الضمان الاجتماعي يحدد مهلة تحديث البيانات لصرف المعاش 5 صفقات خاصة في سوق الأسهم بـ 72 مليون ريال علاج جديد محتمل للصلع الوراثي لقطات توثق هطول أمطار الخير على جازان وعسير يوتيوب يواجه الصور المضللة بإجراءات صارمة عملية نوعية.. إحباط تهريب 79 ألف قرص مخدر بجازان أمير الرياض يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان وزارة الصناعة تُطلق برنامج التدريب التعاوني للطلاب الجامعيين جامعة الحدود الشمالية تُعلن عن وظائف أكاديمية شاغرة لجنة البنوك السعودية الإعلامية: احذروا منتحلي المؤسسات الخيرية والشخصيات الاعتبارية
ابتليت المنطقة بحروب مدمّرة وصراعات سياسية، أدّت إلى تشريد الملايين، على الرغم من أنّها المنطقة ذاتها، التي عارفت الفضاء الديني التعددي المتنوّع، منذ أكثر من 14 قرنًا، التي ساهمت في استمداد القيم والمبادئ الأخلاقية الإنسانية، في فظائع تدفعنا لطرح التساؤلات ومواجهة ظاهرة توظيف النصوص الدينية لتبرير العنف.
وأعرب معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، عن ثقته في أنَ أتباع الأديان جميعاً قادرون من خلال الحوار الهادف والصادق على التعاون والتكاتف لمواجهة دعوات العنف باسم الدين، ورد الاعتبار لقيم السلام والتعايش والرحمة.
السلام مطلب البشر:
وأوضح معاليه، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام المنعقد في القاهرة، أنَّ “السلام مطلب البشر، وبه جاء الرسل عليهم السلام، فثمة تلازم أبدي بين السلام ورسالات الأنبياء التي بنيت على اللحمة والاخاء بين البشر”.
وأشار إلى أنّه “عاش الإنسان في هذه المنطقة والمشرق منذ أكثر من 14 قرناً، في فضاء ديني تعددي متـنوع، تمَّيز غالبًا بتـفاعل وتعايش سلمي واغتـناء متبادل بين الأطياف كافة، فكان الانتماء الديني على تعدد الأديان والمذاهب أسمى منابع الإلهامِ للإنسان، فمنه استمد القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية”.
التصدي لنسف جسور التواصل:
وأبرز أنَّ “المنطقة ابتليت بحروب مدمرة وبصراعات سياسية وتشريد، استغلت فيها التعاليم الدينية قديماً وحديثاً في أبشع صورها، وقادت إلى صداماتٍ عنيفة في محطات مختلفة من التاريخ، وذلك بفعل تحويل الانتماء الديني إلى وقود للظلم أو للاحتلال أو للتشريد أو للتهجير، وأصبح ذلك مسوغًا لتفسير وشرعنة تصرفات لا تمت للدين الحق بأي صلة، وهي تصرّفات تنمّ عن أفكار غريبة عن ثقافاتنا وتاريخنا، وتتناقض مع تعاليم الأديان ومنها الإسلام، وتنسف جسور التواصل، ليس فقط بين أتباع الأديان المختلفة، وإنما أيضاً بين أتباع الدين الواحد”.
واستطرد “اسمحوا لي أن أذكّركم بواقعة أليمة، حدثت قبل أسابيع قليلة، في مكان ليس بعيدًا عن مكاننا هذا. حيث طالت يد الغدر والإجرام مجموعة من أبناء هذا الوطن الكريم، وهم يحتفلون بسلام وطمأنينة، وقتلت عددًا كبيرًا منهم. والمؤلم أنَّ من قام بذلك العمل الإجرامي الفظيع برر جريمته باسم التعاليم الدينية السامية، وهذه الجرائم النكراء لا تنتمي لأي دين ويجب البراءة من هذه الأفعال الشنيعة ومكافحة كل أسبابها”.
وشدد معاليه على أنَّ “هذه الجريمة وغيرها من الفظائع في التاريخ الإنساني، تدفعنا لطرح التساؤلات ومواجهة ظاهرة توظيف النصوص الدينية لتبرير العنف”، متسائلًا “كيف استطاع أولئك الأشرار استغلال التعاليم الدينية النقية لتبرير أفعالهم الإجرامية”.
دعاة العنف أخفوا الرحمة في الأديان:
وأكّد أنَّ “أولئك الأشرار يبررون جرائمهم بحق الإنسانية باسم الدين، لأنهم أشرار ومجرمون، ولكن الأهم هو أن نركز على أولوية الأديان، ودورها في تحقيق السلام”، متسائلًا “كيف استطاع دعاة العنف والكراهية إخفاء المخزون الهائل من قيم المحبة والسلام والرحمة في الأديان”.
وأضاف معالي الأستاذ فيصل بن معمر أنه “عندما تسفك الدماء البريئة باسم التعاليم الدينية السامية، فالقضية لم تعد مسألة نظرية أو أكاديمية، بل هي حالة مأساوية تستدعي حلولاً عملية”.
أهداف سياسية:
وأعرب عن يقينه بأنَّ المتطرفين عندما يبررون أعمالهم الشريرة باسم الدين، فهم لا يسعون للدفاع عن الدين بل لخدمة أهدافهم السياسية فحسب، لافتًا إلى أنَّ “الدين بالنسبة لهؤلاء مجرد أداة لتبرير قتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات وبث الرعب بين المدنيين للتعبير عن مواقف سياسية”.
وأردف “نحن في مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ندرك تمامًا التداعيات الخطيرة للقطيعة بين الدين والسياسة على السلم المجتمعي، ونعي أنَّ القطيعة بين القيادات الدينية وصنّاع السياسات، لا تخدم إلا دعاة العنف والكراهية، ومن هذا المنطلق نسعى جاهدين لبناء جسور من التواصل بين الطرفين من خلال الحوار”.
مبادئ المركز:
ونوه إلى أنَّ “جهود المركز تقوم على أساس مجموعة من المبادئ، أهمها المحافظة على التنوّع الذي يُشكّل إرثًا حضاريًّا وميزة ثقافيّة، ويعبر عن أصالة كل مجتمع في العالم، ورفض استغلال الدين في الصراعات السياسيّة والاستيلاء عليه وعلى رموزه، بغية توظيفها من قبل المتطرّفين كوسيلة للتفرقة وسببًا للقهر والظلم والتهجير، والإيمان بأن كلّ مكوِّن ديني أو ثقافي أو لغوي في المجتمعات الإنسانية هو عنصر أصيل متجذّر في تاريخها، ومساهم في بناء حضارتها، وعامل في بناء مستقبلها، بالشراكة الكاملة مع إخوانهم وأخواتهم في المواطنة على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات والتعاون الحضاريّ”.
برعاية الملك سلمان:
وأشار إلى أنَّ “مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات هو منظمة دولية تأسست بمبادرة من المملكة العربية السعودية عام 2012م، لإبراز رغبة أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم، للحوار والتعايش وبناء السلام”.
وأكّد أنَّ “المركز يحظى بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ انطلاقاً من دور المملكة في تعزيز التحالف الإسلامي في وجه التطرف والإرهاب”.
بنية فريدة من نوعها:
وأوضح معاليه أنَّ “البنية التنظيمية لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار ليست فريدة من نوعها في العالم فقط، بل إنّها تعطي دلالة واضحة وواعية عن رسالة المركز وطريقة عمله”، مبيّنًا أنَّ “رسالة المركز تتلخص في دفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب والتصدي لسوء استخدام الدين لتسويغ العنف والاضطهاد”.
وأشار إلى أنَّ “المركز يؤدي رسالته من خلال بناء جسور من التواصل بين القادة الدينيين وصناع السياسات لتعزيز فرص حل النزاعات التي يستخدم فيها الدين، وتبادل الآراء والخبرات وتنسيق الجهود لتحقيق السلم في المجتمعات”.
واستعرض معاليه نماذجًا من جهود المركز في هذا المجال، حيث جمع المركز بين أكثر من 50 قائدًا دينيًا من مختلف الأديان والطوائف، ونفذ 11 شبكة وبرنامجًا في 8 دول في آسيا وأفريقيا، وأسهم في تنظيم 25 مؤتمرًا في 10 دول حول العالم، وعقد 16 دورة تدريبية في 11 دولة، و37 ورشة عمل في 13 دولة.