طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
المواطن – واس
شهد المسجد النبوي الشريف، العديد من التوسعات عبر التاريخ، مروراً بعهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية فالعباسية والعثمانية، وأخيراً في عهد الدولة السعودية، إذ شهد توسعات هي الأكبر في تاريخه، تحمل في جنباتها كل ما يخدم قاصدي المسجد النبوي الشريف.
وأوضح الباحث في تاريخ المدينة المنورة، فؤاد المغامسي، أن العمارة الأولى للمسجد النبوي الذي بناه خير البشر في المدينة المنورة، بعد هجرته سنة 1هـ الموافق 622، الذي يعدّ أحد أكبر المساجد في العالم، وثاني أقدس موقع في الإسلام، بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، تطلبت رفع جدرانه وإطالة أعمدته، حيث صار ارتفاع سقفه سبعة أذرع, وصارت أبواب حجرات أمهات المؤمنين تفتح مباشرة في المسجد النبوي الشريف، وذلك بعد إضافة الطرقة التي كانت تفصلها عنه، وكانت مساحته آنذاك مربعة الشكل 100×100 ذراع، وقد ظل المسجد النبوي محتفظاً ببناءه طيلة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكامل فترة الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
توسعة الفاروق
وأبان أن العمارة الثانية للمسجد النبوي، تمت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث دعت الحاجة إلى توسعته بما يوافق البناء الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك سنة 17هـ، فكان البناء بتقديم جدار القبلة بمقدار عشرة أذرع, وتم زيادة عشرين ذراعاً من الناحية الغربية، ومن جهة الشمال زاد البناء 30 ذراعاً، فجاء مستطيل الشكل طوله من الشمال 140 ذراعاً ومن الشرق 120 ذراعاً، ورفع سقفه إلى حوالي 11 ذراعاً، وأضيفت له ثلاثة أبواب أخرى؛ وهي باب في الحائط الشمالي، وباب النساء، وباب السلام.
10 أذرع
وأفاد المغامسي، أن العمارة الثالثة للمسجد، كانت في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي تولى الخلافة في سنة 24هـ، وفي عام 29هـ، برزت الحاجة إلى توسعة المسجد النبوي الشريف، فتمت الزيادة آنذاك من جهة القبلة عشرة أذرع، تنتهي عند محرابه، الذي لا يزال مصلّى إمام المسجد النبوي الشريف إلى يومنا هذا، ومن الناحية الغربية تمت زيادته عشرة أذرع بواقع أسطوانة واحدة، فيما لم تشهد الناحية الشرقية زيادة في البناء، في حين زاد من الشمال والغرب، وأشرف رضي الله عنه على البناء بنفسه، فغيّر شكل العمارة التي قام بها، فكان بناؤه بالأحجار المنحوتة بدلاً من اللبن، وأبدل جذوع النخل بأسطوانات الحجر المدوّرة، وغطى سقفه بخشب الساج، وبنى المقصورة على مصلاه من لبن، وجعل فيها طيقاناً “نوافذ”، يرى الناس منها الإمام.
إعادة بناء
ونفذت العمارة الرابعة، في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، الذي رأى الحاجة لزيادة أخرى للمسجد النبوي مع إعادة بناء المسجد النبويـ حيث أمر واليه على المدينة المنورة، عمر بن عبدالعزيز، ببناء المسجد وتوسعته، وبدأ البناء سنة 88هـ وانتهى سنة 91هـ، حيث أدخلت حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ضمن بناء المسجد، وكان بناؤه من الحجارة المنقوشة وسواريه من الحجارة المنقورة، وحشيت بعمد الحديد والرصاص، وعمل سقفان للمسجد؛ علوي وسفلي، فكان السقف السفلي من خشب الساج، وعمل في سقفه ماء الذهب، وجعل للمسجد أربع مآذن، فكان الوليد بن عبدالملك، أول الخلفاء الذي أدخل الزخرفة في المسجد، وقد زاده من جهة الغرب نحو عشرين ذراعاً، ومن جهة الشرق نحو ثلاثين ذراعاً، وزاد فيه من جهة الشمال نحو عشرة أذرع.
توسعة الشمالية
وأضاف الباحث في تاريخ المدينة المنورة: أن أعمال العمارة الخامسة للمسجد النبوي، كانت في عهد المهدي العباسي، حيث زاد فيه من الناحية الشمالية فقط، وكان ذلك سنة 161هـ، واستمرت أعمال البناء أربع سنوات، حتى انتهت في عام 165هـ، وكان مقدار الزيادة مائة ذراع، في حين شهد عهد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي، تنفيذ أعمال العمارة السادسة للمسجد النبوي، حيث عمل للمسجد سقفاً واحداً، ارتفاعه اثنين وعشرين ذراعاً، وتم تسقيف المسجد عام 888هـ، وكان مما بناه القبة الزرقاء التي على الحجرة الشريفة على الدعائم بأرض المسجد، مما حدا المعماريين بالخروج بجدار المسجد من جهة الشرق بذراعين وربع، وقاموا بعدة أعمال؛ منها هدم المنارة الرئيسة إلى أساسها وأعادوها، وأعادوا سور المسجد القبلي والشرقي إلى باب جبريل بعد أن هدموه، وزادوا في عرضه، ووسعوا المحراب العثماني، وجعلوا عليه قبة “رؤوس الأساطين”، بعد أن قرنوا كل أسطوانة بالأخرى وجمعوها في بعضها خمس أساطين، ليتأتى لهم عقد القبة المذكورة، وأزالوا الأسطوانة التي في محاذاة الأسطوانة المخلقة التي عليها المصلى الشريف النبوي بينها وبين المحراب المذكور، وأسّسوا المنارة التي بباب الرحمة، وتمت عمارة المسجد حوالي سنة 890هـ.
في حين تمت العمارة السابعة، في عهد السلطان عبدالمجيد الأول؛ حيث بدأت تقريباً في عام 1265هـ إلى عام 1277هـ، حيث أعاد بناء المسجد النبوي، وأضاف العديد من القباب والدور والمدارس في مؤخرة المسجد النبوي، وهي التي مازالت باقية إلى الآن.
اهتمام مبكر
وواصلت حكومة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، اهتمامها البالغ وعنايتها بالحرمين الشريفين توسعة وعمارة؛ ومن تلك العناية التوسعات المتلاحقة التي شهدها المسجد النبوي الشريف في العهد السعودي، فعندما تولى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الحكم، قام بأول زيارة إلى المدينة المنورة في شعبان عام 1345هـ للصلاة في مسجد رسول الله، والسلام على خير البرية، ثم النظر في شؤون المسجد النبوي، فلاحظ تصدعات في بعض العقود الشمالية للمسجد، وتفتت بعض حجارة الأعمدة، فأصدر أوامره ـ رحمه الله ـ بإصلاح وترميم المسجد، وكان ذلك في سنة 1348هـ، فأجريت إصلاحات في أرضيته وأروقته وبعض الأعمدة بالأروقة الشرقية والغربية، وكذا إصلاح التشققات التي ظهرت في دهان الحجرة النبوية الشريفة، وكان ذلك عام 1350هـ، وبعد وفاته -رحمه الله-، واصل أبناؤه من بعده مسيرة تطوير وتجديد المسجد النبوي الشريف، فتسلم زمام الحكم الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله في نفس العام، وكان كثير الاهتمام بأمر التوسعة، حيث تم في عهده إكمال بناء توسعة المسجد النبوي الشريف على أتقن وأجمل شكل، وأقيم احتفال بهذه المناسبة، يوم الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1375هـ).
وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله -، حصلت توسعة أخرى من الجهة الغربية، واشتريت العقارات والدور والمساكن التي احتيج إليها، وظللت بمظلات مقببة قوية مؤقتة في مساحة (40500) متر مربع، وجهزت بجميع اللوازم حتى صارت صالحة للصلاة، وفي عهد الملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله-، جرت توسعة ثالثة حينما وقع حريق في المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي من المسجد سنة 1397هـ، فأزيلت المنطقة، وتم تعويض أصحاب العقارات، وضمت الأرض إلى ساحات المسجد النبوي، وظللت منها مساحة 43000 متر مربع، على غرار المظلات السابقة وهيئت للصلاة فيها، وبذلك صارت المساحة الكلية للمسجد النبوي بعد التوسعة السعودية الأولى، 16327 مترًا مربعًا.
شرف خدمة الحرمين
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-، زار المدينة المنورة في شهر المحرم عام 1403هـ، وشعر خلال زيارته أن المسجد لا يتسع لكل المصلين والزوار، وأن المظلات المقامة لم تعد كافية، فأمر بوضع دراسة لتوسعة مسجد رسول الله توسعة كبرى، تستوعب أكبر عدداً ممكن من المصلين، وبالفعل تمت الدراسة بحيث أن هذه التوسعة تمتد من جهة الغرب حتى شارع المناخة، ومن الشرق إلى شارع أبي ذر بمحاذاة البقيع، ومن الشمال حتى شارع السحيمي.
وفي يوم الجمعة التاسع من شهر صفر عام 1405هـ، وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ، حجر الأساس لهذه التوسعة المباركة، والتي فاقت في مساحتها كل التوسعات السابقة.
وتواصلت تلك التوسعات السعودية، إذ شهدت المدينة المنورة أواخر العام الهجري 1434هـ، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ـ، أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف، إذ ارتفعت طاقته الاستيعابية لتصل إلى مليوني مصلي مع نهاية أعمال المشروع، ويعد هذا المشروع الأكبر في تاريخ المسجد النبوي الشريف، ويمثل حدثاً إسلامياً بارزاً يتردد صداه في مختلف أنحاء المعمورة.
وبعد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله، واصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ، المسيرة في خدمة الحرمين الشريفين، إذ أكد ــ حفظة الله ــ، أهمية الحرص على متابعة العمل في مشروع التوسعة الكبرى للمسجد النبوي والمشروعات المرتبطة بها، التي تصب جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين من شتى أرجاء العالم، وكذلك خدمة أهالي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وزوارها.
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ السياق، أكد مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام، رئيس اللجنة الفنية والخدمية بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، المستشار عبدالواحد بن علي الحطاب، أن ما توليه حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما منذ أن وحد شملها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ، وبناها على التوحيد والعقيدة وأسسها على الكتاب والسنة وحمل أمانتها من بعده أبناؤه؛ الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبدالله ـ رحمهم الله ـ جميعاً، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ.
ويكمن اهتمام قادة هذه البلاد في خدمة الحرمين الشريفين وتطوير بناءهما وتوسعتهما وتوفير جميع الخدمات في المشاعر المقدسة، ليؤدي ضيوف الرحمن القادمين إلى المملكة العربية السعودية من مشارق الأرض ومغاربها، الركن الخامس من أركان الإسلام وهو حج بيت الله الحرام وزيارة المسجد النبوي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، في يسر وسهولة.
وفي ختام حديثة، دعا الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، خير الجزاء على ما يولونه من اهتمام للحرمين الشريفين، وخدمة الزوار والمعتمرين والحجاج، وأن يجعل ذلك في موازين أعمالهم.