طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
المواطن – خضر الخيرات – جازان
وصف سكان وموظفون في المناطق الجبلية الطرق بالبدائية التي لا ترقى لمستوى ما يُعلن من أرقام مليونية لتنفيذ مشاريعها، كما وصفوا استنفار المسئولين والإعلام بأنه وقتي لا يتبنى قضايا ويبحث عن الأسباب ويضع الحلول ويتابع تنفيذها وفق ما يوصي به ولاة الأمر، جاء ذلك بعد الحادث المأسوي الذي ذهب ضحيته خمسة من أفراد عائلة واحدة هم الأب والأم وثلاثة من الأبناء، فيما أُصيب طفلان إصابات بليغة.
طرق تفتقد مقومات السلامة
وقال يحي أسعد المالكي، نائب مدير مستشفى بني مالك العام سابقًا، إن الطرق الجبلية تفتقر لأدنى مقومات السلامة، فلا لوحات إرشادية، ولا مصدات على الطرق، وهو ما ذهب إليه مروعي قطامي أحد موظفي مستشفى بني مالك، الذي قال: بحكم سكني الواقع في إحدى قرى محافظة صبيا، ومقر عملي في محافظة الداير بني مالك، أمر بهذه العقبات يوميًا فأبدأ يومي بشد حزام الأمان، وأحرص على أن أكون في أعلى درجات الانتباه الشديد حتى وصولي إلى عملي؛ فهناك الكثير من المطبات الصناعية التي أكاد أجزم أن عددها قد يُدخل المنطقة في موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية من حيث عددها وأحجامها المتزايدة في الكبر، وأحيانًا الحدة كلما اقتربنا من القطاع الجبلي، في غالبيتها لا يوجد عليها خطوط تُبيّن أين هي وما هو حجمها أو حتى لوحات إرشادية تدل على قربها، ولو وجدت فإنها توجد على مسافة قصيرة جدًا من المطب، أما الحيوانات السائبة فحدث ولا حرج بالذات من مدينة صبيا إلى العيدابي؛ فعددها في بعض الأحيان يشعرك بأنك في محمية برية غير منظمة تتسبب في حوادث عنيفة شهدت الكثير منها.
ذلك ما أكده المتحدث الرسمي باسم مرور جازان الرائد إبراهيم طميحي لـ“المواطن”، قائلًا: لاحظنا إنشاء طرق في سفوح حادة ويبدو أنها تمت بجهود فردية ولم تكن بطريقة مدروسة ومخططة؛ وذلك لافتقارها لأي وسائل سلامة حيث يشرف بعضها على علو شاهق دون وجود مصدات، بالإضافة إلى تساقط قطع صخرية صغيرة على الطبقة الإسفلتية، مما يزيد من نسبة خطر انزلاق المركبات، ومن المحتمل أن تكون هناك انهيارات للصخور خاصة وقت هطول الأمطار.
وجهودنا مستمرة طوال العام حيال كل من السائق والمركبة والطريق، حيث تستمر لدينا برامج التوعية المرورية، بالإضافة إلى حفظ النظام للمنع من ارتكاب المخالفات والتنسيق مع الجهات المختصة بشأن الطرق، وجارٍ العمل مع الجهات ذات العلاقة في إدارة النقل والبلديات لاتخاذ ما يلزم من قبلهم حيال هندسة الطرق، ومن ضمنها الجبلية وتأمينها بوسائل السلامة اللازمة لضمان تحقيق السلامة لمستخدمي الطرق.
أسباب الحوادث
إضافة لعدم وجود مصدات وتحذيرات يرى البعض أن أسباب الحوادث على الطرق الجبلية ترجع لعدم وجود مساحة كافية، وانشغال السائقين وخلل في مكابح السيارات التي تتلف بسبب الطرق.
يضيف الرائد إبراهيم طميحي أن سبب وقوع الحوادث يرجع إلى الانشغال عن القيادة؛ مما إلى انحراف المركبة وسقوطها في ظل عدم وجود مساحة كافية للسيطرة على المركبة واستعادتها للطريق، والذي بالكاد يتسع لها، وهي تشرف على ذلك الجرف، والحلول يتم وضعها من قِبل الجهات ذات والعلاقة والاختصاص في الأمانة والبلديات المتفرعة منها، وإدارة الطرق والنقل، ونثق بأنهم سيتجاوزون أي عقبات بإذن الله.
دور الجهات المشاركة في الإنقاذ
تشارك في عملية الإنقاذ والإخلاء الجبلي إضافة للدفاع المدني الذي باشر في أسبوع ثلاث حوادث سقوط حادثين لمجهولين سقطوا من أعالي المرتفعات الجبلية في بني مالك، وحادث سقوط سيارة العائلة التي ذهب ضحيتها خمسة من أفراد عائلة واحدة بمشاركة الهلال الأحمر. وقال المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر بجازان، بيشي الصرخي، إن الحوادث المرورية في المناطق الجبلية تعد من الحوادث الخطيرة التي تتضاعف فيها الإصابات، وتحصل فيها الوفيات بسبب سقوط المركبات من أماكن مرتفعة.
الهلال الأحمر يعتمد سيارات دفع رباعي ومسعفين من المناطق الجبلية
وبالنسبة إلى دور هيئة الهلال الأحمر السعودي في التعامل مع هذه العوامل يقوم بالتعاون مع الجهات الأخرى، خاصة الدفاع المدني، حيث تمّ تجهيز المراكز التي تقع في المحافظات الجبلية بسيارات دفع رباعي مجهزة بتجهيز طبي متكامل، والحرص على أن يكون العاملون في هذه المراكز من مسعفين وسائقين من أبناء تلك المحافظات، وذلك لمعرفتهم في التعامل مع المنحدرات والمنعطفات الخطيرة عند مباشرة الحوادث المرورية فيها في أسرع وقت ممكن وتحرص الهيئة في المستقبل على توفير أفضل الإمكانيات للتعامل مع حوادث المرتفعات.
على الرغم من الجهود التي أشاد بها المواطنون لفرق الدفاع المدني “المواطن” تواصلت مع المتحدث الرسمي للدفاع المدني بجازان للحديث عن الجهود المبذولة وأسباب السقوط والحلول، ولم تتلق الردّ إلى حين النشر.
الاستنفار وقتي
ويرى كل من بندر الخالدي وخالد جمالي أن الاستنفار الإعلامي واستنفار المسئولين وقتي، تفاعل مع كل حادث جديد يحدث، لهذا لجأ المواطنون لموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الذي يستطيع إيصال صوت المواطن بعد فشل الإعلام التقليدي في نقل صوت المواطن، واكتفى بنشر تصاريح المسئولين التي تحمل أحلام وردية ليست موجودة في الواقع، وقال المغرد خالد الجمالي إن الهاشتاق أكبر أملًا في الوصول للترند، وحين وصوله فقد وصل الصوت لجميع من هم داخل الشبكة الإلكترونية، ولن يكون صوت مواطن واحد ولكن صوت مواطنين على كفة واحدة، وقد يصل بإيجاز وتفصيل ويوضح حقيقة أكثر من وسائل الإعلام التقليدي.
هاشتاق الترند يحضر الطرق
وأطلق أبناء جازان مؤخرًا هاشتاق #طريق_العارضه_يحصد_الارواح، تفاعلت معه إدارة طرق جازان التي ليس لها متحدث رسمي يمكن التواصل معه ببيان حصلت “المواطن” على نسخه منه جاء فيه: تجاوبًا مع الهاشتاق. أوضح مدير عام الطرق المهندس محمد الحازمي، أنّه جارٍ محاسبة المقاول نظير تقصيره، وأن مشكلته المالية والإدارية شأن يخصه. وأوضح أن هذا المشروع في أولويات أعمالي رغم استلامي إدارة الطرق في وقت قصير، ولكن إن شاء الله يتم إنهاء المشروع في أقصر فترة زمنية ممكنة.
ثم عادت إدارة الطرق بجازان بعد الحادث المأساوي ببيان، قالت فيه: تشير إدارة الطرق بمنطقة جازان إلى الخبر الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، وعدد من الصحف الإلكترونية ومفاده سقوط سيارة من طريق عقبة الجفو بمحافظة الدائر بداخلها أسرة مكونة من سبعة أفراد، ونتج عن سقوط السيارة من طريق عقبة الجفو بمنطقة الدائر عن وفاة خمسة منهم، وهم الزوج والزوجة وثلاثة من أبنائه، وأفادت بعض الصحف بإهمال إدارة الطرق بعدم عمل مصدات للطريق، عليه يتقدم مدير عام إدارة الطرق بمنطقة جازان المهندس محمد الحازمي بأحر التعازي والمواساة لأسرة المتوفين، داعين الله العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته كما نرجو من الله العلي القدير أن يمن على المصابين منهم بالشفاء العاجل.
الطرق تتبرأ من مسئولية طريق الجفو
وأضاف بيان إدارة الطرق: بمتابعة الأمر فقد اتضح لنا بأن طريق عقبة الجفو بمحافطة الدائر ليس مُسلمًا لإدارة الطرق وليس ضمن الطرق التي تحت مسؤولية الإدارة، وهو يتبع لجهات أخرى.
وفي الوقت الذي يؤكد المواطنون عدم وجود مصدات على الطرق الجبلية، أكدت إدارة طرق جازان من خلال بيانها أن تسعى لحصر كافة المواقع التي تحت مسؤولية الإدارة لعمل حصر لمثل هذه المواقع التي تحتاج لأعمال حواجز خرسانية، ووسائل السلامة لحفظ وسلامة سالكي تلك الطرق، وذلك لطلب المبالغ المالية اللازمة لهذه الأعمال.
المواطن تواصلت مع مدير الطرق، وانتظرت ردًّا على الاستفسارات الموجّهة إليه، ولم ترد إلى موعد النشر.
جهود موظفي الطوارئ يخذلها نقص الإمكانيات
على الرغم من الجهود المبذولة من قبل موظفي الطوارئ في مستشفى بني مالك العام ومستشفى العارضة إلا أن المواطنين يرون أن هذه الجهود تصدم بقلة الإمكانيات.
وقال المواطن سلمان المالكي: “مستشفى بني مالك سعة خمسين سريرًا، يفتقد لكامل التخصصات، والعناية المركزة، كما هناك نقص في عدد الأطباء بالشكل الذي يناسب المناطق الجبلية، ولابد من تحويل الحالات التي تتعرض للسقوط وتكون إصابتها خطيرة لمستشفى الملك فهد المركزي والمستشفيات الطرفية بالمحافظات الأخرى، ما يسبب مضاعفات أو موت المصاب، إضافة لقلة الإسعافات وجاهزيتها والسائقين، على الرغم من المطالبة بزيادة سعة المستشفيات والتخصصات وعمل جميع الأقسام مساواة بالمستشفيات في المحافظات الأخرى”.
حريق مستشفى العارضة
المستشفى الثاني الذي تنقل إليه الحوادث الجبلية –مستشفى العارضة- يتعرض للاحتراق، وأوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني، أنه عند وصول قوات الدفاع المدني اتضح أن الحادث عبارة عن حريق في إحدى غرف العيادات الخارجية، وتزامنًا مع الحريق اندلع حريق آخر في غرفة اجتماعات في الدور الثاني بقسم التنويم، حيث تمّ مباشرة الحادث والسيطرة على الحريق.
وأضاف أنّه تمّ إخلاء المرضى ونقلهم لمستشفيات المنطقة عن طريق الهلال الأحمر والشؤون الصحية بالتعاون مع الدفاع المدني، وعددهم ٤٢ حالة، ولم ينتج عن الحادث أي إصابات أو وفيات.
إمارة جازان تشكل فريقًا لدراسة الأسباب
وجّه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، أمير منطقة جازان، بتشكيل فريق عمل عاجل برئاسة مدير إدارة متابعة الخدمات بإمارة منطقة جازان أكرم علي آل سالم للوقوف على أسباب تكرار حوادث الحريق لوضع الحلول الوقائية وإعداد الآلية المناسبة لذلك بما يضمن حماية الأرواح والممتلكات.
وذلك لما تمّ ملاحظته من رصد للعديد من حوادث الحريق في المنطقة وتكرارها، وخاصةً في المنشآت والمباني الصحية والمواقع التجارية والمرافق العامة.
أوضح ذلك مدير العلاقات العامة والإعلام بإمارة منطقة جازان أ. ياسين بن أحمد القاسم.
وأشار القاسم إلى أنه قد تمّ تشكيل لجنة بهذا الشأن بإشراف من صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان وبمشاركة الجهات المعنية ذات العلاقة.
مبينًا أنه قد تم عمل خطة لتوزيع المهام التي تم توضيحها في التوصيات، بحيث تقوم كل جهة بدورها المطلوب، وأن تتم معالجة الملاحظات على المنشآت القائمة والمستقبلية من تجارية وخدمية.
مضيفًا أن سموه أمير جازان شدد على أهمية متابعة وضع المرافق والمنشآت الصحية وضرورة إنهاء كافة الترتيبات القانونية والإجرائية لتفويض المكاتب الهندسية لمتابعة تراخيص البناء والعمل على التوصيات والملاحظات الواردة من الجهات الحكومية ذات العلاقة.
مؤكدًا على القيام باستكمال جميع وسائل السلامة بمختلف المرافق القائمة والمستقبلية لتقديم الخدمات ولضمان سلامة الأرواح والممتلكات من الكوارث.
حوادث جازان بين الواقع والمأمول
بعد استعراض الواقع الذي حدث في جازان نجد أنّه ليس كما هو المأمول الذي تحرص عليه الدولة، ويشدد عليه ولاة الأمر، كما أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية -حفظه الله- حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -رعاه الله- على سلامة المواطن والمقيم مهما كلّف ذلك من تخطيط وجهد.
جاء ذلك في ثنايا كلمة ولي العهد خلال اطّلاع سموه في مكتبه بديوان وزارة الداخلية على الخطة التطويرية الاستراتيجية للمرور.
وخاطب العاملين في الإدارة العامة للمرور قائلًا: “قطاع المرور مهم جدًا وأعلم أهمية العمل الذي تقومون به ومسؤوليتكم هي الحد من أسباب الحوادث المرورية والحرص على سلامة أبناء الوطن وبناته والمقيمين فيه”.
وأكد أهمية التصدي للحوادث المرورية بكل ما يحقق سلامة المواطن والمقيم قائلًا: “يزعجنا جميعًا كثرة الحوادث المرورية التي يذهب ضحيتها يوميًا فلذات أكبادنا”.
وشدّد ولي العهد على ضرورة نشر التوعية المرورية الشاملة وإيصالها لكافة أبناء الوطن والمقيمين فيه بجميع أنحاء المملكة وضرورة إشراكهم في كل ما من شأنه أن يسهم في أي عملية تطويرية للمرور للقضاء على أسباب الحوادث، موجهًا وبشكل عاجل ببذل كافة الجهود لحل جميع المشكلات المرورية ووضع جميع الحلول الممكنة لتحقيق الأمن المروري حفاظًا على الأرواح والممتلكات”.
حمد قصيري
لماذا دائماً ننتظر التوجيهات من السلطات العليا في حين الواجب يحتم على مسؤولي القطاعات ذات العلاقة دراسة وتحديد وحل الأسباب المؤدية لهذه الكوارث حتى لا تحدث مرة اخرى