في واقعة بطولية ليست من الخيال، أو إخراجًا لفيلم سينمائي، صديقان فارق أحدهما الحياة بعد أن ضحّيا بأنفسهما من أجل إنقاذ عائلة مكونة من ستة أشخاص، كادت النيران أن تلتهمهم داخل مركبتهم على طريق الرين في بيشة.
إنها قصة البطل أحمد فايز الشهري، وأحمد عبدالله السبيعي – رحمه الله – والذين قاما بعمل بطولي، سيسجله التاريخ وتذكره الأمم المقبلة.
وكشف بندر الشهري، وهو شقيق البطل أحمد الشهري، في تصريح خاص إلى “المواطن“، أنَّ “شقيقي كان مسافراً قبل أيام معدودة لوحده، وصديقه الآخر السبيعي في سيارة آخرى على طريق الرين، وشاهدا مركبة من نوع جمس مقلوبة، تحترق على جانب الطريق، أمام أعينهما، بمن فيها، مع صراخ واستغاثة وهلع الجميع، وكانت المركبة محمّلة بأسرة مكونة من أم وأولادها وبناتها وعددهم ستة أشخاص.
وأوضح الشهري، لـ “المواطن“، أنَّه “في تلك اللحظة، وهذا الموقف الصعب، وأثناء زيادة النار، وكثافة الدخان، قرر الأحمدان (أحمد الشهري وأحمد السبيعي) النزول والمغامرة بحياتهما، مهما كانت النتائج، بسبب صراخ الأطفال”.
وأضاف “قاما بعمل بطولي لا يفعله إلا الرجال، وقد نتج عن هذا العمل الرجولي إنقاذ الأسرة كاملة ولله الحمد، المكونة من طفلين وطفلتين وأمهم وأخوهم الأكبر سائق المركبة”.
وأبرز أنَّ “ملاكي الرحمة هؤلاء، انتقل أحدهما إلى رحمة الله، وهو أحمد السبيعي، متأثرًا بالحروق والاختناق، أما شقيقي أحمد فايز الشهري، فقد تم نقله بطائرة إسعاف إلى إحدى المستشفيات في جدة، وحالته مستقرة ولله الحمد، ولكنه يعاني من حروق وإصابات في أنحاء متفرقة من جسمه، نسأل الله له الشفاء العاجل، وأن يرحم المتوفى، ويسكنه جنة عرضها السماوات والأرض، ويعوض أهله وذويه خيرًا، ويلهمهم الصبر والسلوان”.
وتساءل الشهري، في ختام حديثه إلى “المواطن“، ألا يستحقان هذان البطلان الإشادة والتكريم؟
محمد
أجرهم على الله أفضل من تكريم كل البشر والشخص الذي توفى نحسبه باذن الله شهيدا