ليفربول يواصل تألقه ويعبر ريال مدريد بثنائية سكني: 3 حالات يحق فيها استرداد رسوم الحجز السديس يوجه بالتهيئة الدينية الإثرائية لصلاة الاستسقاء بالحرمين الشريفين غدًا الحد الأقصى لصرف الدفعات المعلقة في حساب المواطن بعد اعتزاله.. توني كروس يحصد جائزة جديدة بثنائية في الخالدية.. التعاون ينفرد بالصدارة الآسيوية ماتياس يايسله يُطالب إدارة الأهلي بحكام أجانب السند: مشروع قطار الرياض يعكس مدى تطور السعودية ورؤيتها الطموحة التذاكر تبدأ من 4 ريالات.. تعرف على آلية استخدام قطار الرياض وظائف شاغرة لدى البحر الأحمر للتطوير
المواطن – واس
يصادف يوم غد الأحد الثالث من شهر ربيع الآخر 1438 هـ، الذكرى الثانية لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – مقاليد الحكم.
ويحتفي الوطن والمواطنون بهذه الذكرى بقلوب يملؤها الحب والأمن والاطمئنان والإنجاز والعطاء، في مجالات الحياة وصنوفها، فيَرون عجلة التطور وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة تمضيان سيّان مع مواصلة تنفيذ المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة. وتحتفي المملكة ومواطنوها والمقيمون فيها وهم يثقون أن ذلك التطور والتحديث إنما وجدا ليعم نفعهما شرائح المجتمع كافةً، نحو تنمية متوازنة وشاملة.
وحينما نرى أنحاء المملكة العربية السعودية ولله الحمد قد تحولت إلى ورشة عمل وبناء، فإننا نشكر الله عز وجل في وقت يمر العالم فيه بأزمات أمنية واقتصادي ومالية وتنموية، ذلك أن الدولة – رعاها الله – بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تسعى من خلال ورش العمل الكبرى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادلها الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي. ولم يألُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – منذ توليه الحكم، جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة الوطن نحو التقدم، فقد تعددت نشاطاته في المجالات المختلفة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعددًا سبقه نشاطات في مراحل مختلفة تقلد خلالها – رعاه الله – العديد من المناصب.
وعلى المستوى الداخلي برزت رعايته – حفظه الله للعديد من المناسبات والاحتفالات والإنجازات المتنوعة، ومنها: حفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز – رحمه الله – الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مُدشنًا خلال الحفل مشروعات الجامعة المنجزة التي شملت مبانٍ تعليمية في كل من المدينة الجامعية بالرياض وفروعها ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة، وكذلك المشروعات الخدمية والتقنية المتمثلة في ثلاث مراحل من إسكان أعضاء هيئة التدريس، ومواقف متعددة الأدوار للطلاب ومشروعات البنية الأساسية للاتصالات والأنظمة الإلكترونية بقيمة إجمالية بلغت ( 3.235.000.000 ) ريال.
وفي 11 / 6 / 1436هـ رعى خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبد العزيز “الفهد .. روح القيادة” التي نظمها أبناء وأحفاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. وافتتح – رعاه الله – في العشرين من نفس الشهر مشروع تطوير حي البجيري في الدرعية، الذي أنهت الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية ، موقعًا – أيده الله – على لوحة محفورة يحملها مجموعة من الأطفال. تلا ذلك رعايته – حفظه الله – حفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حيث دشن ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز الذي يقوم بتوحيد الأعمال الإنسانية والإغاثة التي تقدمها المملكة العربية السعودية. وفي الثالث من شهر شعبان 1436 هـ افتتح خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – في الرياض عددًا من المشروعات الطبية في وزارة الحرس الوطني شملت مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية والمختبر المركزي. كما قام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – رعاه الله – في الثاني عشر من الشهر نفسه بزيارة للمسجد الحرام في مكة المكرمة حيث توجه إلى داخل الكعبة المشرفة وصلى ركعتي السنة وتشرف بغسل جدار الكعبة المشرفة ثم تفقد المرحلة الثالثة لمشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف واطلع – حفظه الله – على مخططات ولوحات توضيحية تبين مراحل تنفيذ مشروع توسعة الحرم المكي وما تم إنجازه والعناصر المرتبطة به. وفي شهر رمضان المبارك رعى خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ في مكة المكرمة حفل وضع حجر الأساس لمشروع “خير مكة” الاستثماري الخيري العائد لجمعية الأطفال المعوقين، واطلع – أيده الله – في مقر إقامته بالمدينة المنورة على العرض الخاص لمشروعات توسعة الحرم النبوي والمنطقة المركزية وشاهد مجسمات ومخططات لمشروعات توسعة المسجد النبوي، ودرب السنة الذي يربط الحرم النبوي بمسجد قباء، وتوسعة مسجد قباء، إضافة إلى مشروع دار الهجرة وما تشتمل عليه تلك المشروعات من شبكة للنقل وتفريغ الحشود، ثم رعى – وفقه الله – حفل تسليم جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود التقديرية ومسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي الذي نظمته الأمانة العامة للجائزة في المدينة المنورة.
وزار خادم الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان 1436 هـ مسجد قباء في المدينة المنورة، مؤديًا ركعتي تحية المسجد خلال الزيارة. وافتتح – حفظه الله – مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد في المدينة المنورة الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 8 ملايين مسافر سنويًا في المرحلة الأولى سترتفع إلى 18 مليون مسافر سنويًا في المرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة من المخطط الرئيس فستوفر أكثر من ضعف السعة الاستيعابية للمطار لتتجاوز 40 مليون راكب سنويًا.
وشهد ذلك الشهر الكريم أيضًا تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – رعاه الله – خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في مكة المكرمة تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول، وتفضل خادم الحرمين الشريفين بضغط زر تدشين مشروع مبنى توسعة المسجد الحرام المكون من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 000 ر 320 متر مربع يستوعب 000 ر 300 مصل.
كما دشن – أيده الله – ساحات التوسعة التي تبلغ مسطحاتها 000 ر 175 متر مربع وتتسع لحوالي 000 ر 330 مصل، وأنفاق المشاة التي تضم خمسة أنفاق للمشاة لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول وخصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية. وفي شهر ربيع الآخر لعام 1437هـ رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في قصر اليمامة الاجتماع الثالث لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية في دورته التاسعة.
ودشن – حفظه الله – مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض. كما رعى انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني بالجنادرية، مكرمًا – حفظه الله – الشخصية السعودية للعام الأستاذ محمد بن عمر بن عقيل ، بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، إضافة للرعاة والداعمين للمهرجان. وافتتح خادم الحرمين الشريفين جناح جمهورية ألمانيا ضيف شرف المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وأجنحة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني المشاركة في فعاليات المهرجان، معبرًا عن سعادته بافتتاحه هذه المباني، وبما شاهده – رعاه الله – من جهود تبرز الحرص على إطلاع زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة من المواطنين والمقيمين على تراث وتاريخ المملكة، مشيدًا بما اشتملت عليه الأجنحة من عروض وأنشطة وفعاليات وماتقدمه من خدمات لزوار المهرجان. كما رعى – حفظه الله – حفل العرضة السعودية، التي تقام، ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة. وفي الـ 18 من شهر جمادى الأولى لعام 1437هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – المهرجان السنوي الكبير لسباق الخيل على كأس المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – لجياد الإنتاج، على ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية في الجنادرية.
وخلال شهر جمادى الآخرة من العام نفسه رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بميدان العرض العسكري بمدينة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية في حفر الباطن ، العرض العسكري المصاحب لتمرين “رعد الشمال”، بعد أن رعى – أيده الله – المناورة الختامية للتمرين. كما رعى – حفظه الله – بالرياض حفل جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2016م، مسلمًا الفائزين جوائزهم. وشهد شهر رجب من العام 1437 هـ رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المؤتمر الدولي الذي نظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل – رحمه الله – بعنوان : (سعود الأوطان). ورأس – حفظه الله – في قصر الدرعية بالرياض أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
كما رعى حفل مدارس الرياض، بتخريج طلاب الدفعة الـ41، وتكريم الطلاب المتفوقين والمتميزين، وذلك بمقر المدارس في مدينة الرياض، موجهًا كلمة خلال الحفل قال فيها: “أنا سعيد هذه الليلة أن أكون بينكم كأب، ولجميع أبنائنا أبناء هذه البلاد والمقيمين الذين تخرجوا هذه الليلة، إنه والحمد لله في بلادنا نفرح ونسر إذا رأينا أبناءنا والحمد لله على هذا المستوى من الرقي التعليمي. نحن في هذه البلاد آباء وأبناء لحمة واحدة، نفرح لبعضنا ونقدر نجاح بعضنا، والحمد لله أن بلادكم تتمتع بالتقدم في كل المجالات والتعليم كما ترونه الآن في المدارس والجامعات كانت سنين طويلة لا يجد الإنسان من يقرأ كتابه والآن الحمد لله أبناء بلادنا يتمتعون بالعلم والتعليم وفي كل مرافق الدولة من أبناء هذه البلاد. أنا حضوري هذه الليلة وإن كان كأب لـ راكان بن سلمان لكني أب لكم كلكم وأخ للآباء كلهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته “. وشهد الشهر نفسه تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للفائزين بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب في دورتها الثانية، وبجائزة ومنحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في دورتها السادسة لعامي 1436 / 1437هـ ، والمقدمتين من دارة الملك عبدالعزيز.
وفي الثامن من شهر شعبان رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها وذلك بمقر الجامعة في جدة، مخاطبًا المحتفلين بقوله: “يسعدني أن أكون معكم هذا اليوم في احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها ، هذه الجامعة التي تحمل اسم مؤسس هذه البلاد – رحمه الله – ، وهي التي أسهمت مع بقية الجامعات في بلادنا بدفع عجلة التنمية والنهوض بالمجتمع إلى آفاق أوسع وأرحب من التطور والرقي. أيها الإخوة والأخوات : إن بلادكم ولله الحمد قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا الأساس اهتمت بالعلم والعلماء إيماناً منها بأن هذا هو أساس التطور والرقي والسبيل إلى الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة ، وهذا الأمر هو محل اهتمامنا وحرصنا شخصياً ، ونتطلع إلى أن تستمر جامعاتنا في دعم خطط التنمية عبر تأهيل وتطوير القدرات البشرية ، وعبر الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة ، بما يتواكب مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أعلنا عنها مؤخرًا”.
وفي التاسع عشر من الشهر نفسه وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – دشن معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية الدكتور عادل بن زيد الطريفي، المبنى الجديد لـ”واس” في حي الصحافة شمال مدينة الرياض. وشهد الـ 22 من شهر شعبان رعاية خادم الحرمين الشريفين المباراة الختامية لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي 1437هـ التي أقيمت بمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بمحافظة جدة. وفي رمضان من العام 1437هـ وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى المدينة المنورة قادماً من محافظة جدة، حيث زار المسجد النبوي وأدى، وسمو ولي العهد، وأصحاب السمو الأمراء الصلاة في الروضة الشريفة. كما تشرف – رعاه الله – بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما. ثم تسلم هديتين عبارة عن نسخة نادرة من المصحف الشريف، وكتاب عن مكتبة المسجد النبوي الشريف. كما وصل بحفظ الله ورعايته إلى مكة المكرمة لقضاء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام. وبمناسبة عيد الفطر المبارك وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كلمة للمواطنين والمسلمين في كل مكان قال فيها: “إخواني المسلمين في كل مكان .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :ـ كل عام وأنتم بخير ، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال ، إنه سميع مجيب. أيها الإخوة: نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أعزنا بالدين الإسلامي الحنيف ، دين الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام ، كما نحمده تعالى الذي مكن قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي من المعتمرين والزوار من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة ، ومكننا من إتمام صيام شهر رمضان وقيامه ، ونحمده عز وجل الذي أكرمنا بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ، ونشكره أن أنعم علينا بعيد الفطر السعيد الذي هو مظهر من مظاهر التعاضد والتعاطف بين أبناء الأمة الإسلامية ، وتعبير عن وحدتهم وجمع كلمتهم باختلاف أماكنهم وألسنتهم ، فلله الحمد والمنة ، داعين الله عز وجل أن يكمل فرحنا بانقشاع غمامة فرقة الأمة الإسلامية ، وزوال محنها وآلامها. إخواني المسلمين : إن ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها ، وإن أكبر تحدٍ تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المظللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية ، والمملكة عاقدة العزم ـ بإذن الله ـ على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي ، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال ، ونحن في هذا نستهدي بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يعصم الدماء والأموال ، مستشعرين موقعنا في قلب العالم الإسلامي، وتشرفنا بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة ، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين . إخواني وأخواتي: أدعوكم جميعاً عشية يوم عيد الفطر السعيد للتفاؤل والأمل بمستقبل أفضل وغد مشرق، شاكرين المولى عز وجل على ما منّ به علينا من نعم ظاهرة وباطنة ، ونسأله أن يأخذ بأيدينا لما فيه خير أمتنا وصلاحها ، داعين الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم ، وأن يرحم جميع أموات المسلمين ، إنه سميع مجيب، وكل عام وأنتم بخير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وفي الـ 11 من شهر ذي الحجة أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في الديوان الملكي بقصر منى حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام. وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال حفل الاستقبال الكلمة التالية : الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) ، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل : ( من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه “). إخواني حجاج بيت الله الحرام ، إخواني المسلمين في كل مكان ، أيها الإخوة الحضور . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : في هذا اليوم يوم العيد الأكبر يوم النحر ، واقتداء بسنة نبينا محمد صلـى الله عليه وسلم يواصل حجاج بيت الله الحرام تأدية مناسكهم في أمن وطمأنينة تحيطهم رعاية الله وتوفيقه، والمملكة تعتز وتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ، وهو شرف خصها الله به ، وقد سخرت المملكة العربية السعودية كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم ، وتوفير كل السبل لتسهيل أدائهم لمناسكهم بكل يسر وطمأنينة ، ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذلك ، والمملكة ترفض رفضاً قاطعاً أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية ، فقد شرع الله الحج على المسلمين كافة دون تفرقة . إن الغلو والتطرف توجه مذموم شرعاً وعقلاً ، وهو حين يدب في جسد الأمة الإسلامية يفسد تلاحمها ومستقبلها وصورتها أمام العالم ، ولا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة وبوحدة المسلمين للقضاء على هذا الوباء. إخواني المسلمين : إن الإسلام هو دين السلام والعدل ، والإخاء والمحبة والإحسان ، وما يشهده العالم الإسلامي اليوم في بعض أجزائه من نزاعات ومآس وفرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل تلك النزاعات وإنهاء الصراعات ، والمملكة تؤكد حرصها الدائم على لم شمل المسلمين ومد يد العون لهم ، والعمل على دعم كل الجهود الخيرة والساعية لما فيه خير بلداننا الإسلامية . أيها الإخوة والأخوات حجاج بيت الله الحرام : نرحب بكم في مهبط الوحي المملكة العربية السعودية ضيوفاً أعزاء ، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يقبل منكم حجكم ويغفر ذنوبكم ، وأن يعيدكم إلى بلدانكم سالمين غانمين ، وأن يعيد علينا وعلى الأمة الإسلامية هذه المناسبة العظيمة وهي في عز وتمكين ، كما نسأله عز وجل أن يسود الأمن والاستقرار بلداننا والعالم أجمع ، إنه سميع مجيب ، وكل عام وأنتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وفي شهر الله المحرم من العام الجاري 1438هـ رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في قصر اليمامة الاجتماع الخامس لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية في دورته التاسعة. كما رأس ـ حفظه الله ـ في مكتبه بقصر اليمامة الاجتماع السادس والأربعين لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، مشيدًا في مستهل الاجتماع بدور الدارة في توثيق تاريخ الجزيرة العربية والاهتمام بمصادره المختلفة ضمن جهودها في خدمة التاريخ الوطني للمملكة العربية السعودية وما نفذته من برامج ومشروعات في هذا الجانب، وجهودها في دعم التعاون والاتفاقيات مع مراكز مماثلة في داخل المملكة وخارجها وفي شهر ربيع الأول من العام الجاري 1438 هـ استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في مكتبه بقصر اليمامة معالي وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون. وتم خلال الاستقبال، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وتسلم – حفظه الله – الرقم الأول من جميع فئات الإصدار السادس من العملة الورقية ونسخة من جميع فئات العملة المعدنية. ورعى خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – في الرياض ، حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها السادسة وبفروعها الثلاثة «شركاء التنمية» و«التميّز للمنظمات غير الربحية» و«التنافسية المسؤولة». وعلى المستوى الخارجي وضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين بالقضايا العربية وصل – حفظه الله – إلى مدينة شرم الشيخ يوم الثامن من شهر جمادى الآخرة 1436 هـ على رأس وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين. وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في كلمة ألقاها أمام القمة أن الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من البلدان العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في المنطقة العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية. وقال – حفظه الله – : “في اليمن الشقيق أدى التدخل الخارجي إلى تمكين الميليشيات الحوثية – وهي فئة محدودة – من الانقلاب على السلطة الشرعية ، واحتلال العاصمة صنعاء ، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف للحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره”، لافتًا الانتباه إلى أن المليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة واستمرارها في تعنتها ورفضها لتحذيرات الشرعية اليمنية ومجلس التعاون ومجلس الأمن وللمبادرات السلمية كافة، والمضي قدمًا في عدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتهديد أمن المنطقة؛ ولذا فقد جاءت استجابة الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في عاصفة الحزم لطلب فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق وشعبه العزيز وسلطته الشرعية وردع العدوان الحوثي الذي يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدًا للسلم والأمن الدولي ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
وأكد خادم الحرمين الشريفين أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية بغرض المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة، مؤملاً أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب. وقال – حفظه الله – في كلمته: “إن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، وموقف المملكة العربية السعودية يظل كما كان دائمًا، مستندًا إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة على أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأوضح أن الأزمة السورية مازالت تراوح مكانها ومع استمرارها تستمر معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب بنظام يقصف القرى والمدن بالطائرات والغازات السامة والبراميل المتفجرة ويرفض كل مساعي الحل السلمي الإقليمية والدولية، مشددًا – رعاه الله – على أن أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول، قائلاً: “لا نستطيع تصور مشاركة من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في تحديد مستقبل سوريا”.
في التاسع والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام 1437 هـ وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى القاهرة في زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية تلبية للدعوة الموجهة إليه من أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وعقد خادم الحرمين الشريفين وفخامة رئيس جمهورية مصر العربية، جلسة مباحثات ثنائية جرى خلالها استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وقلد الرئيس السيسي خادم الحرمين الشريفين قلادة النيل ارفع الأوسمة تقديرا له – حفظه الله – لما قدم من خدماته إنسانية جليلة. وأعلن خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة عن اتفاقه مع أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على إنشاء جسر بري يربط بين البلدين الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم. وأكد خادم الحرمين الشريفين أن هذه الخطوة التاريخية ، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية ، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى ، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة ، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم ، كما أن هذا الجسر سيشكل منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين ، ومعبراً أساسياً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح ، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة. بدوره اقترح فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إطلاق اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز على الجسر البري المزمع إنشاؤه ويربط بين المملكة ومصر. وزار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جامع الأزهر بجمهورية مصر العربية، وأدى فيه ركعتي تحية المسجد. كما اطلع – أيده الله – على صور تبين تصاميم وعناصر مشروع إعادة تأهيل جامع ومشيخة الأزهر الأثرية الذي بدأ العمل فيه بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – . واطلع على مجسمات للمشروع واستمع – حفظه الله – إلى شرح وافٍ عن مايضمه المشروع من مباني سكنية وتعليمية. بعد ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي تشمل مجمعات سكنية ومرافق خدمية وتعليمية لطلبة الأزهر، وقال خادم الحرمين الشريفين ” على بركة الله ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين في الأزهر، ونسأل الله عز وجل ، أن يوفقنا لخدمة الأزهر لأنه من مساجد الله التي يعبد فيها الله ويدرس فيها الإسلام ونرجو التوفيق إن شاء الله ، وندعمهم بكل ما يلزمهم إن شاء الله”. وشهد خادم الحرمين الشريفين وفخامة رئيس جمهورية مصر العربية توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في عدد من المجالات وإعلانين لمشروعين تم تأسيسهما. وتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال زيارته لمصر، شهادة الدكتوراة الفخرية الممنوحة له – حفظه الله – من جامعة القاهرة. وفي الرابع من شهر رجب لعام 1437هـ وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى أنقرة في مستهل زيارة لجمهورية تركيا تلبية للدعوة الموجهة له من فخامة الرئيس رجب طيب اردوغان. واستقبل فخامة رئيس جمهورية تركيا خادم الحرمين الشريفين وجرت مراسم منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسام ( الجمهورية ) وهو أعلى وسام في تركيا يمنح لقادة ورؤساء الدول. وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره على تكريمه بهذا الوسام وقال – حفظه الله -: وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره على تكريمه بهذا الوسام وقال – حفظه الله -: أود أن أعبر عن شكري وتقديري لتقلدي هذا الوسام الكبير الذي أعتبره ليس تكريماً لي فقط ولكن للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً. يسرني في البداية أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير للجمهورية التركية الشقيقة حكومة وشعباً بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان لاستضافتها القمة الإسلامية الثالثة عشرة وعلى حسن الاستقبال والتنظيم , ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية على ما بذلته من جهود مميزة خلال رئاسة مصر للدورة السابقة , والشكر موصول لمعالي الأمين العام للمنظمة , وكافة العاملين فيها على ما يبذلونه من جهود مميزة. الإخوة الكرام: إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية , وإنهاء الأزمة السورية وفقاً لمقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254 , ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية. وفي الشأن اليمني ندعم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216. أيها الإخوة: إن واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فساداً باسم الدين الذي هو منهم براء. وقد خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم تسعاً وثلاثين دولة لتنسيق كافة الجهود من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها. إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات , وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي. وفقنا الله جميعاً إلى كل ما نصبو إليه ونتطلع لبلوغه من التضامن والتعاضد لما فيه خير أمتنا وشعوبنا عملاً بقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الثالث والعشرين من شهر محرم لعام 1438 هـ وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله إلى دولة قطر لتقديم العزاء، في وفاة صاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني – رحمه الله-. وفي شهر ربيع الأول من العام الجاري قام خادم الحرمين الشريفين بجولة خليجية شملت دول الإمارات وقطر والبحرين والكويت، بدأها – حفظه الله – بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، شرف خلالها مأدبة العشاء الرسمية بمناسبة زيارته. كما شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ مهرجان زايد التراثي ، حيث كان في استقباله ـ رعاه الله ـ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وزار – حفظه الله -، أيضًا إمارة دبي وتجول بيت الشيخ سعيد آل مكتوم التاريخي، الذي يعد من أقدم المباني في إمارة دبي ، وتم بناؤه سنة 1896 م ، كما تجول في متحف ساروق الحديد واطلع على ما يحتويه من مقتنيات و قطع أثرية. وخلال زيارته – حفظه الله – دولة قطر شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفل العشاء الذي أقامه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في المنطقة التعليمية في الدوحة بحضور صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، حيث تلقى خادم الحرمين الشريفين هدية عبارة عن مجموعة من الخيل العربية الأصيلة قدمها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. واطلع خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على مجسم للمنطقة التعليمية بالدوحة، واستمع إلى شرح عن ما تضمّه المنطقة من مباني جامعية، وسكن للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى الخدمات المرافقة. وشرف – حفظه الله – أيضًا في قصر البحر بالدوحة مأدبة الغداء الخاصة التي أقامها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تكريماً للملك المفدى. ورأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفد المملكة في الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في مملكة البحرين. واستقبل – أيده الله – في مقر إقامته بمملكة البحرين صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان. وتم خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ خلال القمة الخليجية الكلمة التالية : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين. صاحب الجلالة الأخ العزيز الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة إخواني أصحاب السمو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : يسرني في مستهل هذه القمة أن أتقدم لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وحكومة وشعب مملكة البحرين الشقيقة بوافر التقدير وعظيم الامتنان على ما لقيناه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة ، متمنياً لأخي جلالة الملك حمد كل التوفيق والسداد خلال ترؤسه لأعمال هذه الدورة ، مبدياً ارتياحي لما قامت به الأجهزة المختصة في مجلسنا من عمل جادٍ خلال العام المنصرم وفق الآليات التي أقرها المجلس ، والتي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق ، ومن ضمنها قرار إنشاء هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية التي باشرت أعمالها مؤخراً تعزيزاً للعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية. إخواني الأعزاء : لا يخفى على الجميع ما تمر به منطقتنا من ظروف بالغة التعقيد ، وما تواجهه من أزمات تتطلب منا جميعاً العمل سوياً لمواجهتها والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم ، وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا ، والنماء والازدهار لدولنا وشعوبنا. إن الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض من بلداننا العربية ، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة ، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها. فبالنسبة للأوضاع في اليمن الشقيق ، ما زالت الجهود مستمرة لإنهاء الصراع الدائر هناك بما يحقق لليمن الأمن والاستقرار تحت قيادة حكومته الشرعية ، ووفقاً لمضامين المبادرة الخليجية ، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني ، وقرار مجلس الأمن رقم ( 2216 ) ، مشيدين بمساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة. وفي سوريا يؤلمنا جميعاً ما وصلت إليه تداعيات الأزمة هناك ، وما يعانيه الشعب السوري الشقيق من قتل وتشريد ، مما يحتم على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لايقاف نزيف الدم ، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار ، وحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية. إخواني الأعزاء : على الرغم مما حققه المجلس من إنجازات مهمة ، إلاّ أننا نتطلع إلى مستقبل أفضل يحقق فيه الإنسان الخليجي تطلعاته نحو مزيد من الرفاه والعيش الكريم ، ويعزز مسيرة المجلس في الساحتين الاقليمية والدولية من خلال سياسة خارجية فعالة تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة ، وتدعم السلام الإقليمي والدولي. وفي الختام أتمنى لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التوفيق والسداد خلال ترؤسه لأعمال هذه الدورة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد انتهاء أعمال قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – زيارة رسمية لمملكة البحرين الشقيقة، عقد خلالها – في قصر الصخير بمملكة البحرين، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين جلسة مباحثات رسمية. وجرى خلال الجلسة، استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، ومجالات التعاون الثنائي في مختلف المجالات. كما جرى بحث مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وتوجه خادم الحرمين الشريفين يصحبه جلالة ملك مملكة البحرين في موكب رسمي إلى قصر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين حيث شرف – رعاه الله – مأدبة الغداء التي أقيمت بهذه المناسبة. وقد اتفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على أن يتم إجراء دراسة لمشروع جسر الملك حمد موازياً لجسر الملك فهد ليربط مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بتمويل من القطاع الخاص.
واختتم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جولته الخليجية بزيارة إلى دولة الكويت، حيث استقبل – حفظه الله – في مقر إقامته هناك، سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت. كما استقبل سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت. واستقبل معالي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت. وجرى خلال الاستقبالات تبادل الأحاديث حول العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين. وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، في قصر بيان بالكويت جلسة مباحثات رسمية. وفي بداية الجلسة، قلد سمو أمير دولة الكويت، خادم الحرمين الشريفين، قلادة مبارك الكبير تقديراً للملك المفدى. بعد ذلك جرى خلال جلسة المباحثات الرسمية، استعراض العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين، وبحث اخر مستجدات الأوضاع في المنطقة. وشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مأدبة العشاء التي أقامها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت تكريمًا للملك المفدى. كما شرف – حفظه الله – الحفل الذي أقيم بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بمناسبة زيارته – حفظه الله – لدولة الكويت، حيث قدمت طفلتان، هديتين لخادم الحرمين الشريفين وسمو أمير دولة الكويت وسط مجموعة من الأطفال الذين اصطفوا للترحيب بالملك المفدى، فيما أدى طفل فقرة دعا خلالها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. و شاهد – حفظه الله – والجميع فيلماً وثائقياً بعنوان (العزم واحد) عن مسيرة تاريخ العلاقات السعودية الكويتية. وفي ختام زيارته شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بدار سلوى في الكويت مأدبة العشاء التي أقامها تكريما له – حفظه الله – صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. وفي الـ 23 من شهر صفر الماضي وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى المنطقة الشرقية قادماً من الرياض . وبعد أن شرف – حفظه الله – حفل الاستقبال بإمارة المنطقة الشرقية ألقى كلمة قال فيها: “لقد تبنينا رؤية المملكة 2030 التي تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ، والتي من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل ، ولابد من تظافر جهود المجتمع لإنجاحها ، وعلى الدوام أظهر المواطن السعودي استشعاراً كبيراً للمسؤولية ، وشكل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين ، وأفشل – بعد توفيق الله – الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته. إخواني وأبنائي : من هذه المنطقة التي يسرني دائماً وجودي معكم في ربوعها أشكركم من الأعماق على هذه الحفاوة البالغة ، وأدعو الله أن يديم على هذا الوطن أمنه ورخاءه ، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم ، وأن يمدنا بالعون والتوفيق لخدمة بلادنا الغالية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”. وفي الـ 26 من الشهر نفسه شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في قصر هجر بالأحساء حفل استقبال أهالي محافظة الأحساء، موجها لهم كلمة قال فيها: “أسعد اليوم بوجودي بين إخوتي وأبنائي في منطقة عزيزة وغالية على قلوبنا جميعاً , فلكم جميعاً مني الشكر والتقدير على مشاعركم الوطنية والتي تعكس عمق العلاقة بين المواطن وقيادته. أيها الأخوة الحضور : إن الأمن في الأوطان من أجل النعم, فلا تنمية ولا علم ولا حضارة بلا أمن, وينبغي الاستمرار في تكاتف الجهود للمحافظة على هذه النعمة والتوعية بأهميتها, وإننا على ثقة بقدرات المواطن السعودي, ونعقد عليه ـ بعد الله ـ آمالاً كبيرة في بناء وطنه, والشعور بالمسؤولية تجاهه”. وفي نفس اليوم رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، حفل تدشين ووضع حجر الأساس لعدد من مشروعات وزارة الإسكان بالمحافظة. ودشن – حفظه الله – في الـ 29 منه في مدينة الجبيل الصناعية ووضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الصناعية والتنموية في الهيئة الملكية وأرامكو السعودية والقطاع الخاص. كما دشن – حفظه الله – مشاريع التعدين في مدينة رأس الخير بالمنطقة الشرقية والبنية الأساسية التنموية. ودشن أيضًا في الثاني من شهر ربيع الأول الجاري عددا من المشروعات النفطية العملاقة لأرامكو السعودية ، و مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران . وتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – برفع ذراع التحكم ، لتتدفق الطاقة من معامل الوطن إيذانا بتدشينها حيث تبلغ قيمة المشروعات الإجمالية حوالي 160 مليار ريال، ومجموع طاقتها الإنتاجية حوالي 3 ملايين برميل مكافئ من النفط الخام والغاز يومياً. وافتتح – حفظه الله – معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” المقام في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي ، واستمع لشرح من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن المعرض الذي يقام في المملكة بعد محطاته السابقة في أربعة متاحف أوربية، وخمسة متاحف أمريكية، استقبل خلالها اكثر من ثلاثة ملايين زائر. وفي الـ 13 من هذا الشهر تسلم – حفظه الله – الرقم الأول من جميع فئات الإصدار السادس من العملة الورقية ونسخة من جميع فئات العملة المعدنية. وفي اليوم الذي يليه رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الرياض ، حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها السادسة وبفروعها الثلاثة «شركاء التنمية» و«التميّز للمنظمات غير الربحية» و«التنافسية المسؤولة».
تلا ذلك افتتاحه – حفظه الله – أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى وذلك بمقر المجلس في الرياض، ملقيًا الخطاب الملكي السنوي الذي جاء من ضمن مضامينه مايلي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، بفضل الله نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، سائلين الله سبحانه أن يوفقنا لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن، مقدراً للمجلس أعماله وجهوده المشكورة، ومتمنياً لكم في دورته الجديدة التوفيق والسداد . أيها الإخوة والأخوات : إن سياستنا الداخلية تقوم على ركائز أساسية تتمثل في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والرخاء في بلادنا، وتنويع مصادر الداخل، ورفع إنتاجية المجتمع لتحقيق التنمية بما يلبي احتياجات الحاضر ويحفظ حق الأجيال القادمة، وكما تعلمون فإن العالم يمر بتقلبات اقتصادية شديدة عانت منها معظم دول العالم وأدت إلى ضعف بالنمو، وانخفاض في أسعار النفط . أيها الإخوة والأخوات : في مجال السياسة الخارجية سنستمر بالأخذ بنهج التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي ، وتعزيز التفاعل مع الشعوب لترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك ،ونرى أن خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام ، وبما يفسح المجال لتحقيق التنمية . والجميع يدرك أن الدولة السعودية الأولى قامت منذ ما يقارب الثلاث مئة عام ، وتلتها الدولة السعودية الثانية ومن ثم قامت الدولة السعودية الثالثة منذ قرابة المائة عام على يد الملك المؤسس عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ، ومرت عليها ظروف صعبة وتهديدات كثيرة تخرج منها دائماً بحمد الله أكثر صلابة وأقوى إرادة بتوفيق الله وعونه ثم بعزم رجالها وإرادتهم الصلبة، ولعل الظروف التي أحاطت بالمملكة وشقيقاتها دول الخليج في العقود القريبة الماضية خير مثال على ذلك ، فقد استمرت فيها الحياة والنمو الاقتصادي على طبيعته . وهذه الظروف التي نمر بها حالياً ليست أصعب مما سبق وسنتجاوزها إلى مستقبل أفضل وغد مشرق ـ بإذن الله ـ ، أقول ذلك وكلي ثقة بالله ثم بأبناء هذا الوطن ، ولن نسمح لكائن من كان من التنظيمات الإرهابية أو من يقف وراءها أن يستغل أبناء شعبنا لتحقيق أهداف مشبوهة في بلادنا أو في العالمين العربي والإسلامي ، ورغم ما تمر به منطقتنا العربية من مآس وقتل وتهجير إلا أنني متفائل بغد أفضل ـ إن شاء الله ـ . وبالنسبة لليمن الشقيق فنحن في المملكة العربية السعودية نرى أن أمن اليمن الجار العزيز من أمن المملكة ، ولن نقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية ، أو ما يؤثر على الشرعية فيه ، أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها ، ونأمل نجاح مساعي الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي باليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم ( 2216 ) ، والمبادرة الخليجية ، ومخرجات الحوار الوطني اليمني . ثم وجه – حفظه الله – خطابا لأعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى قال فيه : بسم الله وعلى بركة الله وبعونه وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، سائلين الله العزيز القدير أن يوفقنا جميعا لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن . أيها الإخوة والأخوات : إن هذه المناسبة التي تجمعنا اليوم، وقد مضى أربعة وعشرون عاماً على هذا المجلس في تكوينه الحديث، لتؤكد مضي هذه الدولة في الأخذ بهذه الممارسة الشورية التي بدأها جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ امتثالاً لقول الله عز وجل (وأمرهم شورى بينهم ). لقد تبوأت المملكة العربية السعودية ـ ولله الحمد ـ مكانة اقتصادية عالية بين دول العالم، وسجلت حضوراً قوياً على الساحة الدولية الاقتصادية فأصبحت ضمن مجموعة العشرين التي تضم أكبر عشرين دولة اقتصادية، وتشهد المملكة ـ بفضل الله ـ نهضة اقتصادية واجتماعية هي نتاج للخطط التنموية الطموحة التي استطاعت أن تحقق أهدافاً كثيرة، ومكتسبات عديدة، والتوجه الآن يسير نحو التحول إلى تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد كلية على النفط سعياً لرسم مستقبل واعد للوطن، وذلك من أجل استمرار وتسريع وتيرة النهضة التنموية الشاملة في جميع القطاعات بالاستفادة من المقومات الاقتصادية والفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة، ومن أجل ذلك تبنينا ” رؤية المملكة 2030 ” التي تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وفق رؤية إصلاحية جديدة من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل لتكون قادرة ـ بإذن الله تعالى ـ على مواجهة التحديات وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال تنويع مصادر الدخل واستغلال الطاقات والثروات المتوافرة، والإمكانات المختلفة المتاحة لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين . أيها الإخوة والأخوات : لا يخفى عليكم ما يمر بالعالم من تقلبات اقتصادية شديدة عانت منها معظم الدول ، وأدت إلى ضعف بالنمو وانخفاض في أسعار النفط ، مما أثر على بلادنا ، وقد سعت الدولة إلى التعامل مع هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما تتطلع إلى تحقيقه من أهداف ، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات بعضها مؤلمة مرحلياً ، ورغم ذلك حافظ اقتصادنا – بفضل الله – على متانته وقوته وقد وجهنا بعدة إصلاحات اقتصادية ومالية وهيكلية شاملة، منها رفع كفاءة الإنفاق الرأسمالي ، ورفع كفاءة الإنفاق التشغيلي في الدولة ، والعمل على الاستفادة المثلى من الإيرادات وكذلك اتخاذ مجموعة من السياسات والإجراءات الرامية إلى تحقيق إصلاحات هيكلية واسعة في الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد فقط على البترول وإعطاء الأولوية للاستثمار في المشاريع والبرامج التنموية التي تخدم المواطن بشكل مباشر وذلك من أجل تقوية وضع المالية العامة وتعزيز استدامتها ومواصلة اعتماد المشاريع التنموية والخدمية الضرورية للنمو الاقتصادي بما يسهم في تفعيل دور القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي ، ومن جانب آخر تبذل المملكة جهوداً متواصلة لتحقيق الاستقرار في سوق النفط من خلال التعاون مع الدول المنتجة داخل وخارج الأوبك ولقد مر على بلادنا خلال العقود الثلاثة الماضية ظروف مماثلة اضطرت فيها الدولة لتقليص نفقاتها، واستطاعت بحمد الله تجاوز تلك الظروف باقتصاد قوي ونمو متزايد مستمر. أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى: إننا إذ نقدر ما يقوم به مجلس الشورى من جهود متميزة في إطار مسؤولياته ، فإننا نقدر كذلك مساهمته في بيان حقيقة مواقف المملكة تجاه مختلف القضايا من خلال إجراء الحوارات واللقاءات المتعددة مع البرلمانات الدولية المختلفة وفي الاتحادات والمنتديات البرلمانية الإقليمية والدولية، ومجلسكم الموقر عليه مسؤوليات عظيمة تجاه الوطن والمواطنين، وإنني أطالبكم جميعاً أن تضعوا مصالح الوطن والمواطنين نصب أعينكم دائماً، وإبداء المرئيات حيال ما تتضمنه تقارير الحكومة المعروضة على المجلس ، والتشاور مع المسؤولين، وعلى المسؤولين في الجهات كافة التعاون مع المجلس ، وتزويده بما يحتاجه من معلومات متمنياً لكم التوفيق في عملكم الذي نعقد عليه آمالاً كبيرة ونحن على يقين بأنكم إن شاء الله – أهل لذلك . في الختام ، أسأل المولى القدير لكم العون والتوفيق في دورتكم الجديدة ، وأدعو الله العلي العظيم أن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل مكروه ، وأن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة ويوفقنا لما يحبه ويرضاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وفي الـ 23 من شهر ربيع الأول الجاري أقر مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ، في قصر اليمامة بمدينة الرياض الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1438 / 1439 هـ . حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – كلمة لإخوانه وأبنائه المواطنين ، أعلن فيها الميزانية. وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها المواطنون والمواطنات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : بعون الله وتوفيقه ، نعلن هذا اليوم ميزانية السنة المالية القادمة 1438 / 1439 هـ ، التي تأتي في ظروف اقتصادية شديدة التقلب عانت منها معظم الدول ،وأدت إلى بطء النمو الاقتصادي العالمي ، وانخفاض في أسعار النفط ، مما أثر على بلادنا ، وقد سعت الدولة إلى التعامل مع هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما نتطلع إلى تحقيقه من أهداف . أيها الإخوة والأخوات : إن اقتصادنا ـ بفضل الله ـ متين ، ويملك القوة الكافية لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الحالية وهذا نتيجة ـ بعد توفيق الله ـ للسياسات المالية الحصيفة التي اتخذتها الدولة ، ونحن عاقدو العزم على تعزيز مقومات اقتصادنا الوطني ، حيث تبنينا” رؤية المملكة 2030 ” وبرامجها التنفيذية وفق رؤية إصلاحية شاملة من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل لتكون قادرة ـ بإذن الله تعالى ـ على مواجهة التحديات ، وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي ، إن رؤيتنا ليست فقط مجموعة من الطموحات ، بل هي برامج تنفيذية لنتمكن ـ بحول الله ـ من تحقيق أولوياتنا الوطنية وإتاحة الفرص للجميع من خلال تقوية وتطوير الشراكة مع القطاع الخاص ، وبناء منظومة قادرة على الإنجاز ، ورفع وتيرة التنسيق والتكامل بين الأجهزة الحكومية كافة ، ومواصلة الانضباط المالي ، وتعزيز الشفافية والنزاهة . وقد سعينا من خلال هذه الميزانية وبرامجها لرفع كفاءة الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي في الدولة، وتقوية وضع المالية العامة وتعزيز استدامتها ، وإعطاء الأولوية للمشاريع والبرامج التنموية والخدمية التي تخدم المواطن بشكل مباشر ، وتسهم في تفعيل دور القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي. ونحن متفائلون بقدرتنا على الإنجاز – بعون الله – ثم بدعم مواطني بلادنا الأوفياء لتحقيق الرفاه الاقتصادي المنشود. ونؤكد على الجميع الحرص على تنفيذ هذه الميزانية بكل دقة بما يحقق طموحاتنا في التنمية الشاملة والمتوازنة ، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. نسأل الله أن تكون ميزانية خير ونماء وبركة للوطن والمواطن . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وقد سطر خادم الحرمين الشريفين منذ توليه إمارة الرياض نجاحات كبيرة ستبقى شاهدة على حسن الأداء وغزارة العطاء في مجالات متعددة. فقد كان – حفظه الله – دائم التوجيه والتنبيه على رجال الأعمال في المملكة أن يضعوا الله – عز وجل – نصب أعينهم في كل تعاملاتهم استنادًا لما دأبت عليه بلاد الحرمين في شتى المجالات، ففي يومِ لقاءٍ جمعه ببعضهم في مقر الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة الرياض قال لهم – أيده الله – إنكم مسؤولون مسؤولية كبرى أمام الله قبل كل شيء ثم أمام مواطنيكم ووطنكم أنتم وزملائكم في الغرف التجارية الصناعية الأخرى ورجال الأعمال في كل المجالات، مضيفًا: “من أشاهده الآن أمامي من وزراء سابقين ونواب وزراء ووكلاء وزارات ومديري عموم في الدولة اكتسبوا الخبرة والتجربة من عملهم الرسمي وجاؤوا في عمل آخر لا يقل أهمية على الإطلاق عن عملهم الرسمي الحكومي، فواجب الدولة عليكم أو عليهم أدوه والآن يؤدون واجب آخر هو واجب الاقتصاد الوطني… الارتجال دائمًا أو القفز السريع ربما فيه بعض مكاسب ربما البعض حقق بعض مكاسب منه.. لكن الشيء المبنى على أسس ثابتة هذا هو ما نريده”.
ومن أوجه رعايته – رعاه الله – لمناشط الاقتصاد في المملكة افتتاحه لعديد المعارض والندوات والفعاليات الاقتصادية ونذكر منها افتتاحه معرض الصناعات الوطنية والكهرباء، الذي وصفه خادم الحرمين الشريفين بأنه تجسيد للصورة الحقيقية للصناعة السعودية. كما كان دائم المطالبة من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة أن تعطى فكرة كاملة عن الصناعات الوطنية حتى تصل لكل مواطني المملكة ويتعرفوا عليها ويستفيدوا منها أسوة بغيرها من المنتجات والصناعات. ونذكر أيضًا رعايته حفل جائزة الملك عبد العزيز للمصنع المثالي حيث يسلم – حفظه الله – الدروع والشهادات للمصانع الفائزة في مختلف القطاعات الصناعية، وكذلك افتتاحه الاجتماعات المشتركة للهيئات المالية العربية وتأكيده أن المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام مسيرة هذه الهيئات وتعمل بالتعاون مع أشقائها على ضمان استمرار جهودها في دعم التنمية الاقتصادية في الوطن العربي وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دوله. وقد كان خادم الحرمين الشريفين يؤمن أيما إيمان أن السعودة عامل مهم جدًا ومتطلب وطني وشعبي في المجال الاقتصادي الخاص ولذلك فالدولة رعاها الله توليها جل الاهتمام وتشجع رجال الأعمال على تنفيذها لما تعود به من نفع وفائدة للتاجر وللمواطن وللدولة. وحينما افتتح – حفظه الله – منتدى التنافسية الدولي شدد على أن الإصلاحات سوف تستمر بإذن الله وبالتزامن معها أعلن أن مشروعًا متكاملاً لإصلاح القضاء تم تبنيه بتخصيص سبعة مليارات ريال لإنجاحه وكذلك تم تبني مشروع متكامل آخر لا يقل أهمية وهو برنامج تطوير التعليم العام في المملكة وخصص له أكثر من ( 11 ) مليارا من الريالات . ولا شك في أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتطور الاقتصاد السعودي يجسد اهتمام الحكومة الرشيدة بتحقيق معادلة اقتصادية أسسها بيئة اقتصادية جاذبة ورؤوس أموال ناجعة ومواطن ينهل الفائدة، في سبيل تحقيق عيش رغيد على أرض الحرمين الشريفين. “من فضل الله ونعمه، أن نحتفل كل سنة، بأهل القرآن من حفظته، وتاليه، ومجوديه، ومفسريه”. “إن أكبر النعم من الله عز وجل، وهي كثيرة، أن نقرأ كتابه ونعمل به، وهذه البلاد، والحمد لله، دستورها كتاب الله”. هكذا يردد خادم الحرمين الشريفين في كل مرة يرعى فيها حفلاً لتكريم حفظة كتاب الله الكريم أو حينما يفتتح جامعًا أو مسجدًا في المملكة، تلك الرعايات والافتتاحات التي لازمت اسم سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا للرياض حتى بات خادمًا للبيتين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وملكًا لدولة هبط فيها الوحي وباتت قبلة للمسلمين في كل أرجاء المعمورة. يكفي ليعرف كل منا حجم اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالقرآن الكريم وأهله أن يخوض في معاني كلماته وهو يقول: “الحمد لله، ففي كل مدرسة، أو جامعة، أو مسجد، وفي كل منطقة، ومحافظة، وقرية، هناك من يعمل على تشجيع حفظ القرآن وتجويده وتفسيره، وهذه نعمة من الله… ديننا، والحمد لله، بما أنزله الله عز وجل، في كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أبان لنا مالنا وما علينا في آخرتنا ودنيانا؛ لذلك من أوجب الواجبات على الإنسان منا، أن يدرس دستور بلاده، القرآن الكريم، وأن يدرس السنة، التي تفسر القرآن، كما فعل الرسول، صلى الله عليه وسلم”. يرافق رعايته – أيده الله – للقرآن وأهله ما يقدمه من دعم معنوي، ومادي، لحفظة كتاب الله، حيث يأتي هنا على سبيل الذكر لا التعداد، تخصيصه مبلغ مليون ونصف المليون ريال لجائزته – حفظه الله – لأفضل حافظ وحافظة للقرآن الكريم، في مختلف مناطق المملكة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يؤكد في كل مرة أن اهتمامه بالقرآن الكريم وأهله؛ ينبع من اهتمام المسلم بدينه أولاً، ثم لما نهجته المملكة العربية السعودية، في رعايتها للإسلام والمسلمين، منوهًا بالدعم اللا محدود الذي يقدمه ملوك المملكة للجمعيات الخيرية. لم يكن خادم الحرمين الشريفين، يرى أن رعايته واهتمامه بالقرآن الكريم، وأهله، واجبًا وأمانة فقط، بل إنه عدّ رئاسته الفخرية لجمعية تحفيظ القرآن الكريم، ودعوته لرعاية أي نشاط أو حفل أو مسابقة للقرآن الكريم، بمثابة التشريف الذي لا يتوانى – حفظه الله – في تقلده وتلبية طلب مقيمه وراعيه؛ لذا نجده – أيده الله – يقول: “أي شرف أسمى وأكبر أن يحضر الإنسان في حفل تكريم حفظة كتاب الله الذي هو دستور هذه البلاد وما قامت عليه هذه الدولة”. ويدون التاريخ لخادم الحرمين الشريفين، نصيحته للشباب، حين حثهم على أن يكونوا قدوة لغيرهم من خلال تخلقهم بأخلاق القرآن الكريم، قائلاً: “حافظ القرآن لابد أن يكون قدوة فاعلة وأن يتخلق بأخلاق القرآن وبسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام حتى يكون نافعًا لدينه ووطنه ومجتمعه، وإن على أبنائي أن يتحصلوا على العلم النافع الذي يحميهم بعد الله تعالى من الانحراف, وأن يطبقوا مبدأ الوسطية التي حث عليها ديننا الحنيف بلا غلو ولا تفريط”. وارتبط اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – ارتباطًا وثيقًا ومتلازمًا بمنطقة الرياض على مدى سنوات طوال تبادلا خلالها العشق تطورًا وعطاءً، فلم يدخر – أيده الله – جهدًا في سبيل تطوير المنطقة التي تسارعت في نموها وتطورها حتى باتت من أجمل العواصم العربية. ولعل البنى التحتية للمدن تشكل دائمًا البذرة الأولى نحو مدن عامرة متعايشة وهو ما حرص عليه خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض وحتى وقتنا الحاضر. كما أن التطور العمراني بما يشمله من طرق ومساكن وغيرها، والتطور الخدمي في مختلف المجالات، يمثلان ركيزتان أساسيتان قامت عليهما أسس تطوير مدينة الرياض.
ذات يوم قال الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في رؤية تجسد بعد نظر ودراية ثاقبة: “كما نعلم فإن مدينة الرياض في نمو وتطور دائمين بفضل الله ثم بفضل الدعم السخي والرعاية الكريمة التي تحظى بها مختلف مناطق المملكة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وهذا يؤدي إلى تنامي الطلب على الوحدات السكنية مما يضاعف من مسؤوليتنا جميعًا في مواجهة هذا الوضع بحيث يكون تفاعلنا مع هذه القضية المهمة بالمستوى اللائق والفاعل، ولا شك فإن مجال الاستثمار في هذا الشأن هو مجال مربح جدًا والحمد لله الإمكانات الاستثمارية موجودة في هذه البلاد؛ لذلك أدعو جميع المستثمرين لمضاعفة جهودهم ولاشك أن الأمن والاستقرار الذي تتمتع به هذه البلاد والرعاية الكاملة من الدولة بهذا المجال يتيح الفرصة الكبيرة لهم”. لقد كان – حفظه الله – حريصًا كل الحرص على عقد الاجتماعات الدورية للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والخروج منها بكل ما يخدم المنطقة ويرفع من جاهزيتها لملاحقة التطور بين مثيلاتها في مختلف الدول، ومراجعة سير العمل في عدد من النشاطات والمشروعات التطويرية في المخطط الإستراتيجي الشامل لمدينة الرياض، كما كان – رعاه الله – راعيًا ومفتتحًا ومدشنًا للكثير من الفعاليات والمشروعات ذات الصلة بذلك. ومما يذكر من ذلك افتتاحه مبنى المقر الدائم للمعهد العربي لإنماء المدن بحي السفارات في الرياض إضافة لافتتاحه اجتماعات المعهد، وافتتاحه – سلمه الله – مشروع مقر الإدارة العامة للدفاع المدني بمنطقة الرياض ومركز الدفاع المدني بمنطقة قصر الحكم، إضافة لافتتاح الحملة التي نظمتها أمانة مدينة الرياض للمحافظة على البيئة الطبيعية والوظيفية لوادي حنيفة. في الخامس من شهر رجب لعام 1419هـ أعلن الملك سلمان حينما كان رئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أنه صدرت الموافقة السامية على اقتراح الهيئة بأن تتولى الهيئة الإشراف على تطوير مدينة الدرعية (عاصمة الدولة السعودية الأولى) مبينًا أنه بهذا المشروع ستكون الدرعية علاوة على أهميتها التاريخية والأثرية منطقة جذب ترفيهي لسكان مدينة الرياض، وهو ما بدأنا نراه منذ ذلك الحين وصولاً لافتتاحه – رعاه الله – لمشروع تطوير حي البجيري الذي بات يمثل رافدًا ترويحيًا وسياحيًا لسكان مدينة الرياض وزوراها. وشهدت الدرعية أيضًا إبان رئاسته – حفظه الله – للهيئة افتتاح جامع الإمام محمد بن سعود الذي أمر الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله – ببنائه على نفقته الخاصة. ولم يأنِ خادم الحرمين الشريفين ولو للحظة واحدة أن يسعى بكل جهده لتشجيع ورعاية التطور الاقتصادي لمدينة الرياض فقد كان – رعاه الله – يرى أن التطوير الاقتصادي في مدينة الرياض يعد أحد أبرز الجوانب التي تهتم بها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى جانب اهتماماتها الأساسية الأخرى كالعمرانية والاجتماعية والثقافية وحماية البيئة وانمائها. ومن بين المشاريع التي رعاها الملك سلمان وأشرف على سير العمل فيها حينما كان أميرًا للرياض ونراها الآن شاهدة على فترة ناجحة من العمل ، مركز النقل العام بمدينة الرياض وحديقة برج مياه الرياض (حديقة الوطن) ومتنزه سلام ومركزي الفيصلية والمملكة التجاريين إضافة للكثير من المشاريع الشبابية والرياضية والصحية والثقافية وغيرها. سئل خادم الحرمين الشريفين بينما كان أميرًا للرياض عن هاجسه في ظل التطور الذي تشهده مدينة الرياض فقال – حفظه الله -: “توفير الخدمات والطرق للمواطنين وطبعًا الأمن والعدل قبل كل شيء… لكن عندما نقول تطور فالواقع تطور حولي… تطور في الرجال الموجودين الآن وفي الكفاءات السعودية على مختلف التخصصات في نفس المكان الموجودين فيه الآن وهذا هو التطور فالمملكة ولله الحمد تطورت بأبنائها”. ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – جولات عدة في ربوع المملكة ومناطقها منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض، ومن ذلك نستذكر زيارته – حفظه الله – لمنطقة حائل في عام 1419هـ حيث استقبله صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة – آنذاك – بحفل كبير نظمه وأهالي المنطقة في مركز الأمير سلطان الحضاري للاحتفالات. ومن ضمن زياراته لمناطق المملكة ومدنها زيارته إلى مدينة أبها، راعيًا حفل توزيع جائزة أبها لعام 1419 /1420هـ على مسرح المفتاحة بمركز الملك فهد الثقافي حيث سلم – أيده الله – الفائزين البالغ عددهم 122 فائزًا جوائزهم في فروع الجائزة الأربعة.
وفي عام 1433هـ شرف خادم الحرمين الشريفين حينما كان وزيرًا للدفاع حفل العشاء الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة تكريمًا له، مرحبًا به – حفظه الله – بكلمات قال فيها الفيصل: “مرحبًا بسلمان صنو سلطان .. مرحبًا برمز الوفاء للإخوان .. مرحبًا برجل الآن .. بعد رجل الزمان .. أسماء ودلالات .. وأشقاء وإشارات .. ويجمع الماجدين في تاريخ الوطن وقفات .. وتتطابق حروفًا أربعة وينفرد واحد .. ويتعلق هناك سلطان .. ويتجلى هنا سلمان .. لله درك يا وطن يتسامق نخيل الوطن على أرضه .. وتتسابق صقور العز في سمائه .. نعتز فيك بكتاب الله وسنة رسوله .. وباحتضانك للرجال والرجولة .. فيك شعب لا يقبل دون الصدارة مكانًا .. ولا يرضى على ترابه خائنًا أو جبانًا”. فيما سطر خادم الحرمين الشريفين كلمات خص بها مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث قال: “إننا ولله الحمد شعب واحد ، وحدتنا كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأنتم في هذه المنطقة قلوب الناس وأبصارهم تتجه إليكم لبيت الله الحرام ، ولا شك أننا نعد كلنا مسئولين في هذه الناحية ، والحمد لله المعتمر والحاج والزائر يتمتع بالأمن والاطمئنان في هذه البلاد ، وهذا أتى من تعاون وتضامن حكام هذه البلاد مع مواطنيهم ، والحمد لله نرى الآن الأمن والاستقرار الذي زرعه آباؤنا وعلى رأسهم الملك عبد العزيز – رحمه الله – وأبنائه من بعده وجمعوا الشمل كله تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. وعندما أذكر دائمًا مكة والمدينة أقول هذه أكبر نعمة أنعمها الله علينا في هذا البلد الذي فيه أول بيت للناس ونزل فيه القرآن على نبي عربي في أرض عربية بلغة عربية والحمد لله كان هناك المهاجرون والأنصار وأصبح الجميع من أنصار هذه الدعوة ، والحمد لله بلادنا تعتز وتفتخر بهذا لكنها تدرك المسؤولية”. وتلت زيارته لمنطقة مكة المكرمة زيارة منطقة عسير حيث شرف – حفظه الله – حفل العشاء الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير تكريمًا لمقدمه ومرافقيه. وهناك باحت عسير مجددًا بولائها ووفائها الدائمين، من خلال كلمات لأميرها، قال فيهن: “هذه عسير الولاء والوفاء تأتي إليكم وقد لبست من الرجال ما يكسو الجبال… قد نثرت بالجمال في حضرة أمير الآمال… هذه عسير التي أتت إليك يا سيدي… مثلما كانت وفية ليوم الفاتح من جند أبيك… ومثلما كانت منذ عهدها القديم مع جدك الإمام الأول حين كانت عسير منذ ثلاثة قرون عنوان وحدة هذا الوطن ورمز التقاء السهل والجبل في مسيرة الولاء والخير والأمل. وإلى المدينة المنورة توجه سلمان بن عبد العزيز، سبقه لذلك سعادة غامرة أعرب عنها نيابة عن أهالي المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة آنذاك، حينما قال: “هذه الزيارة الميمونة لسلمان الوفاء والعطاء محل فخر واعتزاز وتقدير أبناء المنطقة جميعًا, من رجل يمثل منزلة عالية في نفوس الجميع… رجل دولة من طراز فريد وشخصية فذة تتمتع بروح قيادية تعززها خلفية إدارية وسعة اطلاع وحكمة أهلته لأن يمثل وطنه بصورة نموذجية في مختلف المحافل والمناسبات الإسلامية والعربية والدولية”. هذه الزيارات والجولات التي عددها التقرير وألمح لها ليست إلا قبس من نور ضمن زيارات وجولات خادم الحرمين الشريفين المتعددة لأرجاء مملكة السلام والأمن، لكن من القبس وضوئه تنعكس شدة الضوء ولمعانه، وهو الأمر غير المستغرب على قادة المملكة العربية السعودية الذين جعلوا من تواصلهم مع كل مناطق المملكة بابًا من أبواب الحكم الرشيد. أسوة بمثيلاتها من الدور والمؤسسات الثقافية في المملكة العربية السعودية، تحظى دارة الملك عبد العزيز باهتمام ورعاية كريمتين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لا سيما وهي في اسمها ومعناها تحمل اسمًا يفخر به كل سعودي وهو الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه -. ودأب الملك سلمان على رئاسة اجتماعات دارة الملك عبدالعزيز – بصفته رئيس مجلس إدارتها – والاهتمام بتطوير العمل بداخلها وتكثيف نشاطاتها ودعمه فعالياتها والمعارض والندوات والمؤتمرات التي تنظمها أو تشارك فيها، فقد كان – حفظه الله – يؤكد دائمًا أهمية مضاعفة الجهود في أعمال الدارة وبرامجها بوصفها مركزًا علميًا متخصصًا في حفظ الوثائق والمصادر التاريخية الوطنية وخدمة الباحثين والباحثات وإعداد البحوث والدراسات المتصلة بالمملكة والجزيرة العربية والعالم الإسلامي والعربي ودعوة المواطنين للاستفادة مما لدى الدارة والتعاون معها في كل ما من شأنه تحقيق خدمة تاريخ المملكة وتزويدها بما لديهم بما يخدم أهدافها. حينما رعى – أيده الله – حفل افتتاح ندوة (الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية) الذي نظمته الدارة وافتتح معرض النماذج من خرائط الجزيرة العربية القديمة التي رسمها الأوروبيون، دعا المراكز العلمية في جميع أنحاء المملكة سواء من جامعات أو مراكز دراسات أو نوادي علمية أو أدبية أو مؤسسات تعنى بالبحث العلمي إلى تكثيف الندوات العلمية في كل المجالات وفى مجال التاريخ بالذات، معللاً ذلك بقوله: “بلادنا كنز للتاريخ و كتب عنها الكثير لكننا يجب أن نمحص الكثير… ولله الحمد يتوفر في بلادنا الطاقات والخبرات العلمية التي بإمكانها أن تقوم بهذا الواجب”. ولتحقيق الانتشار الأمثل للدارة في مختلف مناطق المملكة ولتحقيق هدفها الأسمى في نشر تاريخ الملك عبد العزيز المبني على تأسيس الدولة السعودية على أسس الشريعة الإسلامية، لا يدخر الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود جهدًا في السعي لتأسيس فروع للدارة أو أجنحة خاصة لها في مختلف المناطق ومثال ذلك جناح الدارة الدائم والخاص بالملك عبد العزيز في متحف بريدة وغيره الكثير. ومن أوجه الاهتمام بتاريخ الملك عبد العزيز – رحمه الله – افتتاح خادم الحرمين الشريفين معرض (طبع على نفقة الملك عبد العزيز) حيث تسلم – حفظه الله – في حينه النسخة الأولى من كتاب (طباعة الكتب ووقفها عند الملك عبد العزيز)، الذي أصدرته الدارة بهذه المناسبة، وتدشين جائزة ومنحة تحمل اسمه – رعاه الله – لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، وافتتاح المبنى الجديد لمركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية في مقر دارة الملك عبد العزيز في الرياض، ورعاية انطلاقة الأعمال العلمية والبحثية لمشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين، التي أنجزتها دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في مكة المكرمة ومن ثم تدشينها، وافتتاح المعرض الخاص بحياة الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – الذي أعدته دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع جامعة أم القرى.
“إن العمل الإعلامي كأي شيء في الدنيا، إن استعمل في الخير نفع وإن استعمل للشر ضر”، هكذا يرسم خادم الحرمين الشريفين خارطة الطريق لكل إعلامي نحو إعلام صادق نزيه يريد به تحقيق أهداف الإعلام الحقيقية، وهكذا أيضًا نجد في سلمان بن عبد العزيز إعلامي نقي بدرجة رئيس تحرير. لقد قال – حفظه الله – عندما وصفه رئيس تحرير جريدة الرياض تركي السديري بأنه رئيس تحرير: “قال الأخ تركي إنني رئيس تحرير لكن ربما رئيس تحرير بعد النشر… أنا أجل وأحترم صحفيي بلادي وصحفيي دول الخليج و صحفيي الدول العربية بصفة عامة وأكن لهم كل احترام وفي نفس الوقت أشجعهم وألومهم… إن أحسنوا شجعت وإن اعتقدت أنهم أساؤوا لمت، لكنني والحمد لله أجد منهم دائمًا تجاوبًا لأن حسن النية موجود بيني وبينهم ولأن الثقة والحمد لله موجودة”. من هنا يبدو جليًا أن الإعلام وخادم الحرمين الشريفين صديقان صدوقان. ويقول خادم الحرمين الشريفين في كلمة له، بل في واحدة من محاضراته الإعلامية – إن صح التعبير -: “كان قبل في الرياض قبل الإعلام قبل الصحافة قبل التلفزيون، الساحة أو السوق اللي جنب قصر الحكم يمكن بعض كبار السن يتذكرها (ساحة الصفاة)… الصفاة لأنه فيها حجر يسمونها الصفاة… يحضرون الخبر، قالوا من يقوله، قالوا أخبار الصفاة… أخبار الصفاة مثل ما تقول الوكالات، فأنا أحذر من أخبار الصفاة وأقول يعني تأكدوا مما تنشرون ومما تقولون وفي نفس الوقت هذه نصيحة لكتابنا وصحفيينا أقولها كواحد محب لهم”. ورعى – أيده الله – الكثير من حفلات دور النشر والصحف والقنوات الفضائية وتوزيع جوائز المتميزين من الإعلاميين ودشن مشاريع إعلامية عدة، كان خلالها دائم التخاطب مع الإعلاميين بلغة إعلامية واضحة تنسجم مع تعاليم ديننا الحنيف، كما كان دائم التوجيه لما يرتقي بوظيفة الإعلام إلى إعلام هادف لا هاتف. ومن نظرته – أيده الله – أن العمل الإعلامي الناجح يجسد صورة حقيقة عن المملكة، نجده متابعًا لأي ترتيبات إعلامية تسبق مؤتمرات أو ندوات أو مناسبات متنوعة حيث يحرص على زيارة المراكز الإعلامية والالتقاء بمنسوبيها وحثهم على تقديم المزيد من الجهد والعمل لتسهيل مهمة الإعلاميين من ضيوف المملكة. “صديق الصحافة”… لقب يطلقه البعض على خادم الحرمين الشريفين، الذي يعلق على ذلك بقوله: “الصحافة كما تسمى مهنة المتاعب لكنني سأضيف فقرة أخرى فبعض الإخوان يسمونني صديق الصحافة لكن من هذا الواقع أقول إنها صداقة المتاعب فكما أن الصحافة مهنة المتاعب فهي أيضًا تجلب المتاعب لكن المتاعب مقبولة ومتحملة في سبيل المصلحة العامة التي هي رائد هذه الدولة ملكًا وولي عهد وحكومة وشعبًا”. ومن الطبيعي أن تتشرف أي مطبوعة بتقديم خادم الحرمين الشريفين، بحسه الإعلامي، لها من خلال كلمة يفتتح بها أحد إصداراتها، كما هو الحال عندما خط – حفظه الله – الكلمة التي قدمت للإصدار الحادي عشر لمجلة (اقتصادي الرياض)، مثمنًا في الكلمة اهتمام الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بمواصلة رصد الانجازات التنموية المتحققة في منطقة الرياض وتوثيقها بطريقة عملية منظمة وبشكل مبسط في كتاب (اقتصاد الرياض) مما يتيح للمهتمين وذوى الاختصاص متابعة حجم هذه الانجازات وتطويرها. ويمضي – أيده الله – في الكلمة قائلاً: “إن القطاع الخاص يعد ركيزة أساسية لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الرياض متعاونًا في ذلك مع إمارة منطقة الرياض والدوائر الحكومية القائمة ومدعمًا في مسيرته بالخدمات التي تقدمها له الغرفة التي تقوم برعاية مصالحه وتطويرها والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم التسهيلات اللازمة وتذليل أي عقبات أو مشكلات يواجهها أصحاب الأعمال”. ويقف خادم الحرمين الشريفين على مسافة واحدة مع صاحب الرأي والناقد سواء خالف – حفظه الله – ما كتبه أو وافقه، ويشدد على أن له أصدقاء كثر من أصحاب الكلمة لو اختلف معهم في الرأي تبقى الصداقة ويبقى الاحترام مادام الإنسان يقول الكلمة وهو مؤمن بها. وفي ذلك يحدد – أيده الله – معيار أمانة الكلمة ومدى إمكانية تحولها لخطر بالغ وذلك حينما تتحول إلى سلعة تباع وتشترى، ويقول: “عندما يعبر الإنسان عن رأيه وهو صادق فيه فيجب أن نحترمه وكذلك عندما يتضح للإنسان منا كبشر سواء الكاتب أو المتحدث أو المتلقي أنه أخطأ أو أنه لم يعرف الحقيقة فليس عيبًا عليه أن يقول أخطأت وأن يتراجع ويقول الحقيقة”. لا غرو أن برز اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ضمن أوائل من عرفوا بحملهم صنوان التقدير التكريم، حيث بات سلمان الخير والتقدير واحدًا ممن يسابقون “التكريم” الخطى ليكون بجوار اسمه – حفظه الله -. لقد عرف عن خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض حرصه وعنايته الشديدين لتكريم كل شخصية مبدعة بحق أي مجال يتصل بمملكتنا الحبيبة وكذلك تكريم وتقدير أي شخصية عالمية أو عربية تستحق ذلك. ولسنا هنا للتعداد بل التذكير ببعض تلك المواقف التي شهدت تكريمًا من لدن سلمان الخير لمن يستحقونه، فقد وجه – حفظه الله – بتسمية أحد شوارع العاصمة الرياض باسم الأمير فهد بن فيصل بن فرحان آل سعود – رحمه الله – وفاءً وتقديرًا لما قدمه الأمير فهد بن فيصل بن فرحان لمدينة الرياض إبان فترة عمله أمينًا لها. ومما يكتنزه – حفظه الله – طيب الكلام وحسنه مما يجعله بلسمًا للمجروح ودافعًا للطموح، ولقد وجه رسالة عزاء ذات يوم لصاحب السمو الأمير تركي بن عبد العزيز بن سليمان بن ثنيان آل سعود في وفاة والده، قال فيها خادم الحرمين الشريفين: “صاحب السمو الإبن/ تركي بن عبد العزيز بن سليمان بن ثنيان آل سعود: إنني إذ أعزيكم في وفاته فإنني أعزي نفسي في أخ وصديق عزيز عرفته قبل عمله في الدولة وبعد ذلك حينما كان مسئولاً عن الشؤون الاجتماعية في وزارة العمل ومسئولاً عن رعاية الشباب ثم أميناً لمدينة الرياض وبعد ذلك وكيلاً في وزارة الخارجية وأخيراً سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين لدى أسبانيا… لقد كان والدكم نعم الأخ والصديق والمسئول فقد كان له مساهمة كبيرة في تخطيط ونمو مدينة الرياض”.
وفي أبواب تكريم الشخصيات ذاع صيته – حفظه الله – فها نحن نراه راعيًا الحفل التكريمي الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز لتقليد الشيخ المربي عثمان بن ناصر الصالح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وحينها قال – أيده الله -: “لقد شرفني أخي العزيز أحمد بن عبد العزيز أن أكون معكم في هذه الليلة لتكريم رجل فاضل يستحق التكريم وإني هنا أتحدث باسم محبي عثمان الصالح الذي بذل الكثير والكثير في سبيل العلم والتعليم… نكرم الرجال الذين عملوا وأنتجوا ونرى إنتاجهم الآن من أبنائهم وطلبتهم السابقين في مناطق الدولة من أقصاها إلى أقصاها بل في مناطق الوطن، فنجد تلاميذ عثمان الصالح منهم من معنا الآن أو من هو في كل مكان في هذه البلاد”. كما رعى خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاح موقع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – على شبكة الانترنت، مرتجلاً كلمة قال فيها: “لقد كنت سعيدًا عندما دعاني الابن الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز لحضور هذا الحفل الذي يفتتح فيه على شبكة الانترنت موقع الشيخ عبد العزيز بن باز… فشيخنا ووالدنا يستحق منا كل تكريم وكل عناية لتراثه وما عمل لخدمة دينه والمسلمين أجمعين في هذه الدنيا الفانية، ولقد كان لي فرصة المعرفة بسماحته منذ كنت صغيرًا من قبل أن أتولى هذه المسئولية بحكم بعض العلاقات الخاصة ومنذ ذلك الوقت حتى وفاته كنت على اتصال دائم به في كل اللحظات وكل الأمور”. وبعد مرور 20 عامًا على تولي الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – مقاليد الحكم أقامت جامعة الملك سعود حفلاً رعاه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -، حيث تحدث في كلمته عن الملك فهد قائلاً: “من الرجال من يصنع التاريخ ليتباهى ذلك التاريخ شامخًا بما سطر على صفحاته من مكتسبات حضارية ومعجزات تاريخية يشهد بها الحاضر ويبنى عليها المستقبل آماله وتذكرها الأجيال وتتناقلها الشعوب متجددة في العطاء عظيمة في محافل العظماء، ولا شك أن الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود صنع التاريخ بما حققه من إنجازات حضارية فاقت كل التصورات في كل المجالات التعليمية والإدارية والصحية والصناعية والزراعية والاقتصادية أسهم في كل ذلك ما تم اتخاذه من قرارات طموحة وجريئة وهذا ليس بمستغرب عليه”. ويحظى القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية بدعم لا محدود وتسهيلات مميزة من حكومة خادم الحرمين الشريفين قل أن نجدها في دول أخرى، تحقيقًا لمبدأ إيجاد بيئة عمل جاذبة ومساعدة على النجاح، ودعمًا لالتحاق شباب الوطن من الجنسين وظيفيًا بركب مؤسسات وشركات القطاع الخاص. ولا يقف الدعم عند تقديم التسهيلات والحوافز وحسب، بل إننا نجد دعمًا يتصل بالمشاركة في افتتاح قطاعات تلك الشركات والمؤسسات والإسهام في معارضها وغير ذلك الكثير. وقد دأب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض على السير في هذا الاتجاه، إيمانًا منه – حفظه الله – بدور القطاع الخاص المهم في المملكة، فنجده يومًا راعيًا لحفل افتتاح مصنع ما ويوم آخر يضع حجر الأساس لإحدى الشركات ويوم ثالث يستقبل رجال الأعمال، ولا غرابة وهو – حفظه الله – الذي يبدي دائمًا سعادته حال توظيف أو تدريب الشباب السعودي في منشآت القطاع الخاص. وكان الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يقوم بجولات متفرقة ومتعددة الأهداف بين حين وآخر في عدد من المصانع الوطنية في المدينة الصناعية الثانية بالرياض. ومن بعض صور دعمه – أيده الله – للشركات والمؤسسات والمصانع رعايته حفل جائزة الملك عبد العزيز للمصنع المثالي لعام 1419هـ، رعايته حفل تكريم الفائزين بجائزة المراعي للإبداع العلمي، رعايته حفل افتتاح توسعة مجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير في المنطقة الصناعية الثانية بالرياض، رعايته حفل تكريم الفائزين بجائزة الأمير عبد الله الفيصل لنظافة البيئة بفرعيها الإعلام والناشئة التي ينظمها نادي الصافي لأصدقاء البيئة، رعايته حفل الافتتاح الرسمي لبنك البلاد، رعايته حفل افتتاح مصنع شركة اسمنت الرياض ومصنع شركة الاسمنت الأبيض السعودي بمركز نساح، ورعايته حفل افتتاح مبنى الإدارة الإقليمية للبنك الأهلي التجاري بالرياض، وغير ذلك الكثير والكثير من الرعاية والدعم اللامحدودين للقطاع الخاص ولرجالاته. لقد كان خادم الحرمين الشريفين يشدد في كلمات له في مناسبات عدة أن المملكة وهي تقدم الدعم للقطاع الخاص وتحرص عليه فإنها تعده عنصرًا أساسيًا في منظومة اقتصادها الوطني، ولذلك نجده – حفظه الله – ينوه بما يقدمه رجال الأعمال من جهود في مجال إنشاء الصناعات الوطنية، عادًا ذلك عملاً وطنيًا يضاف إلى الحق في بحثهم عن عمل ربحي. وكان أيضًا يشدد على أهمية إنشاء صناعة سعودية مستندة إلى أرض صلبة لكي يستفيد منها المواطن وتصدر لكل أنحاء العالم… “رأس المال الوطني والحمد لله وكما تشاهدون عندما تطرح أسهم شركات تجارية نرى تسابق المواطنين إضافة إلى أصحاب رؤوس الأموال لشراء الأسهم على ماذا يدل هذا .. يدل على تفاؤل كبير والحمد لله وهو في محله إن شاء الله… استقرار هذه البلاد ورغد العيش فيها إن شاء الله”. العلم والثقافة، صفتان حينما تجتمعان في إنسان، فاعلم أن البنان يشير إلى سلمان… ذلكم أن خادم الحرمين الشريفين عرف منذ صغره ناهلاً للعلم ومتسلحًا بالثقافة وصروفها، وبالتالي ليس غريبًا أن يكون راعيًا لكل ما يتصل بهما ومتابعًا وداعمًا. لنستلهم بعضًا من كل، في حديث له – أيده الله – حيث يقول: “لاشك أن التعليم في هذه البلاد هو من أسس التنمية ومن الأسس التي تعتمد الدولة عليها في بناء هذه الدولة الفتية… نحن في عصر تختلف فيه القيم وتتنافس فيه الشعوب ونحن والحمد لله دولة كرمها الله عز وجل بالإسلام وديننا الحنيف يطلب منا أن نتعلم ونعلم والحمد لله الذي كرم هذه البلاد ببيته ومسجد رسوله وجعل هذه الدولة دستورها كتاب الله وسنة رسوله”. حينما نبحر في قاع تلك الكلمات الملكية ندرك ما يأتي من مثيلاتها، حين يقول – حفظه الله -: “المملكة في بداية التعليم بصفة عامة استعانت برجال من كل البلدان العربية والإسلامية الشقيقة وابتعثت بعثاتها أيضًا للدول المتطورة في أوروبا وأمريكا وكل أنحاء العالم والدول العربية أيضًا ولذلك ليس عندنا حساسية أن نتعلم العلم في أي مكان”.
الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا للرياض وهو يرعى المناسبات الخاصة بالتعليم والثقافة من حفلات تخريج لطلاب في مراحلهم الأولى حتى افتتاح المؤتمرات الدولية ذات الصلة، كما أنه – أيده الله – يحرص أيما حرص على تشجيع رواد العلم والثقافة نحو الاستزادة في مجاليهما وذلك من خلال الكلمات التي كان – حفظه الله – يوجهها خلال تلك الرعايات. فحينما افتتح – رعاه الله – مشروع مباني مجمع الملك سعود التعليمي التابع لوزارة المعارف – آنذاك – قال إن العناية بالعلم من الروضة للجامعة هو محل اهتمام كبير من حكومة المملكة ولذلك ليس غريبًا أن يفتتح هذا المجمع في جامعة الملك سعود ويحمل اسم الملك سعود – رحمه الله – الذي عرف بدعمه اللامحدود للتعليم. ولدى رعايته لأحدى حفلات تخريج دارسي البرامج الإعدادية في معهد الإدارة العامة من حملة الشهادة الجامعية والثانوية شدد – أيده الله – على حاجة المملكة لكل أبنائها في كل المرافق وفى كل الأعمال وأن عناية الدولة بالتعليم بكل مستوياته تأتي من هذا المنطلق. كما شدد حين رعايته حفلاً للكلية التقنية على أن المملكة بحاجة أيضًا إلى المتدربين والتقنيين من أبنائها والمتعلمين بالعلوم الحديثة، مؤكدًا أن هناك حاجة ملحة لأولئك الأبناء في الأعمال الحكومية الرسمية في كل قطاعات الدولة وكذلك في القطاع الخاص. ويؤكد خادم الحرمين الشريفين في كل مرة يخاطب فيها ذوي العلم والثقافة أن المملكة العربية السعودية كما تقدم لهم ما يعينهم للنهل في علومهم فهي تنتظر منهم العطاء للسير بعجلة التنمية السعودية قدمًا، ولهذا فهو يعقد الآمال الكبرى عليهم في عملهم المستقبلي في أي مجال يتخصصون فيه. ويقف الوفاء احترامًا لشخصية الملك سلمان كلما منح – حفظه الله – الوفاء لأهله، وهو لذلك من المداومين، فنجده يتحدث عن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بكلمات فيها الكثير من إعطاء الحق لأهله… “عندما نذكر الدعوة… نذكر إمامنا وشيخنا محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – الذي كان له الفضل في القيام بهذه الدعوة ، ومن فضل الله – عز وجل – على هذه الدعوة وعلى إمامنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن يسر الله له محمد بن سعود ومن معه وقام بالدعوة وتحمل مسؤوليتها”. ومن صور الوفاء أيضًا وصفه – رعاه الله – لجامعة الملك سعود بالأولى التي كان لها جهودًا عظيمة متميزة في إمداد الوطن بالكفاءات والخبرات حتى بات أبناء الجامعة من كفاءات جل المرافق الحكومية والأهلية في المملكة. يرى – حفظه الله – أن التعليم الحكومي والأهلي يمضيان بجوار بعضهما لتحقيق الأهداف التي ترمي إليها الحكومة لخدمة العلم والمعرفة، وهو ما أكده الملك في كلمته خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التأسيسية لكلية الأمير سلطان بن عبد العزيز الأهلية. في عام 2000م شرف خادم الحرمين الشريفين الحفل الافتتاحي لبرامج ونشاطات اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م واطلع خلال الحفل على العديد من الأفكار والمقترحات التي تقدمت بها القطاعات والمؤسسات والشركات والجمعيات إضافة إلى ما سوف يتم انجازه من برامج داخل الملكة وخارجها، معربًا عن سعادته – حفظه الله – بما اطلع عليه، وأمنياته أن يكون الموسم ثقافيًا يقدم لشعوب العالم مقومات ثقافتنا الإسلامية والعربية ومنطلقاتها وتوجهاتها. وهناك، حيث الحفل، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز: “إننا بوصفنا عربًا مسلمين لا نرى في تيار الزمن المتدفق أرقامًا صماء أو محطات بكماء يتوقف الإنسان عندها يتأمل ويحتفل إنما الأيام والسنون عندنا يخلف بعضها بعضًا ((لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا)) تأخذ قيمتها مما يصنع الإنسان فيها من الخير الذي يحقق الهدف من استخلاف الله له في هذه الأرض”. وفي عام 1419هـ احتفت المملكة العربية السعودية بمناسبة مرور مئة عام منذ توحيدها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله -. ولا يكاد لفظ (المئوية) الذي سميت به تلك المناسبة يمر دون أن يبرز اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – حيث تقدم محبي الوطن عملاً في سبيل إنجاح المناسبة وظهورها بشكل يجسد معنى التلاحم بين القيادة والمواطن، وكيف لا تنجح هكذا مناسبة وقد كان رئيس اللجنة العليا للاحتفال بها هو “سلمان الوطن”. عاشت المملكة العربية السعودية في ذلك العام فصولاً متنوعة امتلأت جميعها بربيع أخضر امتزج بورود بيضاء وطرزها خادم الحرمين الشريفين بلمسات القائد المحب حتى بات عامًا للذكرى لن ينساه السعوديون بل سيظلون يفتخرون به أعوامًا وأعوام. وقد بدأ – حفظه الله – قبل المناسبة بفترة كافية بالقيام بجولات تفقدية واجتماعات تحضيرية وزيارات متعددة شملت المرافق التي خصصت للاحتفال بتلك المناسبة ومنها على سبيل المثال لا الحصر مركز الملك عبد العزيز التاريخي بمنطقة قصر المربع في مدينة الرياض الذي تزامن اكتماله مع مناسبة مرور مئة عام على توحيد المملكة.
وشملت زيارات وجولات خادم الحرمين الشريفين التفقدية زيارة آخرى لمشروع مركز الملك عبد العزيز التاريخي اطلع خلالها على سير مراحل كل عنصر من عناصر المشروع. ورأس – حفظه الله – اجتماع اللجنة العليا واللجنة التنظيمية للحفل الرسمي للمناسبة، جرى خلاله استعراض برنامج الحفل الرسمي الذي أقيم في يوم الخامس من شهر شوال من عام 1419هـ. وأكد خادم الحرمين الشريفين في كلمة خلال الاجتماع أن ما حققته المملكة من انجازات خلال تاريخها الحديث نابع من التعاون المثمر والصادق بين القيادة والشعب انطلاقًا من الخصوصية التي تميز بها تاريخ المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله -. وأضاف أن الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة يهدف إلى تأكيد المضامين التي قام عليها هذا التأسيس وما تحمله من تمسك بالعقيدة الإسلامية السمحة التي هي المنطلق نحو كل تطور تحققه المملكة، معربًا عن ارتياحه للجهود الحثيثة والمتواصلة التي يبذلها أعضاء اللجنة التحضيرية والأمانة العامة للاحتفال واللجان التابعة لها لإنجاز الأعمال والنشاطات المناطة بها وإجراء الاستعدادات اللازمة لهذه المناسبة وفي يوم الخامس من شهر شوال من عام 1419هـ أقام خادم الحرمين الشريفين حفل عشاء تكريمًا لأصحاب السمو الملكي والمعالي أمراء المناطق وأعضاء مجالس المناطق بالمملكة وأحفاد الرواد بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين من مدنيين وعسكريين. كما أقام – أيده الله – في اليوم السابع من الشهر نفسه حفل عشاء تكريمًا للمشاركين في مؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام الذي عقد بمناسبة مرور مئة عام على توحيد المملكة ورعى ختامه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بعد أن حضر الجلسة الختامية للمؤتمر. وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمة وجهها للمشاركين وحضور المؤتمر: “عشنا وإياكم هذه الأيام والليالي السعيدة المباركة في جو علمي جميل رائع وتوفيق من الله واضح فكانت جلسات مؤتمرنا هذا مؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام حافلة بالعلم العميق والبحث الرصين والمناقشات الهادفة والحوار البناء فالحمد لله على توفيقه ومنه وكرم… لقد تم التخطيط لمؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام ليكون مؤتمرًا علميًا وهيأ الله – سبحانه وتعالى – له أسباب النجاح فكان عالميًا بكثرة المشاركين وتنوع جنسياتهم وبلدانهم حيث تجاوزت ثلاثين جنسية من كل قارات العالم”. وشدد – حفظه الله – على أن تجربة المملكة العربية السعودية في الحكم والإدارة والجمع بين التمسك بالعقيدة والشريعة والمحافظة على الثوابت الإسلامية وبين الانفتاح المتوازن على الحضارات الحديثة والأخذ بوسائل التقدم والرقي تجربة رائدة ينبغي أن تدرس وتحلل وهذا ما قام به المؤتمر ووفق في إيضاح أسبابها ووسائلها. وقام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – بتكريم أعضاء لجان الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية بعدد من الأوشحة والأوسمة تقديرًا لهم على ما بذلوه في سبيل ظهور مناسبة المئوية بما تستحقه. وتنوعت الأوشحة والأوسمة ما بين وشاح الملك فيصل ووشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثانية. وحينما يأتي الحديث عن العمل الخيري والدعوي في المملكة العربية السعودية فلابد أن يكون الحديث أيضًا عن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ذلك أنه – حفظه الله – دأب في فترات طوال وما زال خادمًا للعمل الخيري والدعوي بصور شتى وعطاءات طوال تستحق الإشادة من الجميع بلا استثناء. ومع تعدد أوجه الخير التي تلمستها يداه – وفقه الله – نجد أن الكلمات تخجل من السرد بل وتتوارى إلى الإيجاز خجلاً من تلك الأوجه الخيرة وهربًا من التقصير في إعطاءها ما تستحق. ونفذت الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك بتوجيهاته – حفظه الله – كرئيس للهيئة، حملةً لتنشيط التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك بهدف تمويل البرامج والمشروعات التي تستهدف إعادة المشردين الذين انقطعت بهم السبل وإيوائهم وإعمار بيوت الله وترميمها وبناء المدارس وترميم الكليات والمعاهد الإسلامية وإنشاء دور الأيتام والعمل على كفالتهم وإعداد معلمين للتربية الإسلامية والمساعدة في كل ما من شأنه إعادة الحياة الطبيعية إلى مسلمي البوسنة والهرسك. ويقف مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري شاهدًا على بذل خادم الحرمين الشريفين في هذا المجال منذ أن أعلن – أيده الله – بدء انطلاق حملة جمع التبرعات للمشروع وأن الخطة الإستراتيجية له تقضي ببناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية متكاملة على مدى عشر سنوات. ورعى الملك سلمان منذ أن كان أميرًا للرياض العديد من الفعاليات والمناشط الدعوية والخيرية كما قام بزيارات للعديد منها ومن ذلك رئاسته لاجتماع مجلس إدارة جمعية البر وزيارة مركز الملك سلمان الاجتماعي في الرياض ورئاسته لاجتماعات مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض ورعايته الحفل الخيري المشترك لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي ومؤسسة الحرمين الخيرية ورعايته حفل افتتاح المقر الجديد لمبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومركز الأمير سلمان الخيري لأمراض الكلى ورعايته الحفل الخيري المشترك الرابع لدعم العمل الإغاثي والدعوي في الداخل والخارج ورعايته أعمال الملتقى الثالث لمشاريع ولجان الزواج بالمملكة الذي ينظمه مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج ورعايته الحفل السنوي الأول لفروع الشئون الاجتماعية في منطقة الرياض ولحفل إطلاق مشروع (وقف الأم التنموي) الذي تنظمه جمعية النهضة النسائية الخيرية بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية ورعايته أيضًا للحفل السنوي الأول لمؤسسة الدعوة الخيرية وتشريفه احتفال جمعية الأطفال المعوقين بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها وحفل الزواج الجماعي الأول بالرياض ضمن مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج.
وتبرز عدة كلمات لخادم الحرمين الشريفين خلال تلك الرعايات والزيارات والمناشط تجسد حرصه وتطلعه – حفظه الله – على المضي بالعمل الخيري نحو المنهجية المحددة والمحاطة بأسس دينية مبنية على أسس الشريعة السمحاء. فنجده – أيده الله – يقول ذات اجتماع: “نحن مجتمع متعاون متكاتف لا يستغرب علينا الحقيقة أن يكون فيه تعاون وتكاتف وأن يكون فيه جمعيات تهدف للخير بكل فروعه في هذه البلاد لأن هذه طبيعتنا أساسًا”. ويقول في مناسبة أخرى: “أنا لا أحب في حال من الأحوال أو في يوم من الأيام أن أحرج أحدًا بالتبرع أو المواجهة بالتبرع وأرفض كثيرًا من المرات من بعض الإخوان لما يطلبون مني أن أدعو الناس للتبرع بالاسم لأنه ربما بعد ما سمحت ظروفه أو كذلك نتركه لأريحيته ولتفكيره”. ويؤكد في احتفال أن المأمول إن شاء الله هو التعاون على البر والخير كما هي عادة المجتمع السعودي، مضيفًا: “أشكر الله عز وجل وأقول إن مجتمعنا والحمد لله مجتمع بر وخير وفيه الكثير ممن يعمل للخير وأصحاب الأموال عندنا أشكرهم أيضًا على تعاونهم معنا في كل المجالات وفي كل أعمال الخير وتجاوبهم موجود والخير موجود والحمد الله… أبشروا بالخير ما دمتم تعملون للخير… مجتمعنا المسلم مجتمع متراحم مجتمع تسوده المحبة والمودة مجتمع فرض الله الزكاة فيه على الأغنياء مواساة لإخوانهم الفقراء وجعل هذا ركنًا من أركان الإسلام وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ألا وهي الزكاة المفروضة وشرعت صدقة التطوع المتنوعة لتكمل للمسلم ما عسى أن يكون أخل به في حساب ماله الواجب إخراجه”. وتحظى العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية بمختلف دول العالم بروابط وثيقة ترتكز على وثائق الدين والجيرة والمصالح المشتركة وتقوم على أسس الصداقة والتعاون، ومن هذا المنطلق كانت سياسة المملكة تقوم في هذا الشأن على قيام أهل الحنكة والسياسة من القادة وأصحاب السمو الملكي والمعالي والوزراء والخبراء بدورهم في تعزيز تلك العلاقات. وقد برز منذ بدء تكوين علاقات المملكة مع مختلف الدول اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – مبادرًا وراعيًا وموطدًا ومؤسسًا لكثير من علاقات المملكة الخارجية. وتعددت لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض مرورًا بوزارته للدفاع وولايته للعهد، بتنوع العلاقات بين المملكة والدول الأخرى سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو في شئون أخرى. وتناغمًا مع العلاقات المميزة التي تربط المملكة بالدول الإسلامية أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك، في ذلك الوقت، أنه تقديرًا وعرفانًا للدور التاريخي الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – لدعم قضية مسلمي البوسنة والهرسك ونصرتهم لتجاوز ما يمرون به من ضيق فقد تمت تسمية مشروع الجامع الكبير في سراييفو باسم (مركز وجامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد الثقافي). وكان – حفظه الله – من أوائل الساعين في تأدية الواجب تجاه من تربطهم علاقات بالمملكة سواء كان ذلك الواجب في إطار فرح أو حزن، فقد كان يقوم بزيارة عدة لتقديم واجب العزاء لعديد من الدول، كما كان يشارك في العديد من مناسبات الأيام الوطنية لدول آخرى. وحول اضطلاع المملكة بدور مميز في خدمة العمل الإنساني وأعمال الخير تجاه الأشقاء والأصدقاء في مختلف دول العالم فقد بذلت المملكة على المستويين الرسمي والشعبي جهودًا كبيرة في إطار ما تمليه العقيدة الإسلامية السمحة من واجب التخفيف من معاناة الدول والشعوب عبر تقديم أنواع من المساعدات والإسهامات المادية والمعنوية ما جعل بلاد الحرمين الشريفين بفضل الله موضع الثقة من الجميع ورائدة في العمل الإسلامي والإنساني والخيري على مستوى العالم أجمع. وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – بنشاطات بارزة ومثمرة في تلك المجالات حيث تولى رئاسة العديد من الهيئات واللجان المحلية في منطقة الرياض وعدد من الهيئات واللجان على مستوى المملكة. كما قام بجهود بارزة في مجال التعريف بالمملكة على المستوى الخارجي ورئاسة الأنشطة التي تتولى التعريف بالإنجازات الحضارية التي حققتها المملكة وما تقدمه من خدمات ورعاية للإسلام والمسلمين في دول العالم. واستضافت الرياض خلال عهد خادم الحرمين الشريفين اجتماعات قادة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في قمتهم الرابعة بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. ورحب المجتمعون بالحوار والتعاون القائم بين الإقليمين لتطوير شراكة إستراتيجية قائمة على المصلحة والاحترام المتبادل . وبعد التأكيد على إدراك الجميع بالدور المهم الذي تقوم به التكتلات والتجمعات الإقليمية وإيمانا بحق الشعوب بالعيش في عالم مستقر ومزدهر خال من مخاطر الإرهاب والإسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ، فقد تم التأكيد على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الرامية لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود سنة 1967 م والتأكيد على ضرورة التواصل إلى حل سلمي للأزمة السورية وفقا لما جاء في بيان جنيف ” 1 ” و ” مؤتمر فينا ” وضرورة وأهمية إيجاد حل للأزمة اليمنية عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216 ودعم عملية الحوار السياسي الجارية في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة. وأعرب المجتمعون عن رفضهم لأي تدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية من قبل قوى خارجية انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ حسن الجوار وشددوا على أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال الدول وسلامتها الإقليمية وحل النزاعات بالطرق السلمية . ودعوا إيران للتجاوب مع طلب دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث ( طنب الكبر – طنب الصغر – أبوموسى ) يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي . وأعربوا في ختام اجتماعهم عن عميق الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ رئيس القمة قد ألقى كلمة خلال افتتاح القمة قال فيها: “إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية ، ونشيد بالمواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية ، وبخاصة القضية الفلسطينية ، كما أننا ننظر بالتقدير إلى ما حققته القمم الثلاث السابقة ، ونتطلع إلى تنسيق مواقفنا تجاه القضايا المطروحة على الساحة الدولية ، ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار. أيها الحضور الكرام : إن فرص تطوير العلاقات الاقتصادية بين دولنا واعدة ، ومبشرة بما يحقق نماء وازدهار أوطاننا ، ويدفعنا لتذليل العقبات والمعوقات وتشجيع ودعم تدفق الاستثمارات ، وتبادل الخبرات ، ونقل التقنية وتوطينها ، والتعاون في المجالات كافة. مشيداً بالنمو الجيد في معدلات التبادل التجاري وحجم الاستثمارات البينية منذ انعقاد قمتنا الأولى في برازيليا عام 2005م ، ولا زالت الآمال معقودة لتحقيق المزيد في هذا المجال ، ولهذا فإننا ندعو إلى تأسيس مجالس لرجال الأعمال ، والنظر في توقيع اتفاقيات للتجارة الحرة ، وتجنب الازدواج الضريبي ، وتشجيع وحماية الاستثمارات بين دول الإقليمين التي ستوفر إطاراً تنظيمياً وقانونياً لتعزيز تدفقات التجارة بينها”. كما استضاف الرياض اجتماعات الدورة الـ 36 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث خاطب خادم الحرمين الشريفين القمة قائلاً: “يطيب لي أن أرحب بكم في بلدكم الثاني ، متمنياً لكم طيب الإقامة ، وداعياً المولى عز وجل أن يكلل جهودنا بالسداد والتوفيق ، ومعبراً عن بالغ الشكر والتقدير لصاحب السمو الأخ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة ، على ما بذله من جهود موفقة خلال رئاسته للمجلس الأعلى في دورته السابقة ، لتعزيز المسيرة المباركة لمجلس التعاون. إخواني الأعزاء مع ما تنعم به دولنا ولله الحمد من أمن واستقرار وازدهار ، فإن منطقتنا تمر بظروف وتحديات وأطماع بالغة التعقيد ، تستدعي منا التكاتف والعمل معاً للاستمرار في تحصين دولنا من الأخطار الخارجية ، ومد يد العون لأشقائنا لاستعادة أمنهم واستقرارهم. ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من تحديات وحل قضاياها ، وفي مقدمة ذلك قضية فلسطين واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وبالنسبة لليمن فإن دول التحالف حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق تحت قيادة حكومته الشرعية ، ونحن في دول المجلس ندعم الحل السلمي ، ليتمكن اليمن العزيز من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية. وفي الشأن السوري تستضيف المملكة المعارضة السورية دعماً منها لإيجاد حل سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية ووفقاً لمقررات ( جنيف 1 ) . إن على دول العالم أجمع مسؤولية مشتركة في محاربة التطرف والإرهاب والقضاء عليه أياً كان مصدره ، ولقد بذلت المملكة الكثير في سبيل ذلك ، وستستمر في جهودها بالتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة بهذا الشأن ، مؤكدين أن الإرهاب لا دين له وأن ديننا الحنيف يرفضه ويمقته فهو دين الوسطية والاعتدال. إخواني الأعزاء يأتي لقاؤنا اليوم بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً من عمر مجلس التعاون ، وهو وقت مناسب لتقييم الإنجازات ، والتطلع إلى المستقبل ، ومع ما حققه المجلس ، فإن مواطنينا يتطلعون إلى إنجازات أكثر تمس حياتهم اليومية ، وترقى إلى مستوى طموحاتهم. وتحقيقاً لذلك فإننا على ثقة أننا سنبذل جميعاً – بحول الله – قصارى الجهد للعمل لتحقيق نتائج ملموسة لتعزيز مسيرة التعاون والترابط بين دولنا ، ورفعة مكانة المجلس الدولية ، وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية تعزز رفاه المواطنين ، والعمل وفق سياسية خارجية فاعلة تجنب دولنا الصراعات الإقليمية ، وتساعد على استعادة الأمن والاستقرار لدول الجوار ، واستكمال ما بدأناه من بناء منظومة دفاعية وأمنية مشتركة ، بما يحمي مصالح دولنا وشعوبنا ومكتسباتها”.
وفي شهر صفر من هذا العام استقبل فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا، بمقر إقامة فخامته في انطاليا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – رئيس وفد المملكة لقمة مجموعة العشرين. وجرى خلال الاستقبال بحث عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، وكذلك العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وعدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك. وفي كلمته أمام القمة قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: “إنهُ لمِنَ المؤسفِ أن لا يُشارِكنا اليوم فخامةَ الرئيسِ الصديقِ فرانسوا هولاند بسببِ الأحداثِ والتفجيراتِ الإرهابيةِ المؤلمةِ التي وقعت في باريس. وإنّنا إذْ نُقدمُ تعازينا لأسرِ الضحايا وللشعبِ الفرنسي لنشجبُ ونُدينُ بقوةٍ هذه الأعمال الإجراميةَ البشعةَ التي لا يُقِرها دينٌ والإسلامُ مِنها براء. ونؤكدُ على ضرورةِ مُضاعفةِ المُجتمعِ الدولي لجهودهِ لاجتثاثِ هذه الآفةِ الخطيرةِ ولتخليصِ العالمِ مِن شُرورها التي تُهدِدُ السِلمَ والأمنَ العالميينِ وتُعيقُ جهودنا في تعزيزِ النموِ الاقتصادي العالميِ واستدامته فالحربُ على الإرهابِ مسؤوليةُ المجتمعِ الدوليِ بأسرهِ وهوَ داءٌ عالميٌ لا جنسيةَ لهُ ولا دين وتجِبُ مُحاربتهُ ومُحاربةَ تمويلهِ وتقويةُ التعاونِ الدوليِ في ذلك”. وأضاف – رعاه الله – : “لَقدْ عانينا في المملكةِ مِن الإرهابِ، وحرِصنا ولازِلنا على مُحاربتهُ بكُلِ صرامةٍ وحزمٍ، والتصدي لمنطلقاتهِ الفكريةِ خاصةً تلكَ التي تتخذُ مِن تعاليمِ الإسلامِ مبرراً لها، والإسلامُ منها بريءٌ ولا يخفى على كُلِ مُنصفٍ أنَّ الوسطيةَ والسماحةَ هي منهجُ الإسلام ونتعاونُ بكلِ قوةٍ معَ المجتمعِ الدولي لمواجهةِ ظاهرةِ الإرهابِ أمنياً وفكرياً وقانونياً، واقترحت المملكةُ إنشاءَ المركزِ الدولي لمُكافحةِ الإرهابِ تحتَ مِظلةِ الأممِ المتحدةِ وتبرعت له بمئةٍ وعشرةِ ملايينِ دولار وندعو الدولَ الأخرى للإسهامِ فيهِ ودعمِه لجعلهِ مركزاً دولياً لتبادُلِ المعلوماتِ وأبحاثِ الإرهابِ”. وطالب خادم الحرمين الشريفين المجتمعِ الدولي العَمل على إيجادِ حلٍ عاجلِ للأزمة السورية وفقاً لمقررات جنيف (1). وفيما يتعلقُ بمُشكِلةِ اللاجئينَ السوريين قال – حفظه الله- : “لا يخفى على الجميعِ أنها نتاجٌ لمشكلةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ هي الأزمةُ السورية ونُثمنُ الجهودَ الدوليةَ وخاصةً جهودَ دولِ الجوارِ والدولَ الأخرى في تخفيفِ آلامِ المهاجرينِ السوريينِ ومعاناتهم، ومن المؤكدِ أنَّ معالجة المشكلة جذرياً تتطلبُ إيجادَ حلٍ سلمي للأزمةِ السوريةِ والوقوفَ مع حقِ الشعبِ السوري في العيشِ الكريمِ في وطنهِ فمعاناةُ هذا الشعب تتفاقمُ بتراخي المجتمعِ الدولي لإيجادِ هذا الحل. وقد أسهمنا في دعمِ الجهودِ الدوليةِ لتخفيفِ معاناةِ الأشقاءِ السوريينَ، كما عاملنا الأخوةَ السوريين في المملكةِ بما يفوقُ ما نصت عليهِ الأنظمةُ الدوليةُ المتعلقةُ بحقوقِ اللاجئينَ والمهاجرينَ والمغتربينَ”. وفيما يتعلقُ بالوضعِ في اليمنِ أكد – أيده الله – أنّ المملكةَ ودول التحالف حريصةٌ على إيجادِ حلِ سياسي وفقَ قرارِ مجلسٍ الأمن رقم (2216) كما أنها حريصةٌ على توفيرِ كافةِ المساعداتِ والإغاثةِ الإنسانيةِ للشعبِ اليمني الشقيق. وقال إننا أمامَ فرصةٍ مواتيةٍ للتعاونِ وحشدِ المبادراتِ للتوصلِ إلى حلولٍ عالميةٍ حقيقيةٍ للتحدياتِ المُلحةِ التي تواجهنا سواءً في مكافحةِ الإرهابِ أو مشكلةِ اللاجئينَ أو في تعزيزِ الثقةِ في الاقتصادِ العالمي ونُموهِ واستدامتهِ ونحنُ على ثقةٍ من خلالِ التعاونِ بيننا في أنّنا نستطيعُ تحقيقَ ذلك. وقد عقد خادم الحرمين الشريفين رئيس وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين عددًا من الاجتماعات واللقاءات مع كل من: دولة مستشارة ألمانيا الاتحادية انجيلا ميركل، ودولة رئيس وزراء جمهورية تركيا البروفيسور أحمد داوود أوغلو، وفخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، ومعالي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، ودولة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا موري، ودولة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ودولة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وبحث – حفظه الله – معهم العلاقات الثنائية بين المملكة ودولهم، وعدد من الأمور ذات العلاقة.
وتعد موافقة مجلس الوزراء على رؤية المملكة العربية السعودية 2030 أبرز أحداث العام المنصرم حيث خصص المجلس جلسته التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ للنظر في مشروع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الصادر في شأنه قرار مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وما تضمنه خطاب صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في شأن مشروع الرؤية. وقد قرر المجلس حيال ذلك الموافقة على رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وقيام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بوضع الآليات والترتيبات اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية ومتابعة ذلك وقيام الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى – كل فيما يخصه – باتخاذ ما يلزم لتنفيذ هذه الرؤية، وفقاً للآليات والترتيبات المشار إليها. وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه – كلمة بعد الموافقة على رؤية 2030، جاء فيها: “لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته ومن هذا المنطلق؛ وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا – بعون من الله وتوفيقه – أنموذجاً للعالم على جميع المستويات، وقد اطلعنا على رؤية المملكة العربية السعودية التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ووافق عليها مجلس الوزراء، شاكرين للمجلس ما بذله من جهد بهذا الخصوص، آملين من أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معاً لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، سائلين الله العون والتوفيق والسداد، وأن تكون رؤية خير وبركة تحقق التقدم والازدهار لوطننا الغالي”. وفي غرة رمضان من عام 1437هـ أعلنت تفاصيل برنامج التحول الوطني الذي أقر الموافقة عليه مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – كأحد برامج رؤية المملكة 2030 التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله-. وحدد برنامج التحول الوطني عددا من الأولويات الوطنية المشتركة ذات الأثر والنفع العام والمبنية على الأهداف الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030، بعد أن تم تحليل المبادرات في غرف دعم متخصصة وفق مرشحات قائمة على تعظيم مساهمة المبادرات في تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة. وأبرز معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الأستاذ محمد بن عبدالملك آل الشيخ أهمية برنامج التحول الوطني، وقال: إنه ينبثق من ( رؤية المملكة 2030) التي وضعت أهدافا يتوقع تحقيقها بعون الله تعالى خلال الأعوام الـ 15 القادمة، وتضم عددا من البرامج ومنها هذا البرنامج الذي عمل عليه 24 جهة حكومية بمشاركة مجموعة من الوزراء لمعرفة التحديات التي تواجه عمل كل قطاع ومواجهتها، مبينًا أن مرحلة إطلاق البرنامج تعد مرحلة أولى لمعالجة التحديات سواء نظامية أو إجرائية أو تشغيلية التي تعتري الجهات الـ 24 لتحقيق نتائج (رؤية المملكة 2030). وأوضح معاليه أن المرحلة الأولى من البرنامج تضم ( 543) مبادرة سوف يتم البدء فيها العام الجاري بميزانية قدرها ( 268.410.559 ) مليار ريال، يُسهم القطاع الخاص فيها، والجزء الأكبر منها لن يكون مبلغًا إضافيًا على ميزانية الدولة، بحيث سينفق على هذه المرحلة وفق ما اعتمد لبرنامج التحول الوطني، مشددا على أنه لن يكون لهذا المبلغ أي أثر مالي كبير على ميزانية الدولة، وسوف يكون هناك مراقبة على الإنفاق لتحقيق كفاءة الإنفاق والوصول إلى أهداف البرنامج.
ابوفيصل ج @@
الله يوفقة ويلبسك ثوب الصحة والعافية ويمد ه بطول العمر لخدمة الدين والوطن وخدمه الاسلام والمسلمين
وان يحفظ هذا البلد من كيد الكائدين وير دكيدهم فى نحورهم