صحن المطاف يشهد كثافة عالية من العمار والزوار قبيل صلاة الجمعة الدولار يقترب من تسجيل أعلى مستوى في عامين الفرق بين القدرة المالية والدخل الشهري في حساب المواطن نصائح للوقاية من فقدان حاسة الشم وتحسس الأنف توقعات الطقس اليوم: أمطار وبرد وغبار على 10 مناطق وظائف شاغرة لدى الهيئة الملكية لمحافظة العلا وظائف شاغرة بفروع وزارة الطاقة وظائف هندسية شاغرة في شركة سابك وظائف إدارية شاغرة لدى شركة الاتصالات وظائف شاغرة بشركة الإلكترونيات المتقدمة
المواطن – جدة
عبدالله الأحمري هو شاب في ربيع عمره الـ 20، يدرس في المستوى الثاني بجامعة الملك عبدالعزيز، بكلية الآداب، وحيد والديه بعد وفاة شقيقه الأصغر منذ أعوام، من أم تعمل ربة منزل وأب متقاعد كان يعمل ضابطاً في وزارة الداخلية.
قصته حكاية تستحق أن تروى، فقد صنعت منه شاباً مميزاً استطاع قبل أيام أن يكرم في جامعته التي تضم 90 ألف طالب وطالبة كطالب قدوة ضمن مشاركة الجامعة في مشروع مكة الثقافي الذي تبنته إمارة منطقة مكة المكرمة تحت شعار “كيف نكون قدوة؟”.
الأحمري اعتاد يومياً بعد أن ينتهي من محاضراته بحسب قوله “أن يقف في دوار داخل الجامعة ويتولى تنظيم حركة السير وإرشاد قائدي السيارات دون أن يستهدف كاميرا تقوم بتصويره أو مسؤولاً يقوم بتكريمه. مؤكداً أن ذلك كان عملاً يقوم به لوجه الله، وللمساهمة بشكل ديني وحضاري للتسهيل على العابرين خاصة في ظل وجود زحام شديد في ذلك الوقت وفي تلك البقعة.
لكن عدسة أحد المارة أبت إلا أن تتوقف عند هذا العمل النبيل، وتوثق ما يقوم به الأحمري بمقطع فيديو تداوله الطلاب والأساتذة في وسائل التواصل الاجتماعي ثم انتقل إلى خارج أسوار الجامعة، الأمر الذي استدعى قيادات رفيعة في الجامعة إلى البحث عن هذا الطالب والوقوف على ما يقوم به، وهو ما حدث فعلاً.
وبعد نقاش وحوار، اقتنعت إدارة الجامعة بأن ما يقوم به الطالب الأحمري عمل خير، ومبادرة لم يكن هدفها تصويراً أو بروزاً، وأن له سيرة عطرة في أروقة قسمه وجامعته ثرية بأخلاقه التي زرعها والداه المكلومان بفقد أخيه، ليصبح ابنهما عبدالله وحيدهما الذي يلقنانه كل الأخلاقيات الفاضلة وأبجديات التعامل مع الناس.
وهنا يقول الطالب الأحمري إن قدوته في الحياة والده الذي غرس فيه حب فعل الخير ومساعدة الآخرين في شتى المجالات وشجعه على تقديم المبادرات حيث شارك في العديد من الأعمال التطوعية خلال دراسته في المرحلتين المتوسطة والثانوية.
ويرى الأحمري “أن العمل التطوعي من خلال مجموعة أفضل من العمل التطوعي بشكل فردي”. مؤكداً أنه سينضم إلى فرق الجامعة التطوعية ومشيراً إلى أن ملتقى مكة الثقافي الذي يحمل شعار “كيف نكون قدوة؟” مهم ومحوري في تكوين القدوات والاهتمام بعوامل النجاح وتعزيز الجوانب الإيجابية لدى الشخص والابتعاد عن الأخطاء.
في حين اعتبر الدكتور عبدالرحمن اليوبي مدير الجامعة أن ما قدمه الطالب عبدالله الأحمري من عمل تطوعي يستحق التكريم والإشادة حيث يمثل “قدوة حسنه” للطلاب في خدمة المجتمع ومساعدة الآخرين وتحفيزهم على تقديم أفكار ومشاريع ومشاركة في عمل الخير وخدمة وطنهم ومجتمعهم.
وأضاف: “هذا التوجه يخدم تطلعات وأهدافاً سامية رسمها ملتقى مكة الثقافي تحت شعار “كيف نكون قدوة؟”، ووجه شكره الجزيل للطالب الأحمري لحرصه على خدمة مجتمعه”.
من جهته أشاد الدكتور سعد بن محمد مارق مستشار أمير منطقة مكة المكرمة والمشرف على ملتقى مكة الثقافي بما قام به الطالب من مبادرة هدفها إنساني واضح، وأيضاً ما قامت به الجامعة من عناية وتكريم له. معتبراً أن هذين النهجين هما أحد ما يهتم الملتقى بنشره وتحفيزه في بناء الإنسان في كل جانب.
وأضاف: “نسعى من خلال ملتقى مكة الثقافي الذي يحمل هذا العام شعار “كيف نكون قدوة؟” إلى دعم جهود التنمية في المنطقة وبناء الإنسان فكرياً وثقافياً وتوعوياً، وبناء نموذج القدوة المميزة في المجتمع وتعزيز مفهومها”.