سلطان بن سلمان للملحقين: قولوا للعالم لسنا ناقلة نفط نحنُ بلد الإسلام والحضارة

الثلاثاء ١١ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٩:٤٦ مساءً
سلطان بن سلمان للملحقين: قولوا للعالم لسنا ناقلة نفط نحنُ بلد الإسلام والحضارة
“لسنا ناقلة نفط، نحنُ بلد الإسلام والتاريخ والحضارة، ودولتنا بنيت على الدين، والأخلاق، واحترام الآخر” هذه العبارة كانت واحدة من عشر رسائل وجّهها اليوم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لدى لقائه  32 ملحقًا ثقافيًا يعملون في سفارات خادم الحرمين الشريفين لدى دول العالم.
الاستثمار البشري
الأمير سلطان بن سلمان حرص على استثمار لقائه بالملحقين الثقافيين لإيصال رسائل مهمة في الوطنيّة والاهتمام بالمواطن، إذ أوضح أنّ المبتعثين كانوا ولا يزالون يمثلون قضية أساس عند خادم الحرمين، وأنّ المملكة تنظر لهم على أنهم أهم استثمار ولا يقل أهمية عن غيره من الاستثمارات إن لم يكن يتفوّق عليها.
ولفت إلى أنّ الاستثمار في العنصر البشري كان ولا يزال أولوية لدى الدولة، مؤكدًا أنّ خادم الحرمين الشريفين يُذكّر دائمًا بأهمية أن يحافظ شباب وطلبة وطالبات المملكة على هويتهم الوطنية واعتزازهم بها، وأن يكونوا خير سفراء لبلادهم، حاضًا المبتعثين على مواصلة الجهد الذي بدأوه في نقل صورة حضارية واقعية عن المملكة.
البعد الحضاري والتاريخي
وشدّد سموّه على أهمية تعريف العالم بالبعد الحضاري والتاريخي للمملكة التي كانت ولا تزال ملتقى الحضارات الإنسانية بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يتوسط قارات العالم، والذي جعل منها جسرًا متصلاً يربط بين طرق التجارة العالمية عبر العصور، وموطنًا للحضارات المتعاقبة التي توّجت بحضارة الإسلام، وهذا ما تعمل الهيئة على إبرازه من خلال المعارض والأنشطة والمشاريع الأخرى في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.
ونبّه سموه أثناء لقائه بالملحقين الثقافيين والذي استمر لأكثر من 120 دقيقة أنّ ما تعيشه المملكة من استقرار ورخاء مرهون بتمسكنا بديننا وقيمنا التى قامت عليها هذه الدولة، مشددًا على أهمية تعريف المبتعثين بتاريخ بلادهم، وبعدها الحضاري وعلى أي أرض يقفون، منبهًا في الوقت نفسه إلى ضرورة تعزيز الوعي بأهمية الوطن والمواطن لأولئك الذين يعيشون في المملكة وقلوبهم معلقة بأوطان أخرى.
 مسؤولية مشتركة
وقال سموّه: نحن ننظر للملحقيات والمبتعثين على أنهم أهم استثمارات المملكة التي تبدأ منذ اللحظة التي يهيئون فيها وحتى يعودوا للمشاركة في تنمية بلادهم، والقضية ليست قضية بعثة وحصول على شهادة ثم البحث عن وظيفة.. القضية أن الاستثمار يبدأ من اللحظة التي يُهيأ فيها المبتعث لأن يمارس دوره كمواطن وكمسؤول وكسفير لبلاده بتمسكه بدينه وأخلاقه وقيمه الأصيلة.
ودعا سموّه الملحقين الثقافيين إلى المساهمة في ربط المبتعثين ومرافقيهم ببلادهم بشكل مؤثر وفاعل، ليكونوا سفراء بعد أن يكونوا قد عرفوا ما هي بلادهم وعلى أي أرض تقف وعلى تاريخها الذي هو مصدر رئيسي لاعتزازها، مشددًا على أنّ المملكة تعيش تجربة ناجحة ومتفوقة بكل المقاييس تستحق أن تبرز للعالم بشكل واضح بدون مبالغة أو إجحاف.
منظومة عمل
وفي تصريحات صحافية بعد اختتام الملتقى قال الأمير سلطان بن سلمان: “تحدثنا اليوم عن مشاركة الملحقيات في بناء وعي عام لدى المبتعثين في بلادهم، حيث اتفقنا على منظومات متتالية من البرامج من ضمنها برنامج “سفير” ونحن نؤمل كثيرًا من العمل مع وزارة التعليم كشريك أساسي، ووزير التعليم من الأشخاص الذين يعملون بوتيرة متسارعة ومُنظمة، إلى جانب الدكتور جاسر الحربش وكيل وزارة التعليم للبعثات كونه مسؤولاً سابقًا في الهيئة،..  ومن الأشياء المهمة التي تحدثنا عنها اليوم هي الفرص المقبلة في القطاع السياحي والتراث بالنسبة للمبتعثين وتهيأتهم قبل قدومهم للمملكة بالتعرف على مسارات القروض وكيفية إدارة الأعمال التي اقترضوا لأجلها، ونحن نريد من المبتعثين البدء مبكرًا بمعرفة أساليب الاستثمار وليس فقط فرص العمل”.
130 ألف مبتعث
وحول تدريب المبتعثين في المجالات السياحيّة بعد عودتهم الى الوطن ، قال الأمير سلطان بن سلمان: “تجاوزت أعداد الطلبة المبتعثين أكثر من 130 ألف مبتعث باستطاعتهم الاستفادة من المعلومات التي تصدر من الهيئة وإطلاع زملائهم ومرافقيهم بالتطورات التي تحدث على مستوى المملكة والحراك الكبير في القطاع السياحي، الذي لا يعرف كثير من الناس عنه، وعبر برامج التدريب الموجودة لدى الهيئة نستطيع استقطاب المبتعثين للدخول في مجال إدارة المتاحف ومواقع التراث”.
برنامج عمل
بدوره، أكّد الدكتور جاسر الحربش وكيل وزارة التعليم للبعثات والمشرف العام على الملحقيات الثقافية عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني،أنّ الرسائل التي وجّهها الأمير سلطان بن سلمان سيتم تحويلها إلى برنامج عمل لخدمة البعد الحضاري، ورفع اسم المملكة في المحافل الدولية، مُثمنًا لسموّه نيابة عن جميع الملحقين الثقافيين الذين شاركوا في اللقاء هذه الرؤية السديدة التي تجعل الوطن والمواطن أولوية في جميع تعاملاتها.
وأضاف الحربش أنّ عدد الملحقين الثقافيين لدى سفارات خادم الحرمين الشريفين حول العالم 34 ملحقًا ثقافيًا شارك منهم 32 ملحقًا في هذا اللقاء الذي توّج بإطلاق برنامج بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والملحقين الثقافيين؛ لإبراز البعد الحضاري والعمق التاريخي للمملكة العربية السعودية لدى مختلف دول العالم.
وأشار إلى أنّ اللقاء تناول عددًا من مجالات التعاون بين الهيئة والملحقيات الثقافية والمتمثلة في زيارة سموّه للعديد من الملحقيات الثقافية السعودية، والالتقاء بالمسؤولين فيها وبعدد من الطلبة والطالبات المتميزين المبتعثين في تلك الدول، إضافة إلى إرسال إصدارات ومطبوعات الهيئة للملحقيات الثقافية من خلال الوزارة، وإرسال روابط المواقع والنشرة الإلكترونية للهيئة بشكل شهري لإدارة الملحقيات في الوزارة لتعميمها على الطلاب المبتعثين.
سفراء ومبتعثون
وكان سموّه قد أطلق على هامش الملتقى النشرة الإلكترونية للمبتعثين والبعثات الدبلوماسية، التي تصدرها الهيئة خصيصًا للمبتعثين والدبلوماسيين باللغتين العربية والإنجليزية بهدف التواصل معهم، وإطلاعهم على كل ما يتعلق بالسياحة والتراث الوطني في المملكة.
وتصدر النشرة باللغتين العربية والإنجليزية، وتحمل اسم “سفير”، وسيتم إرسالها، على إيميلات الطلبة المبتعثين إضافة إلى المسؤولين والعاملين في الملحقيات الثقافية، وبإمكانهم أيضًا الاطلاع عليها عبر الموقع، وتحوي النشرة إضافة إلى الأخبار والتقارير صورًا وأفلامًا عن المملكة.

إقرأ المزيد