التدريب التقني: تعليق التدريب الحضوري مساء اليوم زلزال بقوة 4.8 درجات يضرب جزر فيجي إحباط تهريب 135 كيلوجرامًا من القات المخدر بجازان القتل تعزيرًا لـ مواطن مدان بتهريب الحشيش المخدر للمملكة وزارة التعليم تسلط الضوء على تمكين الموهوبين في المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع فضيحة تهز سلسة متاجر التجزئة الأمريكية مايسيز تحطّم طائرة في كوستاريكا وفقدان جميع ركابها فرصة استثمارية لإنشاء وتشغيل وصيانة منتجع ومطل الجبل الأسود جامعة الملك خالد تحقق المركز الـ 75 عالميًّا في تصنيف التايمز أمطار غزيرة وتساقط للبرد على منطقة مكة المكرمة
“غرابيب سود” عنوان مثير لعمل درامي، يعتبر هو الأضخم إنتاجًا لشهر رمضان الكريم، إلا أنَّ الرسالة التي يحملها للمشاهد العربي، هي أبلغ رسالة، تكشف خفايا تنظيم “داعش” الإرهابي، ولعبه على أوتار العواطف لدى الفئات كافة، بغية الوصول إلى مآربه.
ويدخل المسلسل منطقة ساخنة، ترصد الممارسات الإرهابية التي تتخذ من الدين ستارًا بطريقة مثيرة للجدل، ليكون رسالة مكثفة مختزلة، تحذّر من الانسياق عاطفيًا خلف الشعارات الدينية الزائفة والمسيسة لمصالح جماعات إرهابية بحتة.
حكايات نساء:
ويعتبر “غرابيب سود”، من أكثر المسلسلات إثارة خلال هذا العام، لكونه يسلط الضوء على العناصر النسائية في تنظيم “داعش”، بدايةً من تجنيدهن، فتدريبهن، إلى مقاتلتهن بفرض أحكام مشددة عليهن وتفجير أنفسهن.
ويكشف العمل الدراميّ الضخم، عن أسباب نساء انتسبن إلى تنظيم “داعش”، تحت دوافع وسياقات نفسية مختلفة، كما يرصد رحلتهن إلى عالم بعيد كل البعد عن الإنسانية، يجرّدهن من بشريّتهن، ويحوّلهن وأبنائهن إلى أدوات قتل، وتلبية غرائز. كما يعرض المسلسل، الذي يستكشف روايات أخرى داخل التنظيم، أيضًا الدور القوي الذي تلعبه النساء في التنظيم.
معتقل فكري ونفسي:
ويتتبع “غرابيب سود”، بطريقة تصاعدية ما يحدث للمنتسبين، إذ تصبح الصورة واضحة بالنسبة إليهم حتى يكتشفوا حقيقة التنظيم الإرهابي، ليجدوا أنفسهم في مأزق استحالة الهروب من مقره، الذي أصبح مع مرور الوقت معتقلاً فكريًا ونفسيًا لهؤلاء المنتسبين.
وتبدأ الشخصيات في تشكّل وعيها الإنساني تجاه الحقيقة الفكرية من استنطاق الدين بطريقة تتناسب مع الأجندة السياسية الإرهابية، واللعب على أوتار العواطف، بغية الوصول إلى الحالة العقلية التي تلغي الفرد كلّيًا، ليصبح الجميع مجرّد آلات قتل.
لماذا “غرابيب سود”؟
ويستمدُّ هذا العمل الدرامي اسمه “غرابيب سود”، وهو المسلسل الذي يعرض على شبكة تليفزيون mbc، وتقوم حبكته الدرامية على تفاصيل من أرض الواقع، فيتطرّق إلى الوسائل التي يستخدمها التنظيم الإرهابي “داعش” للتواصل مع الشباب والفتيات في المجتمعات العربية والغربية، والأساليب التي يتبعها للتأثير على عقولهم، (يستمد) اسمه من القرآن الكريم، في قوله تعالى في سورة “فاطر”، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29)لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)}.
وأوضح عكرمة أنَّ “الغرابيب: الجبال الطوال السود”. وكذا قال أبو مالك، وعطاء الخراساني وقتادة، فيما قال ابن جرير: والعرب إذا وصفوا الأسود بكثرة السواد، قالوا: أسود غربيب، ولهذا قال بعض المفسرين في هذه الآية “هذا من المقدم والمؤخر في قوله تعالى: (وغرابيب سود)، أي: سود غرابيب، وفيما قاله نظر”.
أحداث من قصص واقعية:
للمرة الأولى في العالم العربي، يصور عمل تلفزيوني على مدى شهر وبتكلفة بلغت أكثر من عشرة ملايين دولار، تفاصيل الحياة اليومية في ظل “دولة داعش”، مستمدًا أحداثه من قصص واقعية، تصوّر في قرية يسيطر عليها التنظيم.
ومن مشاهده، تقوم جدة منقبة مع حفيدتها ببيع أواني زجاجية، وتدخل مجموعة من النساء المسلحات إلى المتجر لتدقق في ما يتم بيعه، في مشهد من إحدى حلقات مسلسل “غرابيب سود”، حيث تظهر نساء “الحسبة”، مسلحات بمسدسات ورشاشات، وتلاحظ قائدة الدورية أن الأواني تحمل صور حيوانات، فتطلب من الجدة عدم بيعها بحجة أنها “حرام”. وعندما ترفض العجوز، وتتمسك ببيعها، رغم مطالبة حفيدتها لها بأن تنصاع إلى الأمر. تسحب قائدة المجموعة المسلحة “أم الحارث”، مسدسها، وتطلق النار على الجدة فتصيبها برأسها وترديها، ثم تغادر المتجر.
الأطفال أيضًا في كتائب “داعش”:
يتناول “غرابيب سود” أيضًا مسألة تجنيد الأطفال، إذ يظهر في أحد المشاهد، ثلاثة أطفال يحملون أسلحة رشاشة، وقد تمددوا على بطونهم فوق أرض ترابية وخلفهم ثلاثة رجال من عناصر التنظيم، يراقبون، لكن الأطفال لا يتدربون على أهداف ثابتة، بل يحاولون إصابة مجموعة من سجناء التنظيم، وهم يركضون يمينًا ويسارًا بين سواتر ترابية، وبراميل زرقاء، للاحتماء من الرصاص المتطاير، فمنهم من يصاب في الرأس، ومنهم من يصاب في القدم فيقع على الأرض ويصبح هدفًا سهلاً لطلقات رصاص إضافية.
كما يسلّط المسلسل الدرامي الضوء، على ارتكاب قادة التنظيم الفواحش، في حق المنتسبين، إذ يظهر المفتي، بعدما أقام علاقة محرّمة مع امرأة متزوّجة، في حين يجلس زوجها وأطفالهما خارج غرفة النوم، وذلك بحجة أن يخلّص الزوج من حبل المشنقة.
ويظهر في العمل الدرامي الأضخم لهذا العام، طفل، يرى أصحاب النفوس الدنيئة، بهيئة الشياطين النارية، وكأنه يتنبّأ بما سيبدر منهم مسبقًا، إلا أنّه يظل غير مصدّق حتى يبدأ ووالدته وشقيقه رحلة الفرار من الجحيم.