مكافحة الحشائش في المزارع العضوية تحمي المحاصيل الفرق بين برد المربعانية والشبط والعقارب توزيع أكثر من 4,9 ملايين ريال على الفائزين بمزاين مهرجان الصقور وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى ألزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل
“لسنا دعاة حرب ولكن إن دقّت طبولها فنحن لها جاهزون”، كلمات خالدة لن يمحوها الزمن لعميد الدبلوماسية الراحل الأمير سعود الفيصل، تلخص المرحلة الجديدة في العلاقات السعودية الخارجية، التي باتت تتصدى لعسكرة المنطقة، بالحزم والعقل والحكمة، في عهد جديد للمملكة، عهد وضّاء بالعدل والاعتدال.
تتبادر عبارات الفيصل رحمه الله إلى الأذهان، كلما وقفنا أمام كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في لقائه مع الإعلامي داوود الشريان قبل أشهر، الذي كشف عن النهج الصارم المتّخذ إزاء إيران، موضحًا أنَّ “السعودية هدف رئيسي للنظام الإيراني”، ومشدّدًا على أنّه “لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية”.
طهران تتخبّط أمام التاريخ القريب والبيعة السلسة:
وضاعفت المبايعة الشعبية، التخبّط في طهران، الذي بدأ بعد تصريحات الأمير محمد بن سلمان، إذ كشفت ردود فعل وسائل الإعلام التابعة لنظام الملالي في إيران عن مخاوف كبيرة إزاء اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز وليًا للعهد، إذ أدرك الملالي، أنَّ المنطقة دخلت مرحلة حاسمة، في التصدي للسياسات والأساليب التي دأب النظام الإيراني على ممارستها، بما في ذلك دعم الجماعات الطائفية والإرهابية في بعض الدول العربية، مثل ما يسمى بـ”حزب الله” في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، فضلاً عن محاولات التدخل المستمرة في العراق والبحرين ودول مجلس التعاون، وسوريا التي تراق فيها دماء الأبرياء وقودًا لاستمرار نظام بشار.
أرّقت مبايعة الأمير محمد بن سلمان، مضاجع الإيرانيين، لاسيّما بعد الدور الذي لعبه في إطلاق “عاصفة الحزم” لإنقاذ اليمن من قبضة الانقلاب الحوثي، وما تبعها من تشكيل التحالف العربي، والتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، ما يعكس وجود الرؤية لدى أميرنا للتعامل مع سياسات نظام الملالي وأطماعهم في المنطقة العربية، وقطع الطريق على تمدد النفوذ الإيراني في اليمن.
ولأنَّ إيران لا تريد استقرارًا متينًا في الدول المحيطة بها، شكّلت مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، هاجسًا جديدًا لنظام الملالي، لما يمثله ذلك من ضمانة لاستقرار نظام الحكم الراسخ في المملكة لسنوات طويلة مقبلة، ومن ثم استمرار السياسات السعودية المُدركة لأطماع إيران والقادرة على إفشال مخططات نظامها، وهو ما يثبته اشتعال مخبري الفتنة، الممولين من طرف طهران، بالكثير من الأباطيل والمزاعم، سعيًا لإثارة حالة من التشاؤم بشأن مبايعته السلسة لولاية العهد، لاسيما في ضوء التأييد غير المسبوق في هيئة البيعة بالمملكة، وحالة الحفاوة والسعادة التي استقبل بها المجتمع السعودي نبأ تعيين سموه وليًا للعهد، حيث خابت ظنون نظام إيران، وأثيرت أحقاده وأصيب بحالة من التخبط.
منطلق جديد لسياسة عربية فاعلة:
وتعتبر مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد بالمملكة، منطلقًا جديدًا لسياسة عربية أكثر فعالية في التصدي للسياسات الإيرانية على المدى القريب والبعيد، بصورة لم تكن موجودة خلال العقود الماضية، التي شهدت تمدّد التواجد الإيراني، والتأثير السلبي على أوضاع بعض الدول العربية، ومنها سورية واليمن ولبنان والعراق.
وفي الوقت ذاته، شكّلت البيعة السلسة، صدمة للجماعات الطائفية والإرهابية التابعة لإيران، وفي مقدمتها جماعة الحوثي و”حزب الله”، وبعض الجماعات الأخرى التي تحظى بالدعم والتمويل الإيراني لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، لاسيما أنَّ تصريحات ولي العهد، بشأن العلاقات السعودية الإيرانية، كانت واضحة لا لبس فيها، ومفادها أنّه لا سبيل للتفاوض مع السلطة الإيرانية التي ترتكز أيديولوجيتها على مبدأ الإقصاء والتوسط في الإرهاب وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتصدير ثورتها “الإسلامية” وفرض المذهب الاثنا عشري على المسلمين، وأنه طالما لم تغير إيران من هذه السياسات والممارسات فإن المملكة لن تلتفت إلى أي مقترحات للتعاون.
ويتجلّى ذلك في سياسات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي تقطع الطريق على أي محاولات للتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية ذات الغالبية السُنية، وهي السياسات التي ظهرت عمليًا في قرار مساندة الشرعية في اليمن ومواجهة تمرد الحوثيين، من خلال عمليتي “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”.