الأهلي المصري يضرب بلوزداد بسداسية جامعة الملك خالد تقيم جلسة حوارية في واحة الأمن بمهرجان الإبل قصة هدى الزعاق من الحياكة لابتكار دمى الأطفال الأخضر يخسر ضد البحرين في بداية مشواره بـ”خليجي 26″ صالح الشهري يهز شباك البحرين شرط مهم للتسجيل في الضمان الاجتماعي مصعب الجوير يسجل الهدف الأول ضد البحرين عبدالعزيز بن سعود ووزير الدفاع وزير داخلية الكويت يستقلان قطار الرياض شاهد.. الجماهير تدعم سالم الدوسري في المدرجات استئناف بعثة السعودية في كابل لأعمالها اعتبارًا من اليوم
استضافت العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس الأربعاء، أعمال القمة السنوية السعودية الأمريكية الثانية للرؤساء التنفيذيين، التي نظمتها غرفةُ التجارة الأمريكية ومجلس الغرف التجارية السعودية.
وألقى وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيليرسون كلمةً في افتتاح القمة، وصف فيها العلاقات بين البلدين بأنها قوية ومتينة.
وقال “لدينا علاقة طويلة مع المملكة تمتد لأكثر من 80 عاماً، ولا يزال دعمنا لشريك قوي وثابت في التعاون الاقتصادي على الدوام”.
وتطرق إلى زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي وصفها بأنها ناجحة.
وأضاف ” إن سمو ولي ولي العهد عقد عدة اجتماعات مهمة خلصت بعد لقائه الرئيس دونالد ترامب إلى أن الشراكة الأمريكية – السعودية يجب أن تؤخذ إلى آفاق جديدة، وتلك الاجتماعات وغيرها من الاجتماعات الأخرى تبين كيف تتجدد وتتعمق متانة العلاقة بين البلدين “.
وأشار إلى أن لقاءاته مع وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، في عدة مناسبات تؤكد متانة العلاقات بين البلدين الذين يعملان على إيجاد حلول للتحديات التي تواجه الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، لافتاً النظر إلى أن هذه المتانة في العلاقة بين البلدين تشجع بلاده دوماً على أن تجد في المملكة شريكاً قوياً وثابتاً بشأن هذه القضايا وكذلك تدفع إلى التعاون الاقتصادي”.
وأوضح أن بلاده تدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتنمية الاقتصاد السعودي.
وقال الوزير تيليرسون ” نحن نشجع هذه الإصلاحات على الصعيد العالمي، ونثني بالتأكيد على قيادة المملكة في السعي إلى تحقيق هذه الرؤية والتقدم الاقتصادي للمنطقة”.
وأوضح وزير الخارجية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “تركز على أهمية أن تكون واحدة من الأولويات الأساسية لسياستنا الخارجية هي الحصول على صفقات أفضل للولايات المتحدة، وقال ” وفي هذا الإطار عقدنا مع الجانب السعودي العديد من الاجتماعات الوزارية في التجارة والدفاع والطاقة والخزانة، وما زلنا نعمل على ترتيب اجتماعات أخرى تشمل المسؤولين الوزاريين في بقية الوزارات من البلدين تأكيداً لالتزام الإدارة الأمريكية باستخدام كافة مساعيها الحميدة للمساعدة في تسهيل الشراكات بين الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية”.
وأفاد وزير الخارجية الأمريكي أنه عندما تستثمر الشركات الأمريكية في الاقتصاد السعودي، يفوز الجميع وذلك بإيجاد فرص عمل للأمريكيين في حين تستفيد الشركات في منطقة الخليج بالتعامل مع أفضل الشركاء التجاريين في السوق العالمية.
واستطرد قائلاً “نحن كثيراً ما نتحدث عن فرص المبيعات التجارية في المملكة، ولكننا نأمل أيضاً أن تتحول المملكة لشريك في الاستثمار معنا هنا في الولايات المتحدة، وإن أحد أهداف حواراتنا التجارية والاقتصادية المنتظمة في المنطقة تكمن في تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر للجانبين “.
وعبر وزير الخارجية الأمريكي عن ثقته بأن رؤية 2030 تسعى إلى تحويل صندوق الاستثمار العام إلى صندوق ثروة سيادية بحيازة مئات المليارات من الدولارات، وقال ” نحن نفهم أن الحكومة ستهدف إلى الاحتفاظ بنسبة 50 % من أصولها من غير أسهم شركة أرامكو في الخارج، مقارنة مع 95 % من أموال الصندوق التي تستثمر حالياً في المملكة، ونؤكد أن المملكة العربية السعودية ستجد العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة في الولايات المتحدة، التي سوف تصبح أكثر وضوحاً بعد اجتماعاتكم اليوم وبالمزيد من الانخراط في الشراكة السعودية – الأمريكية “.
من جانبه، ألقى وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي كلمة أشار فيها إلى أن الولايات المتحدة كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع المملكة في العام 1933.
وقال: “كانت الولايات المتحدة أكثر من أي بلد آخر في قلب عملية التنمية في المملكة”، مشيراً إلى أن بدايات الصناعات النفطية في المملكة كانت عبر المستكشفين وشركات النفط الأمريكية وهي المشاريع التي ربح منها كلا الطرفين، ونحن نتطلع الآن إلى الشركات الأمريكية للحصول على فرص مربحة للطرفين، والمملكة العربية السعودية تنفذ حالياً نهجاً جديداً للنمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي وهو نهج في بعض جوانبه ابتكاري وديناميكي ومماثل لما هو موجود في البلدان المتقدمة”.
وأكد في هذا الخصوص بقوله: “والسبب في اتباع هذا النهج للنمو يعود إلى حقيقة أن البلاد تواجه العديد من قوى التغيير في الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي الذي يتطلب استجابة جديدة وقيادة قوية، فإذا ما أردنا النمو والمنافسة بنجاح في النظام الاقتصادي العالمي الجديد فإنه يجب علينا العمل بهذا النهج الاستباقي لمواجهة هذه التحديات”.
وأضاف ” إن التحديات التي نواجهها تشمل الانخفاض الكبير في عائدات النفط، والنمو السريع لجيل الشباب، حيث تبلغ نسبة من هم أقل من 30 عاماً بين المواطنين أكثر من 50 %، والنقص في فرص العمل المتاحة لجيل الشباب، والحاجة إلى توسيع البنية التحتية وقطاع الخدمات بنفس وتيرة سرعة النمو السكاني، والحاجة إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتحسين قطاع الإنتاج والقدرة التنافسية في مواجهة تباطؤ النمو العالمي وزيادة المنافسة “.
وأشار الدكتور القصبي إلى أن المملكة تواجه هذه التحديات بنجاح من خلال برنامج التحول الوطني الذي يهدف إلى جعل اقتصاد المملكة أكثر استدامة ومجتمعنا أكثر تطوراً، مبيناً أن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني هما رؤية تحول نموذجي وضرورية ومستندة إلى تحليل دقيق جداً وبتفاصيل وخطط طموحة جداً تتضمن خططاً وتسهيلات عملية محددة وبرامج دعم حكومي لكل قطاع مستهدف، جنباً إلى جنب مع تحسن كبير وتخفيف للإجراءات وظروف وشروط ممارسة الأعمال التجارية، وتحسين شروط الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز كفاءة السوق والخدمات الحكومية والبنية التحتية.
وبيّن أن تحسين فرص الاستثمار وتنمية روح المبادرة وإيجاد وظائف أكثر استدامة في المملكة العربية السعودية يتطلب تغييراً في ستة مجالات رئيسية، مشيراً في هذا الخصوص إلى الإصلاحات لتحويل الاقتصاد من نموذج تقوده الحكومة إلى نهج قائم على السوق، وزيادة إنتاجية العمل والمشاركة، وتنفيذ إدارة مالية مستدامة، وتعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تهيئة الفرص وإيجاد الحوافز، والتحسن الكبير في تنظيم الأعمال والاستثمار، وإطار حوكمة قوي لجميع الإصلاحات بأهداف وغايات عامة محددة.
وقال الدكتور القصبي ” إن رؤية 2030 تتضمن برامج تركز على تطوير قطاعات استراتيجية، وهذا يشمل قطاعات التعدين والمعادن، والبتروكيماويات، والتصنيع بما في ذلك المكونات الصناعية والمعدات الكهربائية والميكانيكية ومولدات الطاقة والطاقة المتجددة، والسياحة والمالية والرعاية الصحية والأدوية “.
وأضاف “وأحد الأوجه الرئيسية للبرامج الاقتصادية هو تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتحسين أطر السوق والأطر التنظيمية وبرامج الدعم المستهدفة وهي جميعها تتراوح في أمور مثل فتح قطاعات التوريد والخدمات والإنتاج والمبيعات وفرص الاستثمار بنسبة 100 % للشركات الأجنبية عبر جميع قطاعات الاقتصاد تقريباً، وتحسين سوق رأس المال من خلال الخصخصة وتعديل قواعد الملكية الأجنبية، وتسهيل القطاع العقاري الخاص ليكون محركاً لنمو قطاع المقاولات من خلال تمويل جديد وتنظيم للأراضي بدلاً من الاعتماد على الإنفاق الحكومي على البنية التحتية، وتوطين بعض أوجه الإنفاق في قطاعات مثل الصناعة الدفاع والطاقة المتجددة والمعدات الصناعية، وتطوير مناطق الجذب السياحي وتحسين إصدار التأشيرات للزوار، والحد من الأعباء التنظيمية غير الضرورية”.
وبيّن معاليه أن الخصخصة في العديد من البلدان كانت غالباً ما تحدث من خلال خروج الحكومة من ملكية القطاعات المستنزفة بسبب ضغوط المنافسة الشديدة مثل قطاعات الفحم والصلب وبناء السفن، إلا أن المملكة العربية السعودية تجري الخصخصة على العديد من القطاعات التي لديها فرص نمو وربح واضح لتصبح أكثر كفاءة تجارياً، مشيراً إلى أن من الأمثلة على ذلك سوق الأسهم والمطارات، والخدمات المالية والشركات الصناعية والنقل”.
وأستطرد قائلاً ” إن نوعية التطور الذي تحتاجه هذه الشركات بغرض تحسين الربحية وعائدات المساهمين لا يتعلق بخفض التكاليف بل بتحسين الخدمات المنتجة وتخصيص منتجات وخدمات تلائم احتياجات العملاء وتحسن عملية الشراء والتوريد والممارسة التجارية، وهذه فرصة واضحة للعديد من الشركات الأمريكية للاستفادة من الشراكة مع الشركات السعودية التي يجري تخصيصها لتلبية فرص الطلب ومساعدة هذه الشركات على إدارة أعمالها بشكل أفضل وأكثر ربحية “.
وبين معالي الدكتور القصبي أن تصميم رؤية المملكة 2030 جرى بشكل يولي القطاع الخاص والمشاركة الأجنبية عناية فائقة، مشيراً في هذا الخصوص إلى أن العديد من الشركات العالمية قد وقعت اتفاقيات تستفيد بموجبها من الفرص الجديدة التي يتيحها لهم السوق السعودية وذلك مع بدايات رؤية المملكة 2030.
وأشار معاليه إلى أن الخصخصة إلى جانب برامج تنويع الاقتصاد ستزيد من الحاجة إلى الأيدي العاملة الماهرة والإدارة، متوقعاً زيادة في الطلب على العمل والمهارات، لافتاً النظر إلى أنه فيما يتعلق بإنتاجية العمل وإيجاد فرص العمل، فإن إجراءات الإصلاح الحكومي قد دفعت بمعدل مشاركة المرأة.
وأكد الوزير القصبي أهمية أن تركز القمة السعودية الأمريكية الثانية للرؤساء التنفيذيين على موضوع منح فرص العمل وتبادل وجهات النظر والأفكار حول وسائل تعزيز ونمو التطور الاقتصادي والاجتماعي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
إلى ذلك أكد صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أن بيئة الأسواق في المملكة قد تغيرت كثيراً، مشيراً إلى وجود العديد من الفرص المتاحة أمام المستثمرين والحاجة إلى تشجيع قطاع الأعمال في كلا البلدين للمضي قدما في استثمار هذه الفرص، مؤكداً استعداد سفارة المملكة في توفير المساعدة المطلوبة لقطاع الأعمال الأمريكي من أجل الاستثمار في المملكة.
فيما أوضح الرئيس التنفيذي للغرفة التجارية الأمريكية توماس جيه دونوه أن القوة الاستراتيجية بين البلدين هي مدفوعة بالقوة الاقتصادية.
وقال في كلمة له: “ولكي يكون لبلدينا الدور القيادي وسط مجموعة من التحديات الإقليمية والجيوسياسية عبر التعاون وبشكل فعال، فيجب أن تكون اقتصاداتنا قوية ومستقرة ومتنامية، وستواصل هذه القمة في المساعدة على تشكيل الشراكة الاقتصادية لبلدينا “.
وناقشت القمة على مدى يوم كامل مواضيع الرعاية الصحية، والإسكان، والاقتصاد الرقمي، وكفاءة استخدام الموارد، والطاقة المتجددة، وحوارا للرؤساء التنفيذيين من الجانبين تحت عنوان “نظرة عامة على قضايا بيئة الأعمال”.
حضر القمة السعودية الأمريكية الثانية للرؤساء التنفيذيين عدد من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال من كلا البلدين.