ضبط عدد من الشاحنات الأجنبية المخالفة وتطبيق الغرامات الضمان الاجتماعي يحدد مهلة تحديث البيانات لصرف المعاش 5 صفقات خاصة في سوق الأسهم بـ 72 مليون ريال علاج جديد محتمل للصلع الوراثي لقطات توثق هطول أمطار الخير على جازان وعسير يوتيوب يواجه الصور المضللة بإجراءات صارمة عملية نوعية.. إحباط تهريب 79 ألف قرص مخدر بجازان أمير الرياض يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان وزارة الصناعة تُطلق برنامج التدريب التعاوني للطلاب الجامعيين جامعة الحدود الشمالية تُعلن عن وظائف أكاديمية شاغرة
يواصل “مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال” جهوده الحثيثة في نشر ثقافة الاعتدال لمواجهة التحديات النابعة من تيارات التطرف بمختلف أشكاله وذلك منذ أن أنشئ قبل ثمانية أعوام كمشروع علمي باسم “كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي”، بهدف إجراء البحوث الميدانية المتخصصة في مجال نشر ثقافة الاعتدال ومحاربة الإرهاب والتطرف، وتعزيز قيم الاعتدال وروح الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع، مع رفع وعي المجتمع وثقافته تجاه الأفكار الضارة بكيانه واستقراره كالإرهاب والتطرف والغلو.
وتبنى فكرة إنشاء الكرسي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، حينما ألقى سموه محاضرة علمية في جامعة الملك العزيز في 20/ 3 /1430هـ بعنوان «تأصيل منهج الاعتدال السعودي» عندما كان أميرًا لمنطقة مكة المكرمة، لتنطلق الفكرة وتتطور أهدافها وتتوسع برامجها حتى تحولت العام الماضي من كرسي علمي إلى “مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال”.
ويأتي المركز في إطار النهج القويم الذي تتبعه المملكة العربية السعودية في تعاملاتها المبنية على أساس المنهج الشرعي المنادي للاعتدال والوسطية، حيث تبنت المملكة سياسة الحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة، ودعت في محافل عدة العالم إلى التعايش الحضاري الواعي، ونبذ كل أسباب الفرقة والتعصب ومظاهر الظلم والاستبداد، والسعي إلى الانفتاح حول تقبل الآخر وبناء العلاقات الإنسانية ومد جسور التواصل والاحترام المتبادل.
وتتمحور منهجية عمل مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال في إعادة تقييم الاحتياجات المجتمعية، ودراسة التجارب والممارسات المتميزة، وتحديد التوجهات الاستراتيجية بدقة، إضافة إلى بناء أدلة السياسات والإجراءات الإدارية والمالية، وتصميم الهيكل التنظيمي والأوصاف الوظيفية، وتصميم البرامج والمبادرات الرئيسية وخطة العمل التنفيذية، وبناء منهجيات وأدوات التسويق والشراكات والاستدامة المالية، وتصميم خطة المتابعة وإدارة الأداء.
وتبرز محطات عمله في العالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي، والمطبوعات والإصدارات، والمسابقات والملتقيات، وإمداد مناهج التعليم العام والجامعي، وتبنّي المبادرات الشبابية، ورش العمل وحلقات النقاش الحوارية، والدراسات الميدانية التطبيقية، والدورات والبرامج.
وفي هذا الشأن قال مدير مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال الدكتور الحسن بن يحيى آل مناخرة : إن منهج الاعتدال هو أحد مناهج العمل الرئيسة لدى المملكة العربية السعودية وذلك منذ إنشائها حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ويتضح بجلاء في تعاملاتنا اليومية المختلفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافيا.
واستشهد الدكتور آل مناخرة بحديث لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن الاعتدال ألقاه عام 2012م في محاضرة عن “منهج الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز”، حينما كان وليًا للعهد، حيث قال – أيده الله – : نحن اليوم أحوج إلى الاعتدال في خضم التحولات والتيارات والمحاولات المتعددة لتغيير المفاهيم، وتشويه الحقائق، والتأثير على الآخرين باستخدام معلومات ظاهرها مغرٍ، وباطنها غير صحيح ولا ينشد المصلحة للناس، وأكد الملك المفدى في كلمته ضرورة أن يكون الاعتدال سلوك، فيقول ونحن بحاجة أيضا إلى تطبيق الاعتدال الحقيقي منهجاً وسلوكاً وثقافة والتزاماً في رؤيتنا للأشياء والحكم عليها وعدم تغليب الانفعال والاستعجال .
وأكد الدكتور الحسن أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل له الأثر الكبير في نجاح أعمال المركز من خلال دعم سموه المستمر لبرامجه حتى سعى لتحقيق رسالته المنشودة، داعيًا جميع الباحثين والمهتمين للاستفادة والمشاركة في الفعاليات العلمية والثقافية لمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال.
ومن مناشط “مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال” استحداث أول جائزة عن الاعتدال في العالم باسم “جائزة الأمير خالد الفيصل للاعتدال” التي انطلقت العام الماضي بقيمة 900 ألف ريال في ثلاثة فروع هي : المحتوى الإعلامي، المحتوى المعرفي، الشراكة المجتمعية، لتعزيز نشر ثقافة الاعتدال، والتعبير عنها من خلال المخرجات التي تقدم للمشاركة في التنافس على الجائزة، وفي يناير الماضي أطلقت جائزة هذا العام في فروع : المحتوى الإعلامي، ويندرج تحته الأفلام القصيرة، والمواد الرقمية، والمحتوى المعرفي، ويندرج تحته الدراسات الإحصائية الكمية والبحوث، والشراكة المجتمعية ويندرج تحتها المبادرات المؤسساتية والفردية الإبداعية.
ورصد المركز جائزة تهدف في مضمونها لإبراز الصورة الحقيقة للمملكة العربية السعودية في مجال الاعتدال من خلال مجالات الجائزة، ودعم وإبراز الجهود الرائدة والمبدعة التي يقوم بها الأفراد والجماعات أو الهيئات والمؤسسات التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاعتدال وتطبيقه، وتشجيع روح المبادرة المتميزة والقدوة في مجال الاعتدال بكافة أشكاله، وُزعت بمقدار 200 ألف ريال للأفلام القصيرة، و100 ألف ريال للرسوم المتحركة، و50 ألف ريال للتصوير، و50 ألف ريال للفنون الرقمية، و100 ألف ريال للدراسات الإحصائية الكمية، و150 ألف ريال للترجمة، و100 ألف للمبادرات الإبداعية الفردية، و150 ألف للمبادرات المؤسساتية الإبداعية.
ونظم المركز ورشة عمل عن المبادرات الفكرية والبحثية في مجال الاعتدال شارك فيها نخبة من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين، وتم خلالها تحديد مفهوم الاعتدال، وأولويات مجالاته، واقتراح عدد من المشروعات والمبادرات النوعية التي تعزز تعريفه، كما شارك في عدد من المؤتمرات، والندوات، واللقاءات العلمية داخل المملكة وخارجها كما في ” المؤتمر الدولي السادس حول الصراعات والإرهاب والمجتمع” الذي عقد في جامعة “كادر هاس” في تركيا.