ضبط شخص أثار الفوضى وأعاق عمل الأمن في إحدى الفعاليات برماح وظائف شاغرة لدى وزارة الطاقة وظائف شاغرة في الشؤون الصحية بالحرس الوطني اللجنة الطبية بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل تكشف عن حالات عبث الجامعة الإسلامية تُدشن المنصة الإلكترونية للمجلات العلمية وظائف شاغرة بـ فروع شركة جوتن جامعة طيبة بالمدينة المنورة تسجل براءتي اختراع علميتين قبول طلب تقييد دعويين جماعيتين من أحد المستثمرين ضد تنفيذيين بإحدى الشركات بيان الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الخليجي: ندعم سيادة سوريا ولبنان وندين العدوان الإسرائيلي القبض على المطرب الشعبي حمو بيكا في القاهرة
لا فارق بين نجاة من غارة، أو الموت غرقاً أثناء هروب.. هذا تحول إلى جسد بلا روح، وذاك رحلت روحه إلى عالم لا يوجد به من يتجرع من كأس الدمار رشفة ويبثّها في وجوه الآمنين، الأول عمران دنقيش، البالغ من العمر 6 سنوات، وأُنتشل من تحت الأنقاض بعد قصف منزله، وأعاد لنا ذاكرة للثاني، الطفل إيلان الكردي، البالغ 3 سنوات، ومات على السواحل التركية، في 2 سبتمبر 2015، هرباً من الحرب الدائرة في سوريا.
آلاف غير عمران وإيلان، ربما ينتظرون نفس المصير، عيناهم مغرقتان بالدموع، لا يفهمون معنى الحرب، ويرون الحياة طفولية مثلهم، ينظرون إلى العالم على أمل أن ينقذهم أحد من أصوات القصف الذي يؤرق منامهم يومياً، ومن مشهد الدماء الذي يرونه كل صباح، بدلاً من اللعب والمرح.
أ
وهذه الطفلة تبحث عن عروس لعبة، تمرح معها، تبني مطبخاً بلاستيكياً وتتحدث مع دُمياتها.. جدتها كانت تمرح معها يومياً، ولكن سألت عنها يوماً، فعلمت أنها ماتت.. كانت لا تعلم ما معنى الموت، إلى أن علمت أنه يأخذ أحباءها بعيداً عنها.
أما الطفل هذا فيرفع استغاثة إلى العالم، ويأمل في أن يسمع صوته أحد، ولا يريد أن ينضم اسمه إلى عمران وإيلان.. يريد أن يعيش حتى يكبر ويتزوج ويُعلم أولاده كره الحرب، ومن خلفها، يُناشد شرفاء العالم بسرعة التحرك.. يعلم أن الوقت كلما مر كلما عاش دقائق أخرى، ولكنه لا يعلم إلى متى سيطارده الموت، دون أن يخافه كما الماضي.
وهذا ينظر إلى العالم من خلف سجنه الحديدي، لا يريد إلا أن يمُر إلى العالم الآمن، يعلم أن هناك أطفال مثله ماتوا.. لا يدري لماذا.. هل فعلوا ذنباً ما.. لا يدري ولكنه يعلم أن الدور قادماً على آخرين وآخرين، إلى أن تتوقف آلات الحرب عن قصفهم، ويتوقف النظام عن اعتبارهم دُمى يجب حرقها والتخلص منها.
والمعاناة مستمرة وربما يفتقدون الأمن، ولكنهم سيحاولون العيش والمرح ولو بين الحطام والدماء، ربما نوع من التحدي، وربما يعتبرونها الفرحة الأخيرة، لأنهم لا يعلمون إلى متى سيعيشون في هذه الدولة التي تنهار بسبب وحشية نظامها.
أما هذه الطفلة فطلبوا منها أن تأكل.. هي جائعة بالفعل، ولكنها لن تتخلى عن دُميتها اللطيفة، فهي تؤنسها وتحدثها كلما اقترب موعد النوم، تسألها “إلى متى سنعيش في الخيام.. وإلى متى سنستيقظ على الصراخ”، لتنام في النهاية وهي تحضن دُميتها، ودمعة لامعة تنساب على وجهها الرقيق.
وهؤلاء ينظرون إلى الأعلى.. يتمنون لو يكبروا قليلاً حتى ينهوا الحرب، كرهوا الخوف والحياة خلف القضبان، كرهوا الهروب، يريدون الحياة والسلم، يتعجبون من سبب الحرب.. هل لأجل الحكم، سحقاً للحكم، فهم أطفال يريدون الحياة والأمل، ولكنهم ينظرون عسى أن تختفي يوماً الطائرات الحربية، ويخرجوا من سجنهم الحديدي.
ولكن هذه الطفلة مختلفة فهي مستعجلة، وتسأله “لماذا يقتلون الأطفال يا عماه”.. يجيبها وهو متأثر “لأن الجبناء لا يقاتلون بشجاعة ويلا يحاربون الرجال”.. فتتعجب “إلى متى”.. فيرد عليها الرجل الذي يرعاها بعد موت أهلها “إلى حين تحرك العالم لإنقاذنا يا ابنتي”.
وعلى الرغم من برائتها مرتجفة هي.. تفكر في مستقبل ضبابي غير واضح المعالم، لا تدري ماذا سيحدث.. هل ستموت أو تعيش، هل ستكبر وترى طفولتها.. لا تعلم، ولكنها متأكدة أن الوقت اقترب.