قصة هدى الزعاق من الحياكة لابتكار دمى الأطفال الأخضر يخسر ضد البحرين في بداية مشواره بـ”خليجي 26″ صالح الشهري يهز شباك البحرين شرط مهم للتسجيل في الضمان الاجتماعي مصعب الجوير يسجل الهدف الأول ضد البحرين عبدالعزيز بن سعود ووزير الدفاع وزير داخلية الكويت يستقلان قطار الرياض شاهد.. الجماهير تدعم سالم الدوسري في المدرجات استئناف بعثة السعودية في كابل لأعمالها اعتبارًا من اليوم عبدالعزيز بن سعود يعقد جلسة مباحثات رسمية مع وزير الدفاع وزير الداخلية الكويتي الأخضر يتأخر بثنائية ضد البحرين في الشوط الأول
المواطن – الرياض
قصة نادرة تحمل كل معاني الوفاء والرحمة في قلب الطالب تجاه معلمه الذي أفنى حياته من أجل طلابه.
تجسدت هذه القصة في شاب سعودي ومعلم مصري قبل أربعين عاماً، حينما كان المعلم يدرس للطالب في أحد الصفوف الدراسية بالمملكة، لتمر السنوات ويعود المعلم إلى مسقط رأسه بعد أن بلغ من العمر عتياً.
ولكن لم ينسَ الشاب طوال هذه السنوات فضل معلمه، وظل يبحث عن معلمه المصري، طيلة 41 عاماً حتى توصل إليه في النهاية، ثم قطع آلاف الأميال ليزوره في مسقط رأسه بمحافظة قنا، جنوب مصر.
بدأت القصة في منطقة جازان جنوب المملكة حيث ظل المعلم والخبير التربوي السعودي عبدالله بن أحمد قهار يبحث عن معلمه المصري عبدالمنعم القاضي الذي ترك السعودية منذ 41 عاماً لكي يزوره ويشكره على ما فعله معه؛ حيث كانت فترة تدريس المعلم المصري له – كما قال – هي الأساس والسبب الرئيسي الذي أدى لتفوقه العلمي ووصوله للمكانة التي يرجوها.
وطوال هذه المدة ظل قهار يبحث عن معلمه دون جدوى يسأل عنه المعلمين الوافدين من مصر فلا يجد إجابة شافية، فقد انقطعت الأخبار نهائياً عن المعلم الذي لم يترك له عنواناً أو أثراً يمكن الاستدلال عليه.
وقبل 10 سنوات مضت وعقب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، استغل الخبير التربوي السعودي تلك الوسيلة في البحث عن معلمه لكن دون جدوى، فقد كان يكتب في موقع “فيس بوك” اسم معلمه على أمل أن يعثر عليه أو على أحد من أقاربه أو أبنائه حتى تسرب اليأس إليه وفجأة وجد رسالة له على الفيس من أحد المصريين المتواصلين معه يطلب منه أن يكتب اسم المعلم كاملاً والمحافظة والمدينة التي ينحدر منها عسى أن يتوصل إليه.
عبدالحكيم القاضي، الإعلامي ونجل ابن عم المعلم المصري، قال لموقع “العربية نت” إن الخبير التربوي السعودي وفور وصوله لمنزل العائلة لمقابلة معلمه قال إنه بعدما قرأ رسالة المصري في بريده على “فيس بوك” عاد لوالده ليسأله عن المدينة التي ينحدر منها معلمه في قنا فعلم أنها مدينة قفط، وعلى الفور كتب اسم المعلم كاملاً والمحافظة والمدينة طالباً معرفة بيانات الرجل ورقم هاتفه وعنوانه وخلال رحلة البحث قرأ أحد أفراد العائلة التدوينة وتواصل مع المعلم السعودي وكان هذا هو الخيط الأول.
ويضيف عبدالحكيم، أن الشاب الذي ينتمي للعائلة وتواصل مع المعلم السعودي أخبره أنه سيصل للمعلم المصري ويبلغه بالخبر ويستأذنه في إعطاء رقم الهاتف له، وفور وصوله لعبدالمنعم القاضي أخبره بالتفاصيل فطلب منه الأخير على الفور منحه رقم الهاتف مؤكداً أنها كانت لحظة إنسانية مؤثرة عندما تواصل السعودي مع معلمه المصري وكانت المكالمة الأولى بينهما بعد 41 عاماً مليئة بتفاصيل يعجز القلم عن وصفها ومفعمة بمشاعر وأحاسيس راقية وعظيمة تؤكد عظمة الشعبين الشقيقين وتلاحمهما.
وقال إن الطرفين اتفقا على اللقاء وقال المعلم السعودي، خلال الاتصال الهاتفي الأول، إنه سيزور مصر خلال أيام واتفقا على الموعد، وفي الموعد المنتظر كلفني نجل عمي المعلم المصري أن أستقبل ضيفه الكريم في مطار الأقصر، وذهبت إلى هناك وفور وصوله ولقائه بي هتف بصوتٍ عالٍ “تحيا مصر” وخطب في صالة الوصول قائلاً: “يا إخواني المصريين أنتم لديكم كنوز لا تعرفون قيمتها، أنا هنا في مصر قاطعاً مسافة 3000 كيلو متر لمقابلة معلمي صاحب الفضل الأول بعد الله فيما أنا فيه، حافظوا على بلدكم وكنوزكم”، وهنا يقول عبدالحكيم: لقد لاقت كلمات المواطن السعودي إعجاب وتصفيق كل الموجودين بصالة الوصول من مسافرين وضباط وعمال وموظفين وغيرهم.
وأضاف أنه اصطحب المواطن السعودي لمنزل العائلة وفور وصوله ولقائه بمعلمه المصري لأول مرة بعد 41 عاماً قبّل يده ورأسه وجلسا يتبادلان الذكريات والمواقف التي عاشاها وخلال الجلسة كان المواطن السعودي يميل على معلمه ويقبله من حين لآخر.
المعلم المصري عبدالمنعم القاضي قال إنه “سعيد للغاية، وفخور بتلميذه عبدالله الذي قطع ألف كيلو متر من جازان لمطار جدة ونحو 2000 كيلو متر من مطار جدة لمطار الأقصر ليسأل عن معلمه”، مضيفاً أنه ذهب للعمل معلماً في مدرسة الموسم بجازان في الفترة من عام 1971 حتى عام 1975 وقامت عائلة الطالب عبدالله الذي كان يبلغ من العمر وقتها ما بين 6 و10 سنوات بمنحه منزلاً بسيطاً ليقيم فيه بجوار منزل العائلة كما كان يقوم بتدريس اللغة العربية والقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لعبدالله وهو ما ساعده بعد ذلك في التفوق.
وقال المعلم المصري إن ما فعله عبدالله موقف نادر من الوفاء والعرفان من تلميذ لأستاذه، ويدل على حسن تربيته وسمو أخلاقه فبعد هذه السنوات الطويلة ما زال يتذكر معلمه ويقتطع من وقته وجهده وماله الكثير ليزوره في مسقط رأسه بجنوب مصر ويكرمه وسط أهله، مضيفاً أنه إنسان عظيم أشكر الله أنه من تلاميذي فقد منحني بموقفه هذا جرعة كبيرة من السعادة تكفيني حتى نهاية العمر، لذا أنا ممتن له ولعائلته الكريمة في السعودية.
حكيم
المعلم المخلص يبقى في ذاكرة الوفي النجيب