المسند يرجح استحالة جلب جبال جليدية إلى الخليج !

السبت ١٣ مايو ٢٠١٧ الساعة ١:٠٤ مساءً
المسند يرجح استحالة جلب جبال جليدية إلى الخليج !

علق أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند على خبر دراسة نقل جبال جليدية إلى إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال مقالة له في موقع “كون” ونشرها عبر حسابه بتويتر.

وجاء في المقالة أن أول فكرة من هذا النوع كانت في جدة من خلال دراسة جلب وقَطْر جبل جليدي من قارة الأنتاركتيكا (12 ألف كم) في عام 1972م أي قبل نحو 46 سنة، وكانت فكرة مجنونة، ولم تُنفذ لأسباب تقنية وطبيعية، وفي عام 1978 نُوقشت الفكرة لصالح ولاية كاليفورنيا ولم تنفذ.

وفي التسعينات نفذت الفكرة جزئياً في جنوب تشيلي، وتوقفت بسبب التكاليف العالية وذوبان 80% من الجبل قبل وصوله، على الرغم أنها الدولة الأقرب للقارة المتجمدة الجنوبية (1000كم).

وأضاف المسند وبما أن دولة الإمارات تنوي نقل كتل جليدية ضخمة من القطب الجنوبي إلى ساحل إمارة الفجيرة، وعلى افتراض تم سحبها فإن الجبل الجليدي سيمر على أشد المناطق حرارةً في العالم جواً وبحراً قاطعًا مسافة (5000كم !!) وهو مما يُسرع ذوبان الجبل المقطور، وتوقع (المسند) ووفقاً لبعض صور المحاكاة أن لا يقل الوقت المستغرق لنقل جبل الجليد من قارة الأنتاركتيكا إلى الفجيرة عن 13 شهراً!.

وأضاف بأنه ووفقاً لمتابعة الجبال الجليدية المنفصلة عن جزيرة جرينلاند والسابحة في شمال غرب المحيط الأطلسي، فإنها تذوب بعد نحو 700كم، على الرغم من برودة البحر والجو هناك.

وفي أطراف القارة المتجمدة الجنوبية يذوب الجليد بسبب التغير المناخي خاصة في فصل الصيف، فما بالك في أجواء المناطق المدارية الحارة!. ومن المتوقع أن الجبل المقطور سيتجزأ إلى عدة أجزاء قبل وصوله إلى الهدف المنشود.

وتساءل المسند عن كيفية السيطرة على الجبل الجليدي في مواجهة الأعاصير المدارية؟ والأمواج العاتية؟ والتيارات البحرية النشطة؟ بل ومعاكسة مسار السفينة القاطرة!؟ وكيف سيتعامل الناقل مع مشكلة الرياح الموسمية النشطة المعاكسة في فصل الشتاء؟ ومع رياح الغربيات في نصف الكرة الجنوبي؟ ومع الرياح التجارية جنوب خط الاستواء؟ وكلها ليست مع اتجاه حركة نقل الجبل الجليدي!

وأوضح (المسند) بأن الجبل الجليدي (Iceberg) عبارة عن كتلة ضخمة من الجليد العذب، انفصل عن كتل أضخم منه، ثم بدأ يطفو ويسبح في مياه المحيط، ويظهر منه نحو ثمنه والباقي تحت الماء. وغالباً ما تظهر في البحار المفتوحة المتاخمة للقارة المتجمدة الجنوبية (الأنتاركتيكا) والمحيط المتجمد الشمالي، وجزيرة جرينلاند، وتنفصل عادة في فصل الربيع والصيف، وتبلغ درجة حرارة مركز الجبل الجليدي بين 15 – 20 درجة مئوية تحت الصفر.

والجبال الجليدية المنفصلة عن قارة الأنتاركتيكا يبلغ طول أضخمها نحو 320كم (أي يملأ المسافة البينية بين الرياض والقصيم)، وعرضه نحو 97كم!! وتقدر مساحته بنحو 13 ألف كم مربع، أي أكبر من البحرين بنحو 19 مرة!!، ومتوسط طول الجبال الجليدية الجنوبية نحو 16 كم، وبعضها يناهز ارتفاعه مبنى يتكون من 10 أدوار، وتذوب الجبال الجليدية ببطء شديد في محيطها، ولأن سبعة أثمان الجبل الجليدي غاطس في البحر؛ فإن أثر التيارات البحرية يكون أقوى من التيارات الهوائية في تحريك الجبل وتوجيهه، ويشكل الجبل الجليدي خطراً على الملاحة البحرية ، والذاكرة الإنسانية لم ولن تنسى حادثة سفينة تيتانيك في أبريل عام 1912م في المحيط الأطلسي حيث غرق نحو 1,500 شخص.