4 جلسات عمل في منتدى الرياض لمكافحة التطرف.. أبرزها أسباب ظهوره 

الأحد ٢١ مايو ٢٠١٧ الساعة ١٠:٥٠ مساءً
4 جلسات عمل في منتدى الرياض لمكافحة التطرف.. أبرزها أسباب ظهوره 

اختتم منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، الذي نظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، برعاية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، تحت شعار “طبيعة التطرف ومستقبل الإرهاب”، بفندق إنتركونتيننتال بالرياض، أعماله اليوم بجلستي عمل، بعنوان “روابط الاتصال بين الجريمة والإرهاب” و”مواجهة الإرهاب.. الصورة الإقليمية”.

وأدار الجلسة الثالثة للمنتدى التي جاءت بعنوان “روابط الاتصال بين الجريمة والإرهاب”، مدير أكاديمية لندن للدبلوماسية جوزيف موفسيد، وشارك فيها كل من ضابط المخابرات المركزية الأميركية وعضو مجلس الأمن القومي سابقًا مايكل هورلي، وكبيرة المستشارين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى كاثرين بن باور، ونائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي بالمنامة الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة، والباحث في التطرف والإرهاب راجان بصرة.

وناقش الخبراء العالميون والإقليميون أهم القضايا الملحة في مجال الأمن والاستقرار الدوليين، مثل: طبيعة التطرف وأنواعه وتأثيره والتصور المستقبلي للإرهاب، ودور وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على التطرف وسبل مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف على المستوى الإقليمي والعالمي.

كما تحدث المشاركون عن الروابط بين الجريمة والإرهاب، والتلاقي بينهما، وغسيل الأموال والاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر.

وقال الدكتور خالد آل خليفة: “إن دين الإسلام دين تسامح ومحبة لكل البشرية، ولا يمكن أن يشوه صورة الإسلام عدد من المنحرفين عن نهج العقيدة الإسلامية السمحة”، مؤكدًا أن هناك قوى إقليمية تغذي هذا الفكر المنحرف لزعزعة أمن دول الخليج العربي لتنفيذ مخططها التخريبي في المنطقة.

وأكد آل خليفة أن إيران تهدف إلى زعزعة الأمن العربي، وتدعم الجماعات المتطرفة في المنطقة.. وتستهدف المملكة العربية السعودية بوصفها قلب العالم الإسلامي، وقبلة المسلمين في أنحاء المعمورة، وثقل الدول العربية والإسلامية.

ومن جانبه، تحدث راجان بصرة عن نمط الإرهابيين وتحولهم من مرحلة إلى مرحلة أخرى، وتطور سلوكهم العدواني نحو مجتمعاتهم. أما كبيرة المستشارين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى السيدة كاثرين بن باور فتكلمت عن الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها القاعدة، ومصادر تمويل تلك الجماعات، مشيرة إلى أن حزب الله يحصل على مئات الملايين من إيران لإشعال الحرب في لبنان.

أما الخبير مايكل هورلي، فأكد أن المال هو عصب النمو لهذه الجماعات المتطرفة، ومتى ما تم تجفيف منابع التمويل لها فإننا قادرون على القضاء عليها، موضحًا أنه على رغم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب إلا أنه ما زال التهديد قائمًا، وهذا يدعو إلى مراجعة السياسات الدولية لمكافحة هذا الداء العالمي، ويجب مراجعة الإستراتيجيات مع الحلفاء لإحكام السيطرة على هذه الخطر الإقليمي والعالمي.

وأدار الجلسة الرابعة التي جاءت بعنوان “مواجهة الإرهاب.. الصورة الإقليمية”، الكاتب الصحفي نديم قطيش، وشارك فيها كل من كبير الباحثين في جامعة أكسفورد الدكتورة اليزابيث كيندال، ومدير برنامج دراسات التطرف في مركز الأمن الإلكتروني والقومي في جامعة جورج واشنطن الأميركية الدكتور لورينزو فيدينو، وكبير المستشارين لمؤسسة الشراكة العالمية للموارد والمدير السابق لسياسات عدم انتشار الأسلحة النووية الدكتور جاك كارفيلي، ورئيس وحدة الدراسات بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية العقيد الدكتور يحيى أبو مغايض.

واستعرض الدكتور لورينزو أسباب الإرهاب بالعالم والتفاعلات المؤدية إليه والمنظمات الإرهابية حول العالم، وقال: “إن الدول الأوربية قامت بكثير من النقاشات والبحوث في البيئات المعنفة وغير المعنفة لتربط علاقة الإرهاب بالبيئة وما سبب دفع هذه المجموعات للإرهاب”.

ومن جانبها، قالت الدكتورة إليزابيث: إنها خصصت بحثها في جماعة القاعدة، وأن هناك منهجين لها الأول عسكري والثاني الدعم والمساندة، مشددة على ضرورة التفكير في مسألة تطوير الموضوعات المجتمعية مثل التعليم والتربية ومعالجة المفاهيم الدينية الخاطئة وتصحيحها. أما الدكتور جاك فعد زيارة فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية للمملكة العربية السعودية، نقلة في مسيرة العلاقات بين البلدين وحماية المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.

أما رئيس وحدة الدراسات بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية العقيد الدكتور يحيى أبو مغايض فقد قال: “إن المملكة العربية السعودية وضعت خططًا لمواجهة الإرهاب، حيث ركزت على الجانب الأمني والجانب العلاجي”. وأضاف: “إن المركز يقوم على المواجهة الفكرية عن طريق البحوث لهذه الظاهرة حيث هناك ١٠ كراسٍ بحثية في الجامعات، لدراسة هذه الظاهرة وتتبعها، وبناء الشراكة المجتمعية لمواجهة هذه الظاهرة، واستيعاب خلفيات مسرح الجريمة إلى ما بعدها من آثار علاجية لتقويم من يمكن تقويمهم بأساليب إنسانية عالية الفكر والهدف”.

وأضاف: “تتم المعالجة لهذه الفئة بالحصول على حقوقهم بشكل مشروع دون التجاوز لحقوق الدين والوطن، والتكامل مع عمل المنظمات المحلية والدولية وجمع المفكرين لدراسة هذه الظاهرة، والنظرة المستقبلية لمعالجة هذه الظاهرة قبل وبعد الوقاية منها مستقبلًا، ودعم الإطار الأمني والقضائي والقانوني ومحاصرة خلايا هذه الفئة”.

كما ألقى أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة للبنانية الدكتور رضوان السيد كلمة ختامية في ختام المؤتمر قال فيها: “إن المتطرفين خرجوا على السواد الأعظم من الأمة، كفروا وقتلوا وأقصوا كل من يخالفهم الرأي، وهم أشد الأعداء للأمة”.

ويعدُّ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الذي تأسّس سنة 1983م، منصةَ بحثٍ تجمع بين الباحثين والمؤسسات لحفظ العمل العلمي ونشره وإنتاجه، وإثراء الحياة الثقافية والفكرية في المملكة العربية السعودية، وعمل بوابةً وجسرًا للتواصل شرقًا وغربًا، حيث يقدّم المركز تحليلات متعمّقة حول القضايا السياسية المعاصرة، والدراسات السعودية، ودراسات شمال إفريقيا والمغرب العربي، والدراسات الإيرانية والآسيوية، ودراسات الطاقة، ودراسات اللغة العربية والحداثة. ويتعاون المركز مع مؤسسات البحث العلمي المرموقة في مختلف دول العالم، ويضمّ نخبةً من الباحثين المتميّزين، وله علاقة واسعة مع عددٍ من الباحثين المتخصّصين في مختلف المجالات البحثية في المملكة وفي مختلف دول العالم.