انقسامات تضرب “لصّي صنعاء” الحوثي وصالح

الإثنين ٢ يناير ٢٠١٧ الساعة ٥:٢١ مساءً
انقسامات تضرب “لصّي صنعاء” الحوثي وصالح

المواطن – واس

تتسارع الانقسامات بين الانقلابين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح، وتظهر على السطح -يومًا بعد يوم- مختلف التباينات بين لصّي صنعاء.
ويلمس المتابع لما يدور في صنعاء أن كلًا من الحوثي وصالح ينتظران الفرصة للانقضاض على حليفه قبل أن يتمكّن الآخر من فعل الشيء نفسه به.
وتتباين الآراء والتصريحات للفريقين على الملفّات المطروحة للنقاش، أو تلك المتعلّقة بمستقبل اليمن والحلول السياسية للملف اليمني.
وفي أحدث تلك التصدّعات بين ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، ما ذكرته مصادر مقربة من المخلوع صالح عن أنه قام، في الآونة الأخيرة، بإجراء اتصالات مع مراكز قوى قبلية موالية له في محافظة صنعاء عقب تصاعد حدة الخلافات بينه وبين قادة جماعة الحوثي.
كما ذكرت المصادر أن المخلوع صالح حذّر العديد من المشايخ والوجاهات القبلية الموالية له، القاطنين حول العاصمة، من التواصل مع قيادات الحوثي.
فيما سارع صالح إلى تقليص عدد الجنود المشاركين في قتال قوات الحكومة الشرعية في نهم وميدي، وقيامه بسحب كتيبتين من القوات الخاصة المرابطة في جبهة نهم شرق صنعاء، ونقلها لحمايته من أي استهداف محتمل، أو أي خطر قد يهدد حياته، وهو ما زاد من توتّر العلاقات بينه وبين الحوثيين.
وبيّنت تلك المصادر أن كتيبتين من القوات الخاصة “النخبة”، التابعة لقوات الحرس الجمهوري، انسحبت، الخميس الماضي، من جبهة نهم إلى صنعاء لتتولّى حماية المخلوع صالح.
وفي أحدث تباين بين الجانبين، وصف “صالح”، في تدوينةٍ له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تعاطي الحوثي الإيجابي مع جهود مبعوث الأمم المتحدة لليمن، وخطّته القائمة على تنفيذ نتائج مخرجات الحوار والقرار الدولي رقم 2216، والمبادرة الخليجية بأنها خيانة وطنية جسيمة، حسب وصفه.
ووجّه صالح خطابه عبر صفحته على “الفيسبوك” لمن يخالفونه رؤيته، وكذلك ممّن هم خارج اليمن، في إشارةٍ فُهمت أن الخطاب موجّه إلى وفد الحوثيين الموجود في الخارج في ظل تحرّكات دبلوماسية إقليمية ودولية لتحريك عجلة السلام على أساس المرجعيات الثلاث التي أعلن صالح رفضها.
غير أن الرد جاء سريعًا من مدير مكتب زعيم ميليشيا الحوثيين عبد الملك الحوثي (مهدي المشاط) عبر صفحته على “الفيسبوك” أن موقفهم من الخارطة الأممية واضح ومعلوم، وأعلن، في بيانٍ سابق، مع وفد صالح، وهو البيان الذي أكّد آنذاك التعامل الإيجابي مع المبادرة الأممية.
وأضاف المشاط في منشوره (من يظن غير هذا فهو واهم)، وتتصاعد أزمة عدم الثقة بين طرفي الانقلاب وتتخذ أوجهًا مختلفة، ويمارس وفد ميليشيا الحوثيين -برئاسة محمد عبد السلام الناطق باسم الميليشيا- نشاطًا سياسيًا مكثفًا بشأن استئناف جهود السلام  بعيدًا عن صالح.
من جهةٍ أخرى، كشفت مصادر عسكرية منشقّة بقوات الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أن 10 من قيادات الحرس انضمّت يوم الجمعة لصفوف الجيش الوطني اليمني.
فيما أكدت المصادر أن انشقاقات واسعة في صفوف القوات الموالية للمخلوع ستطرأ، خلال الفترة القليلة القادمة، معتبرةً أن العديد من الضباط والجنود كانوا ينتظرون تقدّم قوات الشرعية في جبهة نهم للانشقاق والانضمام لقوات الجيش الوطني.
وكان نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، قد أكد أن قيادة الجيش الوطني تمكّنت من إخراج عشرات القيادات العسكرية الموالية للانقلابين من صنعاء وانضمامها إلى الجيش الوطني.
كما كشف العميد الركن “محمد جسار”، المنشق عن قوات الحرس الجمهوري، عن فقد جماعة الحوثي معظم قياداتها التي قُتلت في المواجهات المسلّحة مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأكد العميد جسار أن معظم القيادات لميليشيات الحوثيين قُتلت في معارك شهدتها محافظات عدن، وتعز، ومأرب، والجوف، وأبين، وشبوة، وأن الجماعة فقدت هذا النوع من القيادات المتشدّدة والعقائدية التي كانت تمثل قيادات ميدانية للميليشيات الانقلابية في مختلف الجبهات.
فيما أعلن قيادي موالي للرئيس المخلوع صالح انشقاقه عن الميليشيات، وانضمامه ومجموعة من أتباعه إلى صفوف قوات الشرعية، أمس، بمأرب.
وقال القيادي الشيخ محمد أحمد محمد فائد: “إن المليشيات تستخدم أبناء المناطق والقرى لتحقيق أهدافها في إذكاء الصراعات والحروب”، وأكد أنه أدرك أن الميليشيات تخالف أقوالها أعمالها ولا تحمل أي أجندة وطنية، داعيًا المغرّر بهم في صفوف الميليشيات إلى الانضمام للشرعية الدستورية ممثّلة برئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي.
ويعد فائد، من أبناء ميراب مديرية مقبنة محافظة تعز، من القيادات المؤتمرية الموالية للمخلوع، حيث عملت مع الميليشيات خلال المرحلة الماضية.

إقرأ المزيد