاقات مهنية وشراكات إستراتيجية وتنسيق مع الأجهزة الحكومية والمؤسسات الخاصة”.

واستطرد الأمير سلطان بن سلمان: “لقد قامت تجربتنا في الهيئة على مرتكزات ومبادئ، أهمها الشراكة الفعالة، والحرص على مصلحة الوطن، والتركيز على المواطن؛ لكونه المعني والأساس لكل ما نقوم به، والعمل دون كلل أو ملل مع كافة أفراد المجتمع في مواقعهم، وإحداث التحول الفكري لدى الشركاء وفهمهم للقضية التي سيصبحون جزءًا أساسيًّا من بنائها، كما تميزت تجربة الهيئة أيضًا بكونها تجربة تطويرية جريئة للمنهجيات والأدوات المعتادة في العمل الحكومي التنموي، إذ اعتمدت منهج التحديث الإداري الشمولي المنفتح على بناء الجسور مع الشركاء والمجتمع، وهذه المبادئ هي ما أسست عليه هذه الدولة المباركة منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثمائة عام”.

وتابع: “يكمن العمق الحقيقي لتجربة الهيئة في التأسيس والتطوير في كونها تجربة تحول وطنية بالدرجة اﻷساس، متعددة الأبعاد اجتماعية وإدارية واقتصادية، ولكل أهمية كبيرة وعلاقة وثيقة بالمرحلة الحالية التي تشهدها المملكة، وتشتمل على مبادرات ذات أهمية إستراتيجية، وتأثير كبير في مسيرة التنمية الوطنية، والغاية من عرض تفاصيل هذه التجربة هو إيضاح الصورة الكاملة عما أردنا أن ننجزه للنهوض بالسياحة والتراث الحضاري الوطني كصناعة متكاملة ومستدامة، ولجعل السياحة الوطنية الخيار اﻷول للمواطن، وأحد أهم خياراته لفرص العمل والاستثمار، وأن يكون تاريخ وحضارة بلاده حاضرين في وجدانه وحياته، وأن يتحول ليكون أول حامٍ لإرثه الحضاري وتراث بلاده العريق”.

واستكمل رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني: “أن أهمية التجربة بأبعادها وتفاصيل حيثياتها لا تقتصر على ما قطعته الهيئة من أشواط وما حققته من إنجازات، فهذا حكم نتركه للمهتمين وللتاريخ، وإنما في الدروس والعبر التي تحملها في طياتها عن التحديات التي واجهتنا، وكيف تعاملنا معها مؤسسيًّا؟ إلى جانب التحديات التي واجهتها شخصيًّا وكيف تعاملت معها؛ لكوني المسؤول الأول عن الكيان التنفيذي الذي أنيطت به مسؤولية هذا المشروع الكبير؟ ولتسهيل الاستفادة من تجربة الهيئة ودروسها المستفادة في تطوير أداء المؤسسات والأجهزة الحكومية وثقافة العاملين فيها وفي بناء القطاعات التنموية الجديدة”.

وصرح قائلًا: “قمت بوصفها وتقديمها في فصول وثنايا الكتاب على أنها ثقافة تنظيمية للهيئة اعتمدت منظومة من القيم المؤسسية المبنية على الشراكة والشفافية واللامركزية، والانفتاح والتعلم والإنجاز وتطبيق الأطر اﻹدارية المبتكرة من أجل إدارة النقلات التي حققتها، وعدم الانفراد في اتخاذ القرارات وفي تنفيذها، منطلقين من حقيقة أنه كلما كان الجهاز الإداري أكثر انفتاحًا وحيويةً وإبداعًا، أصبح ذلك أدعى للنجاح وأكثر انسجامًا مع طبيعة صناعة السياحة والتراث الوطني الديناميكية المتجددة”.

يجدر الإشارة إلى أنه بالإمكان الاطلاع على الكتاب من خلال الموقع الرسمي للهيئة هنا حيث يتضمن صفحة لتلقي المرئيات والمقترحات والملاحظات على الكتاب في نسخته اﻷولى.

إقرأ المزيد