لقاء ودي يجمع ولي العهد ومنصور بن زايد في المخيم الشتوي بالعلا الضباب والغيوم تعانق قمم جبال السروات بالباحة الأيام الحالية تشهد أطول الليالي وأقصر ساعات النهار القبض على 3 أشخاص لترويجهم القات في جازان العمل لايزال قائمًا لإيداع الدعم السكني إخلاء برج إيفل بسبب ماس كهربائي مركز الملك سلمان للإغاثة يجري 423 عملية جراحية في نيجيريا إطلاق برامج المنح البحثية لعام 2025 وظائف شاغرة في شركة NOV ثنائي الأخضر في التشكيل المثالي لأولى جولات خليجي 26
شارك قادة الفكر والسياسة، الأحد 21 أيار/مايو الجاري، في ملتقى “مغرّدون 2017″، الذي احتضنته الرياض، في نقاش مباشر حول آليات مكافحة الإرهاب على مواقع التواصل الاجتماعي، بغيّة حثِّ الشباب على التعاون مع الحكومات والمنظمات ذات الصلة للتصدي للإرهاب والتطرف على شبكات الإنترنت.
وسلّط ملتقى “مغردون 2017″، في نسخته الخامسة والاستثنائية، الأحد 21 مايو، الضوء على محاربة الإرهاب على شبكات التواصل الاجتماعي. كما ناقش الاستراتيجيات المثلى لذلك.
التحالفات الرقمية ضد الإرهاب:
أكّد وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، في الجلسة الخاصة للحديث عن التحالفات الرقمية، والتي شارك فيها أيضًأ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أنَّ “الإرهاب لا دين ولا جنسية له، بدليل أن دولاً أوروبيّة خرّجت متطرفين”، لافتًا إلى أنَّ “60% من المنضمين لتنظيم داعش الإرهابي، قدموا من أوروبا، وذلك بعد أن تحولوا إلى الإسلام بوعي ضعيف”.
وأشار ابن زايد إلى أنه “على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومات، إلا أنه لاتزال هناك مساحة أكبر في مكافحة التطرف، لاسيّما بالنظر إلى تفاقم الإرهاب بعد مرحلة بن لادن القاعدة، على الرغم من المليارات المصروفة على الحرب ضد الإرهاب في فترة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر”.
وأعلى بن زايد من شأن الاهتمام الذي تبديه القيادات العربية بمكافحة التطرف مقابل الجهود المبذولة من الدول الأوروبية، متمنيًا ألا يأتي اليوم الذي تضطر فيه بلاده إلى تسمية المتخاذلين في مكافحة الإرهاب بأسمائهم.
الجبير: مكافحة الإرهاب تحتاج استراتيجية ثلاثية الأبعاد
وأوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أنَّ أيّ استراتيجية لمكافحة الإرهاب، تحتاج لـ 3 عناصر رئيسة، تتمثل في مواجهة الإرهابيين على الأرض، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، ومواجهة الفكر المتطرف.
ولفت الجبير إلى أنَّ “الشركات المسؤولة عن حسابات التواصل الاجتماعي، بدأت تستشعر وتدرك خطر تلك الجماعات المتطرفة، التي تستغل مواقعها لتنفيذ أجندة إرهابية، وهو ما دفعها للتعاون بشكل أكبر مع الحكومات، في تقديم المعلومات عن هوية الأشخاص المُحرّضين”.
جهود مواقع التواصل في رصد المحتوى المتطرف:
أكد رئيس السياسة العامة والعلاقات الحكومية لشركة “تويتر” في قطاع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جورج سلامة، ومدير سياسات “فيسبوك” بالمملكة المتحدة والشرق الأوسط وأفريقيا، سيمون ميلنر، ضمن الجلسة الأولى أنَّ “الموقعين الاجتماعيين الأكثر شعبية، يجمعان الجهود التقنية والبشرية في رصد جميع الحسابات الناشرة للإرهاب والفكر الضال”.
الدين الإسلامي وتواجده على شبكات التواصل الاجتماعي:
وقدّم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، قراءة تفصيليّة وتشخيصيّة لواقع الإرهاب في العالم العربي، مستشهدًا بالكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الواردة في السنة النبوية، التي توضّح حقيقة ما تشهده بعض الأقطار العربية في هذه الأيام مع صعود الجماعات الإرهابية.
وبيّن أنَّ “مما زاد نشر ثقافة الكراهية تلك، هو استغلال الفئة الضالة للتقدم التقني الهائل في ترويج أفكارهم المسمومة بين الشباب، وبأساليب مدروسة، تغري ضحاياها بالارتباط العقلي والعاطفي، ثم بالانخراط السلوكي والعملي”.
وبدوره، أكّد خطيب وإمام مسجد قباء في الدينة المنوّرة، الشيخ صالح المغامسي أنَّ “على الأمة الإسلامية التعامل مع غيرها من الأمم، بغية تفادي سفك الدماء، الذي حرّمه المولى عز وجل، وسماه فسادًا في الأرض، على لسان ملائكته، كما ورد في محكم آياته”.
ومن جانبه، أكّد العلّامة الإسلامي الكبير الشيخ عبدالله بن بيّه أنَّه “نحن لسنا في صدام ولسنا في وئام، العالم تحركه المصالح، ولا يوجد مانع من التعامل في نطاق القيم، والحف ضد الظلم ضرورة، فالإسلام لا يقيم حاجزًا في إطار القيم الكبرى، ويزكي الفضيلة أيًا كان مصدرها”.
وأضاف في السياق التحليل السياسي لزيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية محطّة أولى في جولته الخارجية “أرى في هذه الزيارة تكريسًا لرمزية هذا البلد الذي يحتضن الحرمين الشريفين، لتكون العلاقات علاقات شراكة وتحالف موثّقة بالاتفاقيات، فالعالم في سفينة واحدة، وإذا غرقت نغرق معًا”.
وشدّد على أنَّ “العالم تغير، وعلينا أن نمد أيدينا إلى كل من بإمكانه التعاون معنا لدرء المفاسد وجلب المصالح”، معربًا عن اتّفاقه مع الشيخ المغامسي فيما أورده من حديث عن التعامل مع الأغيار.
النساء والقيادة: الدور وتأثير الاستخدام المسؤول للإعلام الرقمي
تحدّثت الأميرة ريمة بنت بندر آل سعود، عن التحدّيات التي تواجهها النساء، مبيّنة أنّها تبدأ بقلّة النساء العاملات، وغياب الأماكن المخصصة لهنّ.
وأضافت “هذا ما دفعنا في البداية إلى دمج المرأة في مواقع العمل، التي كانت تواجه تحدّيات مختلفة، بداية من نظرة المجتمع، وصولاً إلى النقل وحضانة الأطفال، والفرص، والتدريب”.
وأشارت إلى أنّه “بعد أعوام تمكّنا من الوصول إلى مبتغانا، واليوم نقتحم عالم الرياضة، الذي نعيد معه كرّة مواجهة التحدّيات، لاسيّما مع تداخل الصلاحيات بين المؤسسات الحكومية والوزارات”.
وأردفت “لم تعد مشكلتنا دمج المرأة في الرياضة، ولكن الحقيقة إننا نسعى للاستثمار في الإنسان السعودي، جسديًا وفكريًا ومجتمعيًا، وفق رؤية المملكة 2030، وهذا ما أخرنا لنواكب المتطلبات كافة”.
وأكّدت الأميرة ريمة بنت بندر أنَّ “الذي يختار التطرف لديه خلل عقلي، وما نتحدث عنه هو تغذية الحس الإنساني، وتوسعة العلاقات الاجتماعية، فالناس أقرب إلى أجهزتهم الإلكترونية، منهم إلى بعض، على الرغم من أنهم يعيشون ربما في بيت واحد”، داعية الأسر إلى خلق الحوار مع أبنائهم، والحديث ومشاركتهم اللعب بالكرة، أو السير في الشارع.
وبيّنت أنَّ “الشعوب فقدت قيمها المجتمعية، بعدما باتت الأسر منشغلة بالفردية، عن المشاركة الجماعية، وهو ما انعكس على المجتمع أيضًا، علينا أن ننظر ونقيّم ونحاكم ونختار لأنفسنا الطريق الذي نريده، ليكون مجتمعنا أفضل، ومتّسقًا مع شخصياتنا الواقعية، فالخبرة تدفعنا إلى تغيير تعاملنا مع الأحداث والمواقف المحيطة بنا، وهو ما أراه في رؤية 2030، إذ أننا نرى أمامنا الهدف الذي نريد الوصول إليه، والأدوات التي نمتلكها لتحقيق ذلك، لنبدأ المسير”.
وبيّنت الأميرة ريمة، أنّها تحلم بأن يكون اليوم هو دافعنا إلى المستقبل، وعلينا الاستمتاع بكل ما نعيشه، ونحارب من أجل بقائنا كأمّة وأفراد، ودعم قيمنا الأصيلة، والمحافظة على صحّتنا، الجسدية والعقلية.
بدورها، قالت عضو مجلس الشورى هدى الحليسي “أنا سعيدة بوجود 4 نساء على المنصة، فشكرًا لمسك، التجربة السياسية للمرأة السعودية مهمة جدًا، فصوتها بات مسموعًا، وباتت لاعبًا أساسيًا في هذه الصورة الكبيرة، إلا أنَّ زملاءنا الرجال ساهموا في تسهيل الأمور علينا، كنساء في مجلس الشورى”.
وأوضحت أنَّ “تقبل المجتمع لنا أصبح مختلفًا، حتى أننا اندمجنا مع متطلبات المجتمع الرقمي، وبتنا نشارك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من باب مسؤوليتنا تجاه الله والملك، لاستكمال رسالتنا”.
وشدّدت على أنَّ “الشباب يحتاجون إلى الرفاهية، لاسيّما أولائك العائدون من رحلات الابتعاث، الذين يبحثون عن حياة تليق بإنسانيّتهم في مجتمعهم الأم، وهذا ما يجعل حياتهم صعبة في المرحلة المقبلة”.
وكشفت أنَّ السيّدة ثريا عبيد هي مثالها الأعلى، وما نحتاج لتغييره، هو دفع النساء إلى تشجيع بعضهن، كما يفعل الرجال معنا في أسرنا، فقد حان الوقت لتكون المرأة حافزًا لقريناتها.
وبالانتقال إلى خارج العالم الرقمي، بيّنت إديت شلافر من النمسا، أنَّ مؤسستها “تسعى إلى تمكين المرأة لتكون مفتاحًا عالميًا في المجالات كافة، لاسيّما التعليم، وتحصينهن على مدار الأعوام العشر الماضية من الانجرار وراء الأفكار المتطرفة، وتعليمهن أساليب حماية أبنائهن من الانخراط في الجماعات المتطرفة، ونحن نبدأ رحلتنا من الثقة، إذ نصل إلى أقرب نقاط العلاقة مع الأم على المستويات كافة”.
واختتمت مقدّمة الجلسة الإعلامية ريما مكتبي، الجلسة بعبارة وجهتها للنساء السعوديات، قالت فيها “عليكن الاستمرار بالإشراق”.
تشجيع المجتمع للتحلي بالروح الرياضية:
استهلَّ قائد نادي النصر والمنتخب السعودي السابق الكابتن ماجد عبدالله، كلمته في هذه الجلسة، بمباركته لنادي الهلال في تحقيقه بطولة الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين، والذي قُوبل بتصفيق حار من الحضور، رافعاً شعار “دافع عن ناديك.. افتخر به.. ولكن احترم غيرك”.
وأكّد ماجد عبدالله، أهمية احترام مشاعر الآخرين وعدم فقدان الصداقة. فيما حمّل المدير الفني لنادي الشباب الكابتن سامي الجابر، مسؤولية التعصب الرياضي، للشخصيات الرياضية في المقام الأول، ومن ثم وسائل الإعلام، بالإضافة إلى انعدام ثقافة الفوز والهزيمة، مبينًا أنَّ “ما يقوم به المشجع الرياضي نابع من كون هؤلاء الرياضيين مصدر قدوة وردة فعل”.
وأشار الجابر إلى أنَّ “التعصب يعني التعصب لرأي معين، وعدم احترام الرأي الآخر”، موضحًا أنَّ “التعصب الديني والقبلي والرياضي قنبلة موقوتة”، مشدداً على ضرورة محاربتها”.
وفي الجلسة ذاتها، أوضح اللاعب البرتغالي السابق لويس فيغو أهمية مواجهة التعصب الرياضي، مبيناً أنَّ “أول ما يلزم البدء به مواجهة ذلك بالتربية والتعليم، إذ لابد من وضع دواخل الناشئة أن يكونوا أشخاص جيدين وإيجابيين”.
من جانبه، حمل اللاعب المصري السابق الكابتن حازم إمام، البرامج الرياضية مسؤولية زيادة التعصب، مؤكدًا “ضرورة أن يتم التعامل مع المشاكل التي تظهر في شبكات التواصل الاجتماعي بجدية أكبر”، لافتاً إلى أنه “بسبب التواصل الاجتماعي وقعت الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة بورسعيد المصرية أخيرًا”.
مفاجاة حضور ولي ولي العهد :
علا التصفيق الحار، لحظة وصول ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، إلى ملتقى “مغردون 2017″، الاستثنائي على المستويات كافة.
واستقبل الشباب من أكثر من 30 دولة الذين يشاركون في الملتقى الاستثنائي، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية “مسك”، اليوم في الرياض، الأمير محمد بن سلمان، بالكثير من الفرح والتصفيق، في لحظات تؤكّد اهتمامهم بهذا الشاب الذي بات يمثّل القدوة الأولى لهم، بعدما أصبح وجه المملكة القوي الذي غيّر بوصلة العالم.
إيفانكا ترامب: الجيل الراهن له صوت مسموع
اختتمت إيفانكا ترامب، جلسات ملتقى مغردون 2017، بكلمة ألقتها نيابة عن الرئيس الأميركي، وعبرت خلالها عن إيمانها بأنَّ جيل الشباب في العالمين العربي والإسلامي قادر على نشر التسامح وبناء الأوطان.
وأكّدت إيفانكا أنَّ “الجيل الراهن، بات له صوت مسموع في مواقع التواصل الاجتماعي”، مبرزة أنّها “رأت في المملكة العربية السعودية ما أدهشها ونال إعجابها خلال اليومين الماضيين، ومعبّرة عن شكرها لقيادة المملكة العربية السعودية، على حفاوة الاستقبال.
واعتبرت إيفانكا مواقع التواصل الاجتماعي، أداة قوية، مؤكدةً أنَّ “جيل الشباب هو جيل الريادة، على المستويات كافة، مضيفة “تعلمت اليوم الكثير، وسعدت بروح رائدات الأعمال وروادها في المملكة العربية السعودية.
لماذا الحلول الإلكترونية وكيف؟
وخصصت مسك الخيرية 20 دقيقة فاصلاً لراغبي الصلاة، كما أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم “#Misk Tweeps”، نقلت من خلاله أهم تصريحات المتداخلين، فيما نقلت الملتقى مباشرة عبر تطبيق “بيريسكوب” التابع لـ “تويتر”.
وتنبع أهمية توقيت الملتقى، من تزامنه مع انعقاد ثلاث قمم، وهي: القمة السعودية ـ الأميركية، والقمة الخليجية ـ الأميركية، والقمة الإسلامية ـ الأميركية.
وباتت أهمية الحلول الإلكترونية تضاهي أو تفوق الحلول السياسية والعسكرية والأمنية، للتصدي للإرهاب في ضوء انتشار الدعاية وحملات الاستقطاب المتطرفة.
محاور مغرّدون 2017:
وارتكز ملتقى “مغردون”، في نسخته الخامسة، على محاور رئيسية، منها:
يذكر أنَّه يهدف الملتقى إلى حثِّ الشباب على التعاون مع الحكومات والمنظمات ذات الصلة للتصدي للشائعات حول الإرهاب والتطرف على شبكات الإنترنت، وتوعية الشباب بضرورة حس المسؤولية عند استخدام الإنترنت وتأثيرهم الإيجابي على منصات التواصل الاجتماعي، وتحفيز الإيجابية على ساحات الحوار في “تويتر”، ونبذ التطرف، وتشجيع الشباب والشابات على المشاركة وتحقيق التأثير الإيجابي، وتعزيز مفاهيم التواصل الفعّال بين الحكومات والشعوب عبر تويتر وغيره من منصات التواصل الاجتماعي.