العساف لـ”المواطن”: تميم سلّم الدوحة للخمينيين دون أن يدرك أنهم كالسرطان

السبت ١٠ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٥:٢٥ صباحاً
العساف لـ”المواطن”: تميم سلّم الدوحة للخمينيين دون أن يدرك أنهم كالسرطان

‏أكّد الأكاديمي المتخصص في الإعلام السياسي ، في حوار خاص مع صحيفة “المواطن“، أنَّ الخمينيين كانوا يتبجحون بحكم أربع عواصم عربية، واليوم يحكمون الدوحة، العاصمة العربية الخامسة، بمباركة من السياسية القطرية، التي لم تدرك أنَّ إيران جسم غريب عن الوطن العربي، وعدو متربص ونهاز للفرص، كالسرطان متى ما تمكن من الجسد لا يخرج منه، ولم تدرك بعدُ الدوحة أنها تلعب بالنار المجوسية التي ستحرقها قبل أن تنتقل لغيرها.

وأوضح الدكتور العساف، أنَّ الأتراك قوة إقليميّة، لديهم مشروعهم في المنطقة، ولا يختلفون كثيرًا عن إيران، لكن تركيا اشتغلت بمحيطها ومجالها الحيوي مع سوريا والعراق، وتبقى جسمًا غريبًا عن الجسم العربي، يتمنى أن يجعل من الدوحة منصة انطلاق له نحو العالم العربي، فالسياسية التركية براغماتية، وتبحث عن مصالحها، ولن تقدم خدمات مجانية لقطر إلا بثمن باهظ.

المواطن” تنتقل معكم إلى الحوار الثريّ بالمعلومات والرأي الإنساني الوطني، الذي أضاء علينا به الدكتور العساف هذه الأمسية الرمضانية.

تنكر تميم قطر لحاضنته العربية، وارتمى في أحضان ملالي إيران، كيف يقرأ الدكتور عبدالله العساف هذه الخيانة الجديدة؟

حتى نستوعب الأمر لابد من العودة قليلًا للوراء، قبل عقدين من الزمان، ‏عندما انقلب الشيخ حمد على والده، وبدأ ينأى بقطر عن عمقها الخليجي ومحيطها العربي، باتّباع سياسات مختلفة للسياسات الخارجية المتفق عليها في المنظومة الخليجية، بحسب ما نص عليه ميثاق إنشاء مجلس التعاون عام 1981م، من وحدة الهدف والمصير المشترك.

ولأسباب غامضة تمت تنحية الشيخ حمد- شكليًّا- عن السلطة في عام 2013، وتنازل لابنه تميم عن الحكم الذي لم يشهد تغيرًا يذكر، وسار على نهج والده؛ مما جعل عددًا من المراقبين والمحللين يرون أنَّ تميم يسير على خطى والده، بل إنَّ بعضهم ذهب أبعد من ذلك إلى أنَّ والده هو من يقود قطر من المقعد الخلفي؛ لذا لا يستغرب الانفتاح على طهران والتحالف معها والهرولة نحوها ضاربًا بالأمن القومي العربي عرض الحائط، فالتوغل الإيراني هو القاسم المشترك في مآسي المنطقة العربية من العراق مرورًا بسوريا ولبنان واليمن.

وفي السابق كان الخمينيون يتبجحون بحكم أربع عواصم عربية، واليوم يحكمون الدوحة، العاصمة العربية الخامسة، بمباركة من السياسية القطرية، التي لم تدرك أنَّ إيران جسم غريب عن الوطن العربي، وعدو متربص ونهاز للفرص، كالسرطان متى ما تمكن من الجسد لا يخرج منه، ولم تدرك بعد الدوحة أنها تلعب بالنار المجوسية التي ستحرقها قبل أن تنتقل لغيرها.

‏دأبت الدوحة على تمويل ودعم الإرهاب، حتى طفح الكيل منها، وقطعت العلاقات، إلا أنَّ المملكة العربية السعودية لم تزل حريصة على إعادة الشاذ إلى جادة الصواب، وهو ما نقرأه من التحرّكات الدبلوماسية السريعة، ما الذي تتوقعه في الأيام المقبلة، عقب الإعلان عن قائمة الـ59 إرهابيًّا؟

يجب على الدوحة الاستجابة السريعة، قبل أن يُرفع الأمر إلى لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن.

تدويل القضيّة خارج إطار مجلسي التعاون الخليجي والجامعة العربية، ليس في مصلحة قطر بالدرجة الأولى، فعلى الدوحة ترحيل الأسماء الواردة في البيان المشترك إلى دولهم وسحب الصفة القانونية عن الكيانات التي حددها البيان المشترك، وتجميد أموالها إذا كانت تسمع لصوت العقل والحكمة والصواب، والابتعاد عن المكابرة، وعدم الاستقواء بقوة إقليمية هي متهمة بالإرهاب أيضًا مما يعرضهما لعقوبات أممية مشتركة، فالدول التي طالها الإرهاب المدعوم قطريًّا كثيرة؛ ما يعني دخول الدوحة في عزلة دولية ولن يجديها نفعًا الهرولة صوب طهران.

‏تمويل قطر للإرهاب، ودعمها الكامل لمؤسسات بشارة وعزام التميمي، وقناتها الفضائية، ودعمها للمنشقين، كان وسيلتها للانقضاض على العرب والمسلمين كافة، وغرس أنيابها السامة في الجسد العربي، هل نرى تغيّرًا في المخرجات بعد تكبيل الإمبراطورية الإعلامية للدوحة؟

البيان المشترك الذي أصدرته الدول الأبع ، أشار إلى أنّه مرشح لزيادة بعض الأسماء والكيانات الفكرية والإعلامية، فالأذرع الإعلامية القطرية تمثل القوة الناعمة، التي ساهمت في تهييج الشارع العربي، وتشجيعه للخروج على دولهم، ومساندتهم واستخدام خطاب إعلامي مؤيد ومشجع على الاستمرار في الأعمال التخريبية، تحت مسمى الحرية والتغيير وغيرهما من المسميات.

ولا يخفى على المتابع خطورة قناة الجزيرة، التي وُصفت بـ”الجمرة الخبيثة”، وبـ”السم الذي يفتك بالجسد العربي والإسلامي”؛ لأنها تأسست لأجل هذه الغاية، التي تتمثل في تقطيع أوصال الوطن العربي وتمزيقه وتفتيته، فلو تأملت كيف تتفنن في إشعال نار الفتن وفي التحريض على القتل والاقتتال، وتركب الصور لتبين لنا حقيقتها، وقس عليها بقية الوسائل والمراكز الممولة قطريًّا.

‏مسرحية تميم الأخيرة، عن احتياجه للأمن العسكري، واستنجاده بالأتراك، كيف يقرأ الدكتور العساف هذه الخطوة التي تهدم التاريخ القطري؟

الأتراك قوة إقليميّة، لديهم مشروعهم في المنطقة، ولا يختلفون كثيرًا عن إيران، لكن تركيا اشتغلت بمحيطها ومجالها الحيوي مع سوريا والعراق، وتبقى جسمًا غريبًا عن الجسم العربي، يتمنى أن يجعل من الدوحة منصة انطلاق له نحو العالم العربي، فالسياسية التركية براغماتية، وتبحث عن مصالحها، ولن تقدم خدمات مجانية لقطر إلا بثمن باهظ.

ومن ناحية أخرى، تمثل هذه الخطوة عدم الثقة بالمجتمع القطري- مدنيهم وعسكرييهم- وبأنه ليس محل ثقة قيادته.

‏من هو اللهو الخفي وراء المراهقة السياسية القطرية من وجهة نظرك؟

كما ذكرت بصمات الأب لا تزال واضحة، فضلًا عن رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم، وعزمي بشارة صانع الرأي السياسي القطري، وبعض الأذرع الفكرية والإعلامية التي أشار البيان إلى بعضها.‏

‏الثلاثي طهران والإخوان وقطر، إلى أي مدى يمكنهم الاستمرار في بث سمومهم؟

الآن سقط القناع، وبان المستور، فطهران متفق على سلوكها الإجرامي، ومعها التنظيمات الإرهابية بجميع مسمياتها- حزب حشد ميليشيا- وأصبحوا أمام العام كالموبوء، الجميع يفر منهم حتى لا يتدنس بهم.‏

‏ما الذي تحمله رسالة الدكتور العساف للشعب القطري؟

جميع ما تم اتّخاذه هو لأجلكم ولمصلحة قطر، فأنتم منا ونحن منكم، ونسيجنا الاجتماعي واحد، آمل ألا تفرقنا الممارسات السياسية غير السوية، فقد صبرنا عقدين من الزمان على سلوكيات لا تصدر إلا من عدو، على أمل التغيير، لكن لا فائدة، وتم اتخاذ هذا القرار المؤلم لنا ولكم، لكن لابد من بتر العضو الفاسد، من أجل سلامة بقية الجسد.

كلمة توجهها للمارقين، الذين يدافعون عن محاور الشر على حساب أوطانهم، ماذا تقول فيها؟ وما هي نصائحك للاصطفاف الوطني؟

على جميع المواطنين، إدراك حقيقة مؤلمة، وهي أنَّ الأمن القومي العربي في خطر، والسبب قطر، لذا عليك أن تقف مع دولتك فيما اتخذته من قرارات، وألا تستمع لمن ينادي بأنها فتنة، فهذا تضليل، فالفتنة يلتبس فيها الحق بالباطل، ولكن هذه القضية الحق فيها واضح وأبلج، كما علينا الإعراض عمن ينادي بالحياد، فالحياد اليوم هو التزام جانب وصف بلدك، فالأمن خط أحمر، ومن ينادي بالحياد خائن لدينه ووطنه.