نتائج السعودية ضد البحرين في كأس الخليج منتخب العراق يعبر اليمن بهدف مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 175 ألف ربطة خبز شمال لبنان المنتخب السعودي لا يخسر في مباراته الافتتاحية بالكويت توضيح من التأمينات بشأن صرف مستحقات الدفعة الواحدة العقيدي أساسيًّا في تشكيل السعودية ضد البحرين الشوكولاتة الساخنة أكثر صحة من خلال استبدال بعض مكوناتها إستاد جابر الأحمد جاهز لمباراة الأخضر والبحرين رينارد يستبعد فراس البريكان من قائمة الأخضر شاهد.. غرفة ملابس الأخضر قبل لقاء البحرين
يعتبر قصر الصفا الملكي في مكّة المكرمة، الحضن الدافئ لخدمة العالمين العربي والإسلامي، لاسيّما في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، التي تشهد على ما يصطلح عليه بـ”دبلوماسية العمرة”، السبب في التحوّلات الكبيرة في مجريات الأمور العالقة، إذ يجتمع فيه زعماء الدول، تحت مظلّة ملوك السعودية، مستغلّين هذه الأيام المباركة، لتوظيف قدسية المكان، في فتح الملفات العربية المتجددة، أو إغلاق الجراح النازفة في المجتمعات الإسلامية.
ويُعدُّ قصر الصفا، هامًّا من حيث قربه الإستراتيجي واللصيق بالمسجد الحرام، فضلًا عما شهده القصر التاريخي من القرارات المحورية والتاريخية، التي صبت في خدمة القضايا المحورية في المنطقة.
وتتحول مكة المكرمة خلال العشر الأواخر من رمضان إلى وجهة دينية وسياسية يقصدها المسلمون من جميع أصقاع الأرض، لأداء العمرة والاعتكاف، بينما يعتبرها الساسة والقادة فرصة لأداء العمرة إلى جانب لقاء خادم الحرمين الشريفين، الذي يحرص على قضاء العشر الأواخر من رمضان في مكة المكرمة.
جبل أبي قبيس حاضن الحجر الأسود:
ويتوسّد القصر الملكي، الذي أمر الملك خالد بن عبدالعزيز ببنائه، جبل أبي قبيس، الذي احتضن الحجر الأسود عند حادثة الطوفان أيام النبي نوح عليه السلام، وعجَّ بالكثير من الأحداث التاريخية في مراحل الأمة الإسلامية والعربية منذ أمد بعيد، حيث شهدت منطقة أجياد التاريخية معتركًا للمعاهدات التاريخية والإستراتيجية، وللقصر إطلالة مميزة على الحرم المكي الشريف والكعبة المشرفة.
إصلاح بين الفرقاء في أروقة الصفا:
وشهد هذا القصر، الكثير من المؤتمرات وعمليات الإصلاح بين الفرقاء في مختلف الدول الإسلامية، فيما يُعد المكان ذا الصبغة الإسلاميّة، الذي شاهده من صحن مطاف الكعبة المشرفة ملايين المصلين والزائرين والمعتمرين الذين احتضنهم البيت الحرام، فيما تُعد قداسة المكان داعمًا رئيسًا مساعدًا في إنجاح تلك الأحداث التاريخيّة، فضلًا عن المناشط الفكرية، والمعاهدات الشرفية.
ويستقبل خادم الحرمين الشريفين، في قصر الصفا، ضيوف الدولة من الرؤساء والقادة، للتباحث حول كل ما يهم المسلمين وأمورهم، وذلك في منطقة أجياد التاريخية، التي يتربّعها القصر.
ويشهد التاريخ، على أنَّ قبلة المسلمين، كانت وما زالت، مكان إيجاد الحلول للأزمات الإسلامية، ومنها كان إعلان “ميثاق مكة المكرمة لتعزيز التضامن الإسلامي”، الذي صدر في ختام “قمة التضامن الإسلامي” الاستثنائية، التي عُقدت في مكة المكرمة يومي 14 و15 آب/ أغسطس 2012، بمشاركة ملوك ورؤساء 57 دولة إسلامية، أعضاء منظمة التعاون الإسلامي.
وهي القمة التي قررت تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي وجميع الأجهزة والمؤسسات المتخصصة التابعة لها؛ بسبب حملة القمع الدمويّة التي يشنها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري.
ومن أبرز نتائج دبلوماسية العشر الأواخر أيضًا، توقيع معاهدة الصلح بين أطراف القيادات العراقية (سنة وشيعة) في تشرين الأول/ أكتوبر 2006، في لقاء تركز على محاولة جمع شتات هذه القيادات لتوحيد الصف ونبذ الخلافات الطائفية والسياسية.
أجياد.. تاريخ شعب:
وكانت منطقة أجياد، مخصصة للمداولات السياسية والاجتماعية، لما كان يعرف بحديث “المركاز”، وبقربها من مناطق الحكم في قرون مضت، والتي تُعد منطقة الحكم والإدارة، حيث يقول المؤرخ إبراهيم رفعت: إن “شعب أجياد أجمل مواقع مكة؛ لعلوّه وسعة طرقه وكثرة بيوته التي يسكنها غالبية الموظفين، وفي أجياد ميدان لاستعراض العساكر، وفيه المطبعة ودار للبريد ومركز الصحة”.
وينقسم شعب أجياد، إلى أجياد السد الذي يقع فيه قصر الصفا، وسمي بذلك كونه مسدودًا بجبال شاهقة من الجهة الشرقية، قبل تنفيذ أعمال النفق القديم.
وكان أبرز ما يميّز هذا الحي “الرواشين”، التي شكلت علامة فارقة في جبين مساكن أهالي الحي، وكانت مبنية بالحجر والطين والسقوف الخشبية، ويُستخدم فيها الخشب الجاوي الذي كان يستورد من خارج المملكة.