الغامدي من منبر الحرم المكي: التلبّس بالمعاصي والمُنكرات من أسباب السحر والعين

الجمعة ١٢ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٤:٣٧ مساءً
الغامدي من منبر الحرم المكي: التلبّس بالمعاصي والمُنكرات من أسباب السحر والعين

أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي, في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، أن الحديث عن الملائكة بشيء من التفصيل من خلال النصوص الشرعية الثابتة الكثيرة، لهو مما يزيد الإيمان ويقويه، ويرسخ اليقين في القلوب، فتفرح بربها سبحانه، وتمتلئ تعظيماً له وإجلالاً، ويعلم الإنسان مقدار ضعفه وعجزه، وأن هناك من هو أعظم منه خلقاً وقدرة، وأن الملائكة عالم عظيم الشأن من عوالم هذا الكون الفسيح، عالم كله طهر ونقاء وصفاء، خلقهم الله من نور كما في صحيح مسلم، وهم من أقدم وأعظم مخلوقات الله، أعطاهم الله القدرة على التشكل بأشكال مختلفة، وخلق لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع وأكثر من ذلك، وهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون، وقد وهبهم الله القوة والقدرة والسرعة العجيبة التي يستطيعون بها تنفيذ أوامر الله، وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون، خلقهم الله خلقة باهرة العظمة والجمال والبهاء، وهذا أمر متقرر في فطر الناس، كما وصفت النساء جمال يوسف عليه السلام، حين قلن ((مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ)).

وقال فضيلته: إن للملائكة علاقة خاصة بالمؤمنين دون سائر البشر، فهي دائماً تستغفر للمؤمنين وتشفع لهم عند ربهم وتستغفر لطالب العلم وتضع أجنحتها له رضىً بما يصنع، وتصلي على معلم الناس الخير، وعلى أصحاب الصف الأول وعلى الذين يصلون الصفوف، وإذا دعا المؤمن أمنت الملائكة على دعائه وقالت له: ولك بمثل، وإذا أحب الله عبداً أحبه جبريل عليه السلام، ثم تحبه الملائكة، ثم يوضع له القبول والحب في الأرض، ويرسل الله ملائكته إلى عبده المؤمن، فتحرك فيه بواعث الخير، وتكون معه في غالب أحواله تؤيده بالحق وتسدده في قوله وفعله وتقذف في قلبه الخير وتشجعه على فعل الخيرات والثبات عليها، أما المنافق والفاجر، فالله تعالى يرسل عليه الشياطين تؤزه أزاً وتقذف في قلبه الشكوك والعقائد الفاسدة وتحرك فيه بواعث الشر والباطل.

وأضاف فضيلته: أن من العجب أن بعض الناس يشتكون من السحر والعين ومس الشياطين وتغير الأحوال في نفسه وأهله وبيته، والحقيقة أنه هو السبب في ذلك لأنه تلبس بالمعاصي والمنكرات في نفسه وبيته وأهله، وآذى الملائكة بأعماله فخرجوا من داره وابتعدوا عنه فتعكر صفو حياته، وخلا الجو للشياطين فهجمت عليه من كل ناحية واستحوذت عليه وأذاقته الآلام والأحزان والشقاء النفسي، وإن من الحقائق الثابتة، أن وجود الملائكة يطرد الشياطين ويخزيهم، كما هرب الشيطان لما رأى الملائكة نازلة في معركة بدر الكبرى ونكص على عاقبيه.