#رمضان بين الشره الاستهلاكي ومساعي الترشيد .. أين تجد أقل الأسعار ؟

الخميس ١ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٤:٥٢ مساءً
#رمضان بين الشره الاستهلاكي ومساعي الترشيد .. أين تجد أقل الأسعار ؟

الشره الاستهلاكيّ، والمبالغة في شراء مقاضي رمضان، باتا من سمات شهر الخير، على الرغم من تغيّر الظروف الاقتصاديّة، وتوجه المجتمع نحو الترشيد والتقنين.

التضخم يحدد الوعي الاستهلاكيّ:

وككل عام، شهد رمضان 1438هـ، تحولًا في الفكر الاستهلاكي الباذخ المعتاد، إلا أنّه لم يصل بعد إلى مستوى الوضع الراهن، إذ إنَّ ارتفاع الأسعار، والإقبال على الشراء بعد عودة البدلات، قد يساهمان في رفع معدل التضخم في المملكة، بعدما ظل سالبًا في الأشهر الأربعة الماضية، وفق مؤسسة النقد العربي السعودي “ساما”، التي أعلنت أنَّ “احتمالية عودة معدل التضخم إلى معدلات إيجابية خلال الربع الثاني 2017 واردة”، مشيرة إلى أنَّ “ذلك الاحتمال يعود إلى عوامل عدة من أهمها إعادة البدلات والمزايا المالية لموظفي الدولة، والذي سوف يعزز الثقة ويدعم القوة الشرائية”.

وأوضحت أنَّ “من الأسباب التي تدعم هذا الاحتمال، موسم شهر رمضان، الذي تزامنه مشتريات مختلفة عن باقي أشهر العام، فضلًا عن مقاضيه الخاصة، والإجازة الصيفية وعيد الفطر المبارك”.

 

الرقابة على الأسعار مطلب المواطنين:

واحتل موضوع ارتفاع الأسعار في رمضان، حيزًا كبيرًا في نقاشات المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استغربوا الزيادة التي وصلت إلى 35% في أسعار اللحوم الحمراء، بالتزامن مع الشهر الكريم، الذي يكثر فيه استهلاك الذبائح، متسائلين عن الدور الرقابي لوزارة التجارة والاستثمار، على الأسعار.

واعتبر المواطنون، غياب الرقابة سببًا في الارتفاع الجنوني للأسعار على المستويات كافة، والتي طالت الخضار والفاكهة والمعلّبات، وكل ما يحتاجه المسلم في إفطاره وسحوره، حتى الماء.

 

 

ودعا المواطنون إلى تحديد أسعار المواد الاستهلاكية، لاسيّما الغذائية، ومعاقبة كل من يخالف لائحة الأسعار الاسترشادية، فيما اقترح آخرون أن يصبر المستهلك الأسبوع الأول من رمضان، ويعتمد على الطعام المعتاد دون بذخ، وتسوّق لا لزوم له، بما سيجبر أصحاب المحال على إعادة الأسعار إلى وضعها الطبيعي، لاسيّما اللحوم والخضار؛ لأنَّ لها مدة صلاحية.

 

متغيرات فكر الأسرة السعودية في التسوق وشراء “مقاضي رمضان”:

وعلى غير العادة، لم تشهد الأسواق إقبالًا كبيرًا، استعدادًا للشهر الكريم، على الرغم من كثرة العروض والمغريات من الشركات الغذائية المتعددة.

وأكّد المواطنون، عبر موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، أنَّ الأسرة السعودية أصبحت أكثر وعيًا عما قبل، إذ صارت تطّلع على مواقع المجمعات الاستهلاكية عبر الإنترنت، بحثًا عن العروض الأفضل لها، لاسيّما أنَّ المملكة لا تعيش حالة مجاعة غذائية تبرر الشره الشرائي.

وبدورهن، أكّدت المواطنات أنَّ “مصروفات شهر رمضان كثيرة، وأكثر من كل شهر؛ نظرًا لكثرة العزائم، ما يلزم زيادة في المصروفات”، مشيرات إلى أنّهن يحاولن انتقاء ما يناسب احتياجهن، لاسيّما أنَّ الوضع الاقتصادي لم يعُد كما كان عليه، تجربة إيقاف البدلات تركت أثرها في سلوكهن خلال التسوق.

حجم التسوق:

يُعتبر حجم التسوق في السعودية هو الأكبر في منطقة الخليج؛ نظرًا للكثافة السكانية والعمالة الموجودة، بيد أنَّ هناك تراجعًا في حجم التسوق الرمضاني بنسبة 20% تقريبًا، وفق الكاتب الاقتصادي جمال بنون، الذي أكّد أنه “ينبغي على المستهلك أن يتفاعل مع الظروف الموجودة، ولا يكابر حتى لا يحدث هزة عنيفة في أسرته”.

ورجّح بدوره الدكتور إحسان بوحليقة، أن تقل في رمضان هذا العام، حالة الشره الشرائي، مقارنة مع الأعوام الماضية، مشيرًا إلى أنَّ “هناك فواتير كثيرة لزم على الأسرة دفعها من كهرباء ومياه ومحروقات؛ ما سوف يقلل الدخل الحقيقي للأسرة، ويجبر المستهلك على تقليل النفقات”، موضحًا أنَّ “قلة الإنفاق الحكومي وارتفاع مؤشر الأسعار، جعلا المواطن أكثر تحوطًا في عملية البيع والشراء”.

كيف تتحكم بعاداتك الشرائية؟

ترتفع الأسعار في المملكة، قبل ارتفاع الطلب، بسبب التنبؤ بسلوك المستهلك في هذا الشهر، إذ يزداد فيه الإقبال على موائد الطعام ورغبة المستهلك في تنوع المائدة دومًا.

ويمكنك، عبر اتّباع خطوات محددة، إعادة ضبط عاداتك الاستهلاكية، والتحكم بها للتوفير، والحفاظ على الميزانية المنزلية في مستواها الطبيعي، ومنها:

  • عدم الانسياق وراء العروض الترويجية.
  • تحديد الاحتياجات الفعلية بحسب عدد أفراد الأسرة.
  • شراء فقط ما يمكنك شراؤه دون تخطي الميزانية.
  • البحث عن منتجات بديلة أو علامات تجارية أقل سعرًا.
  • رصد وتوفير مبلغ من المال يكفي لشراء المنتجات الرمضانية مسبقًا.
  • الشراء قبل ارتفاع الأسعار بالتزامن مع حلول شهر رمضان.

إقرأ المزيد