أكد وكيل جامعة الإمام لشؤون المعاهد العلمية، الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن، أن الدعوة القطرية لتدويل المشاعر المقدسة أهدافها مفضوحة وتوجهاتها مشبوهة.
وأوضح أنه لا مزايدة على أن المملكة وولاة أمرها الأوفياء جعلوا في أعلى اهتماماتهم، وأولى أولوياتها، ورأس مسؤولياتها، خدمة هذه البقاع المقدسة، والأماكن الشريفة، ويرون في ذلك أساساً لا يمكن التنازل عنه.
واستدل الميمن على ذلك بالتوسعات التي نفذت في المسجد الحرام سواء توسعة الملك فهد رحمه الله، أو التوسعة التي ابتدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله، وانتهت وتكاملت في عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله وحفظه.
ولفت إلى أن الإعمار والبناء لم يقتصر على المسجدين بل شمل تطوير منطقة المشاعر وما حولها لتكون هاتان المدينتان المقدستان في مقدمة حواضر العالم الإسلامي، وتعبيراً عن هذه العناية المتميزة خلع حكامنا الأوفياء، وقادتنا الأماجد عن أنفسهم الألقاب المستحقة، واختاروا لقب خادم الحرمين الشريفين ليكون ذلك معبراً عن منهج هذه الدولة، تصدقه الأقوال والمنجزات والمكتسبات والمقدرات والخدمات التي تقدمها.
وأشار إلى أن المملكة تقدم ذلك وترى أنه واجب عليها، ولا تمييز فيها بين قاصدي هذه البقعة من المسلمين، فكل من طلب ذلك فهو حق له حتى لو كان ممن له مواقف أو تصرفات، فإنه لا يمنع من الوصول إلى هذا الهدف الشرعي، وتؤطر هذا العمل الجليل بالتجرد لله جل وعلا عن أي مقاصد سياسية أو أغراض دنيوية.
وأضاف “الميمن” أن من ينظر نظرة دقيقة فاحصة فيما يقدم من خدمات مقارنة بما يتم في المناطق السياحية، والبلاد التي تقصد لاعتبارات مختلفة يدرك المتأمل حجم البذل والعطاء والسخاء، وما من شك أن ذلك من توفيق الله لولاة أمرنا -حفظهم الله -، وهو من أسباب العز والنصر والتمكين، والآلاء التي نتفيأ ظلالها، ونعيش واقعها.
وقال إن هذا التميز الذي نعيشه لم يكن بمعزل عن القرارات الكبرى، والرؤى الاستراتيجية التي تعتمد هذا التميز في كل خطة أو عمل، لتحظى هذه البقاع الطاهرة بأعلى عناية، وأميز خدمة، ولتكون في مأمن من التحولات والهزات الاقتصادية، وشاهد ذلك ما ورد في رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، والحديث يلذ ويطيب عن سرد هذه الجهود، والتذكير بها والإشادة بآثارها، ولكنه يكون واجبًا حينما يتحمل المرء أمانة البيان في مقابل الصلف والتعنت والتسييس الذي يأبى إلا الاستغلال والمزايدة، والتشويه والتمسك بما لا يقره شرع ولا عقل من توظيف هذه الشعائر والمشاعر والأزمنة الفاضلة والأمكنة لخدمة التوجهات السياسية، والنوايا السيئة، والأعمال التخريبية.
وأوضح أن التاريخ القريب والبعيد يشهد بذلك سواء ممن يدعم الإرهاب ويموله ويزعم زوراً وبهتاناً قدرته في هذا الشأن أو تلك الدولة المجوسية الإيرانية التي تصر على تلك المواقف وتستخدم الحج لأغراضها السياسية والطائفية البغيضة التي تنطوي على مقاصد وأهداف، وتوجهات مشبوهة، واستغلال سيئ، وتوظيف لهذه الشعائر والأركان والمشاعر لخدمة الأجندة السياسية، وكانت سببًا في حرمان المسلمين في تلك الدول من أن يصلوا إلى هذه الأماكن، ويشاركوا المسلمين بالوقوف في هذه المشاعر .
وختم الميمن حديثه بأنه من واجب العلماء وطلاب العلم والدعاة أن يظهروا هذه الحقائق الوافية، والحجج الواضحة، وأن يبينوا الموقف الشرعي تجاه هذا العبث والتعنت، وأن يظهروا هذا الموقف السعودي المبارك الذي تكون دولتنا به أعذرت إلى الله وأبرأت ذمتها من التزامها تجاه المسلمين، وأعطت الفرصة لكل مسلم على السواء، ومن مسؤوليتنا أن نلهج بالدعاء أن يحفظ الله هذه الدولة خادمة للحرمين، وحامية لمقدسات المسلمين، وحارسة لدين الله على النهج الحق الذي هو نهج أهل السنة والجماعة، وأن يمكّن الله لولاة أمرنا ويزيدهم عزًّا ونصرًا وسؤددًا، وقيامًا بالواجب، وأن يحفظ وطننا من كيد الكائدين، وإرهاب المعتدين، وعدوان المضلين، إنه سميع مجيب.