الجار الله كاشفًا ألاعيب حمد وتميم: قطر ليست الإمبراطورية العثمانية والدوحة ليست أستانة العصر!

الأحد ١٨ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٧:١٧ صباحاً
الجار الله كاشفًا ألاعيب حمد وتميم: قطر ليست الإمبراطورية العثمانية والدوحة ليست أستانة العصر!

استهل الكاتب الكويتي أحمد الجار الله مقاله، الذي نشر في صحيفة السياسية اليوم ، ببيت شعري شهير جاء فيه “جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي”، مبيّنًا أنّه “طوال 20 عاماً أو يزيد، ودول الخليج وبعض الدول العربية المتضررة من العبث السياسي القطري، ملتزمة الصمت وتعمل على دفع الأذى باللين والدبلوماسية، فيما الدوحة جعلت من قناة (الجزيرة) سيف ابتزاز مصلت على هذه الدول، لا سيما في مجلس التعاون”.

الدوحة اعتمدت على المال لإيجاد دور لها:

وأضاف “لم تسلم السعودية ولا الكويت أو البحرين والإمارات، من التجني الإعلامي والدسائس التي تبثها تلك القناة، ويترافق ذلك مع تدخلات سياسية من مؤسسات قطرية رسمية في الشؤون الداخلية للسعودية والبحرين والإمارات ودول الخليج الأخرى”.

ورأى أنّه “ربما تكون الطفرة المالية قد جعلت الإدارة القطرية تتوهم أنها قادرة على حكم العالم، فاعتمدت على المال لإيجاد دور لها، لكنها لم تدرك أن الأحلام أكبر من القدرات، وتناست الضرورات الجغرافية والديموغرافية والقدرات الأخرى للدول، وتوهمت أيضًا أنَّ اللين الذي يواجهون به هو ضعف، غير عارفين أنَّه مهما اغدقوا من أموال لن يستطعيوا جعل قطر إمبراطورية عثمانية والدوحة استانة القرن الواحد والعشرين، أكان على مستوى مجلس التعاون، أو حتى عربيًا”.

درس في الجغرافيا والديموغرافيا:

وأوضح “في هذا الشأن تحتاج تلك الإدارة إلى درس في الجغرافيا، لتقارن بين مساحة قطر ومساحة المملكة العربية السعودية، البالغة نحو 2.15 مليون كيلو متر مربع، وثرواتها وقدراتها المالية والاقتصادية وتعداد السكان الذي يفوق عدد سكانها أضعافاً. كما أنَّ الله عز وجل خصها بالحرمين الشريفين، أقدس بقاع الأرض لدى مليار وأربعمئة مليون مسلم، يتوافدون إليها عملاً بقول الله سبحانه {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}”.

وعن الإمارات، أردف “بمساحتها الشاسعة والتي تتنافس إماراتها السبع على التقدم والتطور بروح وحدوية قل نظيرها في التاريخ العربي، لن تكون في يوم من الأيام محافظة تابعة للإمبراطورية القطرية، التي مساحتها لا تتعدى 12 ألف كيلو متر مربع”. مشيرًا إلى أنَّ “البحرين، الأضعف في الحلقة، وفقًا للاعتقاد القطري، فقد استطاعت التصدي طوال السنوات الماضية للعدوان الإيراني، والعنت القطري، بصلابة ودحرت الاول ولجمت الثاني”.

مصر .. دولة تردُّ الأمانات إلى أهلها:

واستطرد “تبقى مصر، التي تناصبها قطر العداء لأن شعبها ثار على حكم مكتب الأوغاد الإخواني، الذي ترعى الدوحة جماعته، إذ لا أحد في العالم العربي ينسى دورها التاريخي، أكان بالنسبة لقطر ذاتها أو لبقية العالم العربي، حيث تحملت هذه الدولة الكبرى مسؤولية الدفاع عن قضايا الأمة، وتكبدت الخسائر في هذا الشأن، منذ بداية تصديها للدولة العثمانية حتى يومنا هذا. مصر هذه كان آخر مواقفها المشرفة تأديتها الأمانة إلى المملكة العربية السعودية، بإعادة جزيرتي تيران وصنافير، وفيما أجمع على أحقية السعودية في ذلك جميع قادة ومحامي ونواب مصر، ونسبة كبيرة من شعبها نصبت (جزيرة) أستانة الدوحة (صيوان عزاء وندب) وشنّت حملة شعواء على مصر والمصريين كافة، متهمة قيادتها بالخيانة العظمى، في تدخل سافر بشأن مصري – سعودي، لا علاقة لقطر فيه من قريب أو بعيد”.

وبيّن الجار الله أنَّه “لأنَّ الفتنة تريد ذلك، فقد أخذت (الجزيرة) تصب الزيت على النار، والدخان لن يعمي إلا عيون موقدها، بينما مصر بقيت الكبيرة التي لا تهضم حقوق الآخرين، وترد الأمانات إلى أصحابها، مثبتة مجددًا أنَّ لا أطماع خارجية لها”.

وتابع “لهذا حين نعود إلى القول (جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي)، فلأن تلك الشدائد هي التي جعلت السعودية والإمارات والبحرين تكشف العبث الذي تمارسه قطر، وتدفع بالدول الأخرى، أكان في الإقليم أو بقية العالم، لتعلن مواقفها صراحة وتكشف أيضًا، عما تعرضت له في السابق، وتتعرض له حاليًا من ممارسات عدوانية قطرية”.

هاتوا برهانكم:

وأضاف الكاتب الجار الله متسائلاً “لماذا فعلت قطر كل هذا، لماذا فعلت ما فعلته في البحرين والسعودية وغيرها، وما خططت له في الإمارات؟ وهل يعتقد مسؤولوها أنَّ جواب المتذاكين لديهم على هذه الأسئلة بالقول (هاتوا برهانكم) سيكون مقنعًا للعالم؟ ها هي البراهين تعلن تباعًا، وربما تعرض في المحافل العالمية، وتتخذ إجراءات قاسية ضد قطر، فهل يعقل أن تسعى دولة إلى ذلك بملء إرادتها وتكابر، أم أنَّ وهم الاعتماد والاستقواء بإيران منعها من رؤية الحقيقة، أو أنَّ القاعدة العسكرية التركية ستجعلها خارج إطار المحاسبة الدولية؟”.

العالم يتبنى الموقف الخليجي 

وأشار إلى أنّه “ربما على الإدارة القطرية النظر جيدًا إلى عودة العالم كله لتبني الموقف الخليجي من النظام السوري، الذي كانت دولنا أول من حذر من تسليم سورية لإيران، التي ها هي اليوم تثبت احتلالها لها بشتى الطرق، فهل تسعى قطر لأن تكون أسيرة بضع طائرات إيرانية محملة بالمواد الغذائية، جاعلة من نفسها حصان طروادة فارسي، ألم تر القيادة القطرية ما فعلته إيران في السعودية والبحرين والكويت والإمارات، واليمن ومصر وسورية والعراق ولبنان وليبيا، وبعد كل هذا تتوهم أنَّ نظام الملالي التوسعي لن يبتلعها حين يحكم سيطرته على المنطقة وللأسف بمساعدتها؟”.

وأضاف “لعلنا كنا محتاجين إلى هذه الأزمة كي تتضح الأمور كافة، حتى يصار إلى معالجة المسألة من جذورها فلا تبقى هناك نار تحت الرماد بين الأشقاء، وأن يصبح عدو صديقي أو شقيقي أو ابن عمي عدوي وليس صديقي، إذ لا يعقل أن يكون العالم كله على خطأ وقطر وحدها على حق، وتطلب البرهان؟”.

واختتم الجار الله مقاله بالقول “أخيراً (جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي) لقد صدق قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): رُفعت الأقلام وجفت الصحف.. و{ما تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} وله سبحانه وتعالى الإرادة في كل شيء”.