“المواطن” ترصد أكثر من 100 صورة للخدمات المقدمة لنزلاء إصلاحية السجون بجدة

رصدت عدسة “المواطن”، الخدمات المقدمة لنزلاء إصلاحية سجون جدة النموذجية وسجن جدة العام، وذلك خلال مرافقتها صباح يوم أمس للوفد الإعلامي، الذي يضم عددًا من الإعلاميين والكتاب، والذي زار الإصلاحية وسجن جدة العام بتنظيم من المديرية العامة للسجون بتوجيهات سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.

وبدأ الوفد الزيارة بمقابلة مدير عام سجون مكة المكرمة، العميد فائز مستور الأحمري، ومدير سجون جدة العميد ماتع عبدالله العتيبي ومساعد مدير العلاقات والإعلام بالسجون المقدم عبدالله ناصر الحربي، حيث رحب الجميع بالوفد الإعلامي باسم مدير عام السجون بالمملكة، اللواء إبراهيم محمد الحمزي.

عقب ذلك تجول الوفد برفقة مدير عام إصلاحية جدة المقدم فائز مبارك الأحمري، حيث تم زيارة أجنحة السجناء، وتم الاطلاع على ما يُقدم لهم من خدمات وأنشطة تتمثل في الأنشطة الرياضية المتنوعة تحت إشراف مدربين رياضيين، كما تم الاطلاع على صالات استراحة النزلاء، التي تم تخصيصها لقضاء الأوقات أمام شاشات التلفزة، كما تم تأمين ٤ كبائن اتصال للنزلاء مع أهاليهم، وكذلك شاهد الجميع مقرات نوم النزلاء ومقر التشميس، وكذلك محلات بيع المواد الغذائية ومكائن بيع العصائر.

وعبر عدد من النزلاء في تلك الأجنحة عن رضاهم بما يقدم لهم من خدمات، عقب ذلك تمت زيارة مقرات التدريب الزراعي التي يتم تدريب النزيل من خلالها على طرق ووسائل المزروعات المختلفة، وكيفية التعامل معها من خلال وجود عدد من البيوت المحمية، ثم توجه الجميع إلى مقر المراحل الدراسية التي يتم تدريس النزلاء بها، ابتداءً من مرحلة محو الأمية إلى المرحلة الثانوية تحت إشراف وزارة التعليم وصولًا إلى التعليم العالي الجامعي.

كما اطلع الوفد على المكتبة العامة التي يقضي فيها النزلاء أوقاتهم للاطلاع على الكتب، وما يحتاجه في دراسته من بحوث ونحوها.

وعقب ذلك زار الوفد معمل الخياطة الذي تم تجهيزه بكامل معداته ويعمل فيه عدد من النزلاء بشكل رسميّ ويطبق عليهم نظام وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، حيث يعملون يوميًّا من الساعة السابعة والنصف حتى الساعة الخامسة عصرًا، ويعملون على خياطة الزِّي الخاص بنزلاء الإصلاحية، وكذلك النزلاء الموقوفين في السجون العامة.

ويعمل الفرد منهم على إنتاج مابين ٤٠  و٦٠ قميصًا وبنطلوناً يوميًّا، وهو ما يحقق الاكتفاء الذاتي للنزلاء من الملابس، دون الحاجة إلى جلب موردين، وهذا يتطابق مع الرؤيه ٢٠٣٠، حيث تم توفير المواد الخام لهم ويستفيد الجميع من مزاولة المهنة بعد الإفراج.

واطلع الوفد الإعلامي على معمل الرسم والنحت والذي يمارس فيه النزلاء هوايات الرسم والنحت، حيث تم توفير جميع المواد اللازمة لهم وقد انبهر أعضاء الوفد بأعمال النزلاء من لوحات وأعمال نحت مميزة.

جدير بالذكر أن الإصلاحية تتسع لأكثر من ٧٢٠٠ نزيل ونزيلة، حيث يتواجد بها الآن حوالي ٤٠٠٠ نزيل ونزيلة تقدم لهم كل الخدمات، وتم تصنيف الوحدات السجنية حسب نوع القضايا والأعمار، حيث خصصت وحدة خاصة للشباب.

كما يحظى النزلاء بجميع الخدمات الصحية داخل الإصلاحية، حيث ذكر مدير الإصلاحية المقدم فائز الأحمري، أن هناك مركز استقبال السجين، حيث يتوافر به أخصائي اجتماعي ونفسي وطبيب عام لدراسة وضع النزيل من جميع الجوانب قبل أن يتم إرساله للوحدات السجنية.

 وفي سياق متصل استكمل الوفد الإعلامي زيارته لسجن جدة العام “بريمان”، حيث كان في الاستقبال مدير سجون جدة العميد مانع العتيبي، حيث بدأ الوفد بزيارة مكاتب استقبال الزوّار المراجعين التي تم إحداثها موخرًا، تسهيلًا على المراجعين لإنجاز معاملات الزوار والمراجعين إلكترونيًا.

كما تم التعرف على موقع الزيارة المرئية الرابطة ما بين سجن جدة العام وسجن الملز بالرياض، عن طريق الاتصال المرئي ما بين السجين وذويه سواء السجين بجدة وأهله بالرياض أو سجين بالرياض وأهله بجدة، حيث تتيح الخدمة التواصل معه دون عناء السفر والمشقة والاطمئنان عليه وعلى وضعه في بث مباشر، وهي خدمة مقدمة من الإدارة العامة للسجون بالمملكة وتطبق لأول مرة وسوف تعمم ما بين السجون.

 وعقب ذلك توجه الوفد الإعلامي لمشاهدة التطوير والتأهيل لبوابة السجن الرئيسية والاطلاع على أحدث الأجهزة التي تم استخدامها في الكشف عن محتويات السيارات العابرة للبوابة قبل دخولها مقر السجن.

واستمع الجميع إلى شرح تفصيلي لكل هذه الإنجازات من مدير مشروع تأهيل سجن جدة النقيب مهندس حسن فاروق فطاني، وكذلك قائد الشرطة العسكرية بسجون جدة الرائد  علي راشد الزهراني، ثم شاهد قسم التوجيه والمراقبة الذي تم تدشينه موخرًا ويحوي أكثر من ١٢٠ كاميرا مراقبة لجميع أروقة السجن العام والأجنحة الداخلية وغرف نوم السجناء والوحدات السجنية، التي يزيد عددها على ٢١ وحدة سجنية تضم أكثر من ٧  آلاف نزيل.

وبعدها توجه الجميع إلى أحد الأجنحة وهو جناح الاستقبال للمساجين، والذي يتم من خلاله فرز السجناء حسب القضايا الموجهة بعد أن يتم الكشف عليهم صحيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا.

 تجول الوفد الإعلامي في بيت العائلة الذي تم إحداثه موخرًا والذي يمكن السجين من الالتقاء بأفراد أسرته بكل خصوصية، حيث يتكون من صالة استقبال وغرفة نوم مجهرة بالكامل، وتلا ذلك زيارة لمقر المركز الصحي واطلع الجميع فيه على جميع العيادات التي تقدم خدماتها للنزيل منذ دخوله السجن، حيث تقدم خدماتها بشكل يومي على فترتين وتضم صيدلية وقسم أشعة ومختبراً.

و شاهد الجميع الاستاد الرياضي الذي تم إنشاؤه للنزلاء من أجل إقامة الأنشطة الرياضية المختلفة، عقب ذلك توجه الجميع إلى خيمة الضيوف، حيث شاهد الجميع عرضًا مرئيًّأ عن الخدمات المقدمة للنزلاء بسجن جدة العام من تأهيل وتدريب وإعداد السجين، ليصبح عضوًا فاعلًا في المجتمع بعد قضاء محكوميته.

والجدير بالذكر أن السجين يحصل على مميزات خلال تواجده في السجن أو الإصلاحية وهي تخفيض المحكومية عليه مقابل كل إنجاز يقوم به داخل السجن، وقد أشاد الوفد بما تم مشاهدته من خدمات تقدم للنزلاء بمتابعة مستمرة من مدير عام السجون اللواء إبراهيم محمد الحمزي والحرص على إعادة تأهيل السجين وجعله عضوًا فاعلًا في مجتمعه بعد خروجه وانتهاء محكوميته.

 

ومن جانبه، رحب مدير إدارة العلاقات والإعلام المتحدث الرسمي للمديرية العامة للسجون العميد الدكتور أيوب بن حجاب بن نحيت بزيارة هذه الكوكبة من الإعلاميين للاطلاع على بعض منشآت ومشروعات المديرية العامة للسجون التطويرية الحديثة، كما بين أن السجون تهدف في الأساس إلى تحقيق عناصر الردع الخاص والردع العام، والنظريات الاجتماعية أكدت أن للسجين مجتمعًا خاصًا أدى إلى نشوء ما يسمى  بـ” ثقافة السجن”، وهي بمثابة السلوكيات المتكررة والدائمة المرتبطة بهذا المجتمع ونزلائه.

ويشير مفهوم ثقافة السجن إلى ” أسلوب الحياة الذي يميز مجتمع السجن عن غيره بما يحويه من عادات وأعراف وقوانين وقيم ومعايير قام النزلاء بتطويرها بأنفسهم، وهي متميزة تمامًا عن تلك السائدة في المجتمع الكبير”.

 وتظهر عادة ثقافة السجن لأسباب أهمها إشتراك نزلاء السجون بقيم خاصة تتفق مع المعايير الرسمية المتفق عليها والمقبولة لدى عامة المجتمع، وكذلك فإن التفاعل والاتصال بين النزلاء ينتج عنه إحساس بالتجانس والتوافق كاستجابة لمقتضيات التكيف مع الحياة الخاصة داخل السجن، بما تحويه من عزلة مجتمعية وظروف اجتماعية قاسية، الأمر الذي يجد معه النزلاء الحاجة للتكيف معها، وبالتالي الاستسلام لتداعياتها وآثارها السلبية، والتي من أهمها اعتناق النزلاء لقيم وأفكار خاصة بهم، وشعورهم بأن المجتمع غير مستعد لقبولهم ومنحهم فرصة أخرى لإعادة الاعتبار لأنفسهم اجتماعيًّا وأخلاقيًّا وهو ما يطلق عليه بـ “صدمة الإفراج”.

وتسعى المديرية العامة للسجون إلى تعويد النزلاء والنزيلات على مواجهة المواقف الصعبة في الحياة، بحيث نتعامل معهم على أنهم ضحايا ظروف نفسية واجتماعية معينة قادتهم إلى السجن، لذلك هدفت برامجنا الإصلاحية التي ينخرط فيها النزلاء والنزيلات خلال فترة عقوبتهم إلى المحافظة على ما لديهم من مواهب وقدرات وإمكانات بدنية وذهنية وتنميتها.

وأوضح أيوب بن حجاب بن نحيت المتحدث الرسمي للمديرية العامة للسجون: “قبل ذلك فقد حرصنا على تهيئة البيئة الفيزيقية للسجون، والتي تمثل بيئة السجن بما تشمله من مبنى وحرارة واتساع مكاني وتوافر خدمات التعليم والتدريب والتغذية والصحة والتقنية وغيرها؛ بما ينعكس على سلوك النزيل واتجاهاته في مختلف جوانب حياته؛ لذلك حرصت المديرية العامة للسجون ومنذ وقت مبكر على التخطيط لتصميم وتنفيذ إصلاحيات نموذجية متكاملة، حيث تم ولله الحمد افتتاح باكورة هذه الإصلاحيات في كل من مدينتي الرياض وجدة كما تشاهدون، وكذلك يتم العمل حثيثًا على إعادة تأهيل بيئات السجون القديمة مثل سجن بريمان، الذي اعتبرناه تحديًا ولن أزيد فالواقع يتحدث عن نفسه”.

وأردف: “وبعد كل ما نحتاجه هو وقوف المجتمع بكامل مؤسساته وأفراده مع إخواننا النزلاء وأخواتنا النزيلات وعدم وصمهم بالانحراف؛ لأن الشخص الذي يتم وصمه بالانحراف يبقى محط الأنظار، وبالتالي يعتاد الناس على الحذر منه، ما ينتج عنه تقمص الشخص ذاته لهذا الدور، مما قد يجره إلى مستقبل انحرافي أشد وأنكى بدلاً من استقامته وتعديل سلوكه إيجابيًّا”.

وختم بن نحيت  بقوله: “من هنا ندعو الجميع إلى الصفح والعفو عن كل من زلت به القدم كي نتشارك جميعًا في إعادة الأمل في روح النزلاء والنزيلات كي يقفوا مجددًا على طريق الفلاح والنجاح بإذن الله تعالى، فالإسلام لا يفترض في الإنسان أصالة الشر وديمومته، وإنما يقرر قابلية الإنسان وإمكانية هداه إلى طريقي الخير والشر، فقد قال تعالى “وهديناه النجدين”.