استنكر المستشار الإعلامي الدكتور مالك الأحمد، ما يقوم به بعض مشاهير التواصل الاجتماعي من الحصول على مقابل مادي للترويج للجهات الخيرية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك عمليات التسول الإلكتروني من قبل بعض الأشخاص، داعيًا إياهم إلى طلب الدعم والمساعدة من الجمعيات الخيرية.
وطالب الأحمد الجمهور بعدم التعامل مع أي حالة عشوائية، مستبعدًا إمكانية ضبط التسول الفردي على الانترنت.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي قدمها في اللقاء السنوي الرابع عشر للجهات الخيرية الذي أطلقته جمعية البر بالمنطقة الشرقية الأربعاء، واستمر حتى مساء اليوم.
وامتدح الأحمد اطلاق المنصة الالكترونية للإفصاح للجمعيات الخيرية خلال الأسابيع المقبلة، لتواكب المملكة مختلف دول العالم، مبينًا أن الشفافية و الإفصاح من وسائل الحوكمة الرشيدة للقطاع غير الربحي.
من جانبه أكد رياض الفريجي، أن شبكات التواصل الاجتماعي توثق العمل الخيري بالمملكة وتعمقه من أجل توجيه الإمكانيات البشرية والخيرية لصالح مشاريع معينة، والتنسيق في العمل الإغاثي والكوارث والأزمات وتبادل الخبرات والابتكارات بين الجهات.
بدورهما كشفا كلاً من عبدالعزيز الحمادي و د. عادل القحطاني، أن المواقع الإلكترونية الخاصة بالمنظمات الخيرية تعاني كثيراً من قلة الاهتمام وضعف الأداء، لافتين إلى أنها إن لم تهتم بالمحتوى أكثر فستخلو من الزوار قريباً.
وأظهرت البيانات أن 66% من المنظمات الخيرية لم تقم بتحديث موقعها الإلكتروني خلال الـ ٣٠ يوم الأخيرة، حيث تصدرتها مواقع لجان التنمية الاجتماعية، إذ لم تقم ٨٦٪ منها بِنَشر أي محتوى جديد في مواقعها، ولم يتجاوز أي قطاع خيري في السعودية نسبة ٥٠٪ فيما حصلت المؤسسات الوقفية والمانحة على أعلى نسبة في مؤسساتها التي قامت بتحديث بياناتها خلال الشهر الماضي، إذ حصلت على ٤٦٪ فقط.
كما تكشف الإحصائيات أن ٨٨٪ من المنظمات الخيرية السعودية تمتلك صفحات تعريف بها في مواقعها، و١٢٪ من تلك المنظمات لا تمتلك أي تعريفاً بها وتقل النسبة في الجمعيات الصحية وجمعيات البر لتصل إلى ١٢٪، وتسوء بشكل كبير في المؤسسات الدعوية ومؤسسات تعليم القرآن لتصل لأقل من ٢٥٪ منها ، لا تقوم بالتعريف عن نفسها في موقعها الالكتروني.
ونبه الباحثان، في دراسة تم إجراءها على ٤٧٥ منظمة خيرية سعودية لقياس مدى تجاوبها مع المستفيدين عبر بعض من قنوات التواصل الاجتماعي، أن هناك خلل في التواصل عبر تطبيقات المراسلة الفورية حيث وجد أن 51% من المنظمات تقوم بالرد بإجابة تامة على الاستفسار المرسل، فيما لم تقم ٣١٪ من المنظمات بالإجابة نهائياً، أما الـ ١٨٪ الباقية فقد قامت بالإجابة بشكل جزئي أو آلي.
وكشف الباحثان أن 7 منظمات خيرية من كل ١٠ تمتلك رقماً في خدمة الواتساب مخصص للتواصل مع المجتمع، فيما بلغ متوسط الرد على الرسالة يومان عمل، وأن المنظمات الصحية هي الأشد بطئاً بشكل ملحوظ، وقد تم تسجيل أطول فترة إجابة بقرابة ٢٦ يوماً.
ولفت الباحثان إلى أن 60% من حسابات المنظمات الخيرية لم تفعل خاصية الرسائل الخاصة في تويتر، ما يعني أن ٦ منظمات من كل ١٠ لم تقم بتفعيل هذه الخاصية، ووجدا أن 32% فقط من تلك الحسابات تقوم بالرد على الرسالة بشكل تام ومجزي، فيما لم تقم ٤٧٪ منهم بالرد مطلقاً، وأن متوسط مدة انتظار الرد قرابة يومي عمل، فيما وجدا أن 46% من المنظمات الخيرية لم تقم أبداً بالرد على تغريدات متابعيها في تويتر، وأن معدل مدة الانتظار للرد على الردود العامة بتويتر يصل قرابة يوم عمل ونصف، وأطول مدة انتظار بلغت ٢١ يوماً.
وأثبتت الدراسة أن 36% من المنظمات الخيرية لم تقم بالإعلام عن بريدها الإلكتروني في موقعها أو بتفعيل صفحة الاتصال، و30% من المنظمات بالرد على البريد بشكل مرضي، في حين أنّه وُجد ٤٥٪ من المنظمات لم تقم بالرد مطلقاً، وأن متوسط مدة الانتظار للرد على رسائل البريد الإلكتروني ٣ أيام، وكانت المنظمات الدعوية هي الأشد بطئاً مقارنة ببقية المنظمات.
وحصلت جمعيات البر على الأكثر سرعة في الرد، وقد حصلت لجان التنمية على أقل نسبة في استخدام البريد الإلكتروني وهي أقل المنظمات تجاوباً مع هذه الرسائل، حيث أنه من كل ١٠ رسائل تم إرسالها لم يتم الإجابة على ٧ منها.
وأرجع الباحثان أسباب عدم اهتمام غالبية المنظمات الخيرية السعودية بمحتوى مواقعها الإلكترونية إلى عدم وجود فريق إعلامي متخصص في إدارة المحتوى في الموقع وضعف الإيمان بأهمية الموقع الإلكتروني لدى قيادة المنظمة وكثرة المشاكل التي قد تواجه بعض المواقع وانعدام وجود فريق تقني متخصص.