عبدالعزيز بن طلال احتفاء بقطاف “أجفند” الـ17: التنمية أفكار في العقول قبل أن تصبح أموالاً

الخميس ٢٠ أبريل ٢٠١٧ الساعة ١٠:٥٦ مساءً
عبدالعزيز بن طلال احتفاء بقطاف “أجفند” الـ17: التنمية أفكار في العقول قبل أن تصبح أموالاً

شدّد الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز، على أنَّ التنمية تكون أفكارًا في العقول قبل أن تصبح أموالاً في المصارف، وحصادًا في البيادر، ومن يتهيب التغيير يتكلس، لأن التنمية تنبثق من الاستعداد للتغيير.

وأضاف، عقب الإعلان عن رفع قيمة جائزة “أجفند” إلى مليون دولار، وربط موضوعها بأهداف التنمية المستدامة طيلة العقد الأممي 2030، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس أجفند، في احتفالية تسليم جائزة برنامج الخليج العربي الدولية لمشاريع التنمية البشرية الريادية، أنَّ “هناك آمالًا عريضة في أن  تكون تلك البداية فاتحة خير يتواصل ويتسع مداه بالقدر الذي يجعله الحلقة الأولى لحلقات متتالية من الأعمال الإيجابية الهادفة لتكريم الابتكار والفعالية في الأداء”.

ورحب بالحضور في “بيت الأمم محضن آمال الشعوب لمستقبل أفضل”، مشيرًا إلى أنَّ “هذا المقر احتضن الاحتفالية الأولى لتسليم جائزة أجفند في شباط/فبراير من عام 2000، وها هو اليوم في مقر الأمم المتحدة بجنيف، يحتفي بجائزة أجفند في قطافها السابع عشر”.

ونوه بأنه “خلال هذه السنوات مرت مياه كثيرة تحت جسور التنمية وتشكلت رؤى، وشهد العالم أحداثًا جسيمة عكست نفسها في حياة البشر والدول”.

ولفت إلى أنَّ “تلك الأحداث وتداعياتها، تسهم في إعادة تشكيل عالمنا، وزادته قناعة وإيمانًا بالدور المحوري للأمم المتحدة في صنع السلام وتحقيق التنمية المستدامة”.

وأبرز أنها “القناعة ذاتها التي انطلق منها مطلع ثمانينات القرن الماضي لتأسيس أجفند، بدعم من دول الخليج العربية، حيث عينت وكالات الأمم المتحدة في مساندة الشرائح الضعيفة في الدول الأقل نموًا”.

ورأى أنَّ “الإنسانية مترابطة الأجزاء، وأن تزامن الاحتفالية الخاصة بالإبداع والابتكار لتحسين أوضاع الناس مع بدايات تنفيذ أهداف  الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، يجعله يلتفت إلى العلاقة الوثيقة بين التنمية الحقيقية والحضارة بمفهومها الشامل”.

وتساءل “هل يصح أن نحصر التنمية في المعدلات العالية للإنتاج وزيادة الدخل؟”، مجيبًا بقوله “إن ذلك يجردها من مدخلات مهمة مثل: عنصر الإرادة والانفتاح على الآخر والتشارك والاستفادة من التجارب، والتصالح مع التغيير الإيجابي  بوصفه العامل الأكثر حسمًا”.

وأكّد ضرورة أن لا ننصاب الابتكار والتغيير العداء، لمجرد أننا لم نألفه”، مستشهدًا بقول الله تعالى في كتابه الكريم {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

وأوضح أنَّ “أجفند ظل دومًا متمثلًا هذا المفهوم الحضاري للتنمية، ومواكباً للمستجدات، واستراتيجياته في كل الحقب والمراحل متوافقة مع أجندة الأمم المتحدة، بدءًا من أنَّ الدعم الذي يقدمه غير مشروط، وبلا تمييز بين الدول والشعوب”.

واستكمل أنّه “عند إعلان أهداف الألفية، كان أجفند بخططه سبّاقاً في إيجاد آليات ترجمتها وتفعيلها، وفي الصدارة البنوك المتخصصة التي تقدم التمويل الأصغر، وتحقق الشمول المالي للفقراء”.

وأردف “لدينا الآن تسعة بنوك للفقراء، نطلق عليها مسمى بنوك الإبداع، لأنها تبتكر منتجات تلبي احتياجات الفقراء، وتسهم في حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.. فبنوك الفقراء  آلية للعدالة الاجتماعية، تستجيب لحق المحرومين في التطلع لغد أفضل”.

ورأى أنَّ “انتشار بنوك أجفند في كل من الأردن، واليمن، والبحرين، وسورية، ولبنان، وسيراليون، والسودان، وفلسطين، وموريتانيا، أصبح يمثل أحد أكبر الشبكات في صناعة التمويل الأصغر”، مقدمًا الشكر لكل الشركاء، ومن أسهم في تيسير تأسيس هذه البنوك.

وكشف أنَّ “أجفند يعمل حاليًا على توسيع آفاق مبادرته في أفريقيا، لتشمل دول الاتحاد النقدي الاقتصادي لغرب أفريقيا، والدول الست الأعضاء في المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا، وذلك بالشراكة مع (باديا)، ومجموعة الصناديق العربية، ورجال الأعمال المؤمنين بالأعمال الاجتماعية”.

وألمح إلى أنَّ “من الوسائل  التي يخاطب بها أجفند إشكالات التنمية، مؤسسات تخصصية للتعامل مع  قضايا تمكين المرأة، وتنمية الطفولة، وحفز المجتمع المدني، ونشر التعليم الإلكتروني، الذي يكسر حواجز الزمان والمكان وعائق التكلفة الباهظة”.

وشدد على أنَّ “هذه الجائزة، تهتم بأولئك الذين قاموا بمبادرات مهمة لتحسين حياة الفقراء، ولكن للأسف غالباً ما يطالهم النسيان والإهمال، فتضيع فرص ثمينه على البشرية”.

وأوضح أنّ “الإيمان بحق الشعوب في حياة كريمة بعيدًا عن الصراعات الممزقة يقتضي أن يعمل جميع الشركاء على الاصطفاف مع الأمم المتحدة لتحقيق أهدافها، لأنَّ التنمية المستدامة المتوازنة والعدالة الاجتماعية أهم العوامل للاستقرار، وصون كرامة الإنسان”.

وأضاف “إنها صمام أمان ضد الفتن والكراهية، منبت الحروب الحروب الطائفية والعنصرية، التي تحرق اليوم كثيراً من المجتمعات النامية”.

وأشار إلى أنّه “على الرغم من أنَّ الأمم المتحدة قوة أخلاقية في المقام الأول، وغير جبرية، فإن دعمها بصدق وليس بالمنظور السياسي البراجماتي غير المستقر، من شأنه أن يجعل عالمنا رحبًا، يستوعب الاختلافات ويحولها إلى توافقات ومنافع لصالح الإنسانية”.

وبارك للفائزين المحتفى بهم، معلنًا أنَّ “الفائزين بجائزة أجفند في مجال بات يشكل أهم موضوعات الساعة، ألا وهي قضية اللاجئين”.

وأعلنت لجنة الجائزة في اجتماعها في جنيف الفائزين، على النحو التالي:

  • الفرع الأول: لمشاريع المنظمات الأممية والدولية
  • الفرع الثاني: لمشاريع الجمعيات الأهلية
  • الفرع الثالث: لمشاريع الجهات الحكومية
  • الفرع الرابع : لمشاريع الأفراد

 

إقرأ المزيد