مؤامرات الدوحة تبدّد مستقبل الحكم في قطر .. فقدوا بوصلة الأمن العربي بإيواء المرتزقة

الخميس ٢٩ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١١:٣٣ صباحاً
مؤامرات الدوحة تبدّد مستقبل الحكم في قطر .. فقدوا بوصلة الأمن العربي بإيواء المرتزقة

لم تأت المقاطعة الرباعية لدولة قطر، من الفراغ، وإنّما استندت إلى الأدلة، وضرورة اتّخاذ الموقف الحازم بشأنها، دون المساس بسيادة الدولة الشقيقة، أو انتقاصها، بل هي إجراء يدعمه القانون الدولي، بعدما باتت الدوحة منبر الإرهاب الأول، وأحد أكبر داعميه ومموليه والمحرّضين عليه، فضلاً عن إيوائها لرؤوس الفتنة، والمطلوبين من القتلة والمجرمين الإرهابيين.

ولأنَّ كل نظام سياسي، قام بإيواء ودعم وتمويل وتدريب العناصر والجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، أصبح منبوذًا دوليًا؛ وكل قائد سياسي رهن دولته وسخر مقدرات شعبه وأنفق أموالهم على عناصر وجماعات وتنظيمات إرهابية وجد نفسه مرفوضًا من شعبه ومطالبًا بالرحيل؛ وكل قائد سياسي اعتمد على المرتزقة واستقطب المطاردين من دولهم وقام بإيواء المصنفين دوليًا سيكون مصيره من مصير من آواهم ومكنهم، يدرك القارئ للتاريخ الحديث أنَّ مستقبل الحكم في دولة قطر يتحدد بمدى قدرة قادتها على قراءة ما بين سطور أحداث السياسة الإقليمية والدولية.

 

حقائق التاريخ تكشف الجهل القطري:

ويدرك المطّلع على المواقف السياسية للمملكة العربية السعودية، أنها لم ولن تتخذ خطوة محددة إلا إذا وجدت نفسها مُجبرة على اتخاذ هذا الموقف، وهذا ما حدث مع دولة قطر. فعلى مدى أكثر من عشرين عامًا، مارست السياسة السعودية كل أنواع الصبر، وغلّبت صوت الحكمة، وتميّزت بالحنكة في تعاملها مع إساءات ومؤامرات قادة دولة قطر، بما في ذلك اشتراكهم في مؤامرة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

الواقع السياسيّ الراهن الذي تعيشه دولة قطر، من عزلة خليجية ومقاطعة سياسية من الدول العربية الرئيسة، يؤكّد أنَّ قادة الدوحة لم يحسنوا قراءة تاريخ وأحداث السياسة الدولية، أو على الأقل السياسة الإقليمية، وكذلك لم يحسنوا قراءة واقع العلاقات الدولية الراهنة، كما لم يتمكّنوا من الاستفادة من الفرص الكبيرة والمتتالية، التي قدمتها السعودية، والتي قابلها نُكران وجحود قادة دولة قطر، بل وزادت عليها بسعيها الحثيث وعملها المتواصل الذي تهدف من خلاله للإضرار بوحدة واستقرار الدولة السعودية، بشتى السبل، بما فيها التنسيق مع النظام السياسي الإيراني، ومنح مليشيات الحرس الثوري قواعد عسكرية للتواجد على أراضي الدولة القطرية، على بعد عشرات الكيلومترات من الأراضي السعودية.

 

الجبير: القرار المؤلم كان حتميًا بعد إخلال قطر باتّفاق الرياض

ولأنَّ السعودية وشقيقاتها، لا تسعى إلى بسط هيمنتها على القرار القطري، بل تريد الاستقرار الداخلي، وتجفيف مستنقعات تمويل الإرهاب، أوضح وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، في لقاءٍ مع عدد من الصحافيين بمقر سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن، أنَّ “الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه قطر تؤلمنا لكونه بلد شقيق ومجاور، ولكن عدم التزام قطر باتفاق الرياض ودعمها للجماعات المتطرفة والإرهاب والتحريض والتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول يعتبر أمرًا غير مقبول، ليس فقط من الدول المقاطعة بل دول العالم كافة، ونأمل أن تسود الحكمة لدى الأشقاء في قطر ليتوقفوا عن مثل هذا الدعم والتدخل”.

 

خالد بن أحمد: لن نسمح لجعل دعم وتمويل الإرهاب أمرًا سياديًا

أما وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد، فبيّن في آخر تصريح له، عبر حسابه على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، أنَّ “المنامة تحترم سيادة قطر على أرضها وشعبها وحدودها وما يخصها، ولا نريد انتقاصها، في حين لن نسمح لأي محاولة لجعل التدخل ودعم الإرهاب من أمور السيادة”.

وأشار ابن احمد إلى أنَّه “تخطئ بعض القوى الإقليمية إن ظنت بأن تدخلها سيحل المسألة، فمن مصلحة تلك القوى أن تحترم النظام الإقليمي القائم، والكفيل بحل أي مسألة طارئة”، موضحًا أنَّ “هناك تضاربًا في سياسة قطر، فأما الالتزام بالنظام الإقليمي ومعاهداته الدفاعية المشتركة والثنائية مع الحليف الدولي الكبير، أو التدخل الإقليمي”، لافتًا إلى أنَّ “الانفراد بالتحالف مع دول خارج النظام الإقليمي وأحزاب إرهابية كالإخوان المسلمين وغيرهم، يضرب في أساسات الالتزام مع الأشقاء في مجلس التعاون”.

ولفت إلى أنَّ “هناك ضرورة للاختيار بين العهود مع الأشقاء والحلفاء من جهة، وبين المتدخل الإقليمي الطارئ”، مشدّدًا على أنَّ “الخلاف مع قطر هو سياسي وأمني، ولم يكن عسكريًا قط، أما إحضار الجيوش الأجنبية وآلياتها المدرعة، فهو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطر”.

 

قرقاش: عد لرشدك أو اختر طريقك دوننا

وبدوره، أشار وزير الشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتّحدة الدكتور أنور قرقاش إلى أنَّ “المتابع لأزمة الشقيق، يلحظ تحرك تيار الإخوان ورفاق الطريق”، موضحًا أنَّ “الولاء ليس للأوطان بل للأحزاب، ولتغيير النظم، وثروة الشقيق وأوهامه طريق هؤلاء”.

وأضاف “تحركت الأقلام، بينما الأجندات الحزبية تسعى إلى أذى الشقيق، تسلخه عن محيطه، وهمّها مصدر تمويلها ومشروعها، لذا تدافع وتهاجم مدركة أنها معركتها الأخيرة”، مبرزًا أنَّه “ابتعد عن المعركة الدائرة مواطني الشقيق، مدركين عواقب عزلتهم عن محيطهم، متعففين عن معارك الطواحين مع أشقائهم، وتعالى صوت الحزبي والأجير”.

وأردف، عبر حسابه على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، أنّه “من الملاحظ سوء التقييم والتدبير عند دوائر قرار الشقيق، فهل بالإمكان أن تربح معركة الصخب والصراخ الإعلامي وتخسر أهلك ومحيطك وضمانك الحقيقي؟”.

وتابع “الغريب، ولعله ليس بالغريب، هو اصطفاف الإخوان، الذي جاء كما توقعناه، ضد أهلهم وأوطانهم، فهم مجرد دمى وحناجر موظفة لمشروع حزبي هدّام”، مؤكّدًا أنَّه “لطالما عانينا من تآمر الشقيق على استقرارنا، وشهدنا دعمه لأجندة حزبية تسعى للفوضى في عالمنا العربي، نقول له كفى، عد لرشدك، أو اختر طريقك دوننا”.

واختتم قرقاش تغريداته، قائلاً: “قد قاربت ساعة الحقيقة. ندعو الشقيق أن يختار محيطه، أن يختار الصدق والشفافية في التعامل، وأن يدرك أن صخب الإعلام وبطولات الإيديولوجيا وهم زائل”.

 

شكري: الدوحة ستكون أول من يكتوي بنار مؤامراتها

وأكّد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحات صحافية، أنَّ “قطر عليها الاختيار بين الحفاظ على الأمن القومي العربي أو الاستمرار في تقويضه لصالح قوى خارجية”، مبيّنًا أنَّ “قطر عليها أن تختار بكل وضوح ودون أية مواربة، بين أن تكون طرفًا يحمي ويصون الأمن القومي العربي ويحافظ على استقرار ومقدرات الدول العربية الشقيقة، أو أن تستمر في محاولتها الفاشلة لزعزعة استقرار المنطقة، وتقويض الأمن القومي العربي لصالح قوى خارجية أو جماعات مارقة لفظتها المجتمعات والشعوب العربية”.

وأشار إلى أنَّ “المطالب المصرية معروفة وواضحة، ومن يرغب في الاستمرار بالتآمر على مصر وشعبها فسيكون أول من يكتوي بنار تآمره”.

 

إقرأ المزيد