خطيب الحرم المكيّ: وصف شريعة الإسلام يكمن في “لا ضرر ولا ضرار”

الجمعة ٣١ مارس ٢٠١٧ الساعة ٤:٥٢ مساءً
خطيب الحرم المكيّ: وصف شريعة الإسلام يكمن في “لا ضرر ولا ضرار”

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: إن الشريعة الإسلامية هي شريعة الكمال التي لا يعتريها النقص بوجه من الوجوه وشريعة الحسن التي لا يشوبها عيب ولا اعتلال.

وأوضح أن الكلمة الجامعة المختصرة التي يمكن أن توصف شريعة الإسلام بها هي أنها جاءت لتحقق المصالح ودرء المفاسد وفتح أبواب الخير وإغلاق أبواب الشر في العقيدة والتشريع، فلا تدع ضرورة من الضرورات الخمس إلا سعت لتحقيق المصلحة فيها ودرء المفسدة عنها في ضرورة الدين وضرورة العقل والمال والعرض والنسب، وتدعو إلى النفع فيهن وتحض عليه وتمنع الضرر والإضرار فيهن بدفهما قبل وقوعهما أو برفعهم قبل الوقوع والدفع في الشريعة الإسلامية أولى من الرفع، والوقاية خيراً من العلاج.

وبين الشيخ الشريم أن “كل أمور الدين والدنيا ترجع إلى أحد هذين الأصلين العظيمين، حيث أحاطتهما الشريعة الإسلامية بسياج منيع يحمي الأمة فردا وجماعة من الوقوع في شركهما أو الالتياث ببعدهما، لذلك جاء من مشكاة النبوة ما يدل على منعهما والنهي عن مقاربتهما فضلاً عن الوقوع بهما . وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن أهل العلم اتفقوا على قاعدة مشهورة كبرى تعد قواما في الفقه وحفظ الشريعة وهي قاعدة (الضرر يزال)”.

وأضاف “الضرر والضرار ممنوعه كليهما، فإذا تحقق أحدهم أو كلاهما في أمر وجب إزالته إن وقع أو دفعه قبل وقوعه، وقد رتب الشارع الحكيم الأجر والمثوبة”.

وأفاد بأن “النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتعاطى السيف مسلولاً ، فكيف بما هو أعظم من ذلك وهو اقتتال المسلمين وإهراق دماء بعضهم بعضا بغير وجه حق ومضارة بعضهم البعض من خلال المكر والحسد والغيبة والحقد والنميمة والهمز واللمز والشحناء والبغضاء وأكل أموال بعضهم ومضارتهم في دينهم وعقولهم وأعراضهم”.

وأكد فضيلته أنه “مهما كانت العقول البشرية من النضج والتفكير والمعرفة، لن تستطيع أن تأتي بأكمل وأتقن وأعدل من هذه القاعدة الشرعية العظيمة، مرجعاً ذلك إلى أن العقول مهما كبرت فهي صغيرة أمام علم الله وحكمته والأفهام مهما اتسعت فهي ضيقة، إحاطة الله تعالى بكل شيء”.

وقال الشيخ الشريم: إن صبغة الله ظاهرة جلية في منع الضرر والضرار ، حيث تعم كل ضرر كان سابقاً أو حاضراً أو لاحقاً لأن ذلك يعد جهلاً وفسوقاً يحجر المجتمع البشري عن الفلاح للفرد والأسرة والبيئة والمجتمع مالم تكن إزالتهما من أولوياته في تشريعه وسلوكه ورقابته، وأذية المسلم من أعظم ما نهى الله تعالى عنه ونهى عنه رسول الأمة صلى الله عليه وسلم.

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن من سماحة الإسلام وعدله ألا يدفع الضرر بضرر أعلى منه ولا المنكر بمثله ولا بأنكر منه، وإذا تزاحمت الأضرار في الأمر الواحد فيرتكب الضرر الأصغر لتفويت الضرر الأكبر ويعد ذلك من تمام الحكمة والعدل والمنطق، مثل ما أنه ينبغي تحصيل أعلى النفعين كذلك ينبغى درء أعظم الضررين.

إقرأ المزيد