مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
علي بن عبد الخالق القرني: الحل عندنا في مكتب التربية العربي وننتظر تفاعل وزارة التعليم
خالد الحليبي: المجتمع يجب أن يقف في وجه التجاوزات وألا يدس رأسه في التراب
هاني الغامدي: شهوة عابرة شبيهة بسوق الأسهم ما تلبث أن تندثر
فهد بن جليد: نُعلّم أبناءنا للتربية ونتجاهل التقنية والتقنية الآن أم التربية
المواطن – بندر الحميد
بات هوس المراهقين والمراهقات والشبان والشابات في مجتمعنا للحصول على الشهرة عبر وسائل التواصل الحديثة، وبأي طريقة كانت، حتى لو كان ذلك على حساب الدين والقيم وخدش الحياء والذوق العام، أشبه بالظاهرة، وهو ما أوقع الكثيرين منهم في الآونة الأخيرة في فخّ المُساءلات والملاحقات القانونية؛ لتنبري بعدها فئات كبيرة من المجتمع للمطالبة بفرض أقسى العقوبات الرادعة بحقهم وبحق كل مَنْ تسول له نفسه القيام بمثل فعلهم من مبدأ -أن آخر العلاج الكي-، وهو ما يعتبر ردة فعل مبررة وطبيعية، ولكن ماذا عن بعض هؤلاء المتجاوزين من صغار السن؟! وهل يناسب معهم تطبيق هذا المبدأ مباشرةً، خاصةً أن الواقع يقول إنّه لم يكن هناك علاج من الأساس حتى نطالب بالكي مباشرة!
هنا في (المواطن)، ومن خلال ضيوفنا، نحاول أن نتلمس ومنذ وقتٍ مبكرٍ مراحل التحصين والعلاج الممكنة قبل أن نصل لمرحلة السقوط للمتجاوزين، وقبل وهذا هو الأهم أن نصل لمرحلة المطالبة باختيار العقوبات المناسبة، والتي بالطبع تأتي بعد فوات الآوان.
* بدايةً تحدث المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور (علي بن عبد الخالق القرني):
نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة إعلامية تُمكّن شبابنا من الاستهلاك الواعي للإعلام ومعرفة ما وراء الخبر والصورة والمعلومة، وما خفي كان أعظم، والمؤسف هنا ثبات المدرسة والإعلام التقليدي الرسمي على وظائفها المعتادة المملة، ففقدت بذلك تأثيرها، وانصرف الناشئة عنها بحثًا عن المعلومة، وتماشيًا مع السرعة وقوة التأثير. لنجد أنفسنا اليوم أمام سيل من الجرائم المعلوماتية المنظورة أمام المحاكم مع أن الكثير منها تمّ ارتكابه جهلًا في غياب التوجيه والتربية، ونحن نفخر في مكتب التربية العربي لدول الخليج بأننا أول من وطّد مصطلح الثقافة الإعلامية باللغة العربية، حيث أنتج المكتب برنامجًا تعليميًا متكاملًا من الصف الأول إلى نهاية المرحلة الثانوية، وسيؤدي وإذا ما أخذ طريقه إلى المدارس لنقلة نوعية في تغيير وظيفة المدرسة ونشوء المدرسة المعاصرة، وسيكون بالإمكان إيجاد خط دفاعي ضد ما يُحاك لشبابنا من مكرٍ منظمٍ خبيثٍ؛ يستهدف ولاءهم لوطنهم ويستهدف قيمهم وأخلاقهم، والبرنامج أنهاه المكتب منذ زمن، والتطبيق بيد وزارة التعليم إذا ما أرادت الاستفادة منه .
* كما أكد المستشار الأسري المعروف الدكتور (خالد بن سعود الحليبي):
أن الحل يبدأ من المجتمع نفسه؛ فكلما نبتت حالة شاذة، عللنا لها ألف علة، وتركناها مهملة في ركنٍ، بعيدًا عن الأنظار، بحجة أنها حالة شاذة، أو لكونها غير مؤثرة بزعمنا، وبعد غفلة تطول أو تقصر نلتفت فنجدها –للأسف- أصبحت أحراشًا شائكةً، قد يصعب علينا -وإن كان لا يمنع- أن نقترب منها؛ حتى لا تؤذينا، وفي بقائها إيذاء لنا دون شك ولا ريب .
هذه الظاهرة الجديدة المتمثلة في اشتهار مجموعة من الشباب أو الفتيات في وسائل التواصل، ليست ابنة هذا الوطن الكريم، وإنما هي ظاهرة عالمية، وُجِدَتْ في كثير من الدول، ولكنها تستكثر على شباب وطننا، الذي نعده مجتمع بيت واحد، يحكمه التدين العام، وتسوده الأعراف النبيلة، التي تحجزه عن كل ما يمس المروءة ويخدش الحياء، مجتمع قيمي، لا يرضى بتطبيع الأخلاق الرذيلة، ولا يسمح بالخروج عن الذوق، ولا بالمتاجرة بالتفاهات .
ولذلك فلا غرابة أبدًا أن تصبح مناهضة هذا الانحدار غير الأخلاقي قضية رأي عام، يرفض توجهها واستمرارها، ويؤيد توجهات أولياء الأمور إلى محاصرتها والقضاء عليها، وعلينا أن نسعى جميعًا من خلال ما نمتلكه من قنوات تأثير إلى صدّ هذه التجاوزات، وإيقافها عند حدها، بالنصح، والتقويم أولًا، ومن يتجاوز بعد كل هذا يلق جزاءه تأديبًا وعقوبةً، حتى يرتدع، ويعود إلى جادة الطريق .
* من جانبه طمأن المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والبحوث الأسرية والمجتمعية الدكتور (هاني الغامدي):
من أن هذا الهوس مجرد شهوة جديدة ومؤقتة ما تلبث أن تزول، وهذا حال البشر والحياة منذ الأزل، مؤكدًا أنها أمور ستأخذ زمنها أو وقتها، ومن ثم تنسخ الأمور كلها بعد فترة من الزمن، بمعنى أنّه في وقت قادم سيكون هناك الكثيرون ممن قد يستسخف حتى أن يكون له فلورز أو متابعين ضمن ما قد يُضاف إلى أفراد المجتمع من أفكار أو مقترحات أو تطبيقات أو وسائل تواصل جديدة، والتي ستضاف في الفترة القادمة من ضمن ما هو عليه التطور المتسارع لموضوع السوشيال ميديا أو غيره، وبالتالي سيكون هناك ردة فعل مثل ما هو صعود الأسهم وهبوطها، سيكون صعودًا واهتمامًا بهذا الجانب كما في زمننا الحالي، وهو ما نراه الآن على أرض الواقع، وسيكون هناك هبوط حاد في الفترة القادمة، مما سيجعل كثير من هذه الأمور لا يعتد بها، وأضاف الدكتور (هاني)، أنّه مع إدخال مناهج دراسية تختص بتوعية النشء في هذا الجانب منذ الصف الأول الابتدائي، مع ضرورة أن يكون هناك متابعة دقيقة من قِبل المعلم المربي أثناء وجود الطلاب في المدرسة ضمن تقييم وتقويم مستمر للناحية السلوكية للطلاب أثناء اليوم الدراسي.
* ودعا الكاتب المعروف بصحيفة الجزيرة (فهد بن جليد):
بأن نفكر بطريقة أخرى لعلاج المُشكلة؟ تكون موازية للعقاب، وتحقق المُعادلة الصعبة، معتبرًا بأنّه يستحيل أن نطلب التوقف عن مُتابعة نتاج هؤلاء، فزمن الرقابة الأبوية على المُشاهدة ولّى لغير رجعة، مع حرية الاستخدام، هناك مُتربصون نعم، هناك تقنية ثائرة نعم، الأهم من كل هذا أن يكون لدينا مُستخدم واعٍ، وهي المُعادلة الأصعب التي يمكن تحقيقها بتعليم أبنائنا الاستخدام الصحيح، والتعاطي الأمثل مع وسائل التواصل، من خلال مناهج التعليم وداخل الفصول المدرسية، فنحن نعلمهم للتربية، والتقنية اليوم هي أم التربية؟!
وطالب (ابن جليد)، بأن تتوقف وسائل الإعلام التقليدية عن منح المخطئ مزيدًا من الشهرة التي يبحث عنها عندما تتابع أخباره بعد القبض عليه أو قبيل ذلك، وتستضيفه في اليوم التالي ليعلق على خطأ ارتكبه في حق نفسه، وحق مجتمعه، واصفًا ذلك بالمصيبة الأخرى.
وأضاف (ابن جليد)، أنّه يجب قبل أن نحاسب من أخطأ من هؤلاء المشاهير، على الجمهور أن يحاسب نفسه؛ لأنه من صفّق لهم حتى نسوا أدبيات الخروج والحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه مسؤولية اجتماعية انطلاقًا من قاعدة إعلامية تقول: (رفع ذائقة المُستقبل) شرطًا للخلاص من (الرسالة الرديئة) للمُرسل.