‎سلطان بن سلمان: هذا ما تحتاجه جدّة التاريخية

الثلاثاء ٤ أبريل ٢٠١٧ الساعة ١٢:٤١ صباحاً
‎سلطان بن سلمان: هذا ما تحتاجه جدّة التاريخية

شدّد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، على ضرورة مواصلة الاهتمام بجدّة التاريخية، الشاهد على تراث المنطقة وحضارتها منذ أكثر من 2600 عام.

جاء ذلك خلال زيارة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، اليوم الاثنين، فعاليّات مهرجان جدة التاريخية “أتاريك” في نسخته الرابعة، حيث اطلع على المحال والأركان المنتشرة على مسارات المهرجان التي تعرض بعض الحرف اليدوية، والأكلات الشعبية، وبعض الملبوسات الحجازية القديمة.

وأكّد سموّه، في تصريح صحافي، أنّ جدة التاريخية تحتاج وقفة قوية لإعادة بنائها، نظرًا لما تُشكله من قوة اقتصادية كبيرة، لاسيّما بعدما استطاعت أن تُعيد الحياة، وتكون نقطة جذب للمواطنين في جميع مهرجاناتها السابقة.

وأوضح أنَّ “ما تشهده جدة التاريخية من عودة للحياة وإقبال من الملاك والمواطنين كان نتاج جهود بدأت قبل أكثر من 28 عامًا، لتتحول من أماكن آيلة للسقوط إلى آيلة للازدهار، وهذا ما نقوله عن مئات المواقع التراثية في المملكة”.

ولفت إلى ما تحظى به جدة التاريخية من اهتمامٍ كبيرٍ من مقام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، الذّي يولي التراث الوطني اهتمامًا ومتابعة وحرصًا، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة المبذولة من سمو أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو محافظ جدة للعناية بهذا الموقع الهام، والتي هي امتداد لرحلة طويلة من الاهتمام بجدة التاريخية، من أصحاب السمو الملكي أمراء المنطقة.

وأبرز أنّه “توالت هذه الجهود من المسؤولين ومن محبي جدة التاريخية والملاك لتنتظم مع الجهود التي استمرت فيها الهيئة – دون فتور ولا تراجع – على مدى العقدين الماضيين لوضع جدّة التاريخية في مكانها الصحيح”.

وأشاد سلطان بن سلمان بالنقلة الكبيرة في مسارات النهوض بالمنطقة التاريخية، التي يقودها سمو محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد وتتكامل معه الجهود الاستثنائية من أمانة محافظة جدة وإسهامات المؤسسات الحكومية الأخرى التي باتت تنتظم مع ما أسسته الهيئة -وتستمر فيه- من اهتمام و محافظة على جدة التاريخية بوصفها موقعاً غنياً بالآثار والتاريخ، ونموذجًا مميزًا للتراث العمراني”.

وذكر أنّ “الحضور الكثيف في جدّة التاريخية والمواقع الأثرية الأخرى، دليل لافت على أنّ المواطن يتوق إلى تراث وطنه ويتطلع لمعرفته والإلمام به وزيارته لأنه يرى في هذا التراث أهمية بالغة وقيمة مهمة”.

‎وأبدى‏ الأمير سلطان بن سلمان، خلال جولته، إعجابه بما شهده المهرجان من تطور في الفعاليات، وعرض التاريخ بالترفيه عبر جلب أحدث التقنيات.

وشاهد عرض القُبة التاريخية، التي تعرض قصة جدة قبل 2600 عام، وأثنى سموّه على التنظيم والإعداد الجيد، وتنوع وتميز في الفعاليات المشاركة وارتباطها التاريخي بالماضي الجميل، إضافة إلى حرص اللجنة العليا المنظمة ‏على انتقاء الفعاليات ذات العلاقة بالتراث والقيمة الأثرية.

‎والتقى رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بأصحاب الفعاليات، وتبادل ‏الحوار والصور التذكارية معهم ولم يكتف بذلك بل التقط بهاتفه الشخصي عدد من الصور للوحات المعروضة والفعاليات المقامة، كما استمع إلى شرح من البائعين، مشيدًا بالحضور الكثيف من قِبل الزوار، وبما تحويه الفعاليات من مواقع وأحداث مختلفة.

وأولى الأمير سلطان بن سلمان جدة التاريخية عناية شخصية منذ مدة تقارب الثمانية والعشرين عامًا، وذلك ضمن اهتمام سموّه بالتراث العمراني الوطني قبل إنشاء الهيئة، و كان من أكثر المنافحين عن هذه المنطقة والمنادين بأهمية نهوض الأهالي والمؤسسات المحلية في محافظة جدة بدورهم، وعمل من خلال رئاسته للهيئة وعضويته في اللجنة العليا للمشروع في حشد الاهتمام بجدة التاريخية ومتابعة جهود تطويرها، وقام بزيارتها مرات عدة. كما اجتمع مرات بالملاك للتباحث حول تطوير الموقع.

يذكر أنّه عملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة وأمانة محافظة جدة على تصنيف المباني التاريخية فيها، ورصف شوارعها، وإنارتها، وتأسيس إدارة لحمايتها وصيانة المباني التراثية فيها، وتحديث نظام البناء بما يكفل المحافظة على نسيجها العمراني التاريخي، حيث وضعت الهيئة مشروع تطوير جدة التاريخية على رأس قائمة مشاريعها في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي تُنفذه الهيئة.

 

كما أنشأت مركز التدريب والإنتاج الحرفي بجدة التابع للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية “بارع” والمقام حالياً في “بيت باناجة” بجدة التاريخية إضافة إلى عملها على مشروع ترميم وتأهيل مسجد المعمار في قلب جدة التاريخية ضمن “برنامج العناية بالمساجد التاريخية” الذي تتعاون فيه الهيئة مع وزارة الشؤون الإسلامية، ومؤسسة التراث الخيرية.
وأعلن الأمير سلطان بن سلمان عن تبرع خادم الحرمين الشريفين بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز، وفي إطار هذا البرنامج افتتح في شعبان 1436هـ الجامع العتيق “مسجد الشافعي” بجدة التاريخية بعد الانتهاء من مشروع ترميمه والذي تكفّل بنفقاته الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأعلن الأمير سلطان بن سلمان في حفل افتتاح المشروع عن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة، وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان صدقة عن والدته الأميرة سلطانة السديري.

‎وسخّرت الهيئة العامة للترفيه كل إمكاناتها ودعمها لإنجاح فعاليات مهرجان “أتاريك” لهذا العام، من خلال استحداث فعاليات تحمل لطابع الترفيه.

ويفتتح مهرجان جدة التاريخية “أتاريك”، الذي تدعمه الهيئة العامة للترفيه وتشرف عليه محافظة جدة، يفتح أبوابه يوميًا للزائرين من الساعة الخامسة عصرًا وحتى الـ11 مساء، ابتداء من 30 أذار/مارس، ولمدة 10 أيام.

وبحسب منظمي المهرجان، فإن فعاليات هذا العام ستشهد عروضًا عالمية، مع الاهتمام بالخدمات التي ستقدم بطريقة مميزة وفريدة من نوعها، فيما تمّ اعتماد 65 فعالية.